كيف نربي أبنائنا على الأخلاق؟

أمومة وتربية العلاقات الأسرية المراهقين

كيف نربي أبنائنا على الأخلاق؟

كيف نربي أبنائنا على الأخلاق؟

ما بين تربية أبنائنا على الأصول والأخلاق والقيم وبين انفتاح العالم على بعضه عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تصبح مهمة الأهل في التربية أصعب وأكثر تعقيدا يوما بعد يوم.

هنا نجد سؤالا هاماً يطرح نفسه بقوة؛ كيف السبيل إلى تحقيق التوازن ما بين مواكبة العالم و عدم التخلي عن معتقداتنا الإسلامية القيم و الأخلاق الأصيلة؟

قد يبدو الحفاظ على الأخلاق في عالمنا اليوم أمراً صعباً، بل شديد الصعوبة. ولكنه ليس بمستحيل!

فقط نحتاج إلى معرفة ما نحتاجه من أدوات وطرق وأساليب من شأنها أن تساعدنا في تحقيق هذه المعادلة الصعبة.


اليوم نطرح معاً بعض الأسئلة والإجابات لمعرف كيف السبيل للحفاظ على الأخلاق الإسلامية في عالمنا اليوم.

هل نربي أبنائنا على الأخلاق الإسلامية الأصيلة أم أنها قد تحولت إلى عادة وممارسة بدون معرفة السبب أو الأصل ورائها؟

يقول الخبير التربوي جاسم المطوع أننا لم نعد نربي أبنائنا على الأخلاق الإسلامية. وإنما تحول الأمر إلى عادات و تقاليد كثيراً ما لا يدرك الأطفال المغزى منها ولا يعلمون أن لها أصل في الإسلام. كما يضيف قائلاً نحن بحاجة إلى نفضة في عالمنا العربي و ليس مجرد ثورة. الكثير من الناس ينفرون من الإسلام بسبب تصرفات بعض المسلمين الخاطئة على الرغم من أنها لا تعبر عن الإسلام وإنما عن أنفسهم.


كيف يمكننا تربية أبنائنا على الأخلاق الإسلامية الأصيلة في عصرنا هذا؟

يذكر الخبير التربوي جاسم المطوع عدداً من الطرق الفعالة في هذا المجال مثل:

١. التربية الإيمانية: يعني ذلك ربط الطفل بأسماء الله وصفاته منذ الصغر. كذلك ربط الأخلاق بالدين وبالله وتطبيق ذلك على حياته اليومية لكي يتلمس معناها و يشعر به بشكل عملي.

٢. التربية بتعلم حرفة أو هواية وذلك للبنات والأولاد. انشغال الطفل بعمل ما يحب والتميز به يؤثر عليه إيجاباً بالعديد من الطرق. كذلك يفيد الأطفال السفر كثيراً فمعظم الأنبياء قد سافروا. السفر يعلم الشخص الكثير من الأمور الجيدة وكذلك التعامل مع الطبيعة والحيوانات.

٣. التربية على الأخلاق بالقدوة والنموذج. البيت المثالي حيث يكون الأب والأم قدوة مثالية للأخلاق، وللأم على الأخص دورٌ أقوى في تمثيل القدوة الحسنة للأطفال.


هل هناك بدائل يمكننا الاعتماد عليها لتربية أطفالنا على الأخلاق الإسلامية؟

الرائع في عالم اليوم أنه على الرغم من كثرة المغريات إلا أن جميع البدائل مطروحة ومعروضة للجميع. فقط تنتظر من يبحث بجد ويكون على استعداد لبذل المجهود والوقت والمال وكل ما يستلزم النجاح في الحفاظ على الأخلاق.

على سبيل المثال تتوافر لعبة حياتي من سبيس تون بإصدار مناسب للأخلاق ونمط التربية في العالم العربي. وذلك في مقابل لعبة American Girl من باربي. نحن نختار أياً منها يجب أن يكون قدوة لأطفالنا.

أيضا من الهام جداً مراعاة ما يراه أطفالنا من أفلام كرتونية وفحص محتواها قبل تركهم مع التلفاز. يمكننا دفع مبالغ مالية أعلى من أجل منع الإعلانات التي عادة ما لا تتناسب مع الأخلاق الإسلامية الأصيلة. وذلك بالإضافة إلى الاشتراك في تطبيقات و شركات قنوات بديلة تتماشى مع أهدافنا للحفاظ على الأخلاق الإسلامية الأصيلة.


الأمر الأكثر أهمية هو القرناء والأصدقاء والبيئة المحيطة بالطفل. مهما كان تأثيرك كولي أمر قوي إلا أن ضغط القرناء والصحبة المحيطة بالطفل لها تأثيرٌ سحري على الأخلاق. من هنا نجد أننا لو أحسننا اختيار الصحبة والبيئة المحيطة بأطفالنا منذ الصغر فإن هذا من شأنه أن يوفر علينا الكثير من المشقة في رحلة التربية والكثير من المجادلات والمقارنات المضرة لصحة أطفالنا النفسية.

كما يُقال الرفيق قبل الطريق.

ويجب ألا ننسى أن وجودنا نحن كآباء وأمهات في حياة أبنائنا هو عامل مؤثر بشكل أساسي في قضية الأخلاق. يعني ذلك ألا نتركهم يغوصون في عالم الوسائط التكنولوجية المتعددة من هاتف وتلفاز و بلاي ستيشن وأصدقاء وانستجرام ويوتيوب ولا نشاركهم في كل ذلك. على الأقل يمكننا أن نحاول الاقتراب منهم ومشاركتهم أو الاستمتاع معهم بوقت نوعي خاص بعيداً عن كل ذلك مع حديث خفيف لطيف يتضمن بعض معاني الأخلاق والمبادئ الإسلامية.


هل يمكن تجاوز مرحلة المراهقة بسلام؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟

تقول أحلام اللمكي مدربة مهارات الحياة في موقع كلنا أمهات:

لابد لنا كآباء وأمهات أن ندرك أهمية مرحلة المراهقة وخصوصيتها. إذا أمكن للمراهق أن ينجح في عبور مرحلة المراهقة بسلام فإن هذا يزيد من احتمالاته في إكمال حياته بسلام واستقرار بعد المراهقة.

ماذا يريد المراهقين؟

تقول أحلام أن جل ما يريده المراهق هو أن يشعر بالأهمية والاهتمام ممن حوله. كما يريد المراهقون أن يشعروا بأنهم على قدر المسؤولية ويقدرون على القيام باختياراتهم بأنفسهم.

ماذا نحتاج للتعامل مع المراهقين؟

للتعامل مع المراهقين نحتاج للتحلي بمهارات التفاوض في المواقف المختلفة والعمل على الوصول إلى ال win-win situation  حيث لا يوجد فائز وخاسر. نحتاج أيضاً إلى طرح الأسئلة عليهم لمعرفة أسبابهم والحوار بشكل فعال. بإمكاننا أن نجعل المراهقين يصلون إلى نفس ما نريد ولكن بأنفسهم فيشعرون حينها بحرية الاختيار والاحترام.


ماذا عن طلبات المراهقين المرفوضة من الأهل لتعارضها مع الأخلاق أو الأصول مثل مواكبة الترندات المختلفة؟

تقول أحلام اللمكي الحوار ثم الحوار ثم الحوار، علينا محاولة غلبهم بالحجة والعمل على كسب الوقت لصالحنا، لن يمكننا عزلهم عن الواقع المحيط بهم، إذا قمنا بذلك فقد يقومون بعمل ما يريدون بعيداً عن أعيننا أو ربما يفقدون الثقة في أنفسهم أو في أهلهم.

من المهم أن  نتبنى مع المراهقين طريقة الدبلوماسية الرابحة ومراعاة عامل ضغط القرناء في هذا المرحلة العمرية والعمل على إقناعهم بالحوار الراقي.

تضرب أحلام مثالاً على كيفية لبس البنات فتقول: من غير المنطقي أن نترك الفتيات يلبسون كل ما يرغبون به بدون ضوابط تتعلق بالأخلاق أو الإسلام ثم نقرر في يوم واحد أنه لابد من تغيير اللبس كاملاً وارتداء الحجاب والزي الشرعي لأن الفتاة قد وصلت إلى مرحلة البلوغ.

من الطبيعي أن الفتاة ترفض هذا التغير المفاجئ ولا يمكنها فهم السبب وراء ذلك. ولذا لابد من الحفاظ على المبادئ والقيم الأخلاق منذ الصغر وشرح طريقة الزي الشرعي في الإسلام ومواصفاته وما الذي يجعل الحجاب صحيحاً أو خاطئاً وما يجوز أو لا يجوز مع الحجاب.

كل هذه الأمور لابد للفتاة أن تعرفها بشكل صحيح من الأهل و من المصدر الأصلي من الكتاب والسنة.  حتى لا تختلط الأمور لديها ويصبح بإمكانها التفرقة بين الحجاب الشرعي و ال modest fashion.

في النهاية تختم أحلام قائلة:

لن يمكننا أن نمنع أبنائنا تماما عن الكثير من الأمور التي تفرض نفسها علينا و عليهم. لكن علينا أن نساعدهم بالتوجيه نحو الاستخدام الصحيح لمنصات التواصل الاجتماعى عن طريق التركيز على تقديم محتوى إيجابي ومفيد.

من المهم أيضا أن نعمل على تفهم مواقفهم وإخبارهم أنه علينا الحديث معاً للوصول إلى نتيجة ترضي الطرفين. ولا ننسى أن نترك لهم حرية اختيار الوقت المناسب لهم للحديث معنا.

لمشاهدة لايف أحلام اللمكي كاملا  اضغط هنا.

موقع كلنا أمهات يوفر لك الآن فرصة استشارة كوتشينج عائلي في المهارات الحياتية مع أحلام اللمكي مدربة مهارات الحياة. احجزي جلستك الآن من هنا.


ورشة كيف أربي طفلي على القيم في زمن العجب

هل أنت من الأمهات اللاتي يسعين لتربية أطفالهن على القيم والأخلاق في هذا الزمن المنفتح متعدد الثقافات؟ هل ترغبين بتربية طفل واعي لأصله وثقافته ودينه رغم تطور وتغير الزمان؟ هل تبحثين عن طريقة لتقوية الصلة بين الطفل ودينه بشكل مبسط؟ وهل تواجهين صعوبة في غرس الأفكار الصحيحة وضحد المعتقدات المؤذية لديننا ومعتقداتنا لدى طفلك؟

إليك فرصة الإنضمام لورشة كيف أربي طفلي على القيم لمدة يومين بواقع ساعتين لكل يوم، حيث سيتم عقد هذه الورشة عن طريق برنامج زووم يومي الإثنين 13/3/2023 والأربعاء 15/3/2023 الساعة 8 مساءً بتوقيت دولة الإمارات.

في ورشة ” كيف أربي طفلي على القيم في زمن العجب”؛ ستكونين محاطة بأمهات يشبهنك، لديهن أهداف مشابهة لأهدافك، حيث ستتواجدين في بيئة داعمة لك وستتمكنين من التعلم من تجارب الأمهات الأخريات.

مدة الورشة: 4 ساعات بواقع ساعتين لكل يوم. 

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0