منذ أن بدأت مسيرتي المهنية في العمل في مجال المحتوى والكتابة الفنية والإبداعية؛ وأنا أخطط إلى اليوم الذي سأعمل به من المنزل بدوام كامل وحر “ما يعرف بـ “Full Force Freelance. وبعد مرور 10 سنوات على عملي في وظائف متنوعة؛ وبعد أن كنت قد عملت مع شركات متعددة بنظام الـ Freelance بالإضافة إلى عملي في وظيفة بدوام كامل، شعرت بأن لدي فرصة كبيرة لتقديم خدماتي ومهاراتي في مجال المحتوى والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأن بإمكاني العمل بشكل حر وتأمين دخل ممتاز، وفي نفس الوقت سأتمكن من قضاء وقت أكبر مع العائلة والتنقل بحرية بين الإمارات وخارجها. إلا أن واقع تجربة العمل من المنزل أو العمل الحر لم يكن بهذا الجمال وهذه الإيجابية. اليوم، بعد مرور عام على هذه التجربة؛ إليكم إيجابيات وسلبيات العمل من المنزل ملخصة بهذه النقاط.
إيجابيات العمل من المنزل
- أهم وأفضل إيجابية في العمل الحر من البيت هو القرب من العائلة. فبفضل هذا النوع من الالتزام استطعت قضاء وقت رائع مع أولادي وزوجي ومع عائلتي في الأردن.
- توفير رسوم المواصلات والوقت الضائع على الطرقات وعناء القيادة في شوارع دبي المزدحمة.
- الابتعاد عن ضغط “بيئة العمل” داخل المكتب. خصوصًا في شركات الدعاية والتسويق يتضاعف التوتر وقد يتنقل هذا الشعور بين الزملاء، وبالتالي البعد عنه يضاعف الإنتاجية.
- حرية العمل من أي مكان. في النهاية لا أحتاج سوى الاتصال بالإنترنت وتسليم العمل في موعده المحدد.
- تنوع العمل والوظائف وذلك لتعدد الهيئات والعملاء. مما يمنحك مساحة واسعة للإبداع وتطوير خبرتك.
سلبيات العمل من المنزل
- الالتزام بساعات طويلة وغير محددة لصاحب العمل. مع هذا النوع من التعاقد ليس هناك عطلة نهاية أسبوع أو عمل مسائي أو غيره. عليك أن توفر نفسك للعمل طوال اليوم وفي أي وقت. وما أزعجني كثيرًا كان ضياع وقتي في الانتظار دون إنتاج أي شيء مثمر لقاء هذا الالتزام.
- عدم توفير الشركة أو صاحب العمل لك لأي من حقوقك . مثلًا تأمين صحي أو بدل انترنت أو جهاز حاسوب أو حتى إجازة (وإن كانت غير مدفوعة). في تجربة لي انتهى التعاقد مع مؤسسة بسبب طلبي لإجازة غير مدفوعة.
- تحصيل النقود. تختلف من مؤسسة لأخرى شروط التعاقد وبعضها لا يدفع المستحقات إلا بعد مرور 30 يوم أو 60 يوم. مما يجعل الدخل غير ثابت.
- اختلاف أيام العمل وازدحامها. ففي بعض الأيام تجد نفسك تصل الليل بالنهار دون توقف. وفي أيام أخرى تبحث عن أي عمل حتى لو كان بسيطاً. وهذا أيضًا يؤثر على الدخل ولا يجعله مستمرًا أو ثابتًا.
- فقدان التواصل الإنساني والحسي مع الزملاء والعملاء. بالنسبة للمغترب فإن الحياة الإجتماعية تقريبًا قائمة على حياة العمل؛ وبالتالي فإن الشعور بالوحدة والعزلة يتضاعف.
- غياب الشعور بالأمان الوظيفي والاستقرار.
- ازدياد فرص سوء التفاهم بين الزملاء أو العملاء. وذلك لأن التواصل غالبًا ما يكون غير مرئي وفي الأغلب عبر الرسائل الإلكترونية.
أستطيع القول صراحة بأنها لم توافق الأماني والأحلام التي راودتني في البداية، واكتشفت أنني شخص يحب التواصل الشخصي عن قرب وأحب حياة العمل والمكتب والتفاعل مع الناس ولقاء الأشخاص حقيقة. وبالتالي … فقد بدأت مسيرتي بالبحث عن وظيفة بدوام كامل. ماذا عن تجاربكم؟