للأم العاملة: كيف تحصلين على حياة صحية – دليلكِ الشامل لحياة أكثر صحة ونشاط
في دراسة حديثة قام بها فريق مختص من جامعة هارفرد، أثبتت أن المرأة ستتمتع بعيش عشر سنوات إضافية من عمرها، دون أن تعاني من أمراض قلبية أو سرطانات أو سكري، في حال اتباعها لنمط حياة صحية. وليس ذلك فحسب؛ بل أشارت ذات الدراسة بأن اتباعهن لهذا النمط الصحي سيجعلهن يتمتعن بحياة أفضل من جوانب كثيرة.
ويقصد هنا بنمط الحياة الصحية؛ هو اتخاذ مجموعة من القرارات الواعية التي لا تتعلق بالتغذية الصحية فحسب، بل أيضاً بالنشاط البدني والنوم والرعاية الذاتية والابتعاد عن بعض السلوكيات الضارة. مثل: التدخين وشرب الكحول.
ولكن اتباع هذا النمط الصحي واتخاذه مبدأ للعيش؛ قد يكون في غاية الصعوبة بالنسبة للمرأة العاملة، حيث أنها تواجه العديد من التحديات التي لا تمكّنها من الحفاظ على نمط حياة صحي أو حتى الاستمتاع بعيش حياة صحية. لنتحدث أكثر عن التحديات والحلول.
التحديات
- أولا- ضغط العمل: حيث تواجه الكثير من النساء العاملات تحديات ومشاكل داخل بيئة العمل، تعرّضهن إلى إجهاد وضغط يمنعهن من اتباع نمط حياة صحي.
- ثانياً – عدم القدرة على خلق التوازن بين العمل والحياة الشخصية: قد تشكل كثرة الواجبات المنزلية والأسرية وضيق الوقت؛ عائقاً أمام الأم العاملة لتخصص وقتاً للرعاية الذاتية كممارسة الرياضة مثلاً.
- ثالثاً – الإجهاد النفسي والعاطفي: تختلف طبيعة المرأة عن الرجل في مواجهتها للضغوطات والتحديات. حيث يمكن للتوتر والضغط النفسي الناتج عن العمل؛ أن يؤثران بشكل سلبي على حياتها الصحية، ويدفعانها لاتباع سلوكيات تضر بصحتها.
- رابعاً – المعيقات المادية: في بعض الأحيان قد تكون السلوكيات الصحية مكلفة من الناحية المادية. مثل دفع اشتراكات النادي الرياضي أو شراء الأطعمة الصحية وغير ذلك.
- خامساً – قلة الدعم: في بعض الحالات قد لا تجد المرأة العاملة من يوجه ويدعم اتباعها لأسلوب حياة صحي، سواء من عائلتها أو من أصدقائها. مما يعيق عليها ذلك.
الحلول
رغم كل هذه التحديات والصعوبات التي تواجهكِ كامرأة عاملة؛ إلا أنكِ تستطيعين تبني أسلوب حياة صحية مفعمة بالنشاط ،من خلال اتباعكِ لبعض من النصائح التي ستحدث تغييراً جذرياً في حياتكِ.
تنظيم الوقت
- جدولة وتخصيص جزء ثابت من يومك لممارسة بعض التمارين الرياضية. مثل المشي السريع.
- سيساعدكِ التخطيط المسبق لإعداد الوجبات الصحية على إنجازها بوقت أقل.
- تحديد أوقات النوم والاستيقاظ والحصول على قسط كافٍ من الراحة من خلال النوم العميق والمريح.
- بالإضافة إلى ما سبق؛ يعد تحديد أوقات بدء وانتهاء الأنشطة من أهم الأمور التي يتضمنها تنظيم الوقت.
تناول الأغذية الصحية
يعد الغذاء المتوازن ركيزة أساسية في نظام الحياة الصحي، ويساهم بشكل كبير في صحتكِ البدنية والنفسية. حيث يزود جسمكِ بالفيتامينات والمعادن والدهون الصحية، كما يدعم جهازكِ المناعي ويساعدكِ في الحصول على وزن مثالي. أيضاً ترتبط بعض الأطعمة بتعزيز الصحة النفسية مثل: الأطعمة الغنية بأوميغا 3، والمغنيسيوم. بناءً عليه؛ عند تبنيكِ لعادات غذائية متوازنة، تساهمين في تحسين صحتكِ العامة وجودة حياتكِ الجسدية والنفسية.
ممارسة الرياضة
حاولي تخصيص نصف ساعة يومياً لممارسة الرياضة. مثل المشي، أو الاشتراك في نادي رياضي. حيث تساهم الرياضة بتعزيز الحياة الصحية بالإضافة إلى:
- تحسين الصحة البدنية والنفسية.
- تعزيز الإنتاجية.
- تحقق لكِ توازناً أفضل بين العمل والحياة الشخصية.
- تساعد الرياضة في حرق السعرات الحرارية والحصول على الوزن المثالي.
- تقوي العضلات والعظام وتزيد الطاقة والإنتاجية.
- تعمل على تقليل التوتر والقلق وتحسن المزاج، من خلال زيادة إفراز هرمونات الإندورفين المضادة للإكتئاب.
إدارة الإجهاد
مما لا شك فيه أن طبيعة حياتكِ كامرأة عاملة تسبب لكِ في بعض الأحيان فترات من الإجهاد. يؤثر هذا الإجهاد المستمر بشكل سلبي على صحتكِ الجسدية، والنفسية، والإنتاجية كذلك. لذا لا بد لكِ من إدارة هذا الإجهاد ومحاولة التخلص منه عن طريق تعلم تقنيات الاسترخاء. مثل: التنفس العميق، التأمل، اليوغا. كما يمكنكِ تخصيص وقت لنفسكِ تمارسين فيه أي نشاط يعيد إليكِ حيويتكِ. مثل: قراءة كتاب أو الذهاب في نزهة أو ممارسة هواية مفضلة.
النوم الجيد
يعتبر النوم الجيد ضرورياً لحياة صحية، ويؤثر بشكل إيجابي على صحتكِ النفسية والعقلية والجسدية، مما يعزز طاقتكِ وصحتكِ العامة ويزيد من إنتاجيتكِ، بالتالي يحسن قدرتكِ على التكيف مع التحديات اليومية. لتحصلي على نوم جيد ننصحكِ بـ:
- اتخاذ روتين نوم منتظم.
- تخصيص وقت للاسترخاء قبل النوم.
- تهيئة بيئة نوم مريحة بعيدة عن الضوء والضوضاء مع درجة حرارة معتدلة.
- تجنب المنبهات والوجبات الثقيلة قبيل ساعات النوم يساعدك في الحصول على قسط كافٍ من النوم.
خلق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
من الطبيعي أن تمري بفترات من الضعف والتعب في مسيرتكِ المهنية. لذا لا تترددي في طلب المساعدة والدعم من أفراد عائلتكِ أو أصدقاءكِ. ولا تنسي أخذ فترات راحة قصيرة خلال يوم العمل لتساعدكِ في استعادة نشاطكِ البدني والذهني. كما يساعدكِ استخدام التطبيقات الصحية أو الانضمام إلى البرامج الصحية في محيطكِ، على خلق هذا التوازن.
التعلم والتوعية الصحية
يساعدكِ الإطلاع المستمر على أحدث العلوم في مجال الصحة والتغذية؛ على الاستمرار في تبني النمط الصحي لحياة صحية. وذلك من خلال: القراءة، حضور ورش العمل، متابعة الخبراء على منصات التواصل الاجتماعي. كما يمكنكِ تعميم وسائل هذا النمط الصحي على أفراد عائلتكِ؛ لتحفيزهم على اتباع ذلك ويكون نهجاً بالنسبة لهم.
وتذكري دوماً أن التغيرات الصغيرة يمكنها أن تحدث فرقاً كبيراً مع الإستمرار بها. واتباعكِ لما سبق من النصائح، يمكنه أن يؤثر بشكل كبير وإيجابي على حياتكِ مع الاستمرار والتكرار.
هذا المقال بقلم شروق شحادة
يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة شروق شحادة لتقديمها هذا المقال القيّم المليء بالفائدة.