حكايات جدتي موروث يستمر ويتجدد مع رائدة الأعمال “أمل الصادق”

قصص نجاح أمهات ملهمات

حكايات جدتي موروث يستمر ويتجدد مع رائدة الأعمال “أمل الصادق”

حكايات تيتا أمل-كلنا أمهات

جدتي، هذه الكلمة كفيلة بإعادة أي شخص إلى عالم من الذكريات الجميلة. فحكايات الجده من الذكريات التي ترسخ في ثنايا ذاكرة كل منا، في ركن نحتفظ فيه بذكريات من الطفولة كلما استحضرناها، وجدنا الابتسامة تعلو وجوهنا دونما قصد أو إدراك. ومثلها ذكريات أول يوم مدرسي، وذكريات الحصول على لعبة ما لطالما تمنينا اقتناءها، وذكريات التفوق أو إنجاز مهمات اعتقدنا أننا لن ننجح بإتمامها، وذكريات القصص التي رويت لنا ما قبل النوم. ولطالما كانت الجدات أفضل من يقصها على مسامعنا.

نروي لكم قصة نجاح ريادية أعمال، قصة مختلفة لا تشبه غيرها. بطلة قصتنا لم تكتف بأن تكون حكايات جدتي حكراً على أحفادها فقط، بل اختارت بكل حب أن تكون جزءاً من حاضر ومستقبل أطفالنا جميعاً حين أطلقت بودكاست حكايات تيتا.


أمل الصادق-كلنا أمهات

اسمي أمل الصادق أو “تيتا أمل”، كما ينادونني أحفادي السبعة والكثير من أحبائي الأطفال حول العالم، ممن يستمعون لبودكاست “حكايات تيتا”، وممن يشاهدون القصص من خلال قناة اليوتيوب. باختصار، أنا جدة تحب قراءة القصص وسردها بطريقة مشوقة، وتستمتع بمشاهدة ردود الأفعال على وجوه الأطفال.

هاجرت مع عائلتي منذ ثلاثين سنة إلى كندا، والتحقت بالجامعة مع ابنتي في نفس العام. ثم حصلت على شهادة التعليم، وأصبحت معلّمة للمرحلة الابتدائية. كما أن حبي للغة العربية، جعلني أقوم بتدريسها للجاليات العربية في مدارس نهاية الأسبوع.

الشيء الذي رافقني طوال حياتي، هو حبي للكتب وللقصص تحديداً. فقد كنت أجد فيها منفذًا نحو العالم الكبير، وأتعرف من خلالها على شخصيات وثقافات مثيرة وملهمة. مما جعلني “حكواتية” العائلة المفضلة وخاصة بالنسبة إلى أحفادي اللذين لطالما سعدوا بسماع حكايات الجدة.

ومن هنا جاء الإلهام، وقررت أن أحول وقت القراءة الذي أشاركه مع عائلتي وأحفادي إلى مشروع تطوعي احترافي. ولأنني أؤمن بأن كل منا حباه الله بموهبة يستطيع استغلالها لإسعاد الناس من حوله؛ جاءت الفكرة بأن أبدأ بتسجيل القصص التي في جعبتي، لأجعلها متاحةً للأطفال الذين قد لا يتمكنون من الحصول عليها بغض النظر عن الأسباب.

لا أخفيكم سراً أنني في البداية لم أكن على علم بأي من الأساسيات اللازمة. لكنني أخذت على عاتقي تعلم هذه الصنعة من الالف إلى الياء؛ من التسجيل والتنسيق والإخراج ووضع المؤثرات الصوتية والتواصل مع شركات النشر في الدول العربية وأخذ الموافقات، ثم وضع المحتوى في مواقع ليكون متاح للجميع مجاناً.


خلال سنوات أمومتي الأولى، تفرغت بشكل كامل للاهتمام بالأطفال وتربيتهم، خاصة أنني كنت أماً مغتربة. ما وضع أحمالاً إضافية، وتطلب مني بذل مجهود أكبر لمتابعتهم والاعتناء بشؤونهم. استمر اهتمامي باللغة العربية، حيث أشركت أولادي بمدارس نهاية الأسبوع لتعلم اللغة العربية والتربية الإسلامية. وكنت دوماً في متابعتهم والإشراف على تقدمهم. هذا بالإضافة الى كوني عملت كمدرسة لفترة من الزمن.

عندما كبر الأطفال وأصبح بإمكانهم الاعتماد على أنفسهم، أصبح لدي متسع من الوقت للتركيز على أهدافي التي كانت حاضرة دائماَ في أفكاري. فالتحقت بالجامعة أولاً مع ابنتي بتشجيع ودعم من زوجي الذي أكن له كل التقدير على مساعدته لي.


مشروع كتابيانا-كلنا أمهات
  • من واجبنا كآباء وأمهات أن نفهم متطلبات أطفالنا وأن نتعلم لغتهم ولغة عصرهم كي نتمكن من فهمهم والتواصل معهم.
  • من خلال التواصل مع متابعين من الأطفال؛ توصلت إلى أن الأطفال أنفسهم هم أفضل نقاد للقصص الموجهة لهم. وهذا ما ساعدني على فهم عناصر القصة الناجحة، من الحبكة والرسومات والأسلوب الكتابي والرسائل والغاية من القصة. كلّها عناصر مهمّة، لكنّ الأهمّ منها جميعًا هي الشخصيات.
  • وجدت أن الأطفال يعشقون قراءة قصص لأبطال يشبهونهم ويستطيعون أن يتمثلوا بهم. وبدا لي أن أحفادي يتفاعلون بشكل ملحوظ وفعال، عندما يجدون تشابهاً بينهم وبين أبطال القصة، خاصة إن كانوا يحملون نفس أسماءهم. ومن هنا جاءت فكرة “كتابيانا” بأن يكون الطفل نفسه هو بطل القصة، بذات الاسم والملامح حتى تبقى كلمة حكايات جدتي أو حكايات تيتا حاضره فعلا في ذاكرته.

استخدم كود خصم ummahat للحصول على سعرٍ مميز

بعد ذلك؛ تواصلت مع بعض الصديقات والمهتمات بأدب الطفل، وقد كن جميعهن مؤمنات بالفكرة وفي غاية الحماس لها، فكونّا فريق عمل متكامل للبدء بالتنفيذ. وأخص بالذكر صديقتي ايمان التي كانت معي لحظة بلحظة منذ اليوم الأول.

بالطبع واجهتنا الكثير من المشاكل التقنية والتكنولوجية. خصوصاً أن فكرة قصص كتابينا لا تقوم على طباعة آلاف النسخ المكررة من القصة ذاتها، وإنما إنتاج وطباعة قصة متميزة مخصصة لكل عميل حسب طلبه.


بودكاسات حكايات تيتا أمل-كلنا أمهات

بالتأكيد! كل ما وصلت له الآن، كانت بذرته هي عمل تطوعي مجتمعي يخدم فئة من مجتمعاتنا، ويثري اللغة العربية ويحافظ عليها. من ناحية أخرى، المرأة دائماً ما تشعر بمسؤولية تجاه كل من أسرتها الصغيرة والمجتمع على حد سواء. لذلك تجدها تعكس قدرتها على العطاء اللامحدود في كل ما تقوم به.

لذلك أشعر دائماً بالفخر اتجاه فريق عملي الرائع من النساء الطموحات المثقفات، اللاتي أثبتن قدرتهن على تخطي التحديات وتحقيق الإنجازات الملهمة.

بالطبع كان لأبنائي دور كبير في تشجيعي ومساعدتي وإعطائي الكثير من النصائح. أما عن أحفادي فهم من أول المتابعين الذين يفخرون بي جداً. فسعادتهم تكون كبيرة حين يخبرون أصدقاءهم بأن تيتا أمل التي تروي وتحافظ على ذكرى “حكايات جدتي” هي جدتهم الحقيقية.

  • الهدف الرئيسي لكل الأمهات، يجب أن يكون منصباً على التربية وتنشئة هذا الجيل بكل اهتمام ورعاية. لكن، لا بد أن يكون لكل امرأة أهدافها السامية التي تضفي المتعة على الحياة.
  • حين يكبر الأطفال ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم، يمكن للأم التفرغ للتركيز على أهدافها والعمل عليها بوجود دعم من العائلة. والاستعانة بالله ثم تنظيم الوقت، سيكونان المفتاحين الذين سيساعدانها على الإنجاز.
  • وفي النهاية أود أن أشكر العاملات على هذا الصرح الرائع “أمهات”، وعلى رأسهن الأم الرائعة والملهمة “ميرا حوراني”؛ على تشجيعها للمرأة والأمهات حول العالم، وجعل هذه المنصة صوتاً قوياً ومدافعاً عن كل الأمهات اللاتي يفتقدن إلى الدعم.

قصة نجاح ريادية أعمال أمل الصادق، أو تيتا أمل، هي خير مثال على أن الوقت لن يكون أبداً متأخراً على تحقيق الذات والطموح. وعلى أن الأهداف التي قد تبقى حبيسة أفكارنا لسنوات، يمكن لها أن تتحقق بالتعلم والسعي الجاد.

هذا المقال بقلم تالا واكد

يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة تالا واكد لتقديمها هذا المقال الممتع المليء بالفائدة.

اقرأ أيضاً قصة نجاح ريادية أعمال المهندسة ديانا صلاح


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0