سماح العيسى – قصة نجاح كاتبة ملهمة وأم رائعة

قصص نجاح أمهات ملهمات

سماح العيسى – قصة نجاح كاتبة ملهمة وأم رائعة

سماح 2

قصة نجاح كاتبة؛ الرائعة سماح العيسى..

تحدثت وقالت: “اسمي سماح العيسى، لا أعرف إذا ما كان من الملائم أن أضع مُسمى “كاتبة” قبل اسمي؛ فالأمر يبدو مرهقًا بعض الشيء ومرعبًا في الوقت نفسه. اسمي سماح. اعتدتُ أن أعرّف عن نفسي دائمًا فأقول: أنا أمٌّ لثلاثة أطفال وحلم.

عرفتُ الغربة في عمر مبكّر؛ فقد سبقتُ الجميع إليها. وتعلمت هناك في غربتي أن أمارس الوحدة بإتقان، وفي هذه الغربة صرتُ أمًّا! كانت الأمومة حدثًا هائلًا استدعى تأهب حواسي وإحساسي. لم يجل يومًا في خاطري أنّي سأعود إلى أوراقي وقصائدي، تلك التي ما عاد لها متسع في حياتي مذ شرعت الأمومة بواباتها لي.

كتبتُ بنهمٍ؛ بنهم من يشتهي البكاء فلا يجده، بنهم من يشتاق حضنًا آمنًا فتلطمه الغربة بصقيعها. كتبتُ كأن الكتابة وحدها قادرة على جعل الحياة أكثر قابلية للعيش. وكتبتُ ولمّا أزل أنجبت لأطفالي أربعة أشقاء:سماويات، عيدان السماسم، ليلى والحرف، وأخيرًا الحرملك.“.

لنتعرف سوياً على قصة نجاح كاتبة ملهمة، ولنتشرف أكثر بالتعرف على الكاتبة المُحبة سماح العيسى.

 
 

عرفينا عن نفسك

اسمي سماح العيسى؛ كاتبة سورية وأم لثلاثة أطفال. صدر لي إلى الآن أربعة كتب في الشعر والرواية، وقريباً سيصدر كتابي الخامس إن شاء الله. أعمل معلمة لغة عربية لغير العرب، وهذه الوظيفة بالنسبة لي ليست مجرد “مهنة“؛ بل هي شغف أضاء في داخلي العديد من الجوانب التي أكن أعلم أنها موجودة في شخصيتي. فقد اكتشفت أن تعليم اللغة العربية لغير العرب، لا يقتصر على تعليم اللغة. وإنما هو نقل ومشاركة ثقافتنا مع أشخاص من ثقافات أخرى وخلفيات متنوعة. تعليم اللغة العربية لغير العرب هو رسالة أكثر من كونه “مهنة“.

منذ متى بدأتِ بالكتابة؟

بدأتُ بالكتابة فعلياً في عمر مبكّر؛ فقد كنت في العاشرة من عمري عندما بدأت بكتابة قصص الأطفال الخيالية، وقصائد ذات مستوى يتناسب مع مرحلتي العمرية. فيما بعد؛ تطورت كتاباتي وأصبح موضوع الكتابة موضوعًا مختلفًا كلياً.

انقطعت عن الكتابة لفترة طويلة؛ بسبب انشغالي بالوظيفة الأسمى والأهم وهي “الأمومة“، ثم عدتُ إليها مرة أخرى بعد حدثٍ مزلزل ألا وهو استشهاد أخي رحمه الله.

هذه الحادثة التي غيرت الكثير من ملامح حياتنا كعائلة، كانت السبب الأساسي الذي أعادني إلى أوراقي دون أن أشعر. ثم ومع مرور الأيام ؛بدأت أشعر بمسؤوليتي تجاه موهبتي وبواجبي للسعي وإكمال ما بدأت. فأنا من الأشخاص الذين تأثروا كثيراً بالحرب في وطني، أنا من ضمن شريحة كبيرة من الناس الذين مرت دبابات الحرب فوق تفاصيل حياتنا.

هذا الأمر جعلني أشعر أن واجبي كان وما يزال إيصال صوت هؤلاء الناس وألمهم؛ من خلال الموهبة التي حباني الله بها.

حدثينا عن إنجازاتك الكتابية التي تكللت بها قصة نجاح كاتبة 

أنا مثل أي شخص قام بمراجعة تصرفاته بعد فترة زمنية، وأحس بشيءٍ من الندم على تسرعه ربما، أو عدم تفكيره مليًّا وقبل اتخاذ قرار مهم. الشخص الذي اكتشف أنه لو تمهل قليلاً، كان سينجز بشكل أفضل. هكذا أنا! ينتابني إحساس بأني قد تسرعت في موضوع النشر في البداية. لكن الآن؛ أصبحت الأمور أنضج وأصبحت الأفكار أوضح. استطعت أن أتميز بأسلوب محدد، وأصبحت “بصمة سماح” واضحة للقراء.

عندما أفكر في الفترة الزمنية التي بدأت بها بالعمل على تطوير نفسي من جانب الكتابة الاحترافية ثم أرى أين وصلتُ اليوم؛ أحمدُ الله لوصولي إلى ما أنا عليه الآن. التفكير بالشغف والأحلام التي أريد تحقيقها؛ يأخذ مني الكثير ويسلبني راحتي النفسية. ولكني أؤمن أن القلق هو مصير الأشخاص المتعلقين بالأحلام، وأنا منهم! هذا القلق يضعني دائماً على شفا حفرة.


سماح العيسى أم ومعلمة وكاتبة؛ كيف توفقين بين كل ذلك؟

التوفيق بين كل هذه الجوانب ليس بالأمر السهل أبداً؛ بل هو جهد يأخذ من راحتنا النفسية والجسدية ويتعدى على ساعات راحتنا. لا أستطيع الإنجاز في هذه الجوانب جميعها دون أن يكون الظلم واقعًا على أحدها!

في البداية كان تقصيري في حق موهبتي وحلمي في الكتابة. وعندما قررت أن أبذل جهداً أكبر في الكتابة؛ خيّرت بين ظلم أطفالي أو التقصير تجاه عملي أو تجاه نفسي؛ وطبعاً اخترت الخيار الأسهل وهو التقصير تجاه نفسي! فنحنُ من يجب أن نتحمل ضريبة أحلامنا وشغفنا ونتيجة رفضنا أن نكون في مكانٍ واحد كل الوقت.

هل وفقتُ بين كل تلك المسؤوليات؟ لا لم أفعل! وغالباً ما أشعر بعدم الرضا وأشعر أنه كان بإمكاني أن أبذل مجهوداً أكبر، أو أن هذا العمل كان من الممكن أن يبدو بصورةٍ أبهى! أنا من الأشخاص الذين يسعون دائماً لإخراج أفضل ما عندهم. لذا لا أرضى بالمرتبة الثانية!الأشخاص الذين يبحثون عن الكمال في كل شيء، لذا غالبًا ما أكون متعبة حتى لو كنت متميزة.

هذا التعب ظهر بالفترة الأخيرة بقوة بل وأوصلني إلى نتيجة واضحة؛ كونك إنسان يتحمل العديد من المسؤوليات، ولديك العديد من الأحلام  أمرٌ رائع؛ ولكنه ليس سهلاً أبداً. لذا دائماً أطلب العون من الله كي لا أستسلم.

التوفيق بين كل المجالات يحتاج إلى إرادة وقوة. بل وإن المردود الملموس الذي نحصل عليه مقابل عملنا وتعبنا؛ هو الحافز لِنكمل. أما بالنسبة لي شعوري بالإنجاز هو الحافز الأقوى الذي يدفعني لمقاومة تعبي والمتابعة.

ما هو مصدر الدعم الأول لديكِ؟

يقيني بالله والرسالة التي أحملها في داخلي؛ هما الحافز الذي يدفعني للمتابعة. علاقتي برب العاملين أصبحت أقوى بعد الغربة وبسببها؛ فوطأة الغربة أثارت في نفسي مشاعر الحزن والوحدة، وجعلتني أيقن ألّا شيء سيمنحني القوة ويعيني على النهوض في كل عثرة إلا الله تعالى. وأؤمن أنه تعالى لن يخذلني، وسينجيني مهما كانت الخيبات، ومهما عظُم الخذلان من حولي.

هناك دائماً صوت يهمس في داخلي أني سأصل وسأنجح! مهما طال الطريق ومهما زادت المهام؛ تعبي هذا والعون الذي أستشعره من الله العظيم، يجعلني دائمًا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلامي وسأحققها بإذن الله.

ما شعورك تجاه إنجازاتك الرائعة؟

أشعر دائماً بأني أريد أن أحقق المزيد! لا أعلم هل هذا طمع أم شغف؟ فكرتي وهدفي أن تصل كتاباتي – لا أنا كشخص – للأشخاص الذين كتبتُ عنهم ولهم. لقد أتيحت لي العديد من الفرص التي تحيد عن هدفي بإيصال كتاباتي لمن أكتب عنهم؛ فاستغنيت عن هذه الفرص بكل بساطة!

سعيدة جداً بإنجازاتي الحالية! عندما أنظر إلى المدة الزمنية التي استطعت خلالها إنجاز كتبي الأربعة، وعندما أشعر بالأثر الذي تركته لدى القراء؛ أفخر جداً بإنجازي. ولكن يبقى الأمل بإنجازات مستقبلية أقوى وأفضل بإذن الله.


كتاباتكِ تحاكي الواقع، هل هناك قصة معينة خلف أحد هذه الكتب؟

كل كتاب تم نشره كان له سبب ورسالة وقصة! فمثلاً؛ القصة الأولى في كتاب “عيدان السماسم” تتحدث عن لحظة استشهاد أخي – رحمه الله – ثم ومن خلال هذه القصة؛ تبلورت في رأسي فكرة الكتاب ككل. أيضاً عبرت عن نفسي من خلال كتاب “ليلى والحرف”، وعن جزء من شخصيتي ومن قصصي.

بالنهاية أنا أعتمد على الخيال الواقعي في كتاباتي. وأنا أعني بذلك الخيال المرتبط بقصة واقعية؛ الذي امتدّ بعد ذلك وتوسع ليشمل قصص وأحداث أكثر.

هل واجهتِ انتقادات من المجتمع تجاه المواضيع التي تكتبين عنها؟

غالباً ما أواجه انتقادات بسبب كتابتي عن المرأة ودفاعي عنها. وقد يتهمني البعض بأني أهاجم الرجل أيضاً وهذا غير صحيح! نعم؛ أنا أكتب عن المرأة وأدافع عنها. فرغم كل ادعائاتنا بالتحرر وزعمنا بإعطاء المرأة حقوقها؛ إلا أن المرأة كائن ضعيف ومستضعف.

أن تكون ضعيفة الجسد شيء مقبول، أما استضعافها فهو المشكلة الأكبر! المرأة في مجتمعنا مستضعفة لدرجة الحنق عليها – من نسبة كبيرة من أفراد المجتمع دون تعميم – عند مطالبتها بحقوقها بل ووصفها “بالعاق”! وأنا لا أتحدث عن الحقوق التي أعطاها المجتمع الغربي للمرأة حتى لا يتم اتهامي بما لم أقصده؛ بل أتحدث عن حقوقها في المجتمع الشرقي والإسلامي.

سأظل أواجه هذه الانتقادات، لأني لن أتوقف عن الكتابة عن المرأة وعن الدفاع عنها وعن إيصال ألمها بصورة حقيقية. أما الانتقادات الأخرى فهي انتقادات عابرة لا تترك أثراً.

كلمة أخيرة

عظمة الوصول أن تصل لأنك تستحق! أن تصل دون أن تضطر في كل محطةٍ أن تقول شكراً إلّا لنفسك ولروحٍ آمنت فزادت يقينك يقيناً.

لقد تحدثت عن تعب الحلم والشغف ولكني أقول أن هذا التعب هو تعبٌ لذيذ. فدعونا دائماً نبحث عن التفاصيل الصغيرة القادرة على إحيائنا. دعونا دائماً نسلط الضوء على أحلامنا المهملة، ونجعل لأنفسنا فسحة للتحليق. حتى وإن مسّنا التعب ولكن صدقوني سيكون هذا التعب تعباً لذيذاً.


تجدون كتب الكاتبة سماح العيسى “سماويات، عيدان السماسم، ليلى والحرف، الحرملك” في مكتبة كينوكونيا في أبوظبي – غاليريا مول، وفي دبي – دبي مول. كما ويمكنكم شرائها إلكترونياً من خلال الضغط على المواقع التالية:

أمازون، نيل وفرات

اقرأ أيضاً قصة نجاح الطفلة مزنة نجيب الفائزة في تحدي القراءة العربي ٢٠١٩

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0