من منا لا يعرف أهمية الصحة النفسية للطفل؟ حيث تؤثر على حالته الجسدية. فكما تنمو الأجسام بالغذاء الصحيح، تنمو الأرواح بالتربية اللطيفة. ولنماء الجسم حد معلوم، أمّا نماء الروح فموصول بحياة الإنسان. إذاً، ما هي العوامل التي تساعد على تعزيز الصحة النفسية للطفل؟
قدّم لنا كتاب “منهج التربية النبوية للطفل” عوامل تساعد على تحسين الصحة النفسية وتعزيزها، نذكر لكم منها:
1. صحبة الطفل
تلعب الصحبة دوراً كبيرا في التأثير على الصحة النفسية للطفل. فهي مرآةُ الصديق لصديقه، وهي أشبه بعملية التلقيح بين الصديقين، فيتعلّمان من بعضهما البعض. لأجل هذا كان الرسول(صلَّ الله عليه وسلّم) يصحب الأطفال في كافة الميادين. فتارة يصحب ابن عباس، ويسيران في الطريق. وتارة يصحب أطفال ابن عمه جعفر، واخرى يصاحب أنساً.. وهكذا يصحب النبي صلّ الله عليه وسلّم الطفل معه من غير تأفف ولا استكبار. فهذا حق الطفل أن يصحب الكبار ليتعلَم منهم، لكي تتهذّب نفسه، ويتلقّح عقله وتتحسن عاداته.
2. إدخال السرور والفرح في نفس الطفل
لصحة نفسية أفضل للطفل يلعب السرور والفرح في الصحة النفسية للطفل، شيئاً عجباً! ويؤثر في نفسه تأثيراً قوياً. فالأطفال هم براعم البراءة؛ يحبون الفرح، ويحبون أن يشاهدوا الابتسامة على وجوه الكبار. نتيجة لذلك؛ فإن تحريك هذا الوتر المؤثر في نفس الطفل، سيورث الحيوية في نفسه. كما أنه يجعله على أهبة الإستعداد، لتلقي أي أمر أو ملاحظة او إرشاد. لذلك كان الرسول دائماً يُدخل السرور والفرح الى نفوس الأطفال، ويتّبع في ذلك شتّى الأساليب.
من ذلك:
- الإستقبال الجيّد لهم.
- ممازحتهم.
- مسح رؤوسهم.
- تقديم الأطعمة الطيبة لهم.
- الأكل معهم.
3. تشجيع الطفل من أجل الصحة النفسية
إن التشجيع -الحسّي أو المعنوي- عنصر ضروري من عناصر التربية لاغنى عنه. ولكن بدون إفراط. هذا يعني أن للتشجيع دور كبيرفي تحسين الصحة النفسية للطفل، وفي تقدم حركته الايجابية البناءة، أيضاً في كشف طاقاته الحيوية، وأنواع هواياته. وبالتالي يزيد في استمرارية العمل، ودفعه قدماً نحو الأمام بمردود جيّد.
4. المدح والثناء
لا شك أن للمدح أثراً فعّالاً في تعزيز سلوك الطفل؛ فالمدح يحرّك مشاعره وأحاسيسه، فيسارع الطفل إلى تصحيح سلوكه، وأعماله. أيضاً ترتاح نفسه، وتزهو لهذا الثناء، وتُتابع في النشاط وتستمر به.
5. ملاعبة الطفل والتصابي له
مهمة أيضًا للصحة النفسية للطفل! مُصاباة الطفل وملاعبته تنمّي من نفسه، وتساعده على إظهار مكنوناتها. كملاعبة النبي (صلَّ الله عليه وسلَّم) للحسن والحسين، وركوبهما على ظهره، والمسير بهما. كذلك اللعب مع أولاد العبّاس. كل ذلك يدل على أهميّة ملاعبة الوالدين للطفل.
اقرئي أيضاً أهمية لعب الأطفال في علم النفس مع الأخصائية إيمان سليمان
6. حسن النداء للطفل
نلاحظ أن النبي (صلُّ الله عليه وسلّم) كان ينوّع في خطابه للأطفال؛ لإثارة إنتباه الطفل، ووضعه في حالة استعداد لتلقّي الكلام. فتارة يخاطب الطفل باسمه/كنيته فيداعبه بقوله :” يا أبا عمير! ما فعل النغير؟”. وتارة يخاطبه بطفولته فيناديه :”يا غلام! إنّي أعلّمك كلمات”. وكثيراً ما يناديه بنداء العاطفة فيقول :”يا بني! إذا دخلت على أهلك فسلِّم”.
إذاً التنويع في نداء الطفل يشعره بأهميته بين الكبار وبمحبة المخاطب له، فيستجيب بشكل أفضل، وينفّذ ما يُطلب منه بكل فرح وسرور.
7. الاستجابة لميول الطفل وترضيته
من الأساليب الناجحة في الكثير من المواطن _وليس كلّها_ وفي سبيل تعزيز الصحة النفسية للطفل: الاستجابة لميول الطفل، وترضيته حتى يرضى. وذلك كلما كان أقرب إلى الصغر، فالصغير لا بد من ترضيته، ولا بد من تنفيذ مطالبه، وذلك لشعوره بالحاجة التي يطلبها. فإذا تمّت الاستجابة انشرحت نفسه، وفرح، وانطلق بحيوية فائقة. وإذا لم يلبّ طلبه ازداد غيظاً، وغضباً، وتصرّف بما لا يرضى ولا يحب.
8. أثر التكرار في نفس الطفل
الطفل كأي كائن بشري ينسى ويغفل. وقد خصّه الله تعالى من بين جميع الكائنات الحيّة بهذه الطفولة الطويلة. وهي مرحلة غير تكليفية، وإنمّا هي تتهيأ للتكليف. “رفع القلم عن ثلاث.. والصبي حتى يحلم”. فإذا أدركنا هذا؛ فإنه من السهل علينا أن نؤمن بمبدأ التكرار، حتى يؤثرفي نفس الطفل. وحتى يعتاد الطفل فلا بد من تكرار الملاحظة عليه أكثر من مرة، لأنه سيخطئ.
9. التدرج في الخطوات مع الطفل
إن للتدرج في الخطوات، أثراً كبيراً في تحسين الصحة النفسية للطفل واستجابته. لأنه ما زال يافعاً. فلابد من التدرج معه ونقله من مرحلة الى أخرى. لذلك، إن تخطيط أي قضية، أو هدف يُطلب فيه السرعة، يمر بمراحل وخطوات يرسمها الوالدان. ويتعاونان على تنفيذها.
كانت هذه بعض العوامل التي تساعد على تعزيز الصحة النفسية للطفل. والتي كان الرسول (صلّ الله عليه وسلّم) يطبّقها مع الأطفال في محيطه، لما لها من تأثير مهم على نشأتهم ومستقبلهم.
شاركونا بأكثر العوامل التي تطبّقونها شخصياً مع أطفالكم، في التعليقات أسفل المقال.