تطوير الذات – لماذا تحتاج أن تطور نفسك؟

الصحة النفسية والجسدية

تطوير الذات – لماذا تحتاج أن تطور نفسك؟

تطوير الذات

كلنا سمعنا عن تطوير الذات، والبعض منا قام بقطع شوط في تطوير نفسه. والبعض الآخر أتقن تطوير ذاته وأصبح يعلم الآخرين كيف يطورون أنفسهم. ثم هناك من اعتبر تلك العلوم ترهات ومجرد كلام يتشدق به من ليس لديه عمل واضح!

وهنا سأقوم بتوضيح ماذا يعني تطوير الذات توضيحاً بسيطاً. وسنربطه بمفهوم المرونة والتوزان في مختلف مناحي الحياة.

سأبدأ أولاً بالإجابة على سؤال قد يراود البعض فيما يخص تطوير الذات؛ هل عملية تطوير الذات وتحسين المهارات مقيد بعمر معين؟

حتى عشرين عاماً مضت؛ كان هناك تصريح بأن الدماغ البشري (Brain) لا يتغير بعد سن معين. بمعنى أنه لا ينمو ويبقى جامد. ولكن الدراسات مؤخراً أثبت عدم صحة ذلك! حيث تم التأكيد على أن الدماغ البشري قادر على التغيير. فلو أردت القيام بأي أعمال في أي سن كان؛ فإنك تستطيع ذلك. بمعنى أن الدماغ قادر على النمو وقادر على تبنى كل ما هو جديد من أفكار وسلوكيات، كما أنه قادر على تعديل وظائفه وضبطها أيضاً، وإعادة توجيه العقل (Mind) حيث أنه غير محدد بأي سن.

فلو أردت تعلم ركوب الدراجة أو تعلم البيانو وأنت في الأربعين؛ فإن ذلك ممكن جداً! ولكنه يعتمد على مدى انضباطك الذاتي. ولو أردت أن تتعلم الصبر وإدارة ردود أفعالك حتى وإن كنت ترى أنه مضى عمر طويل على تلك الحالة؛ فإنك حقيقة تستطيع تغيير ذلك. وذلك بناء على مبدأ اللدائن العصبية. هذا ما يسمى الآن Nero Plasticy؛ وهو مفهوم جديد في علم الدماغ والأعصاب، خلق ثورة في هذا المجال وخصوصا في حقل تطوير الذات .

لماذا أقوم بسرد ذلك؟

لأخبركم بأن قدرتكم على التغيير والتطوير لا يحدها أبداً شيء! فالدماغ البشري وكل عملياته العقلية؛ يمكنها التحديث والتجديد في أي وقت وتحت أي ظرف إذا ما تم السعي لذلك. وكل أعذارك التي تضعها لتبقى في مكانك هي أعذار للأسف واهية.


لماذا أحتاج لتطوير نفسي وتعلم أشياء وأمور جديدة؟

وهنا يصدر هذا السؤال: لماذا أحتاج لتطوير نفسي وتعلم أشياء وأمور جديدة؟ وربما تخبر نفسك أيضاً: “أنا أعرف ما يهمني في هذه الحياة؛ البيت، العائلة، العمل إلخ ….”. ولكن أريد أن أخبرك بأن الأبحاث أثبتت بأن أغلبية الناس في القرن الواحد والعشرين، ليس لديهم أي نوع من التوازن في حياتهم. ولا يعيشون تبعاً لقيمهم!

بمعنى أنهم يمضون الكثير من الأوقات في القيام بأمور غير مهمة لا تشبعهم روحياً أو عقلياً. بل ويقومون بتشتيت أنفسهم طوال الوقت، وكثيراً ما يشعرون بالفراغ الداخلي والاكتئاب والملل. وبأن حياتهم بلا معنى ولا قيمة! وهنا تأتي أهمية تطوير الذات والنضوج الشخصي على جميع المستويات.

لأن ذلك يدفعك بالحياة لأن:

  • تتحرك دوماً وتقدم على الأمور المهمة في حياتك، وتوازن بين كل مناحي الحياة (عقليا وجسديا وعاطفيا وروحانيا).
  • تتخلص من أي عقبات نفسية تقف حائلاً بينك وبين ما تريد تحقيقه وتجربته الحياة، وتحيا حياة أنت تستحقها.
  • تستطيع الوصول للتوازن بالحياة. وتحسين نوعية حياتك وتجربة تجارب جديدة وممتعة. وذلك لن ينعكس عليك فقط بل على كل من حولك.

لأنك وباختصار، عندما تقوم بتطوير ذاتك سوف تتعرف على نفسك وسوف تحسن علاقتك بها، وبالآخرين. وسوف تستطيع أن تفهم ما يدور في داخلك طوال الوقت. كما أنك ستدرك لماذا تعيش ذلك الواقع في الخارج، وكيف أن ما بالداخل والخارج مرتبطين تمام الارتباط. وسوف تتعلم كيف لك أن تحيا حياة متناغمة مع قيمك، حياة ذات معنى. وبالطبع بينما أنت تقوم بذلك فإن العقل ينمو ويتغير حتى يستوعب ويتأقلم مع تلك التطورات.


المرونة العقلية.. أهميتها وفوائدها

أهمية المرونة العقلية

وفي هذا المضمار؛ تبرز أهمية المرونة العقلية أو الذهنية المرنة. فهي أهم السمات التي تحتاجها بالحياة والتي ستحصل عليها لو طورت نفسك حقاً!

كيف ذلك؟ 

  • حين يتبنى عقلك مبدأ المرونة؛ فإنه يوجه سلوكك لتتعامل مع الأمور بشكل مختلف في الحياة، وسوف تستطيع أيضاً أن تضع أولوية لما هو مهم حقاً بالنسبة لك.
  • وعندها مهما ألقت عليك الحياة من مصاعب وتحديات؛ فستكون قادراً على تسوية الأمور والتغلب عليها، بل والنهوض أقوى وأفضل.
  • حتى في أكثر الأوقات المحبطة؛ لن تقوم بلوم نفسك ولن تنهزم! ولكنك سوف تتعلم أن ما تمر به هو مرحلة مؤقتة ستتعلم خلالها وتنضج. ففشل خططك مثلاً وتغيرها لا يعنى القاع أو النهاية؛ بل يعني أنك بحاجة لتغير شيء ما في تفكيرك أو تعلم شيء جديد.

فوائد التحلي بالمرونة العقلية

  • تبدأ بداية جديدة مختلفة وتسلك طريق أسهل وأكثر يسر.
  • سوف تحترم إنسانيتك في رحلتك.
  • ستعرف بأن المثالية مصطلح يهدم إنسانيتك.
  • لن تنصاع للندم عندما تخطئ بل على العكس! ستأخذ نفساً عميقاً وستتعلم الدرس. وستقوم بعد ذلك وأنت بكامل عافيتك وطاقتك لتكمل الطريق لتنتقل للمرحلة التي تليها.
  • سوف تتعلم ألا تكون صلباً مع الحياة وأحداثها حتى لا تنكسر.
  • لن تتمسك بخططك وكأنها دستور أو كتاب سماوي لا يمكن التعديل عليه.
  • سوف يساعدك ذلك على ألا تتنازل عن الوصول حتى تجد نفسك وتعبر عن حقيقتك.
  • عندما تطور نفسك وتتبنى مبدأ المرونة بالحياة؛ سوف تعيش وأنت تتحرك في اتجاه تحقيق أشياء ترغب بها بدلاً من الهروب من واقع لا يعجبك.

كيف أعلم إن كانت حياتي متوازنة أم لا؟

والآن، سأقوم بسرد جوانب الحياة المتعددة هنا. وبالقليل من التفكر ستدرك فيما إذا كانت حياتك متوازنة أم لا. ثم لتوازن حياتك؛ فأنت تحتاج لأن تطور نفسك كما وتحتاج لأن تعتنق المرونة!

هناك 10 مناحي في الحياة

  • العائلة.
  • العلاقة الحميمية.
  • الأمومة والأبوة.
  • الصداقة والحياة الاجتماعية.
  • المتعة.
  • العافية والصحة.
  • العمل والوظيفة.
  • التعلم وتطوير الذات.
  • الروحانيات.
  • المجتمع.

اختبر نفسك لتعرف ما هو المهم حقاً بحياتك. اسأل نفسك الأسئلة التالية: 

  1. هل أولوياتك واضحة؟ وهل حياتك متوازنة؟ كم من الوقت والطاقة تبذل في كل جانب؟
  2. هل الجهد الذي تبذله في أي جانب من هذه الجوانب؛ هو جهد مناسب أم غير كاف، أم أنه زيادة عما هو مطلوب؟
  3. أين يكمن عدم التوازن لديك؟ ولماذا؟ وما الذي يدفعك أن تبذل طاقة ووقت في جانب على حساب الجوانب الأخرى؟
  4. ماهي الجوانب المهملة لديك؟ لماذا؟ ما هي الأمور التي ترغب القيام بها وتشعر بأنها تخرجك من منطقة راحتك؟

ثم حدد أعمال واضحة في وقت محدد تريد القيام بها لتوازن أو تغذي أحد الجوانب المذكورة والتي شعرت بأنك قد اهملته أو هربت من مواجهته لوقت طويل

وكن على ثقة بأنه عندما تطور نفسك؛ سوف تصبح قادراً على أن تعطي كل منحى من مناحي حياتك الطاقة والوقت المطلوب، ثم سوف تصل لمرحلة من التوازن المُرضي في الحياة. وخلال تلك الرحلة لن يتوقف عقلك عن التطور والتأقلم والنمو ليواكب ذلك التغيير.


تعرفي على خدماتنا والورش التي نقدمها أونلاين

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0