الطلاق هو أمر مؤلم بلا شك، فبحسب كلام الدكتور محمد عطا الله، فأنتِ تحتاجين لفترة ما بين 6 أشهر وحتى 18 شهراً لتتقبلي الفكرة ذاتها وليس من السهل الوصول إلى مرحلة التشافي والسلام الداخلي، لذلك توقعي خلال هذه الفترة بأن تمري بالمراحل السبع التالية:
المرحلة الأولى: الصدمة
من الطبيعي أن تصابي بالصدمة عندما تستيقظي، ولا تجدي الشخص الذي اعتدتي على وجوده معك تحت سقف واحد، فتجدين نفسك غارقةً في بحرٍ من الأسئلة مثل: ما الذي حدث؟ كيف حدث ذلك؟ هل يمكنني إصلاح الأمر؟ هل أنا المذنبة؟
لتتخطي هذه المرحلة، أنصحك بعيش مشاعر الألم كما هي دون محاولة منك لترويضها أو تغييرها، فهذه المشاعر هي جزء من طبيعتنا البشرية، وما ينافي هذه الطبيعة هو مقاومتك للألم.
اسمحي لنفسك بالحزن.. حاولي التنفيس عن غضبك وحزنك، ابكِ، واغضبي، واكتبي، واحرقي الكلمات، ومارسي الرياضة مثل البوكسينج ،وافعلي كل ما يمكنه مساعدتك في السماح لهذه المشاعر بالرحيل.
ننصحك بقراءة كتاب “السماح بالرحيل”; يساعد في رحلتك نحو التشافي.
المرحلة الثانية: الإنكار
سترفضين فكرة عدم وجوده في حياتك، وربما ستحاولين التواصل معه وكأن شيئاً لم يكن، ستحاولين تتبعه على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة أخباره..
أنصحك بهذه المرحلة بأن تلجأي لمساعدة أخصائي نفسي أو لايف كوتش لتساعدك في رحلتك للتشافي، فأنا أتفهم مدى حزنك وحاجتك للدعم النفسي والمعنوي لتخطي هذه المرحبة الصعبة.
المرحلة الثالثة: المساومة
ستكونين في هذه المرحلة على استعداد لفعل أي شيء لتعود الأمور إلى مجاريها، وستسعين لأن تجدي حلولاً للمشاكل التي لطالما عانيتي منها. لذلك، أنصحك بهذه المرحلة:
- أن تحيطي نفسك بأصدقاء جيدين; ليساعدوكِ على تخطي هذه المرحلة بسلام،
- وبأن تشغلي نفسك باكتشاف هواياتك المفضلة، وأن تنغمسي بفعل الأشياء التي تحبينها. قد يكون هذا الطلاق بمثابة فرصة عظيمة لاكتشاف شغفك في الحياة.
المرحلة الرابعة: الغضب
هناك بعض النساء تتملكهن الرغبة بالانتقام من زوجها السابق; نظراً لحجم الأذى الذي سببه لها طليقها. لذلك، أنصحك بالابتعاد عن زوجك السابق في هذه المرحلة; لتجنب الانفعالات أمام الأبناء، نظراً للأثر السلبي الذي تلحقه عليكِ وعلى أطفالك.
مثلًا، أفرغي غضبك بعيداً عن أبنائك، من خلال ممارسة رياضة معينة كالملاكمة أو حتى الجري السريع. أو من خلال الكتابة وتدوين مشاعرك السلبية على ورقة وحرق تلك الورقة، مما سيساعدك على التشافي من الطلاق.
المرحلة الخامسة: الاشتياق
ستتذكرين كل تلك اللحظات الجميلة التي عشتها مع ذلك الشخص، وكأنه لم يكن هناك جزء مظلم بعلاقتكما، وستتمنين لو تجمعكما صداقة مشتركة، ولكنها تظل مجرد أفكار لا أساس لها من الصحة، فلا يمكنك بأن تكوني صديقة للشخص الذي كان زوجك بيوم من الأيام.
قد تتسبب هذه الصداقة لك بأضعاف الألم الذي مررتِ به، فالطريقة المثالية لتخطي مرحلة الحنين تكون بقطع اتصالك به لمدة لا تقل من شهرين وحتى 3 أشهر.
المرحلة السادسة: التقبل
بعد بعدك عنه وقطع اتصالك به لمدة طويلة، ستبدأين بالتأقلم والتعود على روتين حياتك الجديد، وبالتالي ستتقبلين حقيقة أنه لم يعد بحياتك، وستعتادين على روتينك الجديد بدونه.
“خذ الأمور ببطء وراحة”، ينصح جيفثا تاوزيج، دكتوراه في علم النفس السريري في مدينة نيويورك. “لا تتعجل في الدخول في علاقات عاطفية جديدة، بل امنح نفسك فرصة للتنفس قليلًا. حاول أن تشارك في أنشطة وتجارب تجدها مريحة ومجددة، بينما تتأقلم مع حياتك الاجتماعية والقانونية الجديدة كشخص مطلق.”
المرحلة السابعة: المسامحة والشفاء الداخلي.
ستؤمنين في هذه المرحلة بأن كل الأمور تعمل للخير، وبأن اختيارات الله صالحة وستشعرين بالامتنان لوجود أبنائك حولك. لذا، تذكري بأن شفاءك من الداخل، ينبع من مسامحتك للطرف الآخر، ومسامحة نفسك على اختيارك الخاطئ له كشريك حياة.
في نهاية هذا المقال، أود تذكيرك بأن الطلاق ليس نهاية حياتك، وأنك تستحقين الحب، إن شعرتِ بالوحدة، تمعني بصغارك وهم يكبرون أمامك وأغدقي عليهم بحبك الذي يحتاجونه. تصالحي مع تلك التجربة التي سمحت لك بأن تكون امرأة قوية وواثقة ومسؤولة وامض قدماً في تحقيق طموحاتك وأحلامك ولا تنسي بأنك المثل الأعلى لأبنائك لذلك تحلي بالقوة ولا بأس من إظهار ضعفك في بعض الأحيان فمن صفات المرأة القوية ذهنياً هي عدم ترددها في إظهار حاجتها للمساعدة ممن حولها.. وتذكري بأن كل الأمور تعمل للخير. التشافي رحلة طويلة وأنتِ قادرة.