نوبة غضب التكنولوجيا عند الأطفال وطرق التعامل معها

أمومة وتربية

نوبة غضب التكنولوجيا عند الأطفال وطرق التعامل معها

نوبة غضب تكنولوجية.jpeg2.jpeg8

هل سمعتم بمصطلح نوبة غضب التكنولوجيا من قبل؟ أغلبنا لم يفعل! وقد يكون البعض تعرف عليه من خلال عمله أو من أي مصدر آخر؛ فلم نتوقع يوماً أن هذا الزمن له نوبة غضب خاصة به! المقصود بهذا المصطلح هو نوبة الغضب التي تبدأ بعد انتهاء وقت الشاشة؛ “وقت سحب الآيباد من الطفل أو إغلاق التلفزيون”. وتسبب نوبة الغضب هذه الكثير من التوتر للأهل والطفل على حد سواء. ومع جاهزية واستعداد أطفالنا للتكنولوجيا أكثر منا كوالدين، ومع التعليم عن بعد وفترة الحجر المنزلي التي مررنا بها؛ أصبح أطفالنا أكثر تعلقاً بالتكنولوجيا. وأصبحنا نلاحظ تعلق الأطفال الصغار بهذه الشاشة طوال الوقت وفي كل مكان!

على الرغم من لجوئنا إلى التكنولوجيا في العديد من الأحيان لتهدئة أطفالنا؛ ولكننا نبالغ أحياناً! ولكم أحزن عند رؤية أحد الأطفال في المقعد الخلفي لسيارة ما؛ يحدق في هذه الشاشة غافلاً عن كل ما حوله. وأيضاً في غرفة الانتظار لعيادة الطبيب وفي المطعم وخلال تناول الطعام! نبدأ بتعويد أطفالنا بعمرٍ صغيرٍ جداً وفي كل مكان، ثم نستغرب من تعلقهم المرضي بالتكنولوجيا. نعم التكنولوجيا رائعة ولها الأثر العظيم على حياتنا ولكن لكل جوهرة جانب مظلم! جربي أن تسحبي الجهاز اللوحي من يد طفلك خلال تحديقه وتركيزه في فيديو معين؛ وراقبي ردة فعله وانهياره! هذا الانهيار هو ما نطلق عليه نوبة غضب التكنولوجيا عند الأطفال.

طرق التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال

1. ضع حدوداً قبل السماح لطفلك بقضاء وقت الشاشة

من المستحيل الاتفاق مع طفلك على وقت الشاشة، بعد قيامه بتشغيل الجهاز اللوحي أو التلفاز. فحاولي الاتفاق معه ووضع الحدود الواضحة والمتعلقة بالوقت المسموح له قبل السماح له بتشغيل الجهاز اللوحي؛ حتى تتجنبي نوبة غضب التكنولوجيا أو تقللي من تفاقمها.

وفقاً لمقال تم نشره من قبل صحيفة BBC الإلكترونية؛ دعت منظمة الصحة العالمية الآباء إلى تنظيم وقت مشاهدة الشاشة لدى أطفالهم، وحصره بساعة واحدة يومياً للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 2 إلى 4 سنوات. كما قدمت نصيحة للآباء مفادها؛ عدم ترك الطفل أمام أي جهاز لوحي لمجرد التسلية والإلهاء.  المصدر

نصيحة كلنا أمهات: أقوم بالعادة بضبط المنبه ليرن بعد انقضاء المدة التي قد تم الاتفاق عليها مسبقاً مع أطفالي. وبهذه الطريقة أتجنب الكثير من البكاء والتوتر، وأمنع تفاقم نوبة غضب التكنولوجيا لديهم.


2. التحكم بالمحتوى

الآن وبعد الاتفاق على وقت الشاشة وتحديده بمدة معينة؛ يجب أن ينتبه الآباء جيداً إلى المحتوى المعروض أمام أطفالهم. ويجب أن يقوموا بالبحث عن المحتويات التعليمية والتي لا تسبب إدمان الأطفال على التكنولوجيا. هناك العديد من الأجهزة الرائعة المتوفرة بالأسواق والخاصة فقط بالأطفال مع ضوابط معينة؛ يستطيع الآباء التحكم بها، وتحتوي على العديد من التطبيقات التعليمية التي يحبها الأطفال ويستمتعون بها.

من جهة أخرى يمكنكِ شراء جهاز لوحي عادي للطفل والتحكم بإعداداته؛ لتقييد الوصول إلى الإنترنت والتطبيقات الخاصة بالكبار. كما يمنككِ تحميل يوتيوب كدز لطفلك؛ حتى تحميه من المحتويات غير اللائقة بالأطفال.

اقرأ أيضاً أفلام كرتون للأطفال من عمر سنتين بالعربية

3. تقييد الوصول إلى أي تطبيق أو موقع يكلف المال

نظراً لمهارة أطفالنا باستخدام التكنولوجيا؛ فلا تستغربي إن وجدتِ طفلكِ قادر على استخدام البطاقة الإئتمانية بكل حرفية! دفع الأموال مقابل شراء جزء جديد من لعبة تكنولوجية، أو مقابل تحميل تطبيق معين؛ هو الخطوة الأولى نحو إدمان الطفل لهذه اللعبة أو هذا التطبيق، وهو ما نحاول تجنبه هنا لنتجنب نوبة غضب التكنولوجيا التي قد يصاب بها.

ضعي قوانينك الخاصة والصارمة في ما يتعلق بدفع الأموال مقابل المزيد من التكنولوجيا. وأيضاً ضعي كلمة مرور خاصة بك لحماية عمليات الشراء.


4. استمري بتهيئة الطفل وتذكيره بقرب انتهاء الوقت

عندما يلعب الأطفال لعبة إلكترونية أو عندما يستخدمون تطبيقاً معيناً؛ غالباً ما ينغمسون في نشاطهم على الشاشة بحيث يفقدون الإحساس بالوقت! لهذا السبب تجدهم يرددون “لم تمضِ سوى عشر دقائق” أثناء نوبة غضب التكنولوجيا؛ في حين أن الوقت الحقيقي يقارب الساعتين! يدخل الأطفال في حالة تدفق حيث يختفي مفهوم الوقت بالنسبة لهم؛ لذا فمن الضروري أن نقوم بتذكيرهم قبل أن ينتهي الوقت. أستمر بتذكير أطفالي قائلة “بقي عشر دقائق – بقي خمس دقائق – دقيقتان لإطفاء الأجهزة”.

هل هذه الطريقة فعالة؟

من تجربة شخصية أقول لكِ أنها رائعة وممتازة وفعالة! فبعد العد التنازلي لآخر ثلاث ثواني؛ يركض طفلي محضراً جهازه اللوحي منصرفاً للعب بألعابه بكل تفهم وتقبل وهدوء.

5. اقترحي نشاطاً يجذب الطفل عند انتهاء وقت الشاشة

لا شيء يبشر بانتهاء نوبة غضب التكنولوجيا قدر وجود نشاط بديل ممتع وجذاب وجاهز للبدء به! الأمر الذي يساعد في تلاشي نوبة الغضب التكنولوجية، والذي يوفر الإلهاء المثالي لطفلك؛ ليسلط تركيزه بشيء آخر بعيداً عن جهازه اللوحي. فقط تأكدي من اختيارك لنشاط ممتع. مثل: قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، القفز على الترامبولين، قراءة كتاب، حل الألغاز، الغناء والرقص، استعراض المواهب والعديد من الأنشطة التي يعشقها الأطفال.

نصيحة كلنا أمهات: ألحقي وقت انتهاء الشاشة بنشاط ممتع بدلاً من واجب أو أمر؛ فعبارة “أغلق جهازك اللوحي واذهب لحل واجب الرياضيات” أو “انتهى وقت الشاشة هيا إلى النوم” سيفاقم من نوبة الغضب التقنية.


6. ساعديهم على تخلص من التوتر

يمكن أن يؤدي استخدام الشاشات إلى إثارة الأطفال بشكل مفرط، بل وبزيادة الضغط على جهازهم الحسي والعصبي. وتعد هذه الإثارة المفرطة أحد أهم الأسباب لنوبة غضب التكنولوجيا. لذا يقع على عاتقنا كآباء أن نساعد الأطفال بالرجوع إلى حالة الهدوء، ويكون ذلك باتباع استراتيجيات بسيطة من شأنها التخلص من هرمون الكورتيزول “هرمون التوتر”. مثل: الإستحمام أو اللعب بالمكعبات أو تشكيل المعجون (Play dough)، القيام بنشاط بدني أو التمشية في الهواء الطلق.

عند التخلص من مسببات التوتر ستتلاشى نوبة الغضب التكنولوجية بكل سهولة.

7. كوني حازمة

يجب أن يكون الآباء هم “القبطان” وليس “الراكب”. هذا يعني أن من واجبنا وضع الحدود الثابتة والقوانين اللازمة؛ لنؤمن لأطفالنا تجربة تكنولوجية صحية قدر الإمكان. ومن الجيد أن يقوم الطفل بالمشاركة بوضع هذه الحدود والقوانين، مع الحرص على عدم السماح له بالتحكم في القواعد الرقمية التي نراها مناسبة كآباء.

يعد وضح الحدود أمراً سهلاً نسبياً، وتكمن صعوبته في التطبيق فقط. مع ذلك كوني حازمة ولا تستسلمي لندائاتهم المستمرة ولدموعهم الغزيرة! حاولي قدر الإمكان الإلتزام بالحدود التي قمتِ بوضعها مسبقاً. لا ضير من التحلي بالمرونة في بعض الأحيان، فلو طلب منك طفلك عدة دقائق إلى حين انتهاء هذا الفيديو “عدة دقائق فقط”؛ فلا ضير من بعض المرونة هنا التي ستجنبك وتجنب طفلك من نوبة غضب حتمية.


8. تحدثي لطفلك بعد أن يهدأ

سيمر طفلك بالعديد من نوبات الغضب هذه، ومع رغبتك الشديدة بتهدئته بالكلام سأنصحك بأن تكوني أكثر صبراً. عند بدء نوبة غضب التكنولوجيا والبكاء؛ اختاري ثلاث استراتيجات من النصائح المقدمة في الأعلى، فهي أفضل من مباشرة توجيه الكلام للطفل. فشعورك بالإحباط وشعور طفلك بالإجهاد سيجعل من المحادثة أمراً كارثياً.

كما أن الطفل يحتاج لبعض الوقت حتى يعثر على اللغة لوصف الموقف. لذا وبعد أن تتأكدي من هدوء طفلك؛ تحدثي معه وحاولي توجيه تصرفاته للأفضل، واسأليه إن كان فخوراً بتصرفه وما الذي يستطيع أن يفعله لتحسين هذا التصرف.

9. استغلي التكنولوجيا لصالح طفلك

فبدلاً من استخدام الجهار اللوحي كوسيلة لإلهاء وإسكات الطفل؛ استخدميه كوسيلة تعليمية لإفادته. واعملي على زرع بذور علاقة صحية بين طفلك والتكنولوجيا؛ تتمثل باستغلالها لصالح الطفل والارتقاء به. هناك العديد من البرامج والمواقع التي تقدم أعظم فائدة للأطفال الكبار والتي تناسب ميولهم، فقط قومي بتذكيرهم دائماً بالمحتوى الجيد المفيد الذي يستخدم لغة سليمة ووجهيهم نحوه؛ وستجدين طفلك يختار المواقع ذات المحتويات المفيدة حتى في غيابك.


7 تعليقات

  1. Bunder
    يناير 17, 2021 في 10:21 م

    قرأت مقال نوبة غضب التكنولوجيا جدا رائعة وعرضت بطريقة ممتازة
    مواضيعك كلها مفيدة بالتوفيق دوما

    1. Nada Elbjairmi
      يناير 26, 2021 في 5:18 م

      مفيد جدا جدا

  2. Sanaa Mahtaoui
    يناير 19, 2021 في 10:05 م

    شكرا جزيلا لكل النصائح التي قدمتيها في هذا المقال هو موضوع الساعة بكل تاكيد وكل الاباء الان يعانون مع أولادهم بخصوص التعلق المفرط بالاجهزة

  3. Amany Mostafa
    يناير 20, 2021 في 12:56 ص

    محتوى ممتاز جدا
    اختيار الموضوع موفق جدا فقد اشتمل على حلول عديدة لكل تتمكن الأم من التعب على هذه المشكلة مع الأبناء

  4. Tagreed
    يناير 22, 2021 في 11:53 م

    فعلا لا مهرب من التكنولوجيا… وتحديد الوقت جدا مفيد… وتهيأة نشاط جديد فعلا مفيد…
    شكرا على المقال الرائع

  5. Betty hijazi
    يناير 24, 2021 في 9:11 ص

    نصائح جداً مفيدة و فعالة ??
    بتمنالك الاستمرارية و النجاح بهي المدونة الرائعة❤️

  6. ساجده
    فبراير 2, 2021 في 2:30 م

    فعلا التكنولوجيا صارت جزء من عصرنا فعلا لازم نتعلم نستفيد منها بطريقه صحيحه النا والهم

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0