المرأة موظفة مزدوجة فهل يتم إنصافها؟

للأم العاملة

المرأة موظفة مزدوجة فهل يتم إنصافها؟

الأم العاملة

لم يعفِ دخول المرأة سوق العمل قيامها بواجباتها وأعبائها المنزلية؛ فالمرأة موظفة مزدوجة وتقوم بعمل مزدوج! أحدهما بدوام شبه دائم، بدون أجر أو إجازات. والآخر يمنحها ذلك ولكن بشكل غير منصف.

تساهم المرأة المزدوجة على نحو مهم جداً في المجتمع؛ حيث يقع على عاتقها مهام وواجبات منزلية غير مدفوعة الأجر. ومنها: تقديمهن الرعاية للأسرة؛ من أطفال وكبار بالسن، والذي قد يعاني أحدهم أمراض مزمنة تتطلب عناية فائقة. كما تلتزم أيضاً بوظيفة أو مهنة مدفوعة الأجر لها أعبائها المنفصلة. وهي بذلك تفوق أعباء الرجل بمرتين ونصف بحسب منظمة العمل الدولي.

وأحياناً؛ تطغى الأعمال المنزلية على قدرة المرأة الموظفة في العمل خارج البيت. مما يحد من إمكانية مساهمتها في تطوير المجتمع، وإثبات ذاتها ومساهمتها الفاعلة. فهل هناك إجراءات معينة؛ تضمن للموظفة المزدوجة إمكانية رعاية أسرتها، وحصولها على وظيفة، والتوفيق بينهما لتعطي أفضل ما لديها في كلا الجانبين؟ مع الاحتفاظ بصحتها الجسدية والنفسية!

الكثير من الدراسات على مستوى العالم؛ شرعت بدراسة تأثير عدد ساعات العمل الطويلة على كلا الجنسين، والتي بالغالب كان تأثيرها السلبي أقوى على النساء.


لنقرأ معاً عن كون المرأة موظفة مزدوجة في المنزل وخارجه، وكيف يؤثر ذلك عليها

في دراسة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي؛ تعتبر أن عمل المرأة في اليوم أطول من عمل الرجل شاملاً الأعمال المدفوعة وغير المدفوعة، أي عملها بوظيفتها وقيامها بأعمالها المنزلية. في الدول المتقدمة بحسب تقرير لمنظمة العمل الدولية؛ تعمل النساء بمقدار 8 ساعات و9 دقائق في الأعمال المدفوعة وغير المدفوعة؛ مقارنة بـ 7 ساعات و36 دقيقة للرجل.

المرأة موظفة مزدوجة في الدول النامية أيضًا!

بينما في الدول النامية؛ تقضي المرأة 9 ساعات و20 دقيقة في أعمال مدفوعة وغير مدفوعة. فيما يمضي الرجل 8 ساعات و7 دقائق في كليهما.

فعلى سبيل المثال في المغرب العربي؛ أظهرت دارسة أجرتها المندوبية السامية في المغرب عام 2014؛ أن هناك فجوة واضحة بالوقت بين الجنسيين في حجم توزيع العمل. حيث تقضي النساء 7 أضعاف ما يقضيه الرجال في العمل المنزلي! كما تتحمل أعباء مهنية ومنزلية تتجاوز أعباء الرجل بمقدار ساعة. هذا وتتحمل أعباء منزلية ومهنية ما يزيد ب 3 ساعات عما تتحمله ربة المنزل.

أما فيما يتعلق بالأطفال؛ أثبتت ذات الدراسة أن النساء يتحملن عبئاً منزلياً ومهنياً يفوق تحمل الرجال له ب 41 دقيقة. وما تعنيه هذه الأرقام؛ أن المرأة تتحمل عبئاً أكبر في العمل من الرجل.

هل يؤثر ذلك على المرأة الموظفة المزدوجة؟

بالطبع؛ تؤدي ساعات العمل الطويلة إلى تراكم التعب الجسدي والنفسي على كلا الجنسين. لكن ونظراً لما تقوم به المرأة من دور مزدوج تجاه عائلتها ووظيفتها؛ فإن ذلك التأثير يتضاعف ويسبب لها أضرار أكبر.

ففي دراسة قام بها أكاديميون في كلية لندن الجامعية لمجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع؛ وجدت أن النساء أكثر تضرراً من العمل لساعات عمل طويلة. فعند احتساب الأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر والرعاية؛ تعمل المرأة لفترة أطول من الرجل في المتوسط. وقد ارتبط ذلك بضعف الصحة البدنية والنفسية، بل وتصبح أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال.

فمن المحتمل أن تعمل بعض النساء لساعات طويلة، ثم يذهبن إلى المنزل لرعاية الأطفال والأعمال المنزلية والواجبات المنزلية الأخرى.


الإجراءات المطلوبة

من المهم أن تتوافر قوانين وإجراءات مختلفة تتناسب مع بعض الحالات؛ فيما يتعلق بالأسرة، والإجازة العائلية على سبيل المثال. وذلك بالشكل الذي يساعد المرأة على المساهمة في تطوير المجتمع وتحقيق ذاتها، دون التأثير أو الحد من قيامها بواجباتها المنزلية بشكل متوازن؛ يراعي صحتها النفسية والجسمية.

وبالنظر إلى ما سبق ودون الانتقاص من دور الأب؛ قد تختلف مسؤوليات المرأة العاملة عن الرجل أحياناً. مما يستدعي إعادة النظر بالقوانين والإجراءات التي تثقل كاهلها. فعند الاهتمام ومراعاة الأنسان، الذي يترتب عليه تقديم واجبات معينة في أكثر من مكان في آن واحد؛ كنتيجة سيقدم أفضل ما لديه. فالمرأة هي نصف المجتمع بمساهمتها في بنائه في كافة المجالات. وهي من تنشئ النصف الآخر ليكمل الطريق. فمما لا شك فيه؛ أنه من أجل المساهمة في إنشاء مجتمعات سوية وسليمة ومتقدمة. يجب علينا بالنظر بالمقام الأول إلى مصدره؛ وهي الأم أو المرأة العاملة.


5 تعليقات

  1. […] اقرأ أيضاً المرأة موظفة مزدوجة فهل يتم انصافها؟ […]

  2. […] اقرأ أيضاً المرأة موظفة مزدوجة فهل يتم انصافها؟ […]

  3. […] اقرأ أيضاً الأم موظفة مزدوجة فهل يتم انصافها؟  […]

  4. […] اقرئي أيضاً المرأة موظفة مزدوجة فهل يتم إنصافها؟ […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0