من الأمومة إلى تدريب الأمهات والمربيات والعاملات – قصة مشروع ناجح

قصص نجاح أمهات ملهمات

من الأمومة إلى تدريب الأمهات والمربيات والعاملات – قصة مشروع ناجح

PHOTO-2024-09-07-23-26-37

هل خطرت لكِ فكرة مشروع ناجح وترددتِ؟ إقرئي معنا اليوم قصة نجاح أم عاملة حققت نجاحاً لفكرتها!


لطالما كانت حياة المرأة مليئة بالتحديات والتغيرات.. الأمر الذي يتطلب منها الذكاء الاجتماعي والمرونة العالية لتقبل التغيير والاستعداد للبدء من جديد مرات متتالية. فما بالكم بالمرأة في الغربة عندما تكون سيدة عاملة تسعى للتطور والتميز الدائم بعملها.. شغوفة بعملها، حامل في الشهور الأخيرة من الحمل، وفقدت حملها الأول الذي حدث خارج الرحم.


اسمي مريم عيتاني (لبنانية) أقطن بدولة قطر، أم لطلفين (بنت وولد) كانا هما الدافع لتأسيس Baby Manual. حاصلة على درجة الماجستير بالإدارة التربوية.. ولطالما كانت التربية والطفل يشغلان مكانا مميزا في قلبي واهتماماتي. أقوم بتدريب أي شخص يتعامل مع الطفل ويكون جزء من رحلة التربية.. سواء أكانت الأم أو المربية أو المساعدة المنزلية أو حتى الممرضات. أسعى لأن يكون التدريب تفاعلي ومتوافقاً مع معايير المنظمة العالمية للطفل.. ويشمل التدريب دورات مثل الحمل والولادة، الرضاعة وغيرها الكثير.


بدأت قصتي عندما فقدت جنيني الأول خلال عملي كمُدّرسة.. وعندما عشت تجربة الحمل الثاني كنت سعيدة للغاية وحريصة على أن أكون ملمة بكافة التفاصيل المتعلقة برحلة الحمل والولادة والتربية.. حضرت العديد من الدورات وقرأت مختلف الكتب حول شتى العناوين في هذا المجال. ولقد كانت صدمتي بالغة عندما اكتشفت كم المعلومات الهائل التي نجهلها ولم نتطرق لها سابقاً. وصرت أناقش أي أم ألتقي بها بالمعلومات التي أمتلكها لمشاركة الفائدة والعلم.


أتت مولودتي الأولى وكنتُ بغاية السعادة وبدأتُ بتطبيق كل ما تعلمته معها.. إلا أنني وفي إحدى الليالي مرضت واضطررت للذهاب للمستشفى في الثانية صباحاً بسيارة أجرة.. وكان على زوجي المكوث بالمنزل مع ابنتي، ثم حصلت على فرصة وظيفية جيدة وعندها دعت الحاجة لترك ابنتي مع المساعدة المنزلية، الأمر الذي جعلني أتساءل “أَبَعد كل هذا البحث والدراسة في شتى مجالات التربية سأترك ابنتي مع العاملة التي تحتاج للتعلم والتدريب”. تمنيت لو وُجد ذلك المكان الذي أرسل العاملة إليه فيقوم أحدهم بتدريبها على كيفية التعامل مع الأطفال، وهنا لمعت الفكرة “لماذا لا أكون أنا صانعة التغيير؟” الذي يقوم بتدريب العاملات والأمهات على كيفية التعامل مع الطفل حيث أنني أمتلك المؤهل العلمي والتدريب كما أمتلك ملكة توصيل المعلومة بأسلوب سلس.

وهنا كانت بداية مشروعي الفعلية، حيث قمت بتأسيس دورة تدريبية شاملة للعاملات والأمهات الجدد ليتسنى لهم الحصول على الأدوات التي من شأنها أن تجعل الرجوع للعمل أسهل على الأم عندما تشعر أنها تركت طفلها مع شخص مدرب.


في بدايةِ وجود العاملة في منزلنا كنت أشعر بالحرج من وجودها معنا خارج المنزل، عرض علي زوجي أن نستغني عنها، إلا أنني أعي تماماً حاجتي لها وخاصة في الغربة حيث لا يوجد دعم من العائلة الممتدة. تساءلت في قرارة نفسي عن السبب، فوجدت أنني متخوفة من الصورة المجتمعية النمطية للأم التي تحتاج لعاملة تساعدها، وكأن هذه العاملة ستحل مكان الأم. أقنعت نفسي أنه إذا رغبت بالوصول إلى طموحي وأن أكون أم متوازنة وسعيدة فعلي تقبل فكرة وجود مساعدة لتساعدني بشؤون الحياة إلا أنها لن تحل مكاني بالتربية. كما أنني تخلصت من الشعور بالذنب الذي يصيبنا نحن الأمهات العاملات حيث أنني لم أقصر في تربية أبنائي، على العكس تماماً فإن وجود العاملة ساعدني بالتركيز على دوري الأساسي وهو التربية والتنشئة. ومن هنا أتت فكرة برنامج تدريبي جديد يعنى بتحقيق التناغم بين الأم والعاملة دون الحاجة للشعور بالذنب.


أرى أن وصول الأم للتوازن بين المسؤليات الأسرية والطموح الوظيفي هو النواة لعائلة متوازنة وسعيدة، حيث ساعد ابني الثاني على تحقيق ذلك التوازن، الأمر الذي سهّل رحلة وصولي لأفضل نسخة من ذاتي.


رسالتي للشركات تتلخص في:

  • إعطاء فرصة أمومة (إجازة وضع) كافية للأمهات بعد الولادة، حتى تتأقلم مع التجربة الجديدة وتكون مستعدة للعودة للعمل والإنتاجية.
  • تخصيص أماكن مناسبة للرضاعة أو سحب الحليب خلال ساعات الدوام غير الحمامات التي لا تعد بيئة نظيفة.
  • مرونة ساعات الدوام حتى تستطيع الأم الاستمرار في دورها المنتج في المجتمع.

لطالما حلمت بمشروعي الخاص الذي أستطيع من خلاله عمل شي قريب لقلبي ويقدم خدمة وإضافة للمجتمع. كما أنني صممت برنامجاً يعنى بمعايير الأمان للطفل بالسيارة، حيث أنني Certified Child  Care Passenger Safety Technician  وقمت بتصميم دورة تدريبية تعنى بهذا الجانب. أرى أن الأم لابد أن تبحث داخلها عمّا تحب، حيث أنها تستطيع أن تحول أي شغف لمصدر دخل إذا وجهت طاقتها بالوجه المناسب.

أحب أن أنوه على أن Baby Manual  هي شركة أنشئت بقطر من قبل مجموعة من الأشخاص الشغوفين بالتربية والطفل. ونصيحتي لك أيتها الأم أنت قوية ومتميزة ابحثي داخلك وسوف تجدين شيئا فريدا يمكنك من خلاله تقديم القيمة النوعية لك وللمجتمع.

كُتب هذا المقال بقلم ربا أبو عبيد الله من فريق كُلنا أمهات.

لمزيد من قصص النجاح، إقرئي معنا “قصص أمهات ملهمة”.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0