شاركنا العديد من المقالات المتعلقة بالرضاعة الطبيعية أثناء أسبوع الرضاعة، وتحدثنا عن أغلب جوانب الموضوع مع أخصائية الرضاعة الطبيعية بنان الحوراني؛ حتى نقدم الأفضل للأمهات المرضعات وأطفالهن. اليوم سنكمل ما بدأنا به وسنتحدث عن جانب مختلف من الموضوع؛ ألا وهو: عدم تقبل الرضاعة الطبيعية لدى الأم.
تشعر العديد من الأمهات بعدم الراحة لمشاركة جزء من جسمها مع كائن آخر، والرضاعة الطبيعية عملية مستمرة يتخللها مشاركة عضو من أعضاء الجسم مع كائن آخر -حتى وإن كان طفلها- وتحتاج إلى الالتزام اليومي. لذلك؛ قد تواجه العديد من الأمهات مشكلة في تقبل الرضاعة الطبيعية باعتبارها عملية مؤلمة مجهدة تترك آثاراً سلبية في نفسها!
لذا؛ سنتحدث اليوم برفق إلى الأم التي تشعر بمشاعر مختلفة فيما يخص الرضاعة الطبيعية، والتي تشعر بعدم الراحة أو عدم التقبل لهذه العملية. سنتحدث معها لمساعدتها على تفهم مشاعرها وتقبلها ثم البحث بعمق عن أسبابها والتخلص منها. سنغوص في أعماقها لإيجاد جذر هذه المشاعر ثم سنقدم لها طرف الخيط لنسف هذا الجذر. سنمسك بيدها ونشجعها حتى تخوض هذه المرحلة بكل حب وتقبل وارتياح بمساعدة الدكتورة رنا طيارة.
اقرأ أيضاً فوائد الرضاعة الطبيعية وأهميتها
في أسبوع الرضاعة الطبيعية؛
لا ننكر أبداً قدسية الحليب الطبيعي باعتباره أفضل هدية تقدمها الأم لطفلها، وأنه ليس هناك شيء آخر يفوق فائدة وأهمية الحليب الطبيعي للطفل. ولكن، إن شعرتِ عزيزتي الأم بمشاعر سلبية تجاه عملية الرضاعة الطبيعية؛ نحن هنا لنخبركِ أنكِ لست وحدك، بل هناك العديد من الأمهات ممن وجدنّ صعوبة في تقبل الرضاعة الطبيعية! بعضهنّ تقبلنّ أنفسهنّ بهذه الطريقة، والبعض الآخر لجأنّ لأحد الأخصائيين لمساعدتهنّ على تجاوز هذه المشاعر السلبية. مهما كان قرارك فتأكدي أنك تقدمين الأفضل لطفلك وتذكري أنك أفضل أم. سواء أرضعتِ طفلك لشهر أو اثنين أو سنة أو سنتين أو حتى أكثر، أم لم ترضعي طفلك بتاتاً؛ هذا أمر خاص بك لا يقلل من أمومتك أبداً ولا يعني نهاية العالم!
من أسباب عدم تقبل الرضاعة الطبيعية لدى بعض الأمهات
وجهنا سؤالنا هذا إلى لايف كوتش ميرا سميرات، وإلى أخصائية الرضاعة الطبيعية بنان الحوراني
أجابتنا ميرا سميرات من منطلق خبرتها في اللايف كوتشينج؛ فهي ترى وجود فجوة ومشكلة في العالم العربي فيما يخص التربية الجنسية بشكل محدد، والتربية الجنسية مهمة جداً في عملية الرضاعة الطبيعية.
نربي أطفالنا على حرمة وعدم تقبل كشف جزء ما من أجسامهم، وهذا شيء صحيح وجيد. تكبر الفتاة تتزوج وتنجب، وتصبح فجأة مضطرة لمشاركة جسدها أو حتى إرضاع طفلها أمام أشخاص آخرين! هذا الخجل الكبير من كشف جزء من جسمها أمام أحد، قد يكون عائقاً في استمرارها بالرضاعة الطبيعية، وقد تستسهل استبدال حليبها الطبيعي بالحليب الصناعي حتى لا تضطر أن ترضع أمام الآخرين!
من جهة أخرى؛ أضافت أخصائية الرضاعة بنان الحوراني من منطلق خبرتها، قد يكون عدم تقبل الرضاعة الطبيعية ورفضها، رفض قلة من السيدات التغيرات التي ستطرأ على شكل الثدي إن هنّ أرضعنّ أطفالهن رضاعة طبيعية.
أيضاً؛ وجهنا أسئلة أخرى للدكتورة رنا طيارة متعلقة بتقبل الرضاعة الطبيعية وعدم تقبلها. سنتحدث فيما يلي عن أسباب عدم تقبل الرضاعة الطبيعية لدى بعض الأمهات وكيف ينعكس ويؤثر ذلك عليها، وكيف تستطيع الأم تجاوز هذه المشاعر. تابعوا معنا!
ما هي أسباب عدم تقبل الأم الرضاعة الطبيعية؟
تواجه أغلب السيدات ممن يعانين عدم تقبل الرضاعة الطبيعية؛ حالة طبية بتعرف باسم “النفور من الرضاعة الطبيعية Breastfeeding Aversion“. وهي شعور الأم بمشاعر سلبية أو مؤلمة أو منفرة متعلقة بالرضاعة الطبيعية، حيث تدفع هذه المشاعر الأم إلى التهرب من عملية الرضاعة الطبيعية، وقد تؤدي بها إلى كره العملية بشكل كامل!
قد يكون أحد أسباب النفور من الرضاعة الطبيعية هو هرمون الأوكسايتوسين، الذي قد يسبب الخوف والتوتر في التجارب السلبية لأنه ينشط جزءً من الدماغ يكثف الذاكرة.
أيضاً؛
قد تكون المعتقدات المسبقة عن الرضاعة الطبيعية؛ سبباً مهماً في تقبل الرضاعة الطبيعية. فقد تسمع الأم من صديقتها أن الرضاعة الطبيعية مؤلمة، وقد تكون الأم ذاتها مرت بتجربة رضاعة طبيعية متعبة حرمتها من النوم ليلاً. أو حتى اعتقاد الأم أن الرضاعة الطبيعية ستقيد حريتها أو ستغير من شكل ثدييها. كل هذه المعتقدات وغيرها؛ تنفر بعض الأمهات من الرضاعة الطبيعية، بل وتدفعهنّ لاستبدال حليبهنّ الطبيعي بالحليب الصناعي.
اقرأ أيضاً 8 مقولات عن الرضاعة الطبيعية خاطئة
كيف ينعكس النفور من الرضاعة الطبيعية على الأم؟
قد تنعكس هذه المشاعر على عدة نواحي:
- الناحية فكرية. مثل: التهرب من الرضاعة الطبيعية والتهرب من مكان تواجد الرضيع.
- الناحية نفسية. مثل: مشاعر الغضب والعار ومشاعر الذنب والكره ثم الخجل من شعورها بهذه الطريقة.
- ومن ناحية جسدية. قد تصاب الأم بحكة جلد شديدة أثناء إرضاع الطفل، وقد تسبب لها الرضاعة تحسساً في منطقة الثدي حول الحلمة.
هل تستطيع الأم تخطي هذه المرحلة؟
يختلف هذا الموضوع من أم لأخرى، ويعتمد على كم العوامل الخارجية التي قد تؤثر عليها معنوياً. وبالتأكيد؛ إن قامت الأم بإحاطة نفسها بنظام دعم قوي ومساند، سيكون من السهل أن تتخطى هذه المرحلة. ولكن هنا يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال:
هل الأم بحاجة أن تتخطى هذه المرحلة أم هي بحاجة أن تتقبلها فقط؟
كيف ينظر المجتمع إلى الأم التي تشعر بنفور من الرضاعة الطبيعية؟ وكيف يؤثر هذا النفور على الشعور بالذنب لدى الأم؟
للأسف نعيش في مجتمع لا يرحم، مجتمع قاسٍ خصوصاً على الأم! يقسو على الأم المرضعة وعلى الأم التي اختارت الرضاعة الصناعية، يدفعها لمراجعة قرارها مئات المرات، ثم وبعد اتخاذ القرار، يدفعها للشعور بالذنب والقلق والخوف والعار والخجل من هذا القرار وغيره!
ما هي آلية العلاج التي تتبعها دكتورة رنا طيارة مع الأم التي تشعر بصعوبة في تقبل الرضاعة الطبيعية؟
كمعالجة نفسية؛ أعمل مع الأم التي تعاني من عدم تقبل الرضاعة الطبيعية، بأن نحاول معاً أن نكتشف جذر هذه المشاعر. نحفر في أعماق السيدة وفي ذكرياتها وفي عقلها الباطن، أيضاً في مواقف حصلت بمراحل حياتها المختلفة أدت لهذا النفور. ثم نعمل على مواجهة هذه الجذور وتفتيتها للتخلص من المشاعر السلبية التي تمر بها.
احجز جلسة علاج نفسي اونلاين
جلسة علاج نفسي اونلاين مع دكتورة رنا طيارة 315 درهم/ساعة
احجز الآن من هنا بقيمة حصرية 315 درهم/ساعة
الدكتورة رنا طيارة؛ حاصلة على درجة الدكتوراة في علم النفس بتخصص علاج صدمات الطفولة. كما أنها حاصلة على شهادة في التربية الخاصة وماجستير في علم النفس التربوي. تتمتع بخبرة واسعة كمستشارة نفسية تقدم جلسات علاج نفسي اونلاين، وتعاونت مع العديد من المنظمات غير الربحية في لبنان والأردن والمملكة المتحدة. كان تركيزها على الأطفال والشباب حول زيادة الوعي ضد إساءة معاملة الأطفال وبشكل أكثر تحديدًا الاعتداء الجنسي على الأطفال. تعمل الدكتورة رنا حاليًا كمحاضر متفرغ في جامعة كانبيرا في أستراليا.