تأثير المال على الأسرة والعلاقات مع مدربة الأداء العالي لارا كتن
ذكر كتاب “How not to hate your husband after kids”؛ أن أحد أكبر أسباب الخلافات بين الزوجين بعد دخول حياة الأبوة معاً هو “المال“. وأحببت محاورة خبير بهذا الأمر؛ لنناقش موضوع تأثير المال على الأسرة ونطرح الحلول.
تقول لارا كتن؛ مدربة الأداء العالي وحاصلة على شهادة الماجستير في الشفاء بالطاقة ما يُعرف بعلم Theta healing Master: “تعتبر النقود مشكلة عندما ينظر إليها الشخص كمصدر دعم أساسي، وعندما يتم اعتبارها على أنها مصدر الأمان الأول في الحياة. لذلك؛ يمر الأزواج والأفراد بصراعات عند مواجهتهم صعوبات تتعلق بالمال، أو عند اختلاف وجهات نظرهم المتعلقة بالنقود؛ لأن اللاوعي لديهم يترجم هذه الصعوبات إلى شعور بعدم الأمان. وأن عدم الأمان هذا يحتاج للحصول على المزيد والمزيد من المال حتى يتحول إلى شعور بالأمان. وهذا سبب إضافي حتى نقتنع أن المال أحد أعراض المشكلة المتجذرة في داخلنا وليس المشكلة بحد ذاتها. إن المشكلة الأساسية موجودة داخل الشخص نفسه وداخل عقله الباطن؛ ويجب عليه العمل على التخلص من الأفكار المغلوطة وتحسين علاقته بالمال”.
صفحة الإنستغرام الخاصة بالمدربة لارا كتن
• هناك آراء علمية تقول أن علاقتنا بالمال ليست مادية وإنما عاطفية، وتذكر بعض الدراسات الأمريكية أن الأزواج الذين يمرون بخلافات بسبب المال هم أكثر عرضة للطلاق، ما رأيك؟
النقود هي الطاقة وهي عصب الحياة. يراها البعض كمشكلة أو سبب رئيسي لخلق المشاكل بين الأزواج؛ ولكن الحقيقة ليست كذلك! المال هو عارض جانبي لمشكلة أكبر نابعة من علاقتنا غير الصحية بالمال، وأفكارنا المغلوطة المأخوذة عنه. فعندما نُظهر نفس ردة الفعل من غضب وقلق وإنفعال عند مرورنا بموقف معين يتعلق بالمال؛ هذه إشارة لوجود نتيجة معينة وصلنا لها وآمنا بها بسبب موقف معين.
ومن هنا نبدأ بملاحظة ما يتعلق بتأثير المال على الأسرة والعلاقات الأخرى!
فما هو السبب ومن أين أتى؟
أولاً
القناعات والصور النمطية المالية التي تجذرت في اللاوعي لدينا. التي نؤمن بها والتي أدت إلى تأثير المال على الأسرة والعلاقات. بعض الناس يؤمنون أن النقود تجلب المشاكل. أو أن الأشخاص الأغنياء أشرار وطماعين. وبعضهم شهد خلافات عائلية بسبب المال؛ مما جعل اللاوعي لديهم يربط المال بالمشاكل وأسباب أخرى عديدة. هنا سيحاول عقلهم الباطن أن يحميهم ويبعدهم عن الطرق والأساليب التي تجلب لهم النقود؛ الأمر الذي يؤدي إلى تخريب علاقتهم بالمال.
ثانياً
الأفكار المالية المغلوطة التي تربينا عليها والتي تشبعنا بها؛ تؤثر بشكل كبير على علاقتنا بالمال. فمثلاً: يؤمن أغلبيتنا بمقولة “النقود لا تنمو على الأشجار”؛ بل أن النقود تأتي عن طريق الأشغال الشاقة جداً! لهذا يعتقد بعض الأشخاص أن عملهم لسبعة أيام بالأسبوع ولساعات إضافية؛ هو السبيل الوحيد للحصول على المال وتأمين متطلبات العائلة!
الأمر الذي سيدفعك للاستمرار بالعمل المتواصل؛ ظناً منك أنه سيجلب لك المزيد من المال الذي سيساعدك على عيش الحياة التي تتمناها! لتستيقظ في أحد الأيام وتجد شعراتٍ بيضاء شقت طريقها لرأسك، وتجاعيد متناثرة على أنحاء وجهك. لتكتشف أن العمر مضى في سبيل الحصول على المزيد من المال. ولكن لأي سبب؟
هذ لا يعني أن الكسل هو الذي يجلب المال؛ انتبه للمفارقة هنا. النقود تحتاج منا سعي للحصول عليها وإيمان بمقدرتنا على فعل ذلك، بالإضافة لتطبيقات استراتيجية ذكية لكسب المال. ولكن لا تحتاج منا أن نضيع شبابنا ونركض دون توقف لأجلها! كسب المال يأتي عن طريق السعي والعمل، وليس العمل المضني الشاق المتواصل! المال يأتي عندما تمارس عملك بحب وسعادة وتوازن؛ ليس بقلق وخوف وتفكير سلبي.
ثالثاً
التجارب التي مررنا بها والتي تؤثر على علاقتنا بالنقود. فلو ترعرعت في كنف عائلة مقتدرة مادياً وحصل أن خسروا نقودهم؛ ستشعر بالخوف والتردد قبل الإقدام على أي استثمار. لأن عقلك الباطن مقتنع أن الاستثمار خطر ويؤدي إلى خسارة المال. كل هذه الأفكار والتجارب والقناعات؛ تؤثر على علاقتنا بالمال وعلى وضعنا المادي وعلى كيفية حصولنا على المال والمحافظة عليه واستثماره.
• مع اختلاف نمط الحياة في الوقت الحالي، ظهرت العديد من الكماليات التي تُعامل معاملة الأساسياتالأمر الذي أشعر العديد من العائلات بالثقل المادي والتوتر لينتهي بهم الأمر يعملون لوقتٍ طويلٍ جداً حتى يحصلوا على هذه الكمالياتكيف نستطيع أن نساعد هذه العائلات للتخلص من هذا التوتر المادي؟
بالبداية؛ أنصح العائلات بمحاولة تبسيط حياتهم. فقبل أن نفكر بشراء شيء معين؛ يجب أن نسأل أنفسنا “لماذا نحتاج لهذا الشيء؟ وهل نحن حقاً بحاجته؟”. في معظم الحالات يكون السبب الأساسي للشراء؛ هو إثارة إعجاب الآخرين فقط وإرضائهم وليس العكس. هذه الفكرة ستخلق توتراً لدى العائلات. وستؤدي إلى مضاعفة جهودهم ودورانهم في حلقة مستمرة ومرهقة؛ للحفاظ على هذه الصورة البراقة أمام المحيطين بهم. مما سيقودهم إلى ربط مستوى سعادتهم برضى الآخرين عنهم وعن ممتلكاتهم.
فهنا أنصحهم أن يبحثوا عمّا يجعلهم سعداء حقاً دون الاكتراث لنظرة الآخرين لهم. أن يكتشفوا أنفسهم ودواخلهم؛ وأن يعيشوا حياتهم الحقيقية الخاصة بقضاء وقتهم الخاص بالطريقة التي تسعدهم. وأن يعالجوا أسباب التوتر الأساسية المتجذرة فيهم. وعدم ربط هذا التوتر والقلق بالماديات؛ وعدم السماح بتأثير المال على الأسرة والعلاقات الخاصة بهم.
• كيف نستطيع أن نقنع النساء بشكلٍ عام والأم غير العاملة بشكلٍ خاص ألاّ تربط قيمتها كإنسانة بقيمة دخلها؟
للأمهات والسيدات
يجب على السيدة بشكل عام والأم بشكل خاص؛ أن تعرف قيمة معدنها الأصلي أولاً. وعدم ربط قيمتها الحقيقة بحالتها الاجتماعية. وأن تتوقف عن تحديد نفسها بممتلكاتها أو بمسمى زوجها الوظيفي، أو بكونها زوجة وأم مثلاً. بل أن تبدأ بالتعرف على نفسها الحقيقية، وأن تحدد نفسها كإنسانة لها هوايات واهتمامات وصفات. وأن تقتنع بأن قيمتها ليست إمتداداً لشخصٍ أو لممتلكات مادية؛ بل أنها تنبع من كينونتها كإنسانة ومن روحها الداخلية.
عندما تقتنع بأن كل الأمور المادية عبارة عن قشور ووهم، وأن قيمتها الحقيقية تنبع من داخل روحها؛ ستبدأ رحلتها للتخلص من هذه الأقنعة والأوهام. لتصل إلى الإيمان بكفايتها كسيدة أو كشخص دون ربط كينونتها بالمحيطين بها. فهي ليست أم فلان أو زوجة فلان أو ابنة فلان، هي ذاتها فقط! وذاتها هذه كافية للجري وراء أحلامها وتحقيقها. بل ستدفعها لأن تبني علاقات حقيقية ناجحة، وأن تربي جيلاً صاعداً؛ دون الحاجة لربط كفايتها وقيمتها كإنسانة بدخلها المادي أو بالأشخاص المحيطين بها.
كما وتستطيع السيدة أو الأم الإحساس بكفايتها من خلال خطوات بسيطة؛ كأن تقوم بكتابة عبارة: “أنا إنسانة لي قيمة في هذا الكون وقيمتي أكبر مما أملك”؛ على الحائط مثلاً أو على أي مكان تراه باستمرار.
أو من خلال الدخول لأعماقها والبحث عن السبب الرئيسي أو التجربة التي مرت بها؛ والتي ترجمها عقلها الباطن وربطها بشعور عدم الكفاية. وعندما تجد هذا الموقف يجب أن تتعامل معه وتقوم بحله لتتخلص من أثره؛ من خلال العمل مع شخص محترف معتمد و مؤهل للعمل مع العقل الباطني. عندها فقط ستصبح قادرة على رؤية الصورة الأوضح ورؤية المعنى الحقيقي للعالم والقيمة الحقيقية لنفسها. لتستطيع بعد ذلك أن تعيش حياة جديدة؛ ترى نفسها وذاتها كافية فيها بناءً على هذه الاكتشافات والقناعات.
ادّخار المال وتعليم الأطفال كيفية التوفير - كلنا أمهات
مارس 21, 2021 في 10:03 م[…] […]