لغة جسد المرأة في العمل ما هي الرسائل التي يتلقاها الآخرون دون أن ندرك؟

واحدة من أهم الأمور التي تغفل عنها العديد من النساء هي لغة جسد المرأة، والإشارات التي نرسلها عبر أجسادنا لمن حولنا من الزملاء أو الإداريين في بيئة العمل. لماذا لغة جسد المرأة أهم من لغة جسد الرجل؟ ولماذا لم نتطرق للتحدث عن لغة الجسد بشكل عام وتحدثنا عن لغة المرأة بالتحديد؟

يعود هذا الأمر لسببين:

الأول: لأن المرأة غالباً تشعر بالخجل أو بعدم الثقة عند التحدث.

الثاني: لأن المرأة أحياناً قد لا تستخدم الأسلوب المناسب للحوار، مما يعرضها للنقد السلبي وتتهم بالعدائية والتهكم.

من الضروري أن ننتبه إلى لغة أجسادنا في بيئة العمل؛ لنشكل الصورة التي نود أن يرانا بها الآخرون. حيث أن أسلوب الحديث ونبرة الصوت وطريقة اللباس في العمل؛ تحدد هويتنا وتساعدنا في اكتساب الثقة والمصداقية من الزملاء والمدراء في بيئة العمل.

ما هي العلامات التي علينا مراعاتها عند التحدث مع الآخرين في بيئة العمل؟ وما هي الإشارات التي نرسلها بشكل لا إرادي وتكون سلبية من منظور المتلقي؟ وكيف نعالجها؟

تصرفات عليك تجنبها عند التحدث مع الآخرين:

1- عند التحدث مع شخص آخر؛ احرصي على النظر بشكل مباشر في عينيه وتحدثي بصوت واثق ومتزن، وارفعي كتفيك وقفي وقفة مستقيمة.
2- تجنبي النظر في الساعة أثناء اجتماعات العمل أو اللقاءات الرسمية.
3- ابتعدي عن قول بعض المصطلحات مثل، لا أعرف أو لا يهم أو أن تتجاهلي المعلومة بطريقة أو بأخرى.
4- لا تنظري حولك أثناء التحدث مع شخص وجهاً لوجه، فهذا الأمر سيعطي شعوراً بالرفض وكأنك تتجاهلينه.
5- لا تطرقي أصابعك على المكتب أثناء الحديث، فسيبدو الأمر كأنك تتذمرين من حديثه.

استراتيجيات تحسين لغة جسد المرأة لعكس صورة إيجابية وناجحة في بيئة العمل:

1- اسألي أشخاص تثقين بهم من الزملاء أو المقربين عن لغة جسدك: غالباً تكون حركات الجسد التي نصدرها دون وعي أو ادراك. لهذا نحن بحاجة لأن نرى أنفسنا بأعين الآخرين لنحصل على رأي محايد.

2- تسجيل فيديو لك أثناء اجتماع أو أثناء الحديث مع شخص ما في العمل: في البداية قد تشعرين بالحرج أو الخجل أو التجمد؛ ولكن مع التعود قد يصبح الأمر أسهل وتظهرين أكثر عفوية. ومن خلال الفيديو بإمكانك التأكد من نقاط الضعف لديك ومشاهدة الحركات التي تصدر منك بشكل لا إرادي والعمل على تحسينها وتقويمها.

3- تعديل الحركات اللإرادية بناءً على الآراء أو الفيديو المسجل: بالطبع هناك العديد من الحركات التي نفعلها دون انتباه؛ كنزول الكتفين إلى الأمام أو طقطقة الأصابع أو النظر إلى الساعة أو تشتت النظر إلى الشخص المقابل. وعندما ندرك ما نقوم به يصبح بالإمكان تعديل السلوك بطريقة أفضل.

الاهتمام باللباس في بيئة العمل:

طريقة اللباس مهمة للغاية في بيئة العمل. ويجب عليك الحرص على انتقاء أزياء تناسب المكان اللذي تقصدينه والعلامة التي تمثلينها.
من أهم الأمور التي تعكس صورة إيجابية وناجحة هي اللباس! من المهم جداً انتقاء إطلالة تناسب المكان والأشخاص ونوع الشركة التي تعملين بها وتمثلينها. مثلاً: في حال كنت مسؤولة عن خدمة العملاء في أحد البنوك؛ عليك ارتداء ملابس رسمية وأنيقة ومحتشمة لتعكسي صورة احترافية ومهنية عن شخصيتك ومدى إلتزامك بقيم العمل. أما في حال كنت تعملين في بيئة أكثر ابداعاً مثل شركة تسويق أو تصميم؛ هنا يمكنك ارتداء ملابس أكثر عصرية وأقل رسمية لتعكسي شكل العلامة والبيئة التي تعملين بها.

من الضروري أن نهتم باللباس في العمل. بل يجب أن يكون اللباس مرتب ونظيف ويتمتع بالأناقة واللباقة. كما أنه لا يجوز أن ترتدي ملابس تظهر أكثر ما تخفي في بيئة عمل متحفظة أو تقليدية أو رسمية. من جهة أخرى؛ عليك انتقاء اكسسوارات راقية وناعمة أيضاً لا تشتت التركيز عند النظر إليك. الشخصية والمهارات الإجتماعية وطريقة اللباس والأسلوب في الحديث وتناول المواضيع؛ كلها أساسيات تساعدنا في اكتساب مكانة وسمعة حسنة في بيئة العمل. ومع الأجواء التنافسية يجب الحرص على اكتساب هذه المهارات للارتقاء بمستوى الأداء في بيئة العمل.