ندى زيتون قصة نجاح أم – من وزن الحمل لريادة الأعمال الرياضية

قصص نجاح أمهات ملهمات

ندى زيتون قصة نجاح أم – من وزن الحمل لريادة الأعمال الرياضية

thumbnail-5

تقول الكاتبة الأمريكية أريانا هافينغتون: “الاحتراق الوظيفي هي الطريقة الطبيعية لإخبارك بأن شيئاً ما في حياتك لا يسير على ما يُرام”. وهذا ما شعرت به صاحبة القصة. حيث قادها شعور الاحتراق الوظيفي بمهنتها في مجال الكتابة والترجمة المتزامن مع بدء رحلة الأمومة إلى الإستقالة، كما تفعل الكثير منا كأمهات. إلا أنها قررت فتح صفحة جديدة عبر تعمقها بعالم الرياضة واللياقة، حتى أصبحت مدربة رياضية ورائدة أعمال ناجحة. لكن هذه ليست مجرد قصة عن التغيير، بل هي قصة عن اكتشاف القوة الداخلية والقدرة على الارتقاء فوق الصعاب وصولاً إلى ريادة الأعمال.

“يمكنك بالفعل أن تكوني السبب في تغيير حياتك”


عرفينا عن نفسك

أنا ندى زيتون، أم ورائدة أعمال مقيمة في عمّان الأردن. عملت في مجال الترجمة والتحرير والكتابة لمدة 14 عاماً، كوني حاصلة على بكالوريوس آداب اللغة الإنجليزية وماجستير الترجمة. في حين انتقلت لمجال ريادة الأعمال في مجال الرياضة، انطلاقاً من تجربتي الشخصية بزيادة الوزن خلال الحمل، التي أعتبرها نقطة تحول لمسار حياتي ككل. قادتني هذه التجربة فيما بعد للتخصص بتدريب الرياضة. ثم تأسيس النادي الرياضي الخاص بي. واليوم بكل فخر أكملت ما يقارب عقداً من الزمن على ممارستي لمهنتي الحالية كمدربة رياضية للسيدات والفتيات.


حدثينا عن تجربة العمل الجديد في مجال الرياضة كيف تقبلت التغيير وهل شعرت أنك في مكانك الصحيح؟

تقبلت التغيير من خلال تعاملي مع العملاء والطاقة التي كانت تولد بينا، إثر سعادتهم بالتغيير وسعادتي في مساهمتي بهذا التغيير. ومع ذلك، فالعمل بمجال الرياضة مليء بالتحديات، على رأسها أنه غير مجدٍ مادياً، إلا أن المادة بتلك الفترة لم تكن هي الدافع الأساسي بالنسبة لي. حبي للرياضة بحد ذاته كان جانباً من هذا الدافع، ولكن الجانب الأكبر منه كان مساعدة السيدات والفتيات على ممارسة الرياضة، ونشر الوعي بأهمية ممارسة الرياضة في سن صغيرة كي نحافظ على نتائج أفضل. كان هذا الهدف، ولا زال يمنحني شعوراً بالرضا والعطاء، كوني فعلياً أمسك بيد النساء للوصول لأهدافهم الصحية. في الحقيقة، إن شعوري تجاه هذه التجربة لا يعكس فقط خبرتي كمدربة، ولكن تجربتي كأم تساعد عملائها وتشاركهم رحلة التغيير.

من الجدير بالذكر أن ندى لم تكن منخرطة بعالم الرياضة. وتقول على حد تعبيرها: “كنت مثلي مثل أي سيدة تقوم بالاشتراك بالجيم لفترة محدودة وتنقطع! ولكن عندما تزوجت وحملت بطفلتي الأولى والوحيدة “نتالي” بعمر الواحد والثلاثين، ازداد وزني بمعدل 40 كيلو وكان للأسف معظمه دهون. وزن طفلتي لم يكن عظيماً كي يعادل زيادة الوزن الكبيرة هذه، حيث وُلدت بوزن 2.25 كيلو. تفاجأت بعد الولادة بزيادة وزني هذه التي تبعتها مضاعفات ضغط الدم وثقل الجسم. بالرغم أنني لم أكن رشيقة بحياتي قبل الحمل والزواج، لكنني لم أكن أعاني من زيادة وزن مفرطة كهذه.”

“يمكننا أن نجد الطريق الصحيح بالصبر والتجربة”

وتابعت قائلةً: “بدأت اتباع نظام حمية غذائية. التزمت خلالها بالتركيز على البروتين والخضار والكربوهيدرات الصحية. وبعد مرور 40 يوم من الولادة عدت لممارسة الرياضة بالجيم. بما أن ولادتي لم تكن ولادة طبيعية بل قيصرية؛ لم أكن أعلم جيداً حصص الرياضة الأنسب لي. فجربت جميع الحصص ووجدت أن حصة الأوزان كانت الأنسب لي، والتي ساعدتني بخسارة وزني بمعدل جيد خلال 6 شهور دون ترهل.

وصلت لمرحلة أني أرغب بالتعرف أكثر على عالم الرياضة، لا سيما أني كنت أعتقد بأني متمكنة بالجيم. سجلت بدورة للحصول على شهادة مدرب بتدريب الأوزان، والتي اكتشفت خلالها كمية الأخطاء التي كنت أرتكبها بحق نفسي أثناء التدريبات وأساليب التدريب، وأن الحصص الجماعية مهما كانت احترافية المدرب فيها، فلا يمكنه التركيز مع كل متدرب موجود في الصالة! بعد انتهاء الدورة الأولى؛ قمت بالتسجيل بمزيد من الدورات المتخصصة مع الاستمرار بممارسة الرياضة. إلى أن شجعتني المدربة التي أتدرب معها كي أصبح مدربة كونها لمست لدي القدرة والكاريزما التي يمتلكها المدرب، ومنحتني الفرصة لإعطاء حصة بالجيم. اكتشفت حينها جانباً آخراً من شخصيتي؛ وهو حبي للعطاء ومساعدة الآخرين، خاصة بعد مروري بتجربة صعبة ومليئة بالتحديات خلال زيادة وزني، والتي قد تكون من أصعب التحديات التي تواجهها معظم السيدات.


حدثينا عن ريادة الأعمال من وظيفة في مجال الترجمة للرياضة وتجهيز جسم ومعدات وإدارة فريق

هنالك تحديات كثيرة في مجال الرياضة بالأردن. بعد أن عملت بأكثر من نادي رياضي، قمت بافتتاح الجيم الخاص بي، والذي برزت فيه التحديات المادية في مقدمة التحديات. تضمنت هذه التحديات تجاهلي لمسألة حصولي على دخلي الخاص، حيث أصبح تركيزي يدور حول تغطية الالتزامات المادية للجيم نفسه من رواتب موظفين وإيجار وضرائب وفواتير وغيره. أعطيت نفسي مهلة حينها تبلغ 3 سنوات للبدء بالحصول على أرباح. ولكن حلّت جائحة كورونا؛ فكان خيار التدريب عن بُعد (الأونلاين) هو المنقذ. بالرغم من أني لم أؤمن بهذا الخيار مسبقاً في حياتي؛ إلا أنه كان الباب لمساعدتي للحصول على دخل خاص، وباباً آخر لإغلاق الجيم، واستمراري اليوم بالتدريب الأونلاين والشخصي معاً.


رسالتك للأمهات عن أهمية المرونة بين الحياة المهنية والأسرية؟

“الجمع بين الحب والواجب”

المهنة للمرأة أمر مهم جداً. ليس من السهل خلق هذه المرونة المتوازنة بين مهنتك وأسرتك؛ فأحياناً كثيرة تطغى الأسرة على المهنة والعكس. لذلك هو أمر متغير يتغير مع الظروف على حسب أعمار الأبناء ومتطلباتهم مثلاً، وهنالك 3 عوامل تساهم بتعزيز التوازن، وهي:

  • الوقت الذي تحتاجه الأم للوصول للتوازن.
  • الشريك ودوره المساهم كثيراً بخلق التوازن.
  • تعاون الأطفال وإدراكهم للوقت المخصص لعمل الأم داخل البيت افتراضياً.

رسالة للمؤسسات والشركات، هل لو كانت ظروف العمل مختلفة ستكونين مستمرة في عملك؟

اعتدت طيلة حياتي العمل كموظفة بدوام كامل. برأيي أشعر أني أظلم عائلتي خلال هذا الوقت الطويل من 9 صباحاً إلى 6 مساءً. عندما حلّت الجائحة، حلّت لخلق ظروف ومعطيات جديدة؛ فالالتزام بالعمل هو التزام أخلاقي. لذلك على الشركات اتباع نهج العمل الهجين بين الحضوري والافتراضي، خاصةً أنه سيساهم كثيراً بالتخفيف من الضغوطات على الأمهات وتأنيب ضميرهم. لا أعتقد بأن تغيّر ظروف عملي آنذاك ستعطيني حافزاً أن أكون على رأس عملي اليوم، حيث أنني استقلت من وظيفتي من باب حاجتي للتغيير إثر تعرضي لحالة الاحتراق الوظيفي. ولست نادمة على ذلك.


كيف يمكن للشغف أن يكون مصدر دخل؟

بالرغم من صعوبة ذلك، إلا أن الشغف يمكن أن يكون مصدر دخل يتحسن مع الوقت. يبدأ الأمر بفكرة، تتحول هذه الفكرة لشغف ثم إلى وسيلة لجني المال. على صعيد شخصي؛ هنالك نقاط بسيطة يجب أخذها بعين الاعتبار مثل:

  • معرفة قيمة نفسك وقيمة الجهد الذي تقدمينه.
  • عدم الاستهانة بالوقت الذي تمنحيه لعملائك.
  • عدم الاستخفاف بقيمة العائد المادي المطلوب من العملاء. خاصةً وأن الجهد الذي بذلته للوصول إلى ما أنا عليه اليوم؛ يستحق هذا المبلغ، ويعادل جميع نفقاتي بحضور دورات ودراسة وغيره، وأن هنالك من يقدر هذه الخدمات والجهد.

“الشغف: محرك الأعمال ومصدر الدخل”


هذا المقال بقلم الأستاذة سلمى العالم

يتوجه فريق عمل كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة سلمى العالم لتقديمها هذا المقال

اقرأ أيضاً رغد أبو الهيجاء قصة نجاح أم – من الهندسة إلى التصوير

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0