مع ضغوط الحياة اليومية، نحاول جميعا كأمهات اللجوء لوسيلة للهروب من هذه الضغوط وقضاء وقت ترفيهي بعيداً عن المسؤوليات. من أسهل هذه الوسائل وصولاً؛ هو محاولة الاستمتاع بوقت خاص في عالم منفصل عن الواقع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. لكن قد تتحول هذه العادة لما يسمى الإدمان الإلكتروني أو بالأخص إدمان مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في زمن متسارع أصبحت فيه الفيديوهات القصيرة هي المحتوى الأكثر شعبية وانتشاراً. حيث قد ثبت علمياً أن المعلومة القصيرة تعطي شعوراً بالسعادة والرضا.
وهنا سؤال يطرح نفسه هل الإدمان الإلكتروني عَرَض أم هو مرض؟
ذكر خبير علم النفس السلوكي Nil Eyal في كتابه Hooked؛ أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يحفز المخ لإفراز مادة الدوبامين، أو ما يعرف بهرمون السعادة بشكل مفرط. هذا يعني أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو الإدمان الإلكتروني؛ هو إدمان مادة الدوبامين بالأساس. تماماً مثل إدمان ألعاب الفيديو والقمار. مما يترتب على ذلك تأثير قد يكون بالغاً على الصحة العقلية والنفسية.
متى أعتبر نفسي مدمنة إلكترونياً
راقبي نفسك لمعرفة هل أنت فريسة الإدمان الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي أم لا؛ من خلال الإجابة على هذه الأسئلة:
- هل تستطيعين السيطرة على نفسك والتخلي عن الهاتف إذا لم يكن هناك حاجة ماسة لاستخدامه؟
- هل لاحظت أنك أصبحتِ أكثر عصبية وانفعال مع انخفاض مستوى إنتاجيتك المعتاد إلى جانب شعور دائم بالإرهاق؟
- هل أصبحت تتجنبين القيام ببعض أنشطتك المعتادة لقضاء وقت إضافي على الإنترنت؟
إذا كانت الإجابة نعم؛ يمكنك فحص إعداد التوازن الرقمي بهاتفك ليخبرك كمْ من الوقت تستغرقين في مواقع التواصل الاجتماعي يومياً، وهل أصبحت بالفعل ضحية الإدمان الإلكتروني أم لا.
مخاطر الإدمان الإلكتروني
تكمن خطورة الإدمان الإلكتروني أن هذه العادة لا تشكل خطراً عليكِ فقط؛ بل بالطبع سيكون لها تأثير سلبي على أطفالك وأسرتك. اليكِ بعض من المخاطر التي تشكلها هذه العادة:
- ضعف التواصل مع أفراد أسرتك وما يترتب عليه من مشاكل تربوية ونفسية وسلوكية لدى أطفالك. مثل إدمانهم أيضاً على استخدام الهواتف الذكية.
- تأخر الكلام عند أطفالك إذا كانوا في سن صغيرة؛ لضعف التواصل بينكم.
- عصبية وانفعال زائد.
- شعور دائم بالذنب تجاه الأسرة والأولاد والميل لجلد الذات.
الإدمان الإلكتروني مسؤول أيضاً عن بعض الأمراض التي تهدد الصحة النفسية والعقلية مثل:
- اضطرابات النوم والقلق.
- التوتر.
- تشتت الانتباه وضعف الذاكرة.
- الاكتئاب والميل إلى العزلة.
- قلة الإنتاجية إلى جانب شعور مستمر بالإرهاق لأن الدماغ في حالة تحفيز دائمة.
قد يمنحك إدمان مواقع التواصل الاجتماعي شعوراً لحظياً بالسعادة والرضا. لكن وعلى المدى الطويل؛ قد يضعك تحت ضغط نفسي. وذلك بسبب ميلنا -لا شعورياً- إلى مقارنة أنفسنا وحياتنا وأبناءنا ومنازلنا بحياة المؤثرين والمشاهير. حيث يسعى كل منهم لإظهار الجوانب الإيجابية فقط من حياته والسعي للكمال على عكس الواقع.
كيفية التخلص من الإدمان الإلكتروني
- التدرج في الإقلاع. مثلاً اختيار تطبيق تواصل واحد للتصفح بدلاً من خمس منصات يومياً.
- قضاء وقت أطول في الحديث مع أفراد الأسرة خصوصاً أطفالك؛ لتعزيز ثقتهم في أنفسهم وبناء جسور الود والتفاهم فيما بينكم، وممارسة أنشطة معهم.
- التقليل الرقمي في حياتك اليومية والالتزام بقواعد يومية مثل: قراءة كتب يومياً مقابل الوقت الضائع.
- اللجوء إلى الهوايات الصحية البديلة. مثل: ممارسة الرياضة والتأمل أو تنظيم فعاليات مع الأصدقاء.
- استخدام التطبيقات التي تحدد فترة زمنية معينة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي. مثل تطبيق offtime.
- إلغاء خاصية الإشعارات والتنبيهات في التطبيقات.
- الصيام الإلكتروني لفترة بهدف التخلص من التعلق بالهواتف الذكية.
أخيراً إن وجدتِ صعوبة في التخلص من الإدمان الإلكتروني وحدك، يمكنك اللجوء إلى المختصين لمساعدتك. نحن في كلنا أمهات نوفر لكِ هذه الخدمات مع أخصائيين نفسيين ومدربين حياة يمكنك الاستعانة بهم أينما كنت، في بيئة آمنة سرية خالية من الأحكام.
هذا المقال بقلم هنا حسين
يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للسيدة هنا حسين لتقديمها هذا المقال القيم المليء بالفائدة