روعة راشد، قصة نجاح وإلهام، من الزواج والانفصال المبكر في ظل ظروف الحرب، إلى التميز في عالم الفنون
بطلة قصة نجاح اليوم، هي امرأة وأم شغوفة وحالمة، استطاعت التغلب على كثير من التحديات، بدءاً من الزواج والانفصال المبكر، إلى العيش في ظروف الحرب القاسية والسفر والعمل لإعالة أطفالها. حبها للفنون جعلها اسماً معروفاً وملهماً في عالم الموسيقى والرسم والديكور وصناعة الدمى.
عرفينا أكثر عن نفسك:
اسمي روعة راشد، سورية الأصل وأنا أم لطفلين وما زلت طالبة على مقاعد الدراسة الجامعية، أعمل في التدريس والفنون بمختلف أشكالها كالرسم والموسيقى. وصناعة الدمى وتصميم الديكور. وتطوعت في ورشات في مراكز أطفال التوحد وذوي الهمم.
حدثينا عن تجربتك في الزواج المبكر:
نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعاني منها العائلة، اضطررت لترك المدرسة والزواج في عمر مبكر، ولكنني لطالما كنت أحب التعليم. لذلك قررت العودة إلى المدرسة للحصول على شهادة الثانوية العامة. وقد كنت حاملاً في ذلك الوقت.
حدثينا أكثر عن تجربتك وقصة نجاحك كأم على مقاعد الدراسة:
عندما قررت العودة إلى الدراسة، سخر مني الجميع وأخبروني بأني لن أنجح. وعلى الرغم من حملي، كنت أقطع مسافات طويلة للوصول إلى قاعات الاختبار. وقد تمكنت من النجاح والحصول على شهادة الثانوية العامة. والتحقت بالجامعة لأكمل دراستي في الاقتصاد والتجارة.
ما هي التحديات التي واجهتك خلال مرحلة الانفصال وكيف تمكنت من التغلب عليها؟
لم تكن تجربة الانفصال سهلة أبداً، ولكنني أدركت في مرحلة ما أنه يتوجب عليّ اتخاذ هذه الخطوة، رغم الألم الكبير الذي سببته لي هذه التجربة. لكني أدركت بأن الحياة لن تقف عندها. وأنني يجب أن أجد الحلول لأتكيف مع واقعي الجديد. اضطررت للبحث عن عمل إضافي لأتمكن من إعالة طفلي، وقد كانت مهنة التمريض مطلوبة نظراً لظروف الحرب التي تمر بها البلاد. تعلمتها وكنت أعمل دون راحة أو توقف لتغطية نفقات طفلي. وبعدها قررت الانتقال للبحث عن عمل في الإمارات.
كيف كانت رحلتك مع الغربة؟ حدثينا عن قصة نجاحك في مجال الفنون.
لقد كان طفلاي في البداية بعيدين عني، عانيت كثيراً وقد سبب لي ذلك الأمر الكثير من الحزن. ولكنني صممت على العمل والبحث عن فرصة مناسبة لأتمكن من استعادة أطفالي. عملت في التدريس ولكن حبي وشغفي للفنون جعلني أطور من نفسي فشاركت في دورات تدريبية وبدأت العمل في مجالات فنية مختلفة، من العزف على القانون إلى صناعة الدمى والرسم والعمل في مجال تصميم ديكور المسارح وملابس العرض. كما أنني أقوم بتقديم برنامج تلفزيوني أسبوعي لتعليم الناس صناعة الأشياء اليدوية.
ما هو مصدر القوة بالنسبة لك؟
رغم الظروف الصعبة التي واجهتها ولكن لطالما كان إيماني يجعل لدي القدرة على تبسيط الأمور والبحث عن حلول، لم أكن أسمح للمشاعر السلبية بالسيطرة علي وإيقافي.
ما هي نصيحتك للأمهات اللاتي يواجهن ظروف صعبة؟ كيف يستطعن برأيك خلق قصة نجاح خاصة بهن؟
أؤمن بأن أكثر ما قد يساعد النساء، هو حرصهن على التسلح بالعلم. مواصلة التعلم وتثقيف أنفسهن طوال الوقت هو أمر مهم جداً لجعلهن يكتسبن ثقة أكبر ولتتوسع مداركهن ويصبحن أكثر قدرة على مواجهة الحياة. وهذا ما حرصت على فعله لمواجهة كل الظروف. كما أن التحلي بالنظرة الإيجابية للأمور والامتنان للنعم مهما صغرت، سيجعلهن أكثر قوة.
ستمر أوقات كثيرة قد يشعرن بالحزن والرغبة في الانهيار، ولكن عليهن عدم الاستسلام لهذه المشاعر. فكل الظروف مهما صعبت ستمر في النهاية،ستنتهي وتصبح ذكرى وسيكون بإمكانهن خلق قصة نجاح خاصة بهن.
روعة راشد، قصة نجاح ملهمة لكل أم عاكستها الحياة، ودليل على أن الأمل قادر على فتح الأبواب مهما أُحكم إغلاقها.