ادخار المال وتعليم الأطفال كيفية التوفير

الطفولة المبكرة

ادخار المال وتعليم الأطفال كيفية التوفير

يفية الادخار

في بعض الأحيان قد يبدو أن التسوق هو هوايتنا المفضّلة! مع ظهور الإعلانات التجارية في كل مكان عبر التلفاز أو الهاتف الذكي أو اللوحات الإعلانية، أو حتى من خلال الراديو. وبتشجيع من التنزيلات والعروض التجارية المستمرة والموجودة في كل مكان! إلى أن أصبحنا نتناسى أهمية ادخار المال، بل وأغفلنا أهمية وكيفية التوفير. حتى أصبح التسوق يشعرنا بالراحة ويجنبنا الملل، ويساعدنا على الشعور بشكل أفضل.

تأثرت عادات الإنفاق لدينا ولدى أطفالنا أيضاً، وأصبح البعض يشتري لمجرد الشراء فقط دون الحاجة لهذا المنتج أو ذاك! بل وأصبح ادّخار المال من الأمور الشّاقة. مع ذلك لا نستطيع إنكار أهمية التوفير بل واعتباره مهارة حياتية مهمة. فالإنفاق دون حساب ودون أن ندرك إلى أين تذهب أموالنا بالضبط؛ سيضعنا في طريق ملتوٍ ومتعب وصعب إن حصل وواجهنا عقبة مادية.

إضافة إلى ما سبق؛ إن ادخار المال أمر لا بد منه، خصوصاً مع وجود الأطفال. فوفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية؛ يبلغ متوسط تكلفة تربية طفل واحد منذ الولادة إلى أن يبلغ 17 عاماً 233,610 دولار أمريكيالمصدر

في هذا المقال نتحدث عن تعليم الأطفال ادّخار المال وكيفية التوفير


سواء لديكِ طفل واحد أو عدة أطفال؛ من المهم اتباع الطرق الذكية والبسيطة التي يمكنكِ من خلالها ادخار المال وتعليمهم كيفية التوفير. سواء بالنفقات اليومية أو بالمشتريات السنوية مثل تذاكر السفر لكل أفراد العائلة، والتي تساعدكِ على توفير المال وتنظيم الميزانية وخفض التكاليف، والتخطيط للمستقبل وتحقيق الأهداف المالية لعائلتك.

إليكِ بعض النصائح البسيطة التي تساعدكِ في توفير المال وتعليم أطفالك كيفية التوفير:

1. وضع ميزانية للأسرة

يعد التعامل مع أموالك؛ هو الخطوة الأولى لضمان قدرتك على تحمل نفقات عائلتكِ واحتياجاتها. يمكنكِ بكل بساطة طلب كشف مالي من البنك للأشهر السابقة؛ لمعرفة مقدار الأموال الواردة والصادرة. كما يمكنك طلب فواتير بطاقتك الائتمانية الأخيرة؛ ثم قومي بتحديد إنفاقك الشهري الأساسي. مثل: قروض بنكية أو إيجار المنزل ومصروف البنزين أو المصروفات الأساسية لمستلزمات الأطفال، وأضيفي أي مصادر أخرى للدخل، ثم حددي المصروفات القابلة للتقليص.

بناءً على هذه المعطيات؛ قومي بوضع ميزانية شاملة ومحددة ومقسمة وقابلة للالتزام بها. ثم راقبي مدى التزامكِ بها، وعدلي حدول المصروفات وفقاً لها.

يمكنكِ الآن استخدام إحدى التطبيقات الإلكترونية التي تساعدكِ في إدارة الأموال والنفقات، فضلاً عن وضع الأهداف وتقييم التقدم الذي يتم إحرازه وسنذكر منها ما يلي:

Money Manager, EXpensify, Fast Budget, PocketGuard, Mint

2. زيادة المدخرات

بمجرد وضع ميزانية محددة؛ يمكنكِ الآن أن تبدأي بمحاولة إيجاد طرق لخفض النفقات. مثلاً: يمكنكِ شراء الأغذية من قسم العروض، أو انتظار فترة التخفيضات لشراء تذاكر السفر. ثم قومي بمراجعة ميزانيتك كل شهر؛ حتى تتمكني من ملاحظة أي إفراط أو توفير بالمصروفات، الأمر الذي سيساعدكِ على زيادة ادخار المال، وعلى التعرف على كيفية التوفير بطريقة صحية، والعمل على تحقيق أهدافكِ المالية.

3. العمل على التوفير بحكمة لمستقبل الأطفال

ويكون ذلك من خلال توفير مبلغ مالي شهري في حساب منفصل؛ لينتفع منه الأطفال عند بلوغهم سن معين. حتى لو كان هذا المبلغ بسيطاً؛ لكنه يستحق البدء بتوفيره بشكل منتظم، للحصول على أقصى استفادة من الدخل الشهري الخاص بعائلتك.

هناك العديد من الخيارات المتاحة في دولة الإمارات، والتي تشجع على ادخار المال للأطفال، سواء أكان ذلك عن طريق الصكوك الوطنية أم عن طريق الاشتراك بخطة الادّخار، التي تكفل لأطفالنا مصروفات التعليم الجامعي، والمقدمة من قبل البنوك وشركات التأمين بأقساط شهرية في متناول اليد.

ويكون ذلك من خلال نظام التوفير التراكمي، بالإضافة للأرباح السنوية التي تضاف إلى الحساب، والتي يستطيع الأطفال الانتفاع منها عند بلوغهم 18 عام. يمكنكم التواصل مع شركة التأمين أو البنك الذي تتعاملين معه للحصول على معلومات أكثر.

4. الحرص على الاستغناء عن المصاريف غير المهمة

في إحدى حلقات برنامج “أوبرا وينيفري”؛ تحدثت أوبرا مع أحد ضيوفها عن المصاريف غير المهمة التي نصرفها بشكلٍ يومي دون أن نشعر، والتي إن وفرناها صنعت لنا الفرق الكبير أيضاً دون أن نشعر!

فمثلاً يصطف الناس يومياً للحصول على قهوة الصباح من أحد المتاجر المخصصة لذلك. فـ 10 – 15 درهم باليوم لن تؤثر على المصروف “كما نظن”! ولكن هل جربنا أن نضرب هذا المبلغ البسيط بعدد أيام السنة؟

أي أن 10 دراهم “على الأقل” مضروبة بثلاثمائة يوم على أقل تقدير أيضاً؛ سنجد أننا نصرف 3000 درهم على الأقل في السنة على شراء القهوة، التي يمكننا أن نعدها بكل بساطة في المنزل! ناهيكم عن المصاريف غير المهمة اليومية الأخرى.

5. قومي بعمل أبحاثكِ لمعرفة كيفية التوفير وتجنب الإنفاق الزائد

من خلال نصائح الصديقات أو من خلال الإطّلاع على آراء المستهلكين؛ ستتكون لديكِ فكرة أفضل عن أفضل المتاجر التي توفر السلع المختلفة بأسعار مخفضة لتجنب الإنفاق الزائد. فإنفاق المزيد من الأموال على بعض السلع؛ لا يضمن جودة أفضل. خصوصاً مستلزمات الأطفال من عربات أطفال أو مقاعد سيارة أو حتى المنظفات.

قومي بإجراء أبحاثك قبل البدء بالتسوق، حتى تتمكني من الالتزام بالميزانية المحددة للشراء. وتوجهي إلى المتاجر التي توفر أفضل الأسعار للمستهلكين.

6. خفض تكاليف الطعام

ويكون ذلك من خلال التخطيط لوجبات الأسبوع؛ من إفطار وغداء وعشاء وحتى الوجبات الخفيفية، ثم عمل قائمة بالمكونات اللازمة لتحضيرها والذهاب لتسوق هذه المكونات مرة واحدة أسبوعياً.

حاولي عدم حمل بطاقتكِ الائتمانية عند الذهاب إلى تسوق البقالة، بل احملي مبلغاً مالياً محدداً حتى تتجنبي تجاوز الميزانية. فالدفع عن طريق بطاقة الائتمان؛ يسهل الإفراط في الإنفاق.

7. اجعلي الاحتفال بالمناسبات بسيطاً

يمكن أن تكون حفلات أعياد الميلاد، أو الاحتفال بالمناسبات السنوية الأخرى؛ أمراً مكلفاً. فقد نميل أحياناً لتقليد الحفلات التي نراها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحتوي على تفاصيل عديدة ومكلفة، التي قد تتجاوز حدودنا المالية في بعض الأحيان.

لذلك من الجيد التركيز على صنع الذكريات بدلاً من التركيز على إنفاق المزيد الذي لن يضيف الكثير لاحتفالك.

8. اختاري وسائل ترفيهية اقتصادية

وسائل الترفيه والإجازات؛ تحتاج لميزانية كبيرة. بل وتضع المزيد من المصروفات على عاتق الأسرة. وإن أسهل الطرق لتوفير المال؛ هو التوقف عن ربط المتعة بالإنفاق، أي كلما أنفقنا أكثر زادت المتعة! والتوقف عن التفكير باختيار أغلى الوسائل الترفيهية أو أغلى البلدان لقضاء إجازة عائلية فيها! بل وبمعرفة كيفية التوفير وبمحاولة اتباع نمط تبسيط الحياة “الميناليزم”؛ الذي يضمن لنا تحقيق المتعة القصوى من خلال قضاء وقت ممتع مليء بالذكريات مع أطفالنا دون أن يكلفنا ذلك مبلغاً طائلاً.

ويكون ذلك من خلال استبدال العديد من الأماكن الترفيهية بتلك المجانية. من الرائع الاستمتاع بيومنا أو بعطلتنا الأسبوعية مع الأطفال، بزيارة الأماكن الترفيهة المجانية الموزعة في أنحاء المدينة التي نقطن فيها. فدفع النقود لا يجلب المزيد من المتعة أبداً. أو عن طريق استبدال تجربة السينما المنزلية\ عوضاً عن الذهاب إلى دار السينما ودفع ما لا يقل عن 250 درهم ثمن التذاكر والبوشار لعائلة مكونة من 3 أفراد فقط! فتكلفة التذاكر ل3 أفراد هي 100 درهم وسندفع الباقي ثمناً للبوشار أو المشروبات.

جربي السينما المنزلية مع أطفالك ليوم، وجهزي البوشار والمشروبات في المنزل؛ ستحصل عائلتك على نفس المتعة بأقل قيمة مالية.

اقرأ أيضاً أفضل الأماكن الترفيهية المغلقة في أبوظبي

اقرأ أيضاً فن تبسيط الحياة لعيش أقل توتراً

9. تحدثي مع أطفالك عن الأمور المالية وعن كيفية التوفير

إن تعلّم كيفية توفير المال؛ ليس مهماً فقط للأمهات والآباء، بل للأطفال أيضاً. ويكون ذلك من خلال إجراء محادثات عادية عن الميزانية والمصروف، دون الدخول في التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالنفقات. وتكمن أهمية ذلك بأن ما يتعلمه الأطفال عن المال منذ الصغر؛ سيفيدهم لاحقاً عندما يبدأون حياتهم وعندما يقومون بإنشاء أسرتهم الخاصة.


تعليم الأطفال كيفية ادّخار وإدارة المال

1. استخدمي “حصالة” نقود شفافة وضعيها في مكان واضح ويراه الجميع

عند استخدام “حصالة” شفافة؛ سيرى أطفالك أن النقود تزيد، وهذا سيعلمهم عن كيفية التوفير وسيشجعهم أكثر على التوفير. واحرصي على استخدام هذه الطريقة كوسيلة للحديث معهم بشكل موسع ومبسط عن أهمية التوفير.

2. كوني قدوتهم بإدارة المال بشكلٍ صحيح، فعيونهم الصغيرة تراقب كل تصرفاتك! 

وجدت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج؛ أن العادات المالية لدى الأطفال تتشكل عند بلوغهم السابعة من العمر. فكوني النموذج الأول والصحيح لهم. فأنتِ قدوتهم التي يميلون لتقليدها. المصدر

3. أخبريهم أننا ندفع مقابل الأشياء. بل وشجعيهم على خوض تجربة الشراء من مالهم الخاص

فمثلاً مجموعة السيارات هذه تكلف 20 درهماً. اسمحي لهم بالحصول على المال من حصالتهم الخاصة، ورافقيهم إلى المتجر وحثيهم على دفع النقود للبائع بأنفسهم وتحت إشرافك.

4. عرّفيهم على تكلفة الخيارات الشرائية المتاحة لهم

فمثلاً إن قمت بشراء مجموعة السيارات هذه؛ لن يتبقى لديك المال الكافي لشراء الألوان. هذا يساعدهم في تطوير عملية تقييم القرارات وفهم النتائج المحتملة.

5. أشعريهم بقيمة المال ودعيهم يبذلون الجهد للحصول عليه

من خلال إلزامهم بالقيام ببعض الأعمال المنزلية الروتينية، التي تتناسب مع أعمارهم. مثل إخراج القمامة أو تنظيف غرفهم. فهذا سيساعدهم على الشعور بقيمة المال.

يمكنك الاستعانة بقصة “النقود لا تنمو على الأشجار” الموجهة للأطفال، والتي تساعدكِ على شرح هذا الأمر لهم بطريقة مبسطة.

6. التأكيد على أهمية العطاء في كل الأوقات

ويكون ذلك من خلال حثهم على التبرع لمحتاج أو لدار أيتام أو أي مؤسسة خيرية. سيرون بالنهاية أن المال لا يؤثر فقط على المحتاج؛ بل على المانح أيضاً!

7. علميهم الرضا وازرعي القناعة في قلوبهم

فقد يتأثر الأطفال والمراهقين بما يرونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل ويبدأون بمقارنة حياتهم مع غيرهم. على سبيل المثال: أخبريهم أن قضاء إجازة عائلية قد يصنع الذكريات الجميلة دون الحاجة لإنفاق الأموال الطائلة.

اقرأ أيضاً كيف تستهدف الشركات التسويقية الأطفال في إعلاناتها


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0