يعد ألم الثدي واحدًا من أكثر الأمور شيوعًا عند معظم الأمهات الجديد أثناء الرضاعة الطبيعية، التي لا جدل بفوائدها الجمّة التي تعود على الأم وطفلها على حد سواء، فهي وسيلة رائعة وطبيعية لتغذية طفلك وتقوية علاقتك به. مع ذلك، قد تشكل الرضاعة الطبيعية تحدياً للأم إلى أن تعتاد عليها، وقد يحدث خلال الأشهر الثلاث الأولى من الرضاعة الطبيعية التهاب الثدي الذي يتسبب في ألمٍ شديد، فما هو طبيعة هذا الألم عند الأم المرضعة؟ وما هي طرق علاجه؟
ما هي أسباب ألم الثدي الشديد الذي أشعر به أثناء الرضاعة الطبيعية؟
- تشقق الحلمات: يحدث هذا عادة بسبب الالتقام غير السليم للطفل بالثدي.
- انسداد قنوات الحليب: يمكن أن يؤدي انسداد القنوات إلى تكوّن كتل مؤلمة في الثدي.
- التهاب أنسجة الثدي: من الشائع أن يحصل تورم في أنسجة ثدي الأم المرضعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة الطبيعية، فقد تشعر الأم بآلام شديدة يرافقها إحمرار في منطقة الثدي وتعب عام بالجسم، يحصل هذا الألم بسبب الالتهاب الناتج عن سوء تصريف الحليب، والذي ينتج بدوره بسبب الضغط على الحلمة من قِبل الطفل الرضيع.
- الرضاعة غير المتكررة: يمكن أن يؤدي إطالة الفترات بين الرضعات إلى زيادة احتباس الحليب في الثدي، مما يسبب الألم.
لا تقلقي عزيزتي الأم إذا مررت بهذا التحدي، فأغلب الأمهات المرضعات عانين منه وتغلبن عليه، بإتباع نصائح الطبيب، واستخدام المراهم المناسبة الموصوفة من قبل الطبيب. من الطبيعي أن تواجهي صعوبة في تقبل الرضاعة الطبيعية لذلك لا تترددي دومًا في طلب الاستشارة أو المساعدة.
ما هي أعراض التهاب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية؟
- ألم حاد أثناء الرضاعة: يمكن أن يكون الألم واضحًا أثناء مص الطفل للثدي، خاصة في بداية الرضاعة.
- حرقان أو تورم: قد تشعر الأم بحرقان أو تورم في منطقة الحلمة أو حولها.
- تشققات أو احمرار: يمكن أن يظهر تشقق أو احمرار على الحلمة، مما يزيد من الشعور بالألم.
- نتوءات أو تكتلات: إذا حدث انسداد في قنوات الحليب، فقد يظهر تكتل مؤلم في الثدي.
- حمى أو أعراض مشابهة للإنفلونزا: يمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشرًا على التهاب الثدي (التهاب الضرع)، ويصاحبها ألم شديد في الثدي.
ما هي طرق علاج ألم الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية؟
- استشارة الطبيب أولًا: قد تختلف شدّة ألم الالتهاب من مرضعة لأخرى، لذلك أول خطوة يجب عليكِ كأم مرضعة القيام بها، هي استشارة طبيبك الخاص، فقد يحتاج إلى فحص سريري ليقيّم حالتك، ليصف لكِ بعض المراهم والمضادات الحيوية المناسبة.
- تجنبي إمتلاء ثديك بالحليب. فإن أحسست بالإحتقان في غير وقت إرضاع الطفل، حاولي شفط هذا الحليب بإستخدام الجهاز المخصص لذلك، وإحفظيه لوقتٍ لاحق. خاصة إذا كنت أمًا عاملة وتغيبين وقتًا طويلًا عن طفلك. قمنا بتجهيز عدة نصائح للأم العاملة للتوفيق ما بين العمل والرضاعة الطبيعية، يمكنك الاطلاع عليها.
- أرضعي طفلك من الجهتين. فإرضاع الطفل من جهة واحدة، يسبب إحتقان بالثدي الآخر. لهذا من المهم أن تحفّزي الرضيع على الرضاعة لمدة ربع ساعة من كل جهة بالتناوب.
- اسمحي لطفلك بإفراغ الثدي بالكامل قبل الانتقال للآخر. فكوني صبورة عليه، وحاولي أن تبقيه مستيقظاً خلال فترة الإرضاع.
- اشربي الكثير من السوائل وخاصة الماء. فالأم المرضعة تحتاج إلى كمية سوائل تتراوح بين لترين ولترين ونصف يومياً، لتساعد على زيادة إدرار الحليب.
- ضعي كمادات دافئة أو حمام دافيء، التي من شأنها تخفيف الألم عند الأم المرضعة.
- ارتدي حمالة صدر داعمة. فارتداء حمالة صدر ضيقة تضغط على الثدي، وبالتالي تزيد فرصة حصول التهاب بالثدي.
لا توقفي الرضاعة الطبيعية!
حتى إذا شعرتِ بالألم أو التورم؛ فاستمرار الرضاعة هو أفضل وسيلة لتخفيف الألم، ويمكنك تناول المضادات الحيوية الموصوفة من طبيبك بأمان دون تأثير على طفلك. تجارب الأمهات والدراسات تؤكد أنه من الآمن الآمن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إذا كنتِ مصابة بالتهاب الثدي؛ فالرضاعة تساعد في علاج الالتهاب، بينما قد يؤدي الفطام المفاجئ إلى تفاقم الأعراض.
ختامًا، تذكري أن الألم أثناء الرضاعة الطبيعية هو تجربة مؤقتة تمر بها العديد من الأمهات، لكنه لا يعني أن الرضاعة ستبقى مؤلمة دائمًا. الرضاعة الطبيعية هي رحلة تحمل فوائد عظيمة لكِ ولطفلك، ومع مرور الوقت ستجدين الراحة والسعادة في هذه اللحظات الخاصة التي لا تُنسى. أنتِ قادرة على تخطي هذا التحدي، وثقي بأن كل جهد تبذلينه يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة صغيرك. إذا لا زلت تشعرين بأنك بحاجة إلى دعم نفسي لا تترددي في طلب الاستشارة النفسية مع الأخصائية فاطمة خلف.