متلازمة الطفل الأوسط هل هي حقيقة؟

الطفولة المبكرة

متلازمة الطفل الأوسط هل هي حقيقة؟

middl chiled syndrom

هل سمعتِ بهذا المصطلح من قبل؟ إن كنتِ الطفل الأوسط أو لديكِ طفلاً أو شقيقاً في هذا الترتيب الميلادي؛ فقد يهمك أن تعرفي أكثر عن هذا المصطلح، وأن تكتشفي معنا إن كانت متلازمة الطفل الأوسط أمراً حقيقياً. “كطفلة متوسطة سأهمس لكِ أنها حقيقية”! يشعر الطفل الأوسط بأنه مُستبعد ومُهمل من قبل والديه بسبب ترتيبه الميلادي بين اخوته. الأمر الذي يؤدي إلى شعوره بالإهمال من أسرته؛ مما يقوده إلى التمرد ومحاولة إرضاء الآخرين. غالباً ما يواجه الطفل الأوسط الحيرة؛ فهو لم يختبر مشاعر شقيقه الأكبر بأن يكون “الأول لديك”في شيء ما؛ ولا تسلط عليه الأضواء التي يستحوذ عليها شقيقه الأصغر بمحاولاته المتكررة للفت الأنظار إليه، بل هو يشعر غالباً بالاستبعاد وسوء الفهم، ومن الممكن أن تتطور هذه المشاعر السلبية وتتحول إلى اضطراب يطلق عليه متلازمة الطفل الأوسط.

فلنتعرف أكثر على هذا المصطلح وخصائصه، وسنقدم لكِ بعض النصائح حول كيفية التعامل مع طفلك الأوسط الرائع والفريد من نوعه

ما هي متلازمة الطفل الأوسط؟

هي أن يشعر الطفل بأنه مستبعد ومستثنى ومُهمل من قبل والديه؛ بسبب ترتيبه الميلادي بين اخوته. ويصاب الطفل بهذه المتلازمة بالعادة عند ولادتك لطفل جديد؛ ليحصل هذا الطفل حديث الولادة على الاهتمام والرعاية بشكل أكبر من قبل الوالدين. وفي نفس الوقت يتحمل الطفل البكر بعض المسؤوليات البسيطة (تعتمد على عمره)؛ ليحصل على التشجيع والتهليل من قبل الوالدين.

هنا يشعر الطفل الأوسط في هذا الوضع أن: “ماما و بابا معجبون بشقيقي الأكبر ويصبون جلّ اهتمامهم على شقيقي حديث الولادة، أخي الأكبر يحظى بكل الإعجاب وأخي حديث الولادة يأخذ كل وقت ماما! أين أنا من كل هذا؟”

هل هي حقيقية؟

أشار الطبيب النفسي آلفرد أدلر في إحدى نظرياته؛ أن الترتيب الميلادي قد يؤثر على شخصية الطفل. حيث أشار أن الوالدين قد يهملون دون قصد الطفل الأوسط عند ولادة طفل جديد؛ مما يؤدي إلى تأثر الطريقة النمطية التي يتعامل بها طفلك المتوسط مع الأمور الاجتماعية المختلفة. وأيضاً يؤثر هذا الأمر على نفسيته وقد يتسبب بما يعرف بمتلازمة الطفل الأوسط. المصدر


خصائص الطفل الأوسط

  • الشخصية:

يكون الطفل هادئ ومتوازن بالعادة، فغالباً ما تطغى شخصية الشقيق الأكبر على شخصيته بينما الشقيق الأصغر هو الطفل. مما يتركه في مكان ما بينهما.

  • العلاقات:

قد يواجه صعوبة في الشعور بالمساواة مع أشقائه في العلاقات مع الوالدين. فيشعر بأنه لا يحظى بالاهتمام الكافي من والديه المنشغلان بتدليل الطفل الأصغر والتهليل للطفل الأكبر.

  • التنافس: 

غالباً ما يشعر بالرغبة في التنافس مع الأشقاء الآخرين لجذب اهتمام الوالدين؛ فهم لا يريدون الشعور بأن أحد الوالدين قد تجاهلهم. ومن جهة أخرى شعورهم الدائم بأنهم وسط شيء ما قد يجعل منهم مسالمين بل ومندفعين لحل المشكلات بين الآخرين.

  • التمييز: 

لا يشعر الطفل الأوسط بأنه المفضل في العائلة؛ فهو يعتقد أن والديه ينظران إلى شقيقه البكر بعين التمييز فهو الأول في كل شيء، بينما ينظران إلى الطفل الأصغر على أنه الطفل المدلل. أما هو وترتيبه الأوسط لا شيء يميزه ليكون المفضل لدى الوالدين.

  • السلوك: 

يميل إلى لفت الإنتباه، فيتصرف عادة بتمرد ويحاول إرضاء الآخرين. كما يعتمد سلوكه في بعض الحالات على شخصية الشقيق الأكبر. وقد يذهب البعض منهم إلى أقصى حدود لفت الإنتباه. وقد يكون الطفل الأوسط أكثر استقلالية بالمستقبل؛ لأنهم دائماً ما يحاولون الإذعان لرغبات الكبار وحاجات الأشقاء الأصغر. كما يميل إلى تكوين علاقات خارج حدود الأسرة وغالباً ما يكون لديهم دوائر اجتماعية كبيرة وصداقات متينة.


نصائح للتعامل مع الطفل الأوسط لمساعدته على الشعور بالتميز

1. ابذلي مجهوداً أكبر في علاقتكِ مع الطفل الأوسط

ربما تكون علاقتكِ بالطفل الأوسط قوية حقاً، ولكنه لا يشعر بذلك بل ويستمر بالمحاولة! في هذه الحالة المزيد من التواصل معه قد يكون هو الحل. واحرصي على تفهم مشاعره حتى لو لم تكوني متفقة معه. فلو عبر عن مشاعره بأن يقول مثلاً أن أخته الأصغر تحصل على اهتمام أكبر منكِ؛ اصغي إليه وابذلي جهداً ليشعر أنك تهتمين به بنفس القدر، بل وتعتزين به كما هو. أشعريه بسعادتك لوجوده وبالمزيد من الحب والتقدير والاحتضان.

2. احرصي على أن يشعر طفلك بأهميته في العائلة

ويكون ذلك عن طريق منحه الفرصة للمساهمة بالأعمال المنزلية أو الخارجية في عمرٍ أكبر. فمثلاً في عمرٍ صغير؛ أطلبي منه باستمرار أن يحضر لك غرض ما. وفي عمرٍ أكبر اسمحي له بإحضار بعض الحاجيات من البقالة. ثم احرصي على تقدير هذه الأعمال التي يقوم بها طفلك وتحدثي عن مساهمته كمساعدة قيّمة للعائلة.

تذكري أن الأطفال بحاجة لأن يشعروا بالحب دون فعل أي شيء لكسب ذلك؛ لذا لا تغفلي عن أهمية إظهار هذا الحب لهم والتشييد بالصفات أو المواهب الفريدة التي يتمتعون بها.

3. شجعي طفلك الأوسط على التعبير عن احتياجاته ورغباته للآخر

على سبيل المثال؛ شجعيه على الإبتعاد والتوقف عن اللعب إن تم دفعه من قبل شقيقه الأكبر. الإبتعاد هنا هو وسيلة للتعبير عن الإستياء دون مهاجمة أو عنف! شجعيه على التعبير عن حاجاته ومشاعره بالكلام وأن يعبر عن استيائه لا أن يدفنه إرضاءً للأخ الأكبر.

4. تأكد من حصول طفلك الأوسط على أصدقاء خارج نطاق العائلة

يحتاج الطفل الأوسط لتجربة بناء علاقات والتواصل خارج الأسرة؛ حتى يتمكن من تجربة أن يكون أكثر قوة وجرأة. كما أن الطفل الأوسط يحب اللعب مع الأصدقاء أكثر من الأشقاء ولا ضير في ذلك. دوركِ هنا أن ترحبي بأصدقاء الطفل الأوسط في العائلة؛ حتى يتسنى لهم اللعب في المنزل لبعض الوقت بدلاً من تواجده الدائم في بيت الأصدقاء.

3. شجعي طفلك الأوسط على التعبير عن احتياجاته ورغباته للآخر

على سبيل المثال؛ شجعيه على الإبتعاد والتوقف عن اللعب إن تم دفعه من قبل شقيقه الأكبر. الإبتعاد هنا هو وسيلة للتعبير عن الإستياء دون مهاجمة أو عنف! شجعيه على التعبير عن حاجاته ومشاعره بالكلام وأن يعبر عن استيائه لا أن يدفنه إرضاءً للأخ الأكبر.

4. تأكد من حصول طفلك الأوسط على أصدقاء خارج نطاق العائلة

يحتاج الطفل الأوسط لتجربة بناء علاقات والتواصل خارج الأسرة؛ حتى يتمكن من تجربة أن يكون أكثر قوة وجرأة. كما أن الطفل الأوسط يحب اللعب مع الأصدقاء أكثر من الأشقاء ولا ضير في ذلك. دوركِ هنا أن ترحبي بأصدقاء الطفل الأوسط في العائلة؛ حتى يتسنى لهم اللعب في المنزل لبعض الوقت بدلاً من تواجده الدائم في بيت الأصدقاء.

6. أشعريه بالراحة والطمأنينة

إذا أخطأ طفلكِ الأوسط؛ فعليك التأكيد له أن عقوبته لا تتعلق بإخوته، وخطأه هذا لا يغير من حقيقة حبك واهتمامك اللا مشروط له، بل اشرحي له سبب العقوبة حتى لا يشعر بالضياع. وأيضاً احرصي على قضاء وقت خاص مع طفلك الأوسط، وحددي له يوماً معيناً تقضيان به بعض الوقت الخاص بكما. من خلال تركيزك عليه سيشعر بالطمأنينة والراحة وسيتأكد من أنه لا يقل أهمية عن باقي إخوته.

7. صفقي لإنجازاته

عندما حصلت طفلتي الأولى على أول نجمة ذهبية بالمدرسة طرت فرحاً! وكل ما تلى ذلك من انجازات كانت حدثاً مهماً في عائلتنا. ليس الأمر هكذا مع الطفل الثاني لأننا خضنا هذه المشاعر من قبل! هذا لا يعني أن الطفل الثاني يقل أهمية عن الأول؛ ولكن طبيعتنا كبشر نبتهج “بأول مرة” و “بالتجربة الأولى” أكثر من المرات التي تليها. ولكن هذا ليس عدلاً بحق الصغير الأوسط! فكما هللنا لإنجازات البكر؛ يجب أن نهلل لإنجازات أطفالنا الآخرين ونشعرهم بأنها تستحق الاحتفال.

8. شجعي الاختلافات

طفلتي الأولى دودة قراءة، وكم أنا فخورة بذلك! وكم أتمنى أن يمشي إخوتها على خطاها. ولكنني أحتفظ بهذه الأمنيات في داخلي فقط! غالباً ما تكون مشاعر الطفل الأوسط أرضاً خصبة لمشاعر المقارنة والتمييز؛ لذا بدلاً من حثه على تقليد الطفل الأكبر شجعيه على إيجاد طريقه الخاص. سواء كان يحب القراءة أو الرياضة أو النشاطات الفنية وتجنبي أي مقارنة مع شقيقه الأكبر.

9. أكثري من التقاط الصور له

لا ننكر جميعنا شغفنا بالتقاط صور للطفل البكر أكثر من غيره. ولكن قبل كل شيء تأكدي من أن يحصل الطفل الأوسط على نصيبه من الصور في ألبوم العائلة. احرصي على أن تبعديه عن المصير النمطي المتمثل في رؤية آلاف الصور للطفل البكر مقابل القليل من صوره، وتأكدي من التقاط بعض الصور الفردية للطفل الأوسط وليس دائماً مع باقي الأشقاء.

اقرأ أيضاً عبارات لا تقوليها أبداً للبنات


1 التعليق

  1. Noor Ghassan
    يناير 18, 2021 في 12:34 ص

    اعجبتني هذه المقالة لاني السخص الأوسط ? وكتير من الكلام بنطبق علي وانا صغيرة ، ابدعتي

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0