للأم العاملة

وداعًا للتسويف: هكذا يكون التخلص من التسويف واستعادة الشغف! 

karim-manjra-dtSCKE9-8cI-unsplash

هذا المقال من كتابة: ميسون سعدي

تخيّلي نفسك – بعد سنة من الآن – في  المقهى الذي تُفضّلينه، جالسة مع صديقتكِ التي لم تلتقي بها منذ سنة كاملة. بينما تشربين قهوتكِ اللذيذة (أو ربّما الشاي أو الماتشا؟)، تُحدّثينها عن جديدكِ، وعن الإنجازات التي عملتِ على تحقيقها، ونجحتِ! ربّما كان كورس أحببتِ دراسته، أو مجالاً جديداً رغبتِ في اكتساب الخبرة فيه، أو هواية قديمة عدتِ أخيراً إليها، أو كتاباً حلمتِ بنشره، أو ديكوراً للبيتِ قمتِ بتنفيذه!

هل تخيّلتِ نفسكِ في تلك الجلسة بالمقهى؟ لكن ما الذي يقف بينك وبين هذا السيناريو الجميل؟ الجواب غالبًا هو: التسويف.

هذا ما أريده لكِ بالضبط، أن تستمتعي بطعم الأحلام المحقّقة. وتُحدّثينا عنها في الحقيقة لا الخيال بعد التخلّص من التسويف مرّة واحدة وإلى الأبد!


إذا كان التسويف هو اختيار وقتٍ آخر للقيام بعملٍ ما، فكوني متأكّدة، عزيزتي، أنّ الوقت ليس له علاقة بهذا القرار. “لم يكن الوقت ملائماً” لقراءة الكتاب، “لم يكن الوقت مناسباً” لطي الغسيل، الوقت دائماً “ليس الأفضل” بالنسبة لكِ، وأقول لكِ -بحُب- أنّك تهربين بحجّة الوقت.

الجميع يمر بظروفٍ صعبة، ولكن عندما تتوارى ظروفك الصعبة وتختاري أن تؤجّلي مهامك ليومٍ آخر، فهل نحن في حربٍ مع الزمن أم مع شيء ٍ آخر تماماً؟ هل تعرفين ما هو هذا الشيء؟


هل سألتٍ نفسك يوماً ممّ تتألّمين؟ هل هو الخوف من الفشل (وسعيك للكمال)، الخوف من رأي الناس؟ من الوحدة؟ هل هي البيئة المحيطة بكِ؟ أم أنك تهربين من الملل؟ أو أنكِ مُرهقة جسدياً ونفسياً من كثرة مسؤولياتك كأم عاملة؟ هل هناك مهمّة تبدو صعبة لأنّكِ اعتقدتِ -خطأً- أنّك أصغر من أن تقومي بها؟

الأسباب كثيرة، والألم يجمعها كلّها في عنوانٍ واحد.



شخصياً وحتّى وقتٍ قريب، كنت أعتقد أنّ التسويف والتأجيل جزءٌ من شخصيتي. كانت قراراتي تدخل في نفقٍ طويلٍ من التأجيل المتكرر دخلت فيه بعد فترة كل أنواع المهام – حتى الهوايات!

والنتيجة؟ أفكار غير منفذة، وإحساس غير لطيف. شعرت أنّني خذلت نفسي، وأفشلتُ مخططاتي بيدي، أحسست أنني عاجزة عن إتمام المهمّة لأنّ الهدف صار متأخراً جداً  أو صعباً أو فاقداً لقوّة الدفع.

ببساطة، تحوّلت مشكلتي في الالتزام إلى إحساسٍ بالشكٍ في القدرات، ولم تعد متعلّقة حتّى بالوقت! هل ترين كيف سحبني التسويف إلى أفكارٍ مظلمة ومعتقدات مقيّدة ؟

هدفٌ غالي الثمن، هذا الإحساس المحبط. وهو أشدّ مِن أيّ خسارة في الوقت. 

وأنتِ عزيزتي، هل حدث لكِ شيءٌ مشابه؟


أمّا التبعات الأخرى المعروفة لعادة التسويف والتأجيل فتبقى صادمة مهما بدا التأجيل خيارًا بريئًا في لحظته. وتعاني من هذه التبعات ربّة المنزل والمرأة العاملة على حدّ سواء.

بحسب دراسة أجريت عام 2023 على 3525 طالبًا وطالبةً في 8 جامعات في السويد،  ارتبط التسويف بـ:

  • تدهور الصحّة العقلية 
  • الشعور بالاكتئاب والقلق
  • ارتفاع مستويات أعراض التوتر 
  • ظهور سلوكيات غير صحّية في أسلوب الحياة (مثل ضعف جودة النوم وقلة النشاط البدني) 
  • زيادة الشعور بالوحدة والمزيد من الصعوبات الاقتصادية

خففي العبء الذهني مع عهد الزبيدي

أما إذا استمر شعورك بالضغط والاحتراق النفسي رغم كل المبادرات المتوفرة والاستيراتيجيات المقترحة، فأنت بحاجة لتلقي بعض الدعم المتوفر في كلنا أمهات من خلال جلسة تخفيف العبء الذهني مع لايف كوتش عهد الزبيدي.

تساعدك عهد من على وضع خطة لعيش حياة أكثر هدوءاً وسعادةً، وذلك عبر حثك على التركيز على ما هو مهم حقاً والتخلص من أي واجبات أخرى لا تضيف قيمة لحياتك وعائلتك.



ما أريد قوله الآن في منتهى الأهمية.

التخلّص من التسويف مرتبط بامرأة أخرى قد لا تخطر كثيراُ على بالك. هي ذاتكِ المستقبلية!

أنتِ اليوم مختلفة عمّا كنتِ عليه في السنوات الخمس الماضية، أيضاً في المستقبل ستكونين نسخة جديدة متطوّرة مِن ذاتك الحالية.

عندما تُحددين ما تريدينه لنفسكِ بعد يوم، أو شهر، أو سنة أو عشر سنوات، تُصبح لديكِ علاقة مع ذاتك المستقبلية وبالتالي ستتغيّر نظرتك إلى أسلوب حياتك والطريقة التي تقضين بها أوقاتك الآن

يقول د. بنجامين هاردي في كتابه الذي أنصحكِ بقراءته Be Your Future Self Now  “كُن ذاتك المستقبلية اليوم”:
“أهم شخص في حياتكِ هو ذاتكِ في المستقبل. كل قرار تتخذينه اليوم هو من أجل ذاتك المستقبلية.” دَعي ذاتك في المستقبل تقود خطواتك في الحاضر. 


الحلول موجودة وبكثرة. بعض هذه الاقتراحات كلاسيكية – تقليدية سمعتِ بها من قبل، ومنها حديث وغير تقليدي بالمرة.
وبينما تُجرّبين هذه الاقتراحات، أدعوكِ للعب دول المُخبِر. لاحظي كيف تُناسبكِ بعض هذه الحلول أكثر من غيرها.. إسألي ذاتكِ، ما هي الحاجات التي يُلبّيها هذا الحلّ أو ذاك؟

لديكِ غرفة كاملة بحاجة إلى تنظيم؟ توجّهي نحو زاوية واحدة منها، واختاري جزءاً من الزاوية لتعملي عليه.
قررتِ تنظيم حفلة لمناسبة خاصة؟ قسّمي المهمّة إلى مهام فرعية مثل تحديد المكان، اختيار قائمة المدعوين، إرسال الدعوات،  اختيار الطعام والشراب إلخ.

– نبدأ بالحلّ الشهير:
قسِّمي هدفك ِإلى أجزاء، ثمّ قومي بـ “تفتيت” كلّ جزء.

مهما شعرتِ بصغر الهدف، تجاهلي طموحكِ بإنجاز الكثير والتزِمي بالقليل؛ أي الجزء الذي اخترتِه فقط. فأيّ مجهودٍ ضخمٍ في هذه الحالة لن يكون سوى إشارةٍ لدماغكِ ليربط المهام المؤجّلة بالإرهاق، وهذا هو الأمر الذي لا نُريده إطلاقًا.
 

– إستعيني بإحدى صديقاتك أو بأحد أفراد العائلة!  

لا تتردّدي في طلب المساعدة من الأشخاص المقرّبين منكِ لإنجاز  أي هدف صغير أم كبير. أطلبي مِن أحد أفراد العائلة أو إحدى الصديقات المقرّبات أن يسألوكِ في اليوم الفلاني إذا كنتِ قد أنجزتِ الشيء العلّاني. 

– استعيني بالغرباء!  

هل تُصدّقين أنّ هناك غرباء مستعدّين لتقديم المساعدة لكِ بهذه الطريقة أيضًا؟ 

منذ أشهر، كنتُ في زيارة للطبيب، ونظرتُ إلى السكرتيرة السوبر لطيفة وسألتها:

“هل تكرّمتِ بالاتصال بي بعد يومين لتذكيري بالذهاب إلى المختبر، كي لا أتأخّر في إرسال نتائج الفحص؟”

وبعد يومين، كانت على الخطّ تُذكّرني بما يجب عليّ القيام به. الكرماء موجودون حولنا، ولن يتأخّروا في المساعدة عندما تسمح ظروفهم!

– إخدَعي عقلك بالـ 5 دقائق!

لأنّ عقلكِ يُيسعى إلى “حمايتكِ” من الألم الذي أشرتُ إليه سابقاً في هذه المقالة، قولي لنفسكِ أنّك ستعملين لمدّة 5 دقائق فقط على ذلك المشروع المستعصي، وأغلب الظنّ أنّكِ ستتجاوزين هذه المدّة. 

إنّها خدعة معروفة لتهدئة الدماغ، فهو لن يرى ضرراً في العمل على أيّ شيءٍ “مُخيف” لمدّة بسيطة مثل 5 دقائق. 

– حضّري البيئة ولو انعدمت النية!

النصيحة التي يُقدّمها لكِ علماء السلوك هي أن تُحضّري البيئة التي تنوين العمل فيها حتّى لو لم تكن النيّة موجودة أصلاً للعمل على مهمّتكِ.

بعض الأمثلة على ذلك:

  • رتّبي مكتبك وحضّريه بالأدوات المناسبة لتبدأي العمل/ الرسم بدون أي عوائق عندما يحين الوقت. 
  • حضّري كتاب الطبخ (مع الصفحة مفتوحة على الوصفة) في زاوية صغيرة في المطبخ للطبخ لاحقاً.
  • ضَعي سلّة الغسيل بالثياب التي تنوين غسلها قرب الغسّالة.
  • أنقُلي المكنسة الكهربائية مِن مكانها المعتاد وضعيها في المكان الذي تريدين تكنيسه في وقتٍ لاحق.
مكتب العمل من البيت

– إنضَمّي إلى جلسة عمل مع شريكة إنجاز عن بُعد


منذ 4 سنوات باشرت بتعبئة طلب مهمّ مكوّن مِن عدّة أقسام، كلّ قسمٍ يحتوي على عدّة  صفحات.

كان الجلوس بالساعات أمام الكمبيوتر  رحلة مرهقة مِن البحث والتدقيق في المعلومات والتأكّد مِن التواريخ، ولكن أكثر ما أزعجني تلك المرحلة كان إحساسي بالوحدة التي تضاعفت أثناء جائحة كورونا في تلك الفترة.

شكوتُ وحدتي لأختي التي أشارت عليّ بالتالي: “لماذا لا تُجرّبي العمل بالتزامن مع إحداهنّ عبر الإنترنت؟” وهذا هو معنى الـ Body Doubling الذي تتيحه منصّاتٍ عديدة عبر الإنترنت. كل ما عليكِ القيام به هو الاشتراك في إحدى هذه المنصّات، والدخول في مساحة افتراضية حيث تتفقين مع شريكة لإنجاز المهام – أياً كانت – في وقتٍ محدّد مسبقاً، مع فتح الكاميرا أو بدونها.

(مثال: يُمكنكِ تجربة منصّة Focusmate التي تتيح لكِ هذه الخدمة مجاناً ثلاث مرّات في الأسبوع. فقط لا تنسي أن تختاري “نساء فقط” ضمن الإعدادات بعد إنشاء الحساب.)



إذا وصلتِ لهذه الفقرة في المقالة، فأنتِ بطلة! 

أحببت تركيزكِ في التوصل إلى حل يُمكّنكِ من التخلص من التسويف، وسنواصل الحديث عن حلول أخرى مجرّبة في الجزء الثاني من هذه المقالة. 

سنتحدّث عن التدوين والكتابة، اعتماد المكافأة، تشتيت المشتّات، وغير ذلك الكثير، فكوني على السمع!

والآن فكري في البدء، إن كنت مهتمة في كتابة المحتوى

برنامج الذكاء الإصطناعي في كتابة المحتوى والتصميم

حققي دخلًا وأنتِ بين أطفالك!

هذا البرنامج هو تدريب أونلاين من خلال منصة كلنا أمهات في كتابة المحتوى مع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتصميم، وُجد لكل مهتمة في مجال صناعة المحتوى، لكنها تحتاج للمساعدة والدعم في إثراء أفكارها في التصميم والكتابة!

في الثامن من سبتمبر، كلنا أمهات تنتظرك يومي (الاثنين والأربعاء) من كل أسبوع، الساعة الثامنة مساءً بتوقيت الإمارات، حتى 10 لقاءات! 

بخصوص السعر، فلا تقلقي! التقسيط متاح وبكل سلاسة.

كتابة المحتوى والتصميم بالذكاء الاصطناعي

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *