كيف أعزز ثقتي بنفسي كأم وأشعر بالرضا بخياراتي في الحياة وأتخلص من الشك

الصحة النفسية والجسدية

كيف أعزز ثقتي بنفسي كأم وأشعر بالرضا بخياراتي في الحياة وأتخلص من الشك

زيادة الثقة بالنفس

نعيش اليوم في عالم سريع تكثر به الخيارات وتتعدد به سبل المقارنات، مما يهدد استقرارنا النفسي ويقلل من ثقتنا بأنفسنا إلى حد ما، ولكن لا شيء سيجعلنا سعداء ونشعر بالرضا دون أن نحقق الثقة بالنفس، حيث أن الثقة بالنفس ستساعدنا على تطوير علاقتنا مع الشريك وعلاقتنا مع أطفالنا على حد سواء وتعزز علاقتنا بالآخرين وتثري شعورنا بالرضا اتجاه خياراتنا في الحياة والعمل وتربية  الأطفال.

ومن الأمور التي تعزز ثقتنا بأنفسنا وبقراراتنا هي كتابة الأسباب التي تجعلنا لا نشعر بالثقة اتجاه قراراتنا، ومثال على ذلك، عندما نشعر بالذنب اتجاه أطفالنا بسبب الإنشغال بالعمل، يجب هنا أن نضع قائمة بالأسباب التي تعطينا هذا الشعور، مثلاً التقصير بالأطفال أو تركهم لفترة طويلة، وبالمقابل وضع الأسباب المنطقية والواقعية التي تجعلني أتخذ قرار الذهاب للعمل، مثل بناء المستقبل لهم، وتأمين حياة أفضل وأكثر استقراراً، وأن الوقت النوعي مع الأطفال يكون أفضل وأكثر تركيزاً، سيساعدنا هذا الأمر على اتخاذ قرارات أكثر عقلانية عوضاً عن الإندفاع بالمشاعر.

للثقة بالنفس فوائد عديدة على العمل والمنزل والعلاقات، لذا دعونا نتعرف على أهم فوائد الثقة بالنفس بالتالي:

  • الثقة بالنفس تمنحك أداء أفضل: عوضاً عن تضيّع الوقت بالقلق من مستوى جودة أدائك، حين تتمتع بالثقة بالنفس ستوجه كامل قوتك وتركيزك لتقديم نتائج أفضل، وبالتالي سيكون أدائك أفضل.
    ستمنحك الثقة بالنفس علاقات صحية: عندما تتمتع بالثقة بالنفس لن يؤثر هذا فقط على نظرتك لنفسك، بل سيساعدك أيضاً على حب الأخرين وفهمهم بشكل أفضل، وسيساعدك أيضاً على اتخاذ القرار السليم اتجاه علاقتك بالشريك، ويمكنك من أخذ القرار السليم في حال كنت في علاقة غير صحية أو مؤذية لك.
  • الثقة بالنفس تمنحك القوة لخوض تجارب جديدة: عندما تؤمن بذاتك وتثق بخياراتك، ستتمكن حينها من تجربة أشياء جديدة، إن كان هذا الأمر على سبيل التطور في العمل أو تنمية مهاراتك، أو التعرف على أشخاص جدد.
  • الثقة بالنفس تمنحك مرونة أعلى: الثقة تمنحك الحرية والشعور بالمرونة العالية، ستعطيك الدافع لخوض المغامرات أو العدول عن اتخاذ القرارات وقول كلمة لا في الوقت المناسب.

كيف يمكنك زيادة ثقتك بنفسك؟ إليك بعض الاستراتيجيات الناجحة في تعزيز الثقة بالنفس:

1. توقفي عن مقارنة نفسك بالآخرين

  • المقارنة واحدة من أكثر الأمور التي تثبط الثقة بالنفس وتشعرك بالإحباط، في حال كنت تقارني نفسك بصديقاتك من ناحية المظهر أو النجاح أو مقارنة المستوى الاجتماعي، كل هذه الأمور ستجعلك غير راضية عن نفسك وإنجازاتك، وهذا الأمر تم إثباته في دراسة نشرت عام 2018 في مجلة Personalality and Individual Differences، حيث وجدوا صلة مباشرة بين المقارنات والغيرة والطريقة التي تشعر بها اتجاه نفسك. وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يقارنون أنفسهم بالآخرين يشعرون بالحقد والغيرة الشديدة، وكلما زاد شعورهم بالغيرة، زاد شعورهم بالسوء اتجاه أنفسهم.
  • إذا كانت لديك مشاعر سلبية اتجاه الغير وتشعر بالغيرة من حياة الآخرين هذا لن يساعدك في تحقيق حياة أفضل، بل على النقيض تماماً، ستشعر بالحقد والكراهية ويختزل هذا الشعور طاقتك ويجعلك تشعر بعدم الإنجاز، ولتعالج هذا الأمر يجب أن تتعلم مهاراة الامتنان، وأن تنظر إلى إنجازاتك الشخصية وتفخر بها وأن تسعى لتحقيق ذاتك لإرضاء ذاتك فقط، وليس بهدف التفوق على الآخرين، وتذكر أن كل إنسان لديه كم من التحديات وأن الحياة ليست منافسة، حينها فقط ستشعر بالثقة في نفسك وتحقق التوازن الداخلي الذي تسعى إليه.

2. أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين

  • من المهم جداً أن نحيط أنفسنا بالأشخاص الإيجابيين، هل يرفع أصدقائك من معنوياتك أم يشعورنك بالإحباط والملل في كل مرة تلتقي بهم؟ هل تشعر أن أصدقائك يحكمون على طريقة حياتك أو يتقبلوك كما أنت؟
  • تأكد بأن الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم سيؤثرون على تفكيرك بشكل أو بآخر، وسيساهمون بشكل كبير في تعزيز ثقتك بنفسك، لذا أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين الذين يمتلكون نظرة متفائلة للحياة ويدعمونك لتصبح نسخة أفضل من نفسك، أحط نفسك بأشخاص يحبونك بالفعل ويتمنون لك الخير.

3. اعتني بجسدك وصحتك

من الصعب أن تشعر بالثقة بالنفس اذا كنت تعامل جسدك بشكل سيء، وهذا يتضمن مجموعة من الأمور التي عليك الاهتمام بها لتحقق التوازن:

  • اتباع نظام غذائي صحي: عندما تتناول الطعام الصحي والمفيد سيجعلك تشعر بالرضا والقناعة وسيعزز من نشاطك الحيوي، ويزيد من قوتك مما يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك.
  • ممارسة الرياضة: تؤكد الدراسات باستمرار أن النشاط البدني يعزز الثقة بالنفس، وفي دراسة نُشرت عام 2016 في مجلة Neuropsychiatric Disease and Treatment، وجد أن النشاط البدني المنتظم يحسن نظرة الأشخاص لأجسادهم، وعندما تحسنت نظرتهم لأجسادهم، شعروا بثقة أكبر في أنفسهم.
  • التأمل: هو أكثر من مجرد ممارسة لعادة الاسترخاء، يمكن أن يساعدك التأمل في تعزيز الثقة بالنفس بعدة طرق. أولاً، يساعدك على التعرف على نفسك وقبولها كما هي، كما ويعلمك التأمل أن تتوقف عن الحديث السلبي عن نفسك وأن تنفصل عن أي محادثة عقلية تتدخل في ثقتك بنفسك.
  • النوم: ما لا تدركه أن قلة النوم ممكن أن تؤثر على مشاعرك بالكامل، في حين أن النوم الجيد يمنحك سمات شخصية إيجابية، بما في ذلك التفاؤل واحترام الذات.

4. عامل نفسك بلطف وحب

لتحب ذاتك وتقدرها بالشكل المناسب عليك احترامها ومعاملتها بلطف، عندما ترتكب خطأ ما أو تمر بتجربة غير ناجحة، لا بد أن تشعر ببعض الإحباط، ولكن تجنب إلقاء اللوم على نفسك، عندما تشعر بالثقة بالنفس ستتمكن من التعامل مع الإخفاقات بمرونة أكبر، وستتقبل الخطأ والتجارب سلبية كانت أم إيجابية.

5. تدرب على التحدث مع نفسك بشكل إيجابي

سيساعدك التحدث مع نفسك بطريقة إيجابية على تعزيز التعاطف مع ذاتك، والتغلب على الشك بنفسك وقدراتك، ويمكنك من مواجهة تحديات جديدة. من ناحية أخرى، يمكن للتحدث السلبي عن الذات أن يحد من قدراتك ويقلل من ثقتك بنفسك من خلال إقناع عقلك الباطن بأنه “لا يمكنك التعامل مع هذا الأمر” أو أن هذا الأمر “صعب للغاية” وأنه “يجب عليك عدم المحاولة”.

إليك بعض الأمثلة على الحديث الذاتي المتشائم وإعادة صياغة أفكارك ليصبح أسلوب تفكرك أكثر إيجابية:

  • بدلاً من أن تقول لنفسك “لا أستطيع التعامل مع هذا” أو “هذا مستحيل” ، حاول تذكير نفسك بأنه “يمكنك فعل ذلك” أو “كل ما علي فعله هو المحاولة”.
  • بدلاً من أن تقول لنفسك “لا يمكنني فعل أي شيء بشكل صحيح” عندما ترتكب خطأً، ذكر نفسك “يمكنني أن أفعل هذا بشكل أفضل في المرة القادمة”، أو “على الأقل تعلمت من هذه التجربة”.
  • عوضاً عن قول “أكره” التحدث أمام الجمهور، استخدم كلمة أكثر اعتدالًا مثل “لا أفضل”، وذكر نفسك أن “كل شخص لديه نقاط قوة ونقاط ضعف”.

6. واجه مخاوفك

  • تدرب على مواجهة بعض مخاوفك التي تنبع من قلة الثقة بالنفس، إذا كنت تخشى أن تحرج نفسك أو تعتقد أنك ستفشل، فجرب ذلك على أي حال. أخبر نفسك أنها مجرد تجربة وانظر ماذا سيحدث ربما تنجح وتحقق نتائج لم تكن تتوقعها لنفسك.
  • عندما تكسر خوفك من الإخفاق ستتعلم أن الشعور بالقلق قليلاً أو ارتكاب بعض الأخطاء ليس خطيراً كما كنت تعتقد. وفي كل مرة تمضي قدماً، ستتمكن من اكتساب المزيد من الثقة في نفسك والثقة في خياراتك.

وفي الختام عليك أن تعلم

مهما كان الإنسان واثقاً تأكد أن الجميع يعاني من مشاكل في الثقة بالنفس بين الحين والآخر، لم نخلق لنكون مبرمجين على الثقة بالنفس في جميع الأحوال والظروف، ولكن إذا كانت مشكلتك مع الثقة بالنفس تؤثر على عملك أو حياتك الاجتماعية أو تعليمك، فيجب أن تفكر في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية، هناك دائماً حلول عندما نواجه حقيقة الأمر ونسعى لمواجهة نقاط ضعفنا.


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0