استغرقت عملية الولادة القيصرية 15 دقيقة فقط! ولكنها كانت من أصعب الدقائق في حياتي. ثم جاء أجمل شعور وهو عندما سمعت صرخات طفلتي…
كمقدمة مختصرة عن نفسي
فأنا إنسانة قوية جداً تخاف من أصغر الأشياء في الحياة! نعم، أنا بهذا الكم من التناقض والتعقيد. فكل من يعرفني جيداً يصفني بأنني امرأة من قلب حديدي، إنما روح طيبة وحساسة! وبالرغم من أنني أتصرف بقوة في معظم الأحيان؛ إلا أنني أخاف من الطيور والحمام والقطط وأفلام الرعب والمرتفعات. ولكنني في نفس الوقت لا أخاف من أي شخص، أو موقف، أو تحدٍ أتعرض له في الحياة.
وبعد هذه المقدمة.. لكم أن تتخيلوا شعوري تجاه فكرة دخولي بعملية قيصرية لاستخراج طفلتي وأنا مستيقظة، وهو أقل ما يمكن أن أصفه بفيلم رعب! كنت وحدي، ورفضت أن يدخل زوجي معي إلى غرفة الولادة القيصرية، لأن المشاهد التي رآها سابقاً كانت فظيعة وكافية بانهمار دموعه.. يجب أن تعرفي يا تاليا بأن والدك كان مصدر الدعم الأكبر بالنسبة لي أثناء ولادتك، ومن اللحظات الرقيقة التي لن أنساها، عندما طلب مني أن أشد على يده لأنه لم يستطع أن يقدم شيئاً أكثر من ذلك.. ولكنني حولت تلك اللحظة الرومانسية إلى مشهد كوميدي بقولي: “يزن نحن لسنا في مشهد فيلم، أنا أعاني من الألم”.. وضحكنا سوية..
بعد الولادة كيف تأقلمت مع تغييرات جسدي تابعوا هذا المقال
أثناء عملية الولادة
كنت محاطة بممرضين بغاية الرقة والحنان في غرفة العمليات أثناء الولادة القيصرية، حيث كانت هناك القابلة العراقية اللطيفة التي أخذت تتلو آيات من القرآن الكريم وتطمئنني بأنني سأكون بخير، وممرض هندي ظل يربت على كتفي وخدودي ويهون من قلقي. وعندما بدأ الطبيب العملية، سألني إذا ما كنت أشعر بانقطاع في بطني، فأجبت “نعم”. فقال: “ميرا، هذا الأمر مؤلم للغاية، هل تشعرين بالألم؟”، فأجبت بالنفي..
ولكن هنا يكمن الرعب بحد ذاته، إذ أنك تشعرين بكل التفاصيل بلا ألم، رغم أنك ترين وتسمعين كل شيء.. يا إلهي، لا أزال أذكر كل الأجهزة والمعدات الطبية المحيطة لي، وكل الصرخات التي سمعتها. وكان أكثر جزء مرعب هو الدفع من أعلى البطن، وشعرت بالهلع لدرجة أنني بدأت بالصراخ: “ما الذي تفعلونه بي بحق الله؟!” ومن ثم خرجت الطفلة.. وبدأ الطبيب يصرخ: هيا يا شباب.. لم أسمع بكاء طفلتي، وكنت أرتجف.. وبعد لحظات قليلة سمعت بكاءها، فأخذت نفساً عميقاً وابتسمت قائلة: “الحمدلله”، وعندها ربت الطبيب على كتفي وهنأني بالسلامة..
انتهت تلك الـ 15 دقيقة المرعبة من حياتي يا تاليا بصوتك الباكي، وبابتسامة..
ولدت الساعة 10:50 مساء في 21/06/2015 – الثالث من رمضان 1463.
تجربتي مع الولادة الطبيعية والقيصرية وإبرة الظهر - كلنا أمهات
يوليو 14, 2020 في 12:17 م[…] أما عن الخمسة عشرة دقيقة التالية.. فلا بد أن أفرد لها مقالة منفصلة تابعوها هنا […]