قصة نجاح عهود في محاربة سرطان الثدي

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح عهود في محاربة سرطان الثدي

قصة نجاح عهود في محاربة السرطان

قد يكون المرض هو أصعب ما على الإنسان مواجهاته، فأي صعوبات وتحديات يمكن للإنسان التعامل معها بشكل أسهل عندما يكون معافى وصحته جيدة. فكيف إذا كان هذا المرض هو السرطان الذي يتجنب الناس مجرد ذكر اسمه؟

نتعرف اليوم عبر موقع كلنا أمهات على قصة نجاح عهود في محاربة سرطان الثدي، فتروِ لنا صعوبات وتحديات هذه الرحلة وآثارها الجسدية والنفسية عليها. وكيف تعاملت مع هذه الآثار.

عرفينا عن نفسك

أنا عهود عبد العال. كانت حياتي  جميلة وبدأت بتحقيق العديد من أحلامي في وقت مبكر فبعد إنهاء دراستي بدأت العمل مع شركة مرموقة، وبعدها بفترة تمت خطبتي للشخص الذي أحببته. ولكن قبل حفلة الخطوبة الرسمية بعدة أيام بدأت أشعر بوجود كتلة في الثدي الأيسر، تبين فيما بعد أنه ورم ويجب إجراء عملية جراحية لاستئصاله.

هل تتذكرين شعورك عند سماعك الخبر وأنتِ في مقتبل عمرك؟

الصدمة كانت أول ما شعرت به، ولكن أتذكر كم كنت قوية عند دخولي العملية، لم أشعر بالخوف سلمت الأمور كلها لله، والحمد لله كانت الأورام حميدة.

كيف تلقت العائلة وشريكك هذا الخبر الصادم؟

كان الخبر صادم على العائلة، تنوعت ردود الفعل بين التعاطف والدعم وبين الإنكار والرعب، فمجرد كلمة ورم كانت تعني سرطاناً والسرطان يعني الموت بالنسبة لعائلتي، لا زلت أذكر منظر والدي رحمه الله وهو يبكي في مكبته قبل عمليتي بيوم خوفاً علي.

ذكرتي لنا أن هناك عدداً من أفراد العائلة أصيبوا بالسرطان أيضاً كيف انعكس ذلك على تقبلك وتعاملك مع الأمر؟

صحيح بعدها توفيت جدتي رحمها الله بسرطان المعدة، ثم أصيبت عمتي وأختي الصغيرة بسرطان الثدي، وانتقل عند أختي إلى عظمة القص بعد فترة، وأصيبت أختي الأصغر بسرطان في الكلى، وأخي رحمة الله عليه بسرطان الغدد الليمفاوية، وتوفيت والدتي الحبيبة أيضاً بين ذلك كله.

ولكن هذا كان دافعا قوياً لي بأن أقوم بالفحص الدوري باستمرار لإيماني بأهمية الكشف المبكر ودوره في تحقيق نتائج أفضل في رحلة العلاج.





كيف ساعدك الالتزام بالفحص الدوري أثناء إصابتك للمرة الثانية بالمرض؟

للأسف، عندما شخصت بالمرض المرة الثانية كنت متأخرة عن موعد فحصي الدوري لظروف جائحة كورونا، فقد أغلقت وحدة فحص الثدي وقتها، والمستشفى القريب من مكان سكني كان جهاز الماموغرام معطلاً فيه، ولكن شعرت من خلال الفحص الذاتي الشهري بوجود كتلة ما، كبرت مع الوقت وأصبحت تؤلمني.

طريقة الفحص الذاتي للثدي

وعندما رفع الحظر الكلي، صادف أن تكون في تلك الفترة عيد ميلادي. فأخبرت صديقتي عندما اتصلت لتهنئتي بما يحدث وقامت هي بأخذي إلى المركز لعمل الماموغرام. وتم تشخيص حالتي بسرطان الثدي المرحلة الثالثة وكان منتشراً على الغدد الليمفاوية القريبة ومن هنا بدأت رحلة العلاج.

ماذا تخبرينا عن رحلة العلاج؟

في البداية تقبلت الأمر. قمت بقص شعري الطويل استعداداً لسقوطه فحسب بروتوكول العلاج كان يجب أن أبدأ بالعلاج الكيماوي، وبالفعل سقط شعري كاملاً بعد 14 يوماً من أول جلسة. تبعه حواجبي ورموشي. كان  ليس سهلا ال تأقلم مع شكلي الجديد،  كانت تمر بعض المواقف الطريفة المحزنة أحياناً أثناء ترتيبي للبيت كنت أجد ربطة شعر فأقوم لا شعورياً بوضعها على رأسي ناسيةً أنه لم يعد لي شعر!

كانت رحلة مؤلمة تخللتها الكثير من الأوجاع والآلام والتعب النفسي والجسدي. ولكن الوقت والايمان بالله كفيل بأن يخفف ويعالج كل شيء.

ما الأثر النفسي والجسدي الذي تركته رحلة العلاج على عهود؟

تركت آثار جسدية كثيرة في البداية أهمها فقدان شعري، فقدان حاسة التذوق، وأصبحت مناعتي ضعيفة وارتفاع ضغط الدم المزمن.

على الصعيد النفسي أصبحت حساسة وعصبية أكثر. ولكن في نفس الوقت مرحلة العلاج غربلت الكثير من الأشخاص في حياتي وكنت ممتنة لكل الأشخاص والاصدقاء الذين ساندوني. وأولهم زوجي عرفت  نفسي أكثر. وتعرفت ايضا على أصدقاء جدد خففوا الكثير من صعوبة هذه الرحلة.

والآن بعد إنهاء رحلة العلاج زالت أغلب الآثار الجسدية، ونفسياً أشعر بأني أقوى وثقتي بنفسي أصبحت أكثر.





في النهاية، ما الرسالة التي توجهها عهود للنساء بشكل عام وللنساء ممن يحاربن السرطان بشكل خاص؟

أقول للنساء بألا يهملن الفحوصات الدورية السنوية والشهرية فصحتك هي أكبر نعمة وعليكِ المحافظة عليها لأجلك ولأجل كل من حولك.  فحص بسيط يغنيكي عن هذه الرحلة المتعبة وعن الآلام التي مررت بها انا  وغيري  فحص بسيط ينقذ حياة

اما النساء اللواتي يحاربن السرطان أقول لهن بأنهن أقوى منه. وأن يكن إيجابيات. ولا أقصد بالإيجابية هنا أن نضحك ونبتسم طوال الوقت وألا نبكي ونتعب، بل أن نحاول ونتكيف مع الرحلة وصعوباتها، وأن نحيط أنفسنا بالأشخاص الداعمين. الأمر ليس سهلاً ولكنه يستحق المحاولة.

لقراءة المزيد من قصص النجاح عبر موقع كلنا أمهات

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0