امرأة قيادية ذات قوة وإرادة عظيمة، رائدة أعمال شبّهت انطلاقتها بطائر الفينيق. قصة طموح، تعلّقت بشغفها وحلمها حتّى نالت مرادها. وكسرت كل القيود واحتضنت أطفالها بينما هي تسير نحو هدفها.
فمن قال إن الطموح مقتصرٌ على فئة عمرية؟ الطموح هو شعور إنساني متأصل في كل شخص، وكم من قصة نجاح كان عنوانها السعي والمثابرة لرغبة كانت دفينة بفعل الظروف، ولكن اختارت الوقت المناسب. وبفضل الله والسعي تمكن صاحبها من تحقيقها ولو بعد سنوات.
عرفينا بنفسك
نبيلة حماد، أم لخمسة أبناء، تزوجت بعمر 17 عاماً. رفضت في البداية أن أكمل تعليمي المدرسي حفاظاً على عائلتي، على الرغم من رغبتي الشديدة أن أكمل دراستي.
حدثينا عن قصتك مع تغيير مسارك المهني. كيف انتقلتِ من ربة منزل إلى إدارة الأعمال؟
كانت أحلامي أشبه بالمستحيلة في ظل الظروف والانكسارات، فكيف لا حينما استغرقت عودتي لمقاعد الدراسة 12 عاماً، وأنا أم لأطفال صغار. لم أعِ كيف استطعت أن أصبو إلى هدفي، الذي وأنا في طور السعي نحوه كان لا بدّ أن أنثر عنّي غبار كل انكساراتي وأجتاز العثرات. تسلحت بالعزيمة والإرادة، آمنت بنفسي وأيقنت بأنّ الله سيكلّل مسعاي بالنجاح. كانت رحلة تزامنت فيها الأمومة والدراسة والعمل.
بدأت تلك الرحلة بعد أن أنهيت مرحلة الثانوية العامة، ثم أكملت بعدها البكالورياس في جامعة القدس المفتوحة، والتي تتبع نظام التعليم عن بعد، مما سمح لي أن أوازن بين دراستي وأمومتي.
ثم حصلت على وظيفة في مجلس الوزراء، وفي الوقت نفسه أكملت دراسة الماجستير في تخصص “بناء المؤسسات والتنمية المستدامة” في جامعة القدس أبوديس. كانت الموازنة بين دراستي وعملي في هذه الفترة أقل صعوبة، حيث أن أولادي تخطّوا مرحلة الطفولة. وحاليّاً أنا في طور دراسة الدكتوراة في إدارة الأعمال في جامعة صفاقس في تونس.
هلاّ حدثتنا عن قصة عملك في السلطة ورئاسة مجلس الوزراء؟ كيف حققت امرأة في مجتمعنا هذا النجاح الباهر خلال سنوات أمومتك؟
تدرّجت في المناصب وعملت في عدة دوائر، حتّى استلمت وحدة الجودة ومعايير الأداء، والتي كانت بالنسبة لي رحلة مليئة بالتحديات الصعبة. قبلت التحدي فأنا قيادية بالفطرة أسعى دوماً لترك بصمتي الخاصة في كل عمل.
واجهت العديد من الصعوبات خلال تلك الفترة، ولكنني صوّبت كامل إصراري وإرادتي وحسن إدارتي نحو تخطي كل التحديات. فحققت هدفي وساهمت في خدمة الوطن، من خلال تقييم أداء الحكومات لتصويب أداء عملها لصالح الوطن.
يقال أنّ رياديات الأعمال النساء دائماً ما يضعنّ جهداً في إنشاء مشاريع تخدم المجتمع. هل توافقين الرأي؟ وكيف ترين نفسك ضمن هذا القالب؟
نعم أوافقك الرأي، كان ذلك شعاري في كافة مراحلي المهنية، وكانت لدي عبارة أتغنى بها “كل عمل نقوم به هو عمل وطني بامتياز”، هذه العبارة حفزتني كثيراً ودفعتني لاتقان عملي.
حاليًّا لدي مؤسسة تخدم المجتمع بعدة أشكال وتعمل على تطويره، في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتميز، والإبداع، والابتكار، واستشراف المستقبل، وأنظمة الجودة، ودراسة الجدوى، وتطوير المشاريع، والاستشارات، والدراسات الإدارية.
هنالك فجوة كبيرة اليوم بين الأهل والأطفال وخصوصاً في مجال التكنولوجيا، وأنت -حفظك الله- لا زلت تطلبين العلم. ما السر؟
التكنولوجيا سلاح ذو حدين. لذلك واظبت على استخدامها مع حفيدي بشكل ايجابي وموجه، من خلال مشاهدة البرامج التعليمية والتطويرية، حيث كان لها أثر إيجابيّ في تعلمه وإتقانه بعض المهارات، ولاكتساب صفة القيادة.
ما هو سر هذا الطموح والشغف؟
في الواقع لم أكن راضية عن الواقع الذي كنت أحياه، لذلك آمنت بنفسي وبقدراتي وبأنني قادرة على أن أكون سيدة مجتمع لها أهميتها وكيانها. كما أنّ حالة الخذلان والضعف والظلم كانت مصدر إلهام لي. كل ذلك ساهم في صقل شخصيتي وزيادة إصراري وطموحي.
أرى نفسي امرأة قيادية لأنني نجحت في قيادة نفسي أولا لأصل لما أصبو إليه، كما نجحت في قيادة عائلتي وعملي. كل ذلك لم يكن ليحدث لولا توفيق الله لأركز جهدي وعملي في الطريق الصحيح.
هل من نصيحة تودّين أن توجّهينها للأمّهات العاملات؟
أوجّه نصحيتي بشكل رئيسي للأم الطموحة لتكون امرأة قيادية، فعليها أن ترتب أولويّاتها لتحقق التوازن بين العمل والأسرة. فالطفل دون الأربع سنوات بأمس الحاجة إليك، استمتعي بهذه الفترة بكلّ تفاصيلها بعيداً عن مشاعر التذمر والاكتئاب، أنت من ستزرعين فيه القيم والأخلاق وكلّ شيئ جميل.
إن السعي هو البوابة الحقيقية لتحقيق الأحلام، وما وصلت له هذه الأم من نجاح، ما هو إلاّ نتيجة إصرارها الحثيث نحو هدفها، والذي في نهاية المطاف صبّ في خدمة المجتمع.
هذا المقال بقلم
لخصت لنا الأستاذة الفاضلة أماني السرور قصة طموح امرأة رائعة في هذا المقال القيّم المليء بالفائدة. وعليه يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة أماني السرور لتقديمها هذه القصة الممتعة.
اقرأ أيضاً من التحديات إلى التكريم، قصة نجاح أبرار مكاوي
أميرة
مايو 21, 2024 في 8:52 صما شاء الله قصة ملهمة