رحلة معلمة لغة عربية في مواجهة غربة الوطن. قصة نجاح لأم مغتربة ومعلمة في الكويت

قصص نجاح أمهات ملهمات

رحلة معلمة لغة عربية في مواجهة غربة الوطن. قصة نجاح لأم مغتربة ومعلمة في الكويت

Amal

بطلة القصة هي أم ومعلمة عاشت أنواعا مختلفة من الغربة، فقد عاشت غربة الوطن والعائلة والمشاعر. بدأت حياتها بحلم السعي لتحسين مستوى الحياة وزيادة الدخل، إلا أنها تفاجأت بواقع صوبة الحياة ومتطلباتها الأمر الذي دفعها للبحث عن حلول لتدعم عائلتها.

عرفينا عن نفسك، وعن بداية مشوار غربة المكان

اسمي أمل، أم لطفلين ومعلمة لغة عربية شغوفة جدا بمهنتي، مغتربة في الكويت منذ 3 سنوات. حلمت أنا وزوجي مثل الكثيرين بالعمل في الخارج والحصول على راتب يساوي 5 أضعاف الراتب في وطننا، لكن الصدمة الأولى كانت بتكاليف المعيشة التي تستقطع جزء لا يستهان به من الراتب. 

بدأنا مشوارنا مع طفلين على أبواب الدراسة وكنت بحاجة ماسة لدعم زوجي مادياً، وكان التحدي الأكبر ليس البحث عن وظيفة مناسبة فقط ولكن كيف ومن سيعتني بأولادي بغيابي، فأنا لن أستطيع تحمل العبء المادي للعاملة المنزلية أو مصاريف الحضانة.

وبعد عملية بحث لم تكن سهلة أبدا انتهى الأمر بعملي في أحد مدن ألعاب الأطفال ليتسنى لطفليّ مرافقتي في مكان العمل. الأمر الذي لم يكن هينا علي أو على أطفالي، فقد كان هذا الوضع يشكل ضغطا نفسيا كبيرا علي، للتركيز في عملي ورعاية أطفالي في نفس الوقت.

الأمر الذي كان يعني أن أحاول إيجاد عملا ملائما أكثر، وبعد أشهر من المعاناة والبحث والفشل مرات عديدة وصلت بها لمرحلة اليأس، رأت حينها أنه من الأنسب العودة لبلدي. حينها فقط من الله علينا بالفرج من عنده سبحانه، وحصلت على وظيفة كمعملة في مدرسة وتمكنت من تسجيل أولادي في نفس المدرسة بسعر يناسب مقدرتنا المالية، كما تمكنا أنا وزوجي من العيش في نفس المكا الأمر خفف العبء المادي عنا.

كنت أعمل وأعمل بلا كلل لساعات طويلة وبمناوبات صباحية ومسائية حتى ندبر لقمة العيش، واجهتني التحديات المعتادة التي تواجهها كل أم، وهي الأبناء والتدريس والتوفيق بين متطلبات المنزل والأبناء والزوج مع المحافظة على الإخلاص في العمل. ولكن الحمد لله،  فقد كان زوجي رجلاً كريماً متفهماً داعما لي في كل تفاصيل حياتنا وكان يساعدني بكل شيء. 

بعد مرور السنة الأولى بحلوها ومرها، قررت البحث عن مدخول إضافي حتى يتسنى لنا مواجهة تكاليف الحياة المتزايدة. فكان لابد أن أطور من نفسي وأجتهد أكثر في السعي والتعلم حتى أصل لما أصبو إليه. وفعلا تكلل عملي ومجهودي بالنجاح واستطعت تأسيس مبادرة لتطوير المعلمات، كما أنني كتبت وأصدرت أول كتابين لأنشطة الأطفال، وحاليا أُدرّس في منحة الأمير ابن طلال للأندرويد وأعمل على تصميم موقعي الخاص لبيع الوسائل التعليمية للمعلمات.

إلى كل أمٌ أوجدت من الغربةِ حياة، لأجلها وأجل عائلتها هي أم تستحق التقدير والدعم، وقبل كل ذلك لها كل الثواب والأجر العظيم بإذن الله.

ما أصعب موقف واجهك في الغربة وكيف تغلبت عليه؟

أصعب ما واجهني هو مرض ابني ودخوله غرفة العمليات في عمر سنتين ونصف وأنا ذات شخصية جبانة جداً. عندها فقط فهمت معنى أن تكون مغتربًا عن العائلة، حيث شعرت بخوف شديد وأن كل ما أحتاجه في تلك اللحظة هو ضمة من أمي تطمئنُني بها وتشعرني بالقوة حتى أقف على قدمي، لم يكن سوى الله وزوجي لي عوناً.

ما أهم درس تعلمتيه في غربتك؟ 

علمتني هذا التجربة أن هناك ما يسمى غربة المشاعر، عندما تجد نفسك تواجه مختلف مشاعر الخوف وترقب المجهول ومواجهة الخبرات الجديدة بدون سند العائلة أو المحيط الذي اعتدت عليه، عندها فقط ستدرك يقينا أن ليس هنالك خيار غير أن تتمسك بالإيمان وأن تكون صلبا لتسير في مركب الحياة.

نصيحة تقدمينها للمغتربات حديثاً

تمسكي بحلمك واسعي وراءه ولا تيأسي، كل شيء يمكن تحقيقه. لا تضيعي في خضم الحياة وتنسي نفسك، أنت مهمة ولك قدر كبير تماماً كما لكل فرد من أسرتك. راجعي حساباتك كل فترة وحددي أهدافاً لك، استمتعي بحياتك، وكوني قوية. أنتِ قائدة حياتك.

تذكري، البحث عن وظيفة جديدة في الغربة ليس بالأمر السهل، لكنا هنا في كلنا أمهات نمد يد العون لك لإرشادك على الطريق الصحيح، ونقدم لك دليلًأ شاملًأ لعمل الأمهات عن بعد من المنزل وغيرها من الخدمات والاستشارات.


1 التعليق

  1. هند حسنين
    يوليو 8, 2018 في 7:26 م

    حقا( انت مهمة وانت قائدة حياتك)

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0