تعليم الأطفال الإسلام في سن مبكرة وتحبيبهم به

أمومة وتربية

تعليم الأطفال الإسلام في سن مبكرة وتحبيبهم به

تعليم الطفل الاسلام

في الحديث عن تعليم الأطفال الإسلام؛ إنجاب الأطفال هو أسهل جزء في العملية التربوية المليئة بالتحديات! ثم نبدأ بتخطي هذه الصعوبات والتحديات التي ترافق العملية التربوية. ننجح أحياناً ونخطئ أحياناً أخرى هذا أمر طبيعي.

كآباء مسلمين؛ تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة. ألا وهي: تعليم الأطفال الإسلام منذ عمرٍ صغير. فبالإضافة لتلبية احتياجات أطفالنا الجسدية والنفسية؛ يجب علينا الاهتمام بالجانب المتعلق بالوعي والمعرفة لديهم، والحرص على تعزيز هويتهم الإسلامية من خلالنا نحن أولاً!

نعم المدارس الإسلامية ومعلمي تحفيظ القرآن وسائل رائعة لتعزيز الدين الإسلامي والهوية الإسلامية لدى الطفل. ولكنها ليست الوسيلة الأولى! فالإسلام ليس مجرد مادة يتعلمها الأطفال في المدرسة، بل الإسلام هو “الحياة” التي نجسدها نحنللطفل من خلال تصرفاتنا. الإسلام هو التجارب التي نعيشها مع أطفالنا، والتي ستخلق معاني وثوابت غير قابلة للإنكسار.

فكيف نعلم أطفالنا الإسلام؟

1. تعريف وربط الأطفال بالله الذي هو مصدر الإسلام

الخطوة الأولى في تعليم الأطفال الإسلام؛ هي تعريفهم بالله تعالى منذ سنوات عمرهم المبكرة. فيجب علينا أن نجعل الله دائماً في ذهن الطفل، بل وأن نحاول أن نجعله تعالى أكبر في قلب الطفل. فكيف يكون ذلك؟

يقول الإعلامي الدكتور جاسم المطوع؛ أن بناء علاقة قوية بين الله والطفل، تحتاج منا كآباء إعطاء الوقت الكافي وبشكل متكرر للحديث عن الله مع الطفل. بالإضافة لاختيار الوقت المناسب للحديث، والحرص على اختيار أسلوب وكلمات تتناسب مع الطفل.

وينصح الدكتور أن نُعرّف الطفل وندربه على أسماء الله الحسنى وصفاته تعالى؛ لأن الطفل لا يستطيع أن يحب ويتعلق بشيء أو كائن لا يعرفه. فلو كان تعالى مجهول بالنسبة للطفل فكيف سيحبه؟

كما ينصح الدكتور جاسم المطوع؛ باستخدام لغة شرح تناسب مستوى الطفل الإدراكي. وأيضاً يحث على استخدام أسلوب التربية العكسية (أي تحفيز الطفل للبوح بالمعلومات التي يعرفها عن موضوع معين)؛ مع الطفل بعيداً عن التلقين فقط.


2. استخدام قصص الأطفال التي تتحدث عن الإسلام كوسيلة تعليمية لتعليم الأطفال الإسلام

لا نملكُ جميعنا أسلوب شرح يتناسب مع إدراك الطفل؛ وهذا شيء طبيعي. ولكن هنا يجب علينا أن نبحث عن أساليب تساعدنا في شرح الأمور الإسلامية والوجودية للطفل.

تعد القصص التي تتحدث عن الإسلام؛ من أفضل وأسهل الوسائل التي تناسب إدراك الطفل، والتي تجيب عن أسئلتهم الوجودية بطريقة سلسة وسهلة وجذابة. اختاري ما يتناسب مع عمر طفلك ومع قدرته على الفهم، وقومي بقراءة هذه القصص لطفلكِ قبل النوم كل ليلة.

اقرأ أيضاً قصص أطفال تتحدث عن الإٍسلام

3. ربط الأشياء من حولنا في الإسلام

ويكون ذلك من خلال ربط ما نراه بقصة صحابي أو قصة إسلامية. على سبيل المثال؛ عند خروجك مع أطفالك، أشيري إلى المسجد واطلبي منهم ذكر قصة – قد رويتيها سابقاً لهم – عن المسجد، أي قصة! شجعيهم على التذكر والكلام من خلال طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالقصة. مثلاً من أول مؤذن في الإسلام؟ ما اسم أول مسجد في الإسلام؟ من بناه؟ وما إلى ذلك. جربي هذه الخطوة بشكل يومي وستلحظين الفرق.


4. اجعلي القرآن جزء من حياة الأطفال اليومية

أتذكر كيف كانت أمي تشغل لنا القرآن كل صباح من خلال الراديو أو التلفاز؛ فكنا نستيقظ على صوت القرآن، الذي ارتبط في عقلنا الباطن بالشعور بالأمان والأمل والسلام والسكينة والمثابرة. من الضروري جداً البدء في سماع الطفل للقرآن منذ عمرٍ صغير، بدلاً من الاكتفاء بجهود المعلم في المراحل الدراسية؛ لبناء علاقة أكثر عمقاً بين طفلكِ والإسلام عند تعليم الأطفال الإسلام؛  وتجنبي ربطه بالأحزان فقط لتجنب نفور الطفل من سماعه.

5. تجسيد الإسلام في حياة الطفل من خلال تصرفاتنا أمامه

ويكون ذلك من خلال اعتبار أنفسنا قدوة للطفل؛ بل والمرآة التي تنعكس عليه. فبدلاً من تعليمه أن الإسلام يأمرنا بإماطة الأذى عن الطريق؛ قومي بإزالة النفايات إن وجدت في الشارع أمامه. ساعدي المحتاج وابتسمي في وجه من حولك، ثم اذكري لطفلك أن الابتسام في وجه الآخرين صدقة كما علّمنا ديننا. اعطفي على الحيوانات أمامه؛ ثم قصي عليه قصة الصحابي أبو هريرة واذكري محاسنه.

بهذه الطرق وغيرها أظهري لطفلك الإسلام من خلال الحياة اليومية حتى يتمكن الطفل من عيش الإسلام حقاً، وحتى تتمكني من تعليم الأطفال الإسلام بصورة سليمة وراسخة. فالإسلام ليس شارة يتقلد بها الطفل؛ بل هو رحلة عاطفية وفكرية وروحية نعيشها كل يوم، ويحتاج الأطفال لرؤيتنا نقود هذه الرحلة بحب وعاطفة.


6. شجعي طفلك على العبادات

يقوم الإسلام على العديد من العبادات الأساسية؛ كالصلاة والصيام والزكاة وما إلى ذلك. وقد يستصعب بعض الأطفال من ممارسة هذه العبادات في عمرٍ صغير؛ والأساس في تعليم الأطفال الإسلام هو البدء منذ الصغر!

فمهمتنا هنا كآباء؛ هو تشجيع الطفل على مشاركتنا في العبادات، فوقت الصلاة وقت مقدس نوقف كل الأجهزة الإلكترونية ونصلي. شجعي طفلك على الانضمام اليكِ والوقوف إلى جانبكِ، حتى لو كان لا يحفظ آياتٍ من القرآن. شجعيه على الصيام واشرحي له فوائده الجسدية والروحانية دون إكراه، بل راعي مقدار تحمله. كافئيه عند قيامه بإحدى العبادات، وحثيه على تقديم المساعدة للفقراء من خلال بناء أسس قوية للعطاء في نفسه، وربطها بالأسس الإسلامية والإنسانية على حد سواء. لا تنسي أن تربطي كل هذه العبادات بالله أولاً، وبصقل الشخصية وتقويتها واكتساب الأخلاق الحميدة ثانياً.

7. الاحتفال بالأعياد الإسلامية وإشراك الأطفال فيها تساعد على تعليم الأطفال الإسلام

مع انفتاح العالم في العصر الحديث؛ أصبح التنوع الثقافي واختلاف الأديان على مرأى الطفل من خلال الشاشات المختلفة، أو حتى من خلال تجارب الحياة. فأصبح أطفالنا يعرفون عيد الهالوين، ويربطون الشجرة الملونة المزينة بعيد الميلاد المجيد، ولا ضير في ذلك! ولكن احرصي أن يميز الطفل الأعياد الإسلامية التي يستطيع الاحتفال بها من غيرها؛ ويكون ذلك عبر الاحتفال بأعيادنا الإسلامية: “عيد الفطر وعيد الأضحى”، وبإظهار كل مظاهر الاحتفال؛ من شراء ملابس جديدة وتقديم الهدايا أو النقود في العيد أو زيارة الأقارب.

رحبي بقدوم رمضان وزيني المنزل، واخلقي أجواءً روحانية رائعة خلال الشهر الفضيل. أشركي طفلك في عملية تزيين المنزل لاستقبال رمضان أو العيد؛ حتى ترتبط المناسبات الدينية في عقله وقلبه بالفرح والبهجة والمحبة والسلام.

8. حثيه على احترام الأديان والمذاهب المختلفة

إن تعليم وتنشئة الطفل على احترام الأديان الأخرى وتقبل اختلاف الآخر؛ من أكثر الأمور أهمية وفعالية في تعليم الأطفال الإسلام. فالاحترام هو أساس الإنسانية، وهو سبب لاستمرار العنصر البشري في هذه الحياة.

يكون ذلك من خلال فهم الطفل لأسس وقيم دينه أولاً، قبل الحديث عن الديانات الأخرى والاختلافات الموجودة فيها. عززي هذا الاحترام بأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية؛ ابتداءً بذكر آية رقم 108 في سورة الأنعام: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٠٨﴾”؛مروراً بالعديد من الأمثلة المستنبطة من السنة النبوية.

فقد بنى الرسول صلى الله عليه وسلم علاقة احترام مع أهل الكتاب فيما يتعلق بالنظام العام، وتجاوزه عمّن عاداه وآذاه يوم فتح مكة وصفح عنهم. بالإضافة إلى دُعائه لمُخالفيه من غير المُسلمين بالهداية؛ كدعائه لطُفَيْل بن عمرو الدُّوسيّ بالهداية له ولقومه، ودعائه لأم أبي هُريرة.


ورشة كيف أربي طفلي على القيم في زمن العجب

هل أنت من الأمهات اللاتي يسعين لتربية أطفالهن على القيم والأخلاق في هذا الزمن المنفتح متعدد الثقافات؟ ترغبين بتربية طفل واعي لأصله وثقافته ودينه رغم تطور وتغير الزمان؟ هل تبحثين عن طريقة لتقوية الصلة بين الطفل ودينه بشكل مبسط؟ وهل تواجهين صعوبة في غرس الأفكار الصحيحة وضحد المعتقدات المؤذية لديننا ومعتقداتنا لدى طفلك؟

إليك فرصة الإنضمام لورشة كيف أربي طفلي على القيم لمدة يومين بواقع ساعتين لكل يوم، حيث سيتم عقد هذه الورشة عن طريق برنامج زووم يومي الإثنين 13/3/2023 والأربعاء 15/3/2023 الساعة 8 مساءً بتوقيت دولة الإمارات.

في ورشة ” كيف أربي طفلي على القيم في زمن العجب”؛ ستكونين محاطة بأمهات يشبهنك، لديهن أهداف مشابهة لأهدافك، حيث ستتواجدين في بيئة داعمة لك وستتمكنين من التعلم من تجارب الأمهات الأخريات.

مدة الورشة: 4 ساعات بواقع ساعتين لكل يوم. 

1 التعليق

  1. Hana
    فبراير 2, 2021 في 10:34 ص

    سلمت يمينك ، فعلا القدوة أولا ..
    بالنسبة للأديان الأخرى أحثه على احترامهم لكن مع التأكيد على عدم التقليد.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0