يعد التنمر شكلا من أشكال العنف الذي يتمثل بالإيذاء والاعتداء على الآخرين، الذين هم بالغالب الطرف الأضعف بدنياً ومعنويا. وهي ظاهرة عدوانية وغير مرغوب بها تؤثر سلباً على كلا الطرفين. ومن هنا من واجبنا كآباء أن نعلم أطفالنا بعض الطرق التي تساعدهم في التصدي للتنمر.
يوجد أشكال متنوعة ومختلفة للتنمر؛ فمن الممكن أن يكون لفظياً وجسدياً، وإلكترونياً أو جنسياً! وينتشر بالمدارس بكثرة تحديدا بين الطلبة. وفي هذا المقال؛ سنوضح خمسة نقاط مهمة بحسب رأي الدكتور جاسم المطوع في مقال له على موقعه الرسمي؛ يجب على ذوي الأطفال اتباعها في حالة تعرض أطفالهم للتنمر.
فكيف يستطيع طفلك التصدي للتنمر؟
1. تقوية شخصية ضحية التنمر
يقول الدكتور المطوع؛ أن أول خطوة يجب على المربي اتخاذها عند ملاحظته لطفل يتعرض للتنمر لمساعدته على التصدي للتنمر؛ هي تقويه شخصيته. لأنه في الغالب يكون الضحية ضعيف الشخصية وهادئ، بل ويسكت أثناء التنمر عليه فلا يعرف كيف يوقف المتنمر عند حده أو كيف يتصدى للتنمر.
فعلى المربي أن يعطيه بعض الأفكار ليقوي شخصيته. مثل: أن يدربه علي الكلام فلا يسكت، وكيف يرد علي المتنمر ولا يتجاهله. لأن السكوت أو التجاهل وعدم التصدي للتنمر في هذه الحالة يفهمها المتنمر ضعفاً! ولا مانع أن نوجه الضحية بأن يرد رد قوي وقاسي حتى يتأدب المتنمر ويقف عند حده.
وإذا استمر المتنمر بالاعتداء؛ فإننا نوجه الضحية في هذه الحالة للشكوى، ونفهمه بأن الشكوى قوة وليست ضعفاً، وأنها عدالة وليست ظلماً. وهي إجراء قانوني تتخذه تجاه المعتدي حتى تتم معاقبته وتأديبه.
2. تقوية الثقة بالنفس
إن الخطوة الثانية لمساعدة ضحايا التنمر بحسب الدكتور جاسم المطوع؛ هي العمل على تقوية ثقتهم بنفسهم. فلو كان المتنمر يستهزئ بلباسه أو شكله أو طريقة كلامه أو مشيته؛ فعلى المربي أن يلفت نظر الضحية إلي نقاط القوة بشخصيته، ويجعله ينظر للباسه وشكله وكلامه نظرة الواثق. فيلفت نظره لتفوقه الدراسي أو تميزه بالمواهب والهوايات أو قوة علاقاته الاجتماعية أو طيبته وحسن أخلاقه. وهكذا يتحدث معه حتى يجعل عينه تنظر لإيجابياته ومميزاته، حيث تساعده نظرته الواثقة لنفسه بالتصدي للتنمر.
اقرأ أيضًا تنظيم النوم لدى الطفل
3. المرونة في العلاقات الاجتماعية وأن الناس أصناف
الخطوة الثالثة في التصدي للتنمر؛ أن يقوم المربي بتدريبه على المرونة في العلاقات الاجتماعية، وأن يعلمه أن الناس أصناف! وأنه عليه أن يتعامل مع كل صنف حسب نوعه وطبعه وأخلاقه. وأن بعض الأصدقاء نكسبهم بالأخلاق الطيبة وبعضهم ومنهم المتنمرين نعطيهم العين “الحاره” (الشخصية القوية)! فلا نعامل كل الأصدقاء بمسطرة واحدة.
هذه المرونة في التعامل من الأخلاق الإجتماعية المهمة. وأن الناس ليست سواسية بالأخلاق وأنهم أشكال وأجناس. ففيهم الكريم والبخيل، وفيهم الحاسد والمحب للخير، وفيهم المحب والكاره، ومن يتمنى الخير للآخرين والذي يتمنى الشر، وفيهم المعتدي على الآخرين والذي يحترم الآخرين وهكذا.
وهذه المفاهيم مهمة للطفل؛ حتى يعرف كيف يتعامل مع كل صنف بما يتناسب مع شخصيته. وهذه مهارة تحتاج لتدريب ومعرفة للطفل الضحية حتى يزداد ذكاؤه الاجتماعي وتكون شخصيته وثقته بنفسه قوية.
4. تعليم حدود الاحترام من أجل التصدّي للتنمر
يقول الدكتور المطوع؛ أنه على المربي تعليم ضحايا التنمر حدود الاحترام وما هو التصرف الصحيح في حالة الإهانة والتحقير، حتى يكون قادراً في النهاية على التصدي للتنمر. لأن الأصل في العلاقات الإنسانية الاحترام. ولكن لو تعرض شخص للإهانة؛ فينبغي أن يتصرف بطريقة حكيمة حتى يوقف من أهانه عند حده، ولكي لا يستمر في إهانته. ومنها الرد الكلامي أو الشكوى عليه أو طلب تدخل أولياء الأمور أو الإدارة لتأديبه. وهذه كلها وسائل مشروعة لعلاج المشكلة.
تبقي مشكلة التنمر والعنف قائمة، وأكثر بيئة تنشط فيها هي المدارس. ولهذا وجود الرقابة الدائمة بالمدارس تساعد علي علاج المشكلة. بالإضافة لبرامج التوعية للطلبة والطالبات؛ حتى لا تكون سببا في تحطيم الشخصيات وعزلتها والتفكير بطريقة سلبية وإعادة ما فعله قابيل بهابيل.