رحلة بين ريادة الأعمال والموسيقى – قصة نجاح أسماء نجا

قصص نجاح أمهات ملهمات

 رحلة بين ريادة الأعمال والموسيقى – قصة نجاح أسماء نجا

Asmaa 2

تنوعت مهارات بطلة قصتنا ما بين شغفها بالموسيقى وعملها بالقطاع الأكاديمي ثم انتقالها لمجال ريادة الأعمال. أسماء نجا، شخصية مرحة محبة للعلم والتعلم، تسعى لتطوير نفسها مع المحافظة على شغفها بالموسيقي واللغات.


أسماء نجا، مصرية، مقيمة في المملكة العربية السعودية منذ 17 سنة، وهي أم ليافعين. بدأت حياتها المهنية كمعلمة في المجلس الثقافي البريطاني في جدة لمدة 11 سنة،

وحالياً هي المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة ?STUCK 

وهي منصة لغوية تعنى بخدمات الترجمة المؤسسية. أسماء تحمل درجة الماجستير من جامعة أكسفورد باللغويات التطبيقية.. كما أنها عازفة بيانو محترفة.


لم يكن الانتقال من المسار الأكاديمي إلى ريادة الأعمال هدفاً أصبو إليه، بل بالعكس كنت أفضل الوظيفة بدوام ثابت، الأمر الذي يسمح لي بإعطاء وقت لعائلتي وهوايتي بالعزف على البيانو. إلا أنني ومن خلال عملي بالمجلس البريطاني.. وجدت أن بعض الأدوات والخدمات التي تحتاجها الشركات غير متوفرة.. فقررت أن أبدأ بمشروع يلبي هذه المتطلبات.


في كلمة المؤسس على موقع ?STUCK وصفت أسماء ريادة الأعمال على أنها “رحلة فيها نوع من أنواع الوحدة والعزلة، مهما كانت درجة النجاح التي وصلت لها، أو طبيعة المجال الذي تعمل فيه”.

تشرح أسماء: “أرى أن أحد أكبر تحديات الأمومة وريادة الأعمال، هو شعور الأم بأن عليها أن تصل للكمال في بيتها لتخرج للعمل.. وهذا شي غير واقعي في نظري. إن محاولة التوازن بينهما كذلك غير منطقية. فطبيعة الحال تقتضي أن يكون هناك ترتيب للأولويات.. فعندما يحتاج المنزل والأبناء اهتماماً أكثر يصبحون هم الأولوية، وعندما يكون هناك تعاقد مع مؤسسة أو إطلاق حملة معينة، فمن الطبيعي أن يكون العمل في هذه الفترة أولوية”.


في مقابلة نشرتها مجلة Destination شرحت أسماء رؤيتها للخدمات اللغوية التي يقدمها ?STUCK فقالت أطمح لوجود منصة مثل أوبر يستطيع من خلالها المستخدم الحصول على خدمات الترجمة وكتابة المحتوى بكبسة زر.

وعلى الرغم من هذه الرؤية.. إلا أن أسماء شرحت أن أدوات الذكاء الصناعي ستكون إضافة كبيرة في عالم الترجمة وكتابة المحتوى.. إلا أن ذلك ينطبق على الأفراد وليس المؤسسات. فعند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لابد من التدقيق اللغوي من شخص متخصص.. الأمر الذي قد يكون سهلاً للأفراد ولكن بالنسبة للمؤسسات فالأمر يختلف، حيث تعقيد اللغة والمصطلحات، وطول المواضيع المكتوبة وبالتالي المترجمة. ومن هنا أرى أن الحاجة للمترجمين وكتاب المحتوى ستظل قائمة.


رسالتي للأمهات بكل بساطة ألا تتحامل على نفسها ليكون المنزل والعمل على أكمل وجه، بينما تخسر هي في هذه الرحلة صحتها الجسدية والنفسية. أن تحاول تبسيط الأمور وأن تمنح نفسها وقتاً نوعياً تقوم بعمل شي محبب لقلبها.


أرى أن ريادة الأعمال ليس لها ساعات عمل محددة خاصة في بداية المشروع وكذلك لو لم يكن هناك فريق عمل. ففي كثير من الأوقات تلمع فكرة في ذهني في منتصف الليل.. فأجد نفسي كرائدة أعمال متحمسة لتدوينها قبل نسيانها، كما أنه وفي كثير من الأحيان أجد نفسي شاردة الذهن أفكر في تفاصيل مشروعي حتى لو كنت بين الناس.

نصيحتي هي في الحوار والشفافية مع شريك الحياة.. لأن عليه أن يعي بأن هذا الانشغال هو فترة مؤقتة. كما أنه وفي حالة القدرة المالية للمشروع.. فمن الحكمة بناء فريق عمل يساعد في المشروع حتى لو لم يكونوا الأكفأ، ولكن من الضروري أن يكون فريقاً منتاغماً تستطيعين العمل والإنتاج معهم.


أعترف أنني قبل التبحر في عالم ريادة الأعمال لم أعي تماماً أهمية mentor في دعم وإنجاح المشاريع. في البداية كنت أجد صعوبة في طلب المساعدة من أحد، إلا أنني وتدريجياً بدأت أطلبها وقت الحاجة، وتفاجأت بحجم القبول وأن الكثير من المختصين سعداء بتقديم المشورة والدعم اللازمين.


أرى أن أطفالي هم جزء من جيل مواقع التواصل الاجتماعي التي روجت لفكرة الثراء السريع، الأمر الذي لا يشبه واقع الحال. هم فخورون بفكرة أنني أمتلك مشروعي الخاص وأطوره.. وينتظرون اللحظة التي أصبح فيها مشهورة وأنافس مواقع لغوية معروفة، إنها فرصة لهم ليستوعبوا مفهوم الفرص، فهي لا تأتي على طبق من ذهب، وأنه لابد من العمل والتجربة والسعي المستمر.


نصيحتي للأمهات رائدات الأعمال.. كوني رحيمة بنفسك، وتقبلي الخسارة كما تتقبلين النجاح. ليس بالضرورة أن يكون كل شي كامل، المهم الاستمرار والسعي.

أسماء نجا هي نموذج مميز للأم العربية، التي تحمل طموح رائدة الأعمال مع محاولة المحافظة على التوازن مع أمومتها وشغفها بالموسيقى.

كُتبت هذه المقالة، بقلم رُبا أبو عبيد الله، من فريق كُلنا أمهات.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0