من التحديات إلى التكريم، قصة نجاح أبرار مكاوي

قصص أمهات ملهمة

من التحديات إلى التكريم، قصة نجاح أبرار مكاوي

PHOTO-2024-02-19-13-46-49

في عالم الإعلام، تبرز شخصيات استثنائية تحقق نجاحاً ملهماً، ومن بين هؤلاء تبرز صورة أم ملهمة حققت نجاحاً باهراً، واستطاعت تحقيق نجاحات ملحوظة من خلال عملها الدؤوب. تتجلى قيمة التطوع ودعم الآخرين في رحلتها، فتمكنت من تحمّل مسؤولية إدارة الأزمات الإعلامية ومنها استلام شكاوى الناس في مجال عملها ومتابعة كل حالة لإيجاد الحلول إيماناً منها بمقولة: إذا وضعك الله في مكان تستطيع فيه التيسير على الناس.. فيسّر فإنك لا تدري ما تفعل بك دعوة صادقة.. ومن هنا برهنت أبرار مكاوي بقصتها على أن التفاني والالتزام يمكنان الفرد من تحقيق أهدافه المهنية والشخصية بنجاح.

أبرار مكاوي. حاصلة على شهادة البكالوريوس تخصص لغات أدب فرنسي من الجامعة الأردنية، ماجستير في الإدارة الدولية، وشهادة احترافية عالمية في إدارة الاتصال الرقمي. أم لثلاثة أطفال، وأعمل في المجال الإعلامي، قسم الاتصال الاستراتيجي والإعلام الرقمي.

تحداني أحد الزملاء في فترة الدراسة الجامعية بأن المطاف سينتهي بي للعمل كمعلمة، وكان هذا التخصص في بداية رحلتي العملية خالٍ من التطور الوظيفي. وهذا التحدي دفعني للتركيز من بداية تخرجي على هدفي لاحتراف الإعلام، بدأت مشواري كمتدربة في مجال التدقيق اللغوي والترجمة في جريدة ذا ستار التابعة لجريدة الدستور – الشركة الاردنية للصحافة والنشر. وهي جريدة تصدر باللغة الإنجليزية وملحق بالفرنسية، وبعد ستة شهور بدأت العمل معهم بأجر وتوسع عملي لاحقاً مع عدد من المجلات في الأردن.

عام 2004 انتقلت للعيش في دبي مع زوجي. وفي بداية زواجنا فضّل زوجي بأن أكون ربة منزل  بدل من العمل، حاولت التأقلم وملء وقت فراغي ولكن لم أستطع الشعور بالراحة دون عمل وكان التحدي هو تحصيل فرصة في بلد جديد مختلف لا أمتلك فيه علاقات مهنية بعد. بعد حوالي ستة شهور استطعت تحصيل فرصة للتدرب في جريدة الخليج – ذا جولف توداي في الشارقة، وبعد شهرين من التدريب عملت معهم بشكل رسمي كمحرر، وبعد فترة تم تعييني كمشرف تحرير للجريدة.

بعد فترة تركت الخليج وعملت مع شركة بترول سعودية في مجال العلاقات العامة. ولكن عام 2009 أغلقت الشركة بسبب أزمة اقتصادية. فقررت في تلك الفترة إكمال دراستي وحصلت على درجة الماجستير، بعدها التحقت بأكبر مؤسسة للتعليم العالي في الإمارات في إدارة الاتصال والإعلام. ومن ثم رزقني الله بأطفالي الثلاث تباعاً، وتنوعت مجالات عملي أبرزها العمل كأستاذة جامعية لطلبة الإعلام بدزام جزئي بالإضافة لعملي الإداري.


اختياري عام 2006 من قبل جريدة الخليج لتمثيل الدولة في سنغافورة مع وفد إعلامي عريق من منطقة الشرق الأوسط. ومقابلة وزراء في سنغافورة، واختياري عام 2007 من ضمن أفضل ثلاثة صحفيين في الإمارات للحصول على زمالة هارفرد في كتابة الأخبار الطبية.

إدارة الأزمات الإعلامية وإدارة قنوات التواصل الإجتماعي. فبالرغم من أن هاتان المهمتان تعدان الأصعب بسبب ضرورة المتابعة 24/7 وخلال إجازات نهاية الأسبوع أو المرضية أو السنوية. ويتوجب علي الرد وايجاد حلول خلال فترة زمنية ومنها حالات الرد لا يتجاوز الساعتان. إلا أنني فخورة بقدرتي على إدارة كل الأزمات الإعلامية باحترافية عالية كون الموضوع يحتاج مهارة ولا يعتمد على المعرفة. والأروع من ذلك أن عملي يتوجب متابعة الشكاوى الواردة عبر قنوات التواصل الإجتماعي والإذاعة. ومن هنا أسعى جاهدة لمتابعة كل حالة وإيجاد الحلول. وأجمل شعور عندما تصلني دعوة او صدقة باسمي من شخص فاعل خير. وهذا فعلياً ما أسعى إليه في هذا النوع من العمل كوني أعمله لله ولإيماني بمقولة: إذا وضعك الله في مكان تستطيع فيه التيسير على الناس.. فيسّر فإنك لا تدري ما تفعل بك دعوة صادقة.

بدأت مشروع اسمه” عملي” كان عبارة عن مبادرة مجتمعية تهدف لنشر المعرفة وتتيح للأشخاص التطوع بمهاراتهم ضمن مجالاتهم. لتعليم الأشخاص – الأقل حظاً  في الوصول للتعليم. نظراً للحروب أو الفقر… الخ ولكنهم يستطيعون استخدام الحاسوب، ومساعدتهم لإيجاد فرص عمل.

عملت في المشروع مدة عام ونصف. قدمنا خلالها عدة دورات في مجال التسويق الإلكتروني، وصناعة المحتوى، وإنشاء موقع إلكتروني. وحصل عدد جيد جداً من المتدربين على فرص عمل.

حالياً المشروع سيتم تطويره والعودة ولو بخطوات بسيطة. وأعمل على إنشاء شراكات تساهم في توفير فرص للعمل عن بعد لاحقاً  للمتدربين في المشروع.


التوفيق بين الأمرين صعب، وباعتقادي أننا في منطقة الشرق الأوسط نمتلك طموحاً مهنياً مرتفعاً ونسعى دوماً للأفضل. ولهذا أعمل باستمرار لتقليل الشعور بالذنب تجاه عائلتي، وأطور خطة بشكل سنوي لتحقيق التوازن المطلوب بشكل أفضل. بحيث تكون الأولوية للعائلة بشكل أكبر والحصول على أكثر وقت نوعي متاح مع أولادي.

تغيير المسار المهني قد يكون حلاً مناسباً لعدد من الأمهات. ولكن بالنسبة لي لم يكن من ضمن اختياراتي لأن هدفي وحلمي وشغفي هو العمل بالإعلام والاتصال الرقمي.

نعم، أعاني منه أحياناً. خاصة أن طبيعة عملي تتطلب مني التواجد رقمياً على الأقل على مدار الساعة، ولكن أحاول السيطرة على الأمر فور ملاحظته. فأسعى لتغيير روتين العمل، أو قضاء وقت أكثر مع العائلة، أو ممارسة الرياضة، وغيرها من الأمور المفيدة مثل: القراءة وسماع البودكاست.

وفي أغلب الحالات تنجح هذه الطرق في تخطي الأمر والعودة للعمل بطاقة إيجابية.

داعمي الأساسي عائلتي فمنذ صغري ووالدي رحمه الله غرس فينا حب التعلم المستمر والطموح الأكاديمي والمهني. ولأمي الفضل في استكمال المسيرة بعد وفاة والدي وأنا في سن صغيرة. بالإضافة للدعم من قبل إخوتي. وبما أني مقيمة في دبي، فداعمي الأول هو زوجي، فهو يتفهم التزاماتي المهنية، ويشاركني في أمور تربية الأطفال، وإدارة أمور المنزل، ودعمي لمواصلة تعليمي ودراسة الدكتوراة.


العمل للمرأة بات أساس وليس خيار لتمكينها مجتمعياً ومهنياً واقتصادياً. والتعلم المستمر وتطوير الذات أصبح اليوم ضرورة لتحقيق النجاحات الشخصية والمهنية والوصول للهدف.

شكرا للرائعة أبرار مكاوي على هذا اللقاء الملهم لصالح موقع كلنا أمهات.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0