هنالك الكثير من الأفكار النمطية والمعتقدات السلبية المنتشرة في مجتمعنا حول الاستعانة بمساعدة لتربية الأطفال! بحكم حياة الغربة التي نعيشها، يصبح قرار العودة للعمل أمرًا غير سهل وذلك لغياب دعم الأهل في مراقبة الأطفال والمساعدة بهم. سأناقش موضوع طلب العون من مربية أطفال! وأيهما أفضل حضانة أم مساعدة منزلية؟
مررت بهذه التجربة مرتين ولأني كنت قليلة الخبرة في أول مرة استعنت بساعِدة لم تكن تجربة جيدة مما اضطرني الأمر لترك عملي كموظفة وانتقلت للعمر الحر بعدها! وأما الآن فقد تعلمت الدرس وإليكم التجربة:
جرت عملية البحث عن مساعدة منزلية 4 أشهر، بحثت في 6 مكاتب استقدام الخدم بين دبي وأبوظبي، وأعلنت في مكان عملي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وحتى في مجلات ومواقع المرأة والعائلة، قابلت أكثر من 36 مساعِدة وقمت بتعيين 4 منهن والأخيرة هي التي ارتحت لها، فقط حريصة وصارمة في هذا القرار بعد التجربة الأولى السلبية!
ما الذي كنت أبحث عنه، وما السبب أنني لم أجده في 6 مكاتب وفي 36 مربية؟ السبب أنني كنت أبحث عن إنسانة تحب الأطفال، حنونة، ذكية ومتفتحة، متعلمة تقرأ الإنجليزية وصبورة! لأنني أعرف أني أولادي بعمر ضغير يحتاجون للعناية والصبر والصبر والصبر بإلاضافة إلى أنني لا أقبل فكرة الضرب والصراخ والتوبيخ، ولا أبحث عن مربية تسمح هي للأطفال بعمل ما يريدون فيضيع مجهودي بالتربية معها!
كيف وصلت لمرحلة صنع القرار الصحيح:
- بحثت كثيراً عن مكاتب خدم توفر فترة تجربة مرنة وخيارات متعددة من المساعدات، ففي حال التبديل تتوفر البديلة بسرعة.
- اخترت جنسية فليبينية وذلك لأنهن الأكثر تعليماً والأكثر صبراً بين الجنسيات بشكل عام ولأنهن يتقن اللغة الإنجليزية
- حضرت مجموعة من الأسئلة لا تقل عن 10 أسئلة في كل مقابلة، ومنها “كيف تتعاملين مع بكاء الطفل، في حال كان الطفلين يبكون بنفس اللحظة، في حال حدوث حادث مثلا وقوع الطفل أو في حال حوادث الأكل والاختناق، كيف تتصرفين، ما الخبرة السابقة لها وماذا تحب أن تعمل”، كثير من المساعدات يرفضن تحمل مسؤولية العناية بطفل ولذلك من المهم معرفة ذلك من البداية وبناءً على هذه الإجابات اخترت المساعدة.
- في فترة التجربة كنت أشرح القواعد وأحاول أن أشعرها بالارتياح، لأنه بالنهاية لها حق الاختيار أيضًا
- وضعت القواعد المهمة من البداية، مثلا استخدام الهاتف الجوال ممنوع أثناء ساعات الدوام، يمنع الصراخ والضرب … إلخ
- ووضحت المهام، بالنسبة لي وظيفة المربية هي حماية الأطفال نفسياً وجسدياً خلال غيابي فقط! الطبخ وتحضير الطعام والاستحمام والنوم هي مهامي أنا كأم
- طلبت مساعدة والدتي وحماتي بمراقبتها لمدة شهرين، حتى تأكدت منها ومن أسلوبها وارتحت لها
- المعاملة بالحسنى، الاحترام للحريات ولكيان العاملة ومراعاة ساعات العمل أمر مهم لكي تكون مهتمة وأمينة
- كاميرات المراقبة أمر مهم ويساعد بالشعور بالاطمئنان
- الزيارات الدورية للمنزل بأوقات مختلفة، حريصة على أن أتواجد أنا أو زوجي في المنزل بأوقات مختلفة لنكون أقرب من الأولاد ونتركهم أقل وقت ممكن مع المربية
- الدعاء المستمر والصلاة قبل كل مقابلة للمساعِدة، فعلاً جميع المساعِدات اللاتي رحلن سابقاً لم يكن الله ليريد بهم الخير لي وبهذا أنا سعيدة بأن الله يحميني وأدعوه باستمرار لأن يحفظهم من كل مكروه.
تسألونني لماذا لا أفكر في حضانة الأطفال كخيار أجيبكم بكل سهولة، الأسباب كالآتي:
- رسوم عالية جداً تترواح ما بين 5 آلاف- 15 ألف درهم بالشهر للطفل الواحد
- كثرة أيام العطل للحضانة، والتي قد لا تكون أيام عطل بالنسبة لي في عملي
- كثرة الأمراض والعدوة بين الأولاد وبالتالي ضرورة الغياب عن الحضانة، وبالتالي ضرورة غيابي عن العمل