قصة نجاح أول خريجة في تخصص العلاج الوظيفي | الأم والأخصائية: عائشة عبد اللطيف

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح أول خريجة في تخصص العلاج الوظيفي | الأم والأخصائية: عائشة عبد اللطيف

عائشة 1

هل من السهل دراسة تخصص جديد؟ كيف اختارت عائشة العلاج الوظيفي؟ وهل استطاعت أن تكون رائدةً فيه؟ هيّا بنا نعرف!

 في كلّ مكانٍ وأي مجالٍ دائماً ما يُعجبنا ذلك الشخص الذي يقول “هذا أنا” دون كلامٍ أو حبٍ للظهور، ومن يثير فضولنا تجاه حبه لمجاله وعلمه ومعرفته، ويكون خير مدرب ومرشد ومسؤول، تماماً كما في قصتنا اليوم، هذه الشخصية هي السيدة عائشة عبد اللطيف التي إرتأينا اليوم أن نعرض قصتها.. من بدايةِ المشوار، داعمين ومؤمنين بها كما نفعلُ تجاه كل أم في كلنا أمهات.


أنا عائشة عبداللطيف، أم لثلاثة بنات، أكبرهم 27 سنة، وأصغرهم 15 سنة، أخصائية علاج وظيفي، ومديرة الجمعية الأردنية للتوحد.


من التحديات الجميلة في حياتي، أنني بفضلٍ من الله أوليتُ جزءاً من اهتمامي لابنة زوجي -وهي ذوي اضطراب طيف التوحد- مذ كانت تبلغ من العمر 16 عاماً حتى أصبحت الآن صاحبة الأربعين، اعتبرتني أماً لها كما اعتبرتها تماماً ابنةً لي، رأيتُ تطورها وانتقالها من مرحلةٍ لأخرى حيث باتت تستخدم الجمل التعبيرية، وأصبحت مستقلةً إلى حدٍ ما.


دون أدنى شك، لقد أضاف تخصصي لأمومتي الكثير من التفاصيل التي جعلتني أتابع تطور مهارات بناتي وحركاتهن وتواصلهن في مختلف المراحل العمرية، عدا عن أنه منحني القدرة والمهارة للتواصل والتعامل مع طفلتي الرابعة “روان”.


في الحقيقةِ أن تَوجّه عائشة الطفلة كان دراسة الطب، نظراً لحبي لتقديم المساعدة والتعامل مع مختلف الحالات. كان للظروف رأيٌ آخر، وَوُجهت آمالي نحو دراسةِ تخصص العلاج الطبيعي،..حتى قرأتُ إعلاناً في جريدة يدعو للتقديم لدراسة تخصصٍ جديد مشابه له يسمى “العلاج الوظيفي”، أذكر أنني بحثتُ في القاموس وفي أي كل مصدرٍ متوفر لأعرف عنه لكن دون جدوى.. كانت دراسته تحدياً كبيراً لكن شيئاً من روح الشباب المُحبة للتحدي أقدم على الخطوة،..ومن بين 500 متقدم تم اختيار 12 طالب لدراسةِ التخصص في “الكلية الأردنية للعلاج الوظيفي” التابعةِ لمدينة الحسين الطبية آنذاك. 


في حالتي وبعد أن تخرجت من الكلية الأردنية للعلاج الوظيفي.. التحقتُ بالعمل في مدينة الحسين الطبية برتبةٍ عسكرية، بعد ذلك تزوجتُ وانتقلت للعمل في الإمارات العربية المتحدة في مستشفى توام، وعدتُ للأردن للعمل كمحاضِرة غير متفرغة في الجامعة الأدرنية.. بعدها انتقلتُ إلى سلطنة عُمان للعمل كرئيسة لقسم الدعم التعليمي في مدرسةٍ دولية، حتى استقرّيتُ أخيراً في الأردن مُقررةً الإضافة والتطوير والارتقاء بالتخصص من خلال فتح شركة “عتبة المعرفة للاستشارات والتدريب” التي تُقدّم دوراتٍ تدريبية متخصصة معتمدة لغايات العلم والمعرفة وتجديد مزاولة المهنة للأخصائيين.


عتبة المعرفة كانت فكرة غير مسبوقة، والإقبال عليها كان سيحتاج لتقديم أفضل الخدمات للمتدربين من حيث المدربين وأماكن التدريب، وكل ذلك كان يعتمد بشكلٍ أول وأساسي على العامل المادي الّذي استطعنا التغلب عليه لتقديم أفضل جودةٍ للأخصائيين أو الأهالي..بالإضافةِ إلى ذلك فقد بُذِلت مجهودات كبيرة من أجل الحصول على اعتماد للشهادات من خلال التعاون والاتفاق مع مختلف المؤسسات الأردنية..كالجمعية الأردنية للعلاج الوظيفي والجامعة الألمانية وبعض من المؤسسات المعتمدة خارج الأردن.


أكثر ما أفخر به على المستوى الشخصي.. هو بناتي اللاتي درسن وتخرجن بمساراتٍ مختلفة، فقد درست ابنتي الكبيرة تخصص الحاسوب، والوُسطى آداب اللغة الإنجليزية، وما زالت الصغيرة على مقاعد الدراسة. كما أفخر بطلاّبي الّذين أصبحوا زملاء ومدربين ومحاضرين. من ناحيةٍ مهنية فقد كنتُ من أوائل المشاركين في تأسيس الجمعية الأردنية للعلاج الوظيفي – الأولى في الشرق الأوسط – وعند إغلاقها سنة 1998 أعدتُ افتتاحها سنة 2004 مع مجموعة من خريجي الجامعات الأدرنية، وكنتُ رئيسةً لها حتى 2007 مضيفةً خلال عملي فيها مسمى “العلاج الوظيفي” لوزارة الصحة، وحاصلةً على اعتماد البرامج الأكاديمية في الجامعات.


مع أنني أشعر بالرضا عمّا قدمت من أثرٍ وسمعةٍ طيبة، إلأ أنني أجد أنّ هناك بعض الأحيان التي اضطررتُ فيها لترك العمل من أجل السفر والاستقرار مع زوجي، أو من أجل تقديم الرعاية والاهتمام الكافيين لبناتي.. إذ دائماً ما أقولُ لنفسي أن الدراسات العُليا كانت لتكون جزءاً مُضافاً لمسيرتي الطويلة، لكنّني كما قلت ممتنة لما أنا عليه الآن، وأعلمُ أن القادم أجمل بإذن الله.


في الحقيقةِ دائماً ما يمنحني نظامي الداعم المكون من عائلتي الصغيرة، إخوتي، وزملائي المتدربين والمدربين، شعوراً بالثقة والإيمان برسالتي وأهدافي تجاه تخصصي الّذي أسعد في كل مرة أشعر أنني أستطيع أن أقدم له ولأبنائه!


أهدافي المستقبلية هي “الاستمرارية والسعي” في تقديم مختلف التدريبات بجودةٍ وكفاءة عالية لإشعار كل زميل وزميلة بالإنجاز وإكسابهم المعرفة والعلم والمهارة.. ليكونوا على ثقةٍ بما يمتلكون ويعرفون، فهم الدافع في كلّ مرة يتجدد بها تدريب وتُلتقط صورة ختامية فيه معهم.

أما عن نصيحتتي للأمهات، ألاّ نفقد الأمل، وأن نغرس في ذواتنا فكرة أن “أطفالنا طاقات كامنة” تحتاج للصبر والعلم الّذي يأتي بالمعرفة والقراءة من مصادر وأبحاث موثوقة.


 في نهاية قصتنا.. نختم بجملةٍ تقولها السيدة عائشة خلف الكواليس “البداية للجميع، والنهاية للمتميز” ودائماً ما سيكون هناك أمل.

تابعوا معنا لمزيدِ من قصص أمهاتنا الملهمة.


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0