كيف أدعم ابني في اختيار تخصص الجامعة؟

أمومة وتربية

كيف أدعم ابني في اختيار تخصص الجامعة؟

تخصص الجامعة

يعد قرار اختيار تخصص الجامعة من أهم وأصعب القرارات للطلاب بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، وذلك كونه المحدِد لمسيرة الطالب الأكاديمية والمهنية مستقبلاً. كم سمعنا من قصص محزنة حول ردة فعل الطلاب والأهل في حال كانت النتائج دون المتوقع. وكم سمعنا من قصص حول طلاب لا يعرفون كيفية اختيار التخصص الجامعي.. اعتماداُ على درجات القبول، أو قدرة الأهل المادية، أو المظهر الاجتماعي. تساؤلات كثيرة تدور في رأس الخريج وأهله، لكن في كل الأحوال لابد وأن يكون الاختيار مبنياً على أسس سليمة وقناعة لدى الطالب.. حتى يستطيع أن يفيد نفسه، ويخدم مجتمعه مستقبلاً.

من بين قصص الكثير من أمهاتنا في الموقع، تحدثنا رُبا: عندما أنهيتُ دراستي الثانوية حصلت على معدل الثاني على مستوى الدولة.. سعدت كثيراً بهذا الإنجاز وعندما تواصلت معي الصحف لكتابة قصتي سألوني السؤال المعتاد عما هو التخصص الذي أطمح لدراسته.. أجبتهم بكل فخر صحافة وإعلام لأنني أعشق الورق والكتابة ودائماً لدي شعور أنني أمتلك فكره مميزة أستطيع مشاركتها لإحداث أثر في حياة أحدهم. عارض والدي الفكرة بشدة، ونصحني بالتفكير بتخصص أعمل به بوظيفة بدوام ثابت لأنه أنسب للفتاة التي ستكون أماً بالمستقبل وأن أبتعد عن الاختلاط.. الأمر الذي وجده غائباً عن قطاع الصحافة.”

تتابع رُبا وتقول: “لم أكن سعيدة برأي والدي إلا أنني لم أمتلك الحجة لمناقشته وإقناعه برغبتي.. ودرست التخصص الذي وجده والدي “أنسب”.. وعملت فيه لمدة 16 سنة إلا أنه كان دائماً ينقصني شيء. واليوم وعندما تركت الوظيفة بدأت أبحث عن عمل حر ودائماً ما تدور اختياراتي حول الكتابة والكلمات فهي “شغفي البكر”.”


اليوم رُبا أم لفتاة أنهت تعليمها المدرسي.. وقد عاهدت نفسها أن تكون الداعم الدائم لأبنائها بدون فرض رأيها الخاص عليهم. تحدثنا رُبا “اجتهدت على نفسي حتى أكون أمّاً واعية ومتفهمة ومواكبة للعصر قدر الإمكان، طورت من مهاراتي الشخصية لكي أستطيع أن أكون جاهزة لنصح أبنائي في شتى المجالات. سلحت نفسي بالعلم والمعرفة من خلال الدورات التدريبية والقراءة، كان هدفي أن أساعد أبنائي في إيجاد الأدوات التي من شأنها أن تساعدهم على التفكير بأي فكرة وأخذ القرار الصائب المبني على تفكير وتحليل ومعلومات ملموسة.”


إن كنتم اليوم تسعون لتحقيق قصة نجاح كما فعلت رُبا مع ابنتها.. إليكم مجموعة من النقاط التي تساعدكم لتكوين أساس في رحلة البحث عن التخصص الجامعي المناسب.. ومنها:

  • فهم رغبات وإمكانات الطالب.
  • فهم سوق العمل ومتطلبات وظائف المستقبل.
  • فهم التخصصات الجامعية التي تخدم الوظائف المستقبلية.
  • البحث عن الجامعات التي تملك معدلات توظيف مرتفعة.

والآن، نشارككم هنا أهم الكلمات المفتاحية التي من الممكن استخدامها أثناء البحث على الإنترنت:

  • وظائف المستقبل.
  • معدل القبول الجامعي.
  • معدل توظيف الجامعة.
  • المنح الدراسية.
  • التدريب الميداني.
  • الاعتماد الأكاديمي.
  • مميزات السكن الجامعي.

بدأت العديد من المدراس في الاهتمام بموضوع توجيه الطلاب في المرحلة الثانوية نظراً لأهمية دورهم التوعوي في هذه المرحلة، وذلك من خلال:

  • استضافة مختلف الجامعات لمعارض طلابية داخل المدرسة.. حيث يتسنى للطالب طرح الأسئلة حول تفاصيل التخصصات.
  • تشجيع الطلاب على حضور المعرض السنوي للجامعات الذي يستضيف مختلف الجامعات من داخل الدولة وخارجها.. حتى يتسى للطالب وأهله زيارتهم والاطلاع على مختلف البرامح والمنح الدراسية. ومن أشهرها في الإمارات معرض نجاح في أبوظبي ومعرض IDP أبوظبي معرض جتكس في دبي.
  • استضافة الجامعات التي تقدم دعماً لأصحاب الهمم أو الذين يعانون من صعوبات تعلم.. وطرح البرامج الخاصة التي تقدمها هذه الجامعات لخدمة هذه الفئات.
  • وجود قسم في المدارس الثانوية متخصص بالاستشارات الجامعية.. الأمر الذي يسهل على الطالب الوصول لأي معلومة من مصدر موثوق ومتوفر.

لا شك أن الخريجين في حيرة من أمرهم حول التخصصات التي تناسبهم أو التي يحتاجها سوق العمل.. وفي الواقع بعض الخريجين تحدّهم المعدلات حول دخول التخصص الذي يطمحون إليه.. وهنا نعود مرة أخرى لدور الأبوين الواعيين بالتوجيه، حيث أن الدراسة في عصرنا الحالي لا تقتصر على الشهادة الجامعية فحسب! فالإنترنت يزخر بالعديد من الفرص والدورات التدريبية التي يستطيعون من خلالها تطوير مهاراتهم ودراسة أي مجال يصبون إليه.

إلى جانب ذلك، فلابدّ للخريج أن يكون منفتحاً على اختيارات عديدة وألا يحصر نفسه بالمعدل فقط، ويتعامل معه على أنه السبيل الوحيد لتحديد مستقبله وما إذا كان سينجح أو يتميز في حياته العملية. الشهادة الثانوية هي بداية لمشوار من التعلم والتميز.

علاوةً على كل ذلك، أرى أن مجتمعاتنا تحتاج إلى خريجين وخريجات متوازين ومنفتحين على التعلم والتطور.. ومتقبلين لفكرة التغيير والسعي الدائم.. الأمر الذي يبدأ من أبوين واعيين لدورهم في التوجيه.


أخيراً، وفي حال رغبتكم بطلب استشارة توجيه أكاديمي أو المساعدة بالحصول في منحة دراسية من أوروبا.. الأخصائية ميرا سميرات تساعدكم في هذا الأمر.

كُتب هذا المقال بقلم رُبا أبو عبيد الله من فريق كُلنا أمهات.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0