منذ ما يقارب العامين؛ انقلبت حياتنا رأساً على عقب بسبب جائحة كورونا، وتغيرت الحياة التي اعتدنا عليها وفي شتى المجالات. فأصبحت المدارس افتراضية، ولجأت الشركات لخيار للعمل عن بعد، للاستمرار في أعمالها. رأى بعض الأشخاص خصوصاً الأم العاملة؛ خيار العمل عن بعد كفرصة ذهبية! بل ووجدوا في دواخلهم طاقات إنتاجية لم يروها من قبل؛ فالقدرة على الانتاج والإنجاز من أي مكان في العالم، أعطتهم دافعاً قوياً حثهم على الاستمرار والنجاح. وبدأ العديد من الأشخاص بالتفاوض لطلب العمل عن بعد.
في دراسة أجرتها مجلة Forbes لقياس إنتاجية شركات ذات مجالات مختلفة؛ وجدت أن العمل من المنزل زاد إنتاج الشركات بنسبة 70%، حيث ساهم الموظفين الذين يعملون من منازلهم بتحقيق هذه النسبة!
مع ذلك؛
بعد أن أخذت معظم بلدان العالم قراراً بالتعايش مع فيروس كورونا، وبدأت بالعودة للحياة تدريجياً؛ طالبت الشركات موظفيها للعودة والعمل في بيئة العمل المعتادة، حتى لو كانت أعمالهم قابلة للإنجاز من المنزل أو من أي مكان آخر! مما سبب استياء العديد من الموظفين بشكل عام، والأم العاملة بشكل خاص، التي تحاول التفاوض لطلب العمل عن بعد! وجاء استياء الأم العاملة لعدة أسباب؛ أبرزها:
- استمرار فيروس كورونا بالانتشار، فأصبحت الأم العاملة تخاف على أطفالها من نفسها إن هي خرجت للعمل.
- عدم وجود دعم وتفهم كافٍ من معظم الشركات فيما يتعلق بأمومة الموظفات.
- استمرار معظم دور الحضانة بإغلاق أبوابها تجنباً لنشر المرض.
- استمرار التعليم عن بعد، وحاجة الأطفال للمساعدة أثناء العملية التعليمية الافتراضية.
والعديد العديد من الأسباب المنطقية الواقعية الأخرى!
كيف تتصرف الأم العاملة بهذه الحالة؟
في لقاء أجريناه مع كارير كوتش ناديا مرعي، وهي أخصائية تطوير مهني وظيفي بخبرة تزيد عن 20 عاماً، تحدثنا عما يخص حق الأم العاملة بمفاوضة الشركة التي تعمل بها، للسماح لها بممارسة العمل من المنزل.
كيف تستطيع الأم العاملة التفاوض على العمل عن بعد أو على مرونة ساعات العمل مع المسؤول عنها بسلاسة ومنطقية؟
من أهم الأمور التي يجب أن تأخذها الأم العاملة بالحسبان عند التفاوض على العمل عن بعد مع مديرها؛ هو الوضوح. ويكون الوضوح بالجوانب التالية:
- الوضوح بشأن مدى المرونة التي تحتاجين لها، فهل أنت راغبة بساعات عمل مرنة؟ أم تفضلين العمل عن بعد بشكل كامل؟ وما إلى ذلك.
- الوضوح بشأن توفر مكان هادئ في المنزل يمكنك العمل منه، وبشأن توفر الأدوات التي تسمح لك بممارسة العمل من المنزل بشكل متواصل ودون انقطاع.
- أيضاً يجب أن تكوني واضحة مع أولادك وأفراد عائلتك الذين يعيشون معك في نفس المنزل، فيما يتعلق بطبيعة عملك وساعات العمل.
في حال لم يكن لدي خيار إلا العمل من المنزل، ما هي الطريقة الأفضل للتفاوض لطلب العمل عن بعد؟
هناك جانبين للإجابة عن هذا السؤال؛ هما:
1. إن كنت أم عاملة، وقمت بممارسة عملك من بيئة العمل الفعلية وبيئة العمل الافتراضية وفي نفس الشركة.
في هذه الحالة، فكري إن كانت وظيفتك الحالية تصلح للعمل عن بعد أساساً. ثم قومي باستذكار نقاط قوتك المتعلقة بالعمل من المنزل. مثل: القدرات التنظيمية، مهارات التواصل الفعال التي تتمتعين بها، ترتيب الأولويات وما إلى ذلك؛ ثم ابدأي مفاوضاتك اعتماداً على نقاط القوة هذه.
كمية إنجازك ضمن بيئة العمل الفعلية مقارنة بإنجتزك ضمن بيئة العمل الافتراضية؛ هو من سيتحدث عنكِ وهو من سيدعم موقفك في مفاوضاتك.
2. إن كنتِ تتقدمين لوظيفة جديدة وترغبين منذ البداية في العمل عن بعد.
أيضاً في هذه الحالة؛ فاوضي بناءً على نقاط قوتك. أبرزي نقاط قوتك التنظيمية، واسرديها على المسؤول عن مقابلة العمل. تحدثي عن قوة أدائك في بيئة العمل الافتراضية، وعن قدرتك على تسليم المهام بوقتها المحدد، وعن مهاراتك المختلفة فيما يتعلق بالتواصل الفعال مع أفراد الفريق. اذكري التحديات التي قد تمرين بها عند العمل عن بعد، ثم تحدثي عن مهارة حل المشكلات التي تتمتعين بها، والتي ستكون عوناً لكِ عند مواجهة التحديات المختلفة.
اقرأ أيضاً طرق التواصل الفعال في العمل عن بعد
كيف أفاوض على العمل عن بعد دون أن أجعل هذه المفاوضات تأخذ منحى شخصي؟
كما ذكرنا سابقاً، الواقع فرض نفسه بل وأصبحت طبيعة حياتنا تتطلب العمل عن بعد. لذا:
- لا تنظري للموضوع كنقطة ضعف أو نقص في قدراتك أبداً، ولا تبرري نفسك وأسبابك كثيراً، بل فكري بالأمر أن طبيعة حياتك تطلب ذلك.
- أيضاً؛ انتقي المصطلحات المهنية المناسبة عند السؤال عن العمل عن بعد. فبدلاً من أن تقولي: “أريد أن أعمل من المنزل”؛ اسألي بشكل عام عن سياسة الشركة المتعلقة في العمل عن بعد وأوقات العمل المرنة. باستخدام المصطلحات المهنية؛ أنت غير مضطرة على تبرير نفسك وحياتك الشخصية!
- أخيراً؛ ذكري نفسك دائماً أن واقع الحياة الحالية؛ جعل مصطلح العمل عن بعد أكثر طبيعية وتقبلاً وتفهماً. بل أصبح من العادي والطبيعي أن نسمع صوت صراخ طفل أثناء التحدث لأحد الموظفين!
كمدربة مهنية وكارير كوتش؛ ما رأيك بتقديم بعض التنازلات مقابل العمل من المنزل؟
بشكل عام لا يفضل أن تتنازل الأم العاملة عن حقوقها؛ فهي ستعمل لثمان ساعات سواء في المنزل أو المكتب أو أي مكان آخر! ولكن؛ إن كان توجه وسياسات الشركة لا تدعم العمل عن بعد، واضطرت السيدة للتفاوض أو لمقايضة بعض الحقوق؛ فأنصحها هنا أن تستخدم البدلات للمقايضة لا الحقوق!
مثلاً: “أقايض بدل المواصلات مقابل العمل من المنزل”.
أولاً وأخيراً؛ تجنبي التبخيس في الأمور المادية، وتجنبي مقايضة حقوقك أو التنازل عنها. ولا تنسي أن تراجعي قانون العمل والعمل في الدولة التي تعملين بها، واحرصي أن تتم المفاوضة ضمن الإطار القانوني فقط!
احجز اونلاين
كارير كوتشينج اونلاين – 240 درهم/ساعة
قد تواجه الأم العاملة في بعض الأحيان؛ بعض التحديات المهنية الوظيفية. حيث تدفعها الظروف للاستقالة من وظيفتها، أو تغيير المسار المهني الوظيفي الخاص بها، لتبدأ رحلة البحث عن وظيفة مناسبة لها. أو أنها قد تشعر أنها بحاجة لبعض التوجيه والإرشاد من خلال جلسات مختصة في الكارير كوتشينج؛ فهذا العمل لا يلبي طموحاتها وشغفها على سبيل المثال، أو حتى لا يتناغم مع رؤيتها العامة للحياة!
لا تستغربي إن شعرت بهذه الطريقة يوماً ما؛ لست وحدك في هذا! تشجعي وخذي الخطوة الأولى، نحو إيجاد الوظيفة التي تحلمين بها! احجزي اليوم جلسة كارير كوتشينج “تدريب مهني وتطوير وظيفي”. مع أخصائية التدريب المهني؛ نادية مرعي. حيث ستأخذ نادية بيدك، وستخطو معكِ في هذا الطريق خطوة بخطوة، من خلال جلسات خاصة في الكارير كوتشينج؛ لتصل بك نحو وظيفة الأحلام التي تلبي طموحاتك.
تساعدك نادية مرعي في تحقيق التالي
- تقديم النصائح والمعلومات الموثوقة المتعلقة بالتدريب المهني والتطوير الوظيفي للأمهات والطلاب.
- عمل جلسات تدريب مهني “كارير كوتشينج” مباشرة وخاصة مع العملاء، بشكل فعلي أو افتراضي، يتم من خلالها توجيه العميل نحو المسار الوظيفي الأفضل.
- توجيهات وإرشادات تعمل على مساعدتك بإدارة وظيفتك؛ بطريقة تهدف إلى إدارة الإجهاد الوظيفي، وتقليل الإرهاق الذي قد تسببه لك مهنتك.
- تقديم إرشادات مهنية عامة للعملاء الراغبين بتغيير المسار المهني الخاص بهم، توضح لهم الخطوات اللازمة للنجاح بذلك.
- التدريب المهني الوظيفي لمساعدتك على تحديد شغفك وتحقيق الأفضل لك.
- احجز استشارة أونلاين اليوم من هنا!
- احجز الآن واحصل على استشارة مجانية مع كارير كوتش نادية مرعي لمدة نصف ساعة.
