حنين بطلة قصة اليوم. أم لطفلين وصاحبة مدونة @ working_mother_of_2. تعيش حياة الغربة ومقيمة في الإمارات منذ حوالي 8 سنوات. بدأت حياتي كلها في الغربة بعد الزواج من عمل وحمل وولادة وحتى التدوين!
ما أصعب موقف واجهك في الغربة وكيف تغلبت عليه؟
قرار الاغتراب بحد ذاته تحدٍ. لكن عشت بعض المواقف التي لن أنساها أبداً وأثرت بشخصيتي كثيراً. أول تجربة لي كانت ولادة ابنتي في أمريكا وكان الشخص الوحيد الذي أعرفه هي قريبة زوجي، والتي قابلتها لأول مرة في حياتي يوم الولادة… كل الأمهات يحتفلن بولادتهن الأولى ويعشن حالات جميلة واحتفالات مع الأهل والعائلة بينما أنا دموعي تنهال على خدي، إلا أنني قررت أنه لا ذنب لابنتي بتلك المشاعر والموقف هذا وقررت أن أكون سعيدة وقوية لأجلها فهي وأنا نستحق ذلك.
أما الموقف الثاني، فأنا متأكدة بأن الكثير من الأمهات في الغربة قد عشنه … زوجي مسافر وأولادي ونفسي مرضى لحد الضرورة للذهاب للإسعاف وهل هنالك حل آخر غير “القوة الخارقة للأم أن تظهر؟”. قد يبدو فيلم سوبر مان ترجمة حرفية لقوى الأمهات الخارقة، كنت أرتعش من الحرارة والسخونة لكن قلبي كان قوياً لأتمالك نفسي وأنطلق بهم للإسعاف.
وأما الموقف الأخير الذي قد حصل مؤخراً … إصابة ابني الأصغر بالتهاب رئوي والذي اضطرنا للإقامة في المستشفى لأسبوع وبين فحوصات الدم وصور الأشعة … ووحدي معه في المستشفى! كان زوجي يزورنا خارج أوقات العمل…وهذا الموقف جعلني أفكر كثيراً بقرار الغربة وأعيد حساباتي… ماذا بعد ذلك؟
ما أهم درس تعلمتيه في الغربة؟
الغربة درس حياة قاسٍ بأقل وصف، تُغير معاييرك ومفاهيمك للحياة! تعلمت منها:
- تقدير كل ما امتلكه في الدنيا … تقدير المُسلّمات حتى! تعلمت أن أركز على الإيجابيات والنظر للنصف المملتئ من الكأس.
- تعرفت على نفسي وعرفت طاقاتي الكامنة وأن أثق بزوجي أكثر وتمكنت من تأسيس نمط حياة مختلف لنا كعائلة غير النمط التقليدي.
- أهم ما تعلمته، حب “الوطن” والعائلة والأصدقاء… ليس هنالك ما يعوض عن هذه الكنوز.
نصيحة تقدمينها للمغتربات حديثاً
- تأقلمي مع التغييرات ولا تقاوميها حتى يسير مركب الحياة.
- لا تقارني حياتك بموطنك … ليس من العدل أن تفعلي ذلك.
- جميلة تلك الذكريات في مخيلتك وعقلك الباطن … لكن لا تدعيها ترهقك وتحرمك التمتع بحياة جديدة.
- ركزي على عائلتك التي أسستيها … احتفلي بهم وتناولوا العشاء معاً … ستزرعين الانتماء للعائلة بعقول صغارك بمثل هذه الأشياء.
