في عصر اليوم المنفتح والتكنولوجي وسريع الخُطى، والذي سمح لنا برؤية السلوك السيء في كل مكانٍ حولنا؛ أصبح تعليم “فن الإتيكيت” للطفل، وكيفية التعامل، وآداب السلوك أهم من أي وقتٍ مضى. بل ويعد وظيفة جديدة ومهمة تقع على عاتق الوالدين، لتدريب وتعليم أطفالهم كيفية التعامل مع الناس، ومع مواقف الحياة المختلفة بطريقة مهذبة ومحترمة.
سواء اصطحبنا الطفل إلى البقالة أو إلى زيارة الأصدقاء، أو خلال أي رحلة بسيطة؛ يمكننا استغلال هذه المواقف لغرس الأخلاق الحميدة في نفوس أطفالنا، ولتعليمهم عن كيفية التصرف باحترام وتهذيب. الأمر الذي سيصبح مكوناً أساسياً لشخصيتهم، والذي سيصبح جزءً مهماً من حياتهم في فترة المراهقة وما بعدها.
تعليم فن الإتيكيت؛ ليس مجرد مجاملات اجتماعية كما نرى بالمسلسلات والأفلام! وليس مجرد سيارات فارهة وقصور وملابس براقة! بل هو محتوى إنساني حضاري، وجهد تربوي نضعه في أطفالنا، والذي سنرى نتائجه التي تدعو للفخر. سيجازينا الله خيراً لبذل هذا الجهد مع أطفالنا، بل وسنُشكر على هذه التربية من المجتمع ومن أطفالنا بحد ذاتهم، الذين سيفخرون بأنفسهم، وسينقلون هذه الأخلاق الحميدة والتصرفات الحسنة لأطفالهم بالمستقبل.
اقرأ أيضاً قصص أطفال تعلم الأخلاق
لنتعرف أكثر على فن الإتيكيت وأهمية تعليمه للأطفال؛ مع أخصائية الإتيكيت الأستاذة إسراء شاهين. ولنتعرف أكثر على دور الوالدين في غرس هذا الفن في نفوس أطفالهم!
ما هو فن الإتيكيت؟ عرفينا عنه من خلال معرفتكِ الخاصة
كلمة “إتيكيت” باللغة؛ هي كلمة فرنسية الأصل وتعني “بطاقة”. ويقابلها باللغة العربية العديد من المصطلحات والمفردات. مثل: الآداب والسلوكيات وحسن الخلق والتصرف وغيرها.
فن الإتيكيت؛ هو فن التصرف الذي يعتمد على الاحترام سواء احترام النفس أو احترام الآخرين. ويشمل هذا الفن جميع نواحي الحياة سواء أكانت اجتماعية أم عملية.
ما هي أهم قواعد فن الإتيكيت التي يجب أن نعلمها للأطفال؟
أهم قواعد فن الإتيكيت الخاصة بالأطفال؛ تشمل تعاملهم مع فئتين من الناس: الأطفال والبالغين. سأتحدث بدايةً عن القواعد التي يجب أن يتعلمها الطفل ويتبعها عند تعامله مع أطفالٍ آخرين. ويكون ذلك من خلال:
- تعليمه احترام الأطفال الآخرين.
- حثه على عدم التعدي على أغراضهم وألعابهم وأيضاً؛ بالامتناع عن أذية الأطفال الآخرين أو التنمر عليهم.
أما فيما يتعلق بتعامل الطفل مع البالغين:
- تعليم الطفل أهمية احترام من هم أكبر سناً.
- استخدام الألقاب الصحيحة عند مخاطبتهم.
- الحرص على تعليمهم استخدام كلمتي “شكراً – من فضلك” أثناء التحدث مع البالغين.
- الامتناع عن مقاطعتهم أثناء الحديث إلا لو كان هناك أمرٌ طارئ يستدعي المقاطعة.
- أيضاً حثهم على التحدث بصوت منخفض ولكن بأسلوب واضح وواثق.
ما هو العمر المناسب لتعليم فن الإتيكيت؟
تعليم فن الإتيكيت للأطفال يجب أن يبدأ بطريقة غير مباشرة ومن عمر مبكّر جداً “2 – 3 سنوات”. فكلما كان تعليم هذا الفن في وقت مبكر؛ نضمن أن يصبح مرافقاً لأطفالنا في كل مراحل حياتهم المختلفة والمتقدمة، فالتعود منذ الصغر كالنقش بالحجر.
وأفضل طريقة لفعل ذلك؛ هي التصرف بشكل صحيح أمام الأطفال. فالطفل يراقب تصرفات الأهل ويكررها. ثم تدريجياً يمكن أن يتم تنبيه الطفل عند القيام بتصرف خاطئ، كما ونبدأ بتصحيح سلوكه بطريقة لطيفة دون ترهيب.
ومن هذا العمر الصغير؛ نستطيع ترسيخ بعض السلوكيات المهمة. مثل:
- تعليمهم عدم فتح أبواب الغرف المغلقة إلا بعد الاستئذان عن طريق طرق الباب.
- وأيضاً التركيز على طريقة جلوسهم أثناء الطعام بشكلٍ مناسب دون التحدث أثناء وجود الأكل في الفم وما إلى ذلك.
قد يواجه الأهل أو الطفل الذي تربى على فن الإتيكيت وقواعد الأدب؛ تحدي في التعامل مع مجتمع قد لا يقدر أو لا يتعامل بنفس الأسلوب.
ما هي نصيحتك للأهل عند مواجهتهم لهذه المواقف؟ وكيف نعلم أطفالنا التعامل مع تلك التحديات؟
بالنسبة للأهل المهتمين بتعليم أطفالهم السلوك الصحيح أو فن الإتيكيت ولكن المحيط غير ملائم أو مختلف؛ أنصحهم بعدم تعقيد الأمور! في نهاية الأمر؛ فن الإتيكيت ليس مجرد مجموعة قواعد وسلوكيات، بل نمط حياة معتمد على احترام الذات والآخرين. فلو كان من الصعب في بعض الأحيان التقيّد بالقواعد بحذافيرها؛ يجب علينا الحرص بأن تصرفات أطفالنا لا تقلل من احترام الآخرين.
فمثلاً: لو تناولنا الطعام عند أحد الأقارب أو الأصدقاء غير المهتمين بتحضير الطاولة بالطريقة الصحيحة، أو لم تتوفر الشوكة والسكينة على الطاولة؛ علينا تقبّل الأمر! وتعليم أطفالنا بأنه من غير المقبول الاعتراض، بل عليهم تناول الطعام باستخدام ما هو متوفر (الملعقة على سبيل المثال). ولكن هذا لا يعني السماح للطفل أن يتجاهل قواعد الإتيكيت الخاصة بتناول الطعام؛ كعدم وضع المرفقين على الطاولة وإغلاق الفم أثناء المضغ، وغيرها من القواعد الرئيسية البسيطة والتي يمكن تطبيقها بغض النظر عن الظروف المحيطة.
ما هي الأساليب الصحيحة التي تستطيع الأم اتباعها لتعليم أطفالها فن الإتيكيت؟ وكيف تنجح الأم بتعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة لدى الطفل؟
- بدايةً؛ يجب على الأم التحلي بالصبر مع طفلها لأبعد الحدود. فهذا العالم جديد على الطفل ويحتاج منا لبذل جهد إضافي حتى ندمج الطفل فيه.
- وأيضاً؛ من أهم الأساليب لتعليم الطفل هذا الفن هو أن نكون نحن القدوة الأولى لهم. فأطفالنا يقلدون كل تصرفاتنا، ونحن مصدرهم الأول. فلو سمع الطفل شتائم تصدر من أحد الوالدين سيشتم! ولو رآنا نطرق الأبواب المغلقة قبل فتحها سيفعل المثل وهكذا.
- ومن الضروري أيضاً تعليم الطفل فن الإتيكيت؛ بأخذ كل موضوع على حدى دون خلط المواضيع جميعها. فمثلاً: سأبدأ بتعليمه الجلوس بشكل صحيح وبعد اتقانه لهذه المهارة أنتقل لموضوع آخر.
- أما فيما يتعلق بتعديل السلوكيات غير المقبولة لدى الطفل؛ يكون ذلك عبر تعليم الطفل التصرفات غير المقبولة من خلال أخطاء الآخرين، دون انتظار فعل طفلنا لشيء خاطئ حتى نعلمه. فمثلاً: لو رأينا طفل يصرخ على طفل آخر؛ ننبه الطفل إلى أن هذا التصرف غير مقبول!
- بالنهاية إن حصل وأخطأ الطفل؛ يجب أن نتقبل ذلك ويجب أن ننزل إلى مستواه ونحرص على التواصل البصري معه، ونتحدث إليه بهدوء عن تصرفه غير المقبول.
إدخال الاطعمة الصلبة للطفل الرضيع: متى نبدأ بها وكيف؟ - كلنا أمهات
يونيو 26, 2021 في 11:38 ص[…] إقرئي أيضاً تعليم فن الإتيكيت مع أخصائية الإتيكيت إسراء شاهين […]