تواجه العديد من الأمهات مشكلة وصعوبة في تنظيم وقت النوم لدى أطفالهن، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة من عمر الطفل. فلجأت العديد منهن للاستفسار من خبرات أمها أو خبرات غيرها من الأمهات؛ اللاتي قد تفلح نصائحهن أو لا تفلح لتبقى الأم دون حلٍ لمشكلة النوم لدى طفلها. استيقاظ الطفل لمراتٍ متكررة خلال الليل أو حتى صعوبة تنويمه يومياً؛ يسبب إرهاقاً وإحباطاً لدى الأم التي تشعر أن حياتها توقفت هنا وأنها غير قادرة على المواصلة. تحدثنا مع الأستاذة لميس أخصائية تنظيم النوم لدى الرضع والأطفال، لتعطينا بعض النصائح التي تطرحها عبر منصتها الإلكترونية _one2sleep عبر إنستغرام.
عرفينا عن نفسك وعن رحلتك لامتهان هذه الوظيفة
إسمي لميس أم لطفلين رائعين، مقيمة في أبو ظبي منذ خمسة أعوام. أعشق النوم وأهواه منذ الساعة الأولى في حياتي، فقد أخبرتني أمي أني أتقنت النوم منذ اليوم الأول لولادتي ونمت نوماً متواصلاً هنيئاً. وبناءً عليه لم أقلق أبداً من موضوع النوم عند أطفالي ولم أفكر فيه خلال حملي الأول؛ فاعتقدت أن هذه العادة تنتقل بالوراثة مني لأطفالي. وطبعا جائت الرياح بما لا تشتهي السفن!
عانيت بتنظيم نوم طفلي الأول؛ فأنا أم حديثة لا تمتلك الخبرة. وعندما وصلت حد الإنهاك طلبت النصيحة والمشورة من صديقتي كونها سبقتني بالأمومة؛ لتخبرني أنها عانت قبل عامين مما أعاني الآن ولكنها توجهت لاستشارة أخصائية نوم للأطفال، التي قامت بدورها بعمل خطة نوم لتنظّم وتحافظ على روتين نوم معين لطفلها.
فقامت صديقتي باطلاعي على هذه الخطة؛ التي قمت بإضافة بعض التعديلات عليها للتناسب مع طفلي، والتي كانت المرجع الأول لي في عملية تنظيم نوم أطفالي.
لاحظت تحسناً ملموساً في حياة طفلي وليس فقط في نومه. فتحسنت شهيته وصحته ونفسيته وتحول لطفل سعيد ذو صحة رائعة. ثم ومع قدوم طفلي الثاني؛ قمت بالتعديل على الخطة مرة أخرى للتناسب معه. لتتكلل عملية تدريب الطفل على النوم بالنجاح. كنت أطبق هذه المعلومات دون أن أفهم أهميتها، ومع حرصي وتركيزي الشديد على أهمية تنظيم النوم لدى الأطفال؛ قررت أن أدرس كل ما يتعلق بنوم الأطفال وأن أعمل به حتى أستطيع مساعدة العديد من الأمهات الحائرات ومن هنا بدأت.
حصلت على شهادتي الأولى family sleep institute من أمريكا عبر الدراسة عن بعد. وطبقت مشروعي مع ثلاث عائلات مختلفة. طبقت معهم كل ما تعلمته خلال دراستي، وأثبت جدارتي في ذلك لأُمنح شهادة أخصائية في نوم الأطفال بناءً على ذلك.
ما رأيك بأفضل طرق تنويم الرضع؟ هل تفضلين تركه للبكاء أو من خلال الرضاعة أو استخدام “اللهاية” ؟ ما هي أفضل طريقة؟
بدايةً يجب أن نعرف أن الساعة الداخلية للطفل لا تكتمل إلا بعد الأربعة أشهر. وهذا ما يؤدي إلى عدم انتظام أوقات نومه خلال الليل والنهار. فخلال الفترة الأولى من حياته؛ يجب أن نجد وسيلة تناسبه وتساعده على النوم سواء كانت “اللهاية”. أو من خلال تذكيره بالبيئة التي كان فيها داخل بطن الأم عن طريق لفه “بالقماط”؛ الذي يساعد في السيطرة على الحركات اللاإرادية التي تصدر منه، والتي تؤدي إلى إيقاظه دون أن يتعمق بالنوم.
كما أنه من المحبب والمفيد أن نستخدم صوت الضوضاء البيضاء كوسيلة لمساعدة الرضيع على الشعور بالأمان وبالتالي النوم. ولا ضير من المشي فيه أو حتى هزه بشكل لطيف وخفيف؛ لأن هذا أيضاً يذكر الرضيع بالبيئة الأولى التي تخلَّق فيها. يمكنك استخدام إحدى هذه الطرق مع التبديل بينها بين فترة وأخرى. حتى يتعود الطفل على هذا التنوع الذي سيساعده بتهدئة نفسه ضمن الظروف والبيئات المختلفة. مع التركيز على أهمية النوم لدى الطفل بالدرجة الأولى.
كيف يستطيع الأهل تنظيم نوم الطفل الرضيع الثاني؟ وكيف تستطيع الأم أن تقوم بفصل طفلها الأول في غرفة منفصلة؟
لا مشكلة بأن ينام الرضيع في نفس الغرفة التي ينام بها الوالدين خلال الستة أشهر الأولى من عمره؛ ولكن بسرير منفصل. ويعتمد موعد انفصال الطفل عن الأم في النوم على استعداد الأم لذلك بغض النظر عن عمره.
إذا كان الرضيع معتمد على أمه بإحدى طرق التنويم كالرضاعة من الأم أو قيامها بهزه؛ يفضل أن تقوم الأم بتدريب الطفل الرضيع على النوم باستقلالية. وذلك من خلال استخدام طريقة نوم أخرى؛ يعتمد من خلالها الرضيع على تنويم نفسه لوحده دون مساعدة من أمه، قبل أن تفكر بفصله في غرفة منفصلة عنها. ويكون ذلك عن طريق وضع نظام صحي يسهل تعويد الطفل على الاستقلال بالنوم.
والنظام الصحي المقصود هو:
أولاً – توفير بيئة ملائمة للنوم. كأن تكون غرفة معتمة لتساعد الطفل بإفراز هرمون النوم. وأن تكون غرفة هادئة وذات درجة حرارة معتدلة.
ثانياً – أن تكون أوقات نوم الطفل مناسبة لاحتياجاته واحتياجات عمره. فلو احتاج الطفل لقيلولتين خلال النهار فيجب أن يأخذهما. مع التأكيد على تدريب الطفل على النوم مبكراً؛ لمساعدته على النوم العميق والصحي الذي يريح ويبني جسمه.
ثالثاً – لا نغفل أهمية وجود روتين معين لنوم الأطفال وملاحظة علامات النوم عند كل طفل. حتى لا نقع في خطأ إرهاق الطفل بينما هو بحاجة للنوم.
رابعاً – التدريج في تعليم الطفل أن يستقل بنومه. مع مراعاة اعطاءه ما يحتاجه من حنان وأحضان قبل النوم، حتى يتفهم أنه سينام لوحده بعد إطفاء الضوء.
كيف نتعامل مع استيقاظ الطفل بعمر 3 سنوات أو أكثر خلال الليل؟
بعد أن نتأكد من نوم الطفل مبكراً؛ حتى يحصل على كفايته من النوم وحتى نساعده بتقليل عدد المرات التي يستيقظ فيها ليلاً. وبعد أن نستثني الأسباب الصحية أو العضوية التي من الممكن أن تكون السبب في ذلك؛ نبدأ بالبحث عن طريقة لإقناع الطفل ألاّ يغادر سريره في حال استيقاظه.
فكيف نقنع الطفل بذلك؟
يفضل استخدام بعض الوسائل البسيطة التي تشرح للطفل أهمية النوم. فنستطيع من خلال اجتماع عائلي أن نوضح للطفل أهمية النوم ليلاً وأهمية احترام وقت النوم لدى الآخرين؛ مثل ماما وبابا والأخوة. والحديث بلغة الطفل عن إيجابيات النوم العائدة عليه. “فالنوم سيساعدك على اللعب والقفز والرقص غداً”.
ويفضّل وضع قواعد للنوم وتعريف الطفل عليها. نغسل أسناننا أولاً؛ ثم نرتدي ملابس النوم، وأخيراً؛ سنقرأ قصة ما قبل النوم وبعدها سنخلد إلى النوم لننام طوال الليل. وإن استيقظنا خلال الليل؛ سنحاول أن نعد للعشرة أو نقرأ القليل من القرآن، أو أي أفكار يستطيع الطفل القيام بها وهو في فراشه دون أن يضطر لمغادرة الفراش.
كما أن استخدام جدول خاص بنوم الطفل يشرح قواعد النوم أو الخطوات التي نقوم بها قبل النوم، وتأليف قصة وإلصاق صور الطفل فيها توضح له التسلسل الذي يقوده إلى النوم؛ سيسهل عملية إقناع الطفل بالنوم.
وأيضاً؛ من خلال تحديد وقت بداية اليوم الذي يسمح للطفل مغادرة فراشه. ومن المهم ألا نغفل عن توفير بيئة مناسبة ومريحة وهادئة لوقت قيلولة الطفل أو ساعة الهدوء خلال النهار. مع شرح يوضح ما هي ساعة الهدوء للطفل. فخلال هذه الساعة لا نستطيع القيام بأي نشاطات ويفضل البقاء بالفراش حتى انتهاء الوقت المحدد مسبقاً.
وأهم نقطة هي منع الشاشات قبل موعد النوم بساعتين على الأقل. فالشاشات تحفز نشاط الطفل بالإضافة إلى انبعاث الضوء الأزرق من هذه الشاشات الذي يثبط إفراز هرمون النوم الذي يساعده على النوم.
Nermeen
يناير 25, 2021 في 7:34 محبيت الموضوع