ماذا لو بدأت الشركات بالتفكير بعقلية الأمهات؟ ماذا لو تبنّت الشركات وأماكن العمل نماذج عمل مرنة، مثل وظائف جوجل عن بعد، تُمكّن النساء من التطور المهني دون التخلي عن دورهن الأسري؟ ليس كامتياز، بل كحق أساسي، وهذا لا يعني خفض الكفاءة كما يعتقد البعض بل فتح أبواب جديدة للإبداع. ولإعطاء الأمهات العاملات فرصة وخيارات بدلًا من انعدامها.
في عالم متسارع كل ما فيه يركض بشكل هستري نحو الابتكار والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لم تعد الأم تبحث عن وظيفة فقط، بل عن مساحة تُتيح لها أن تكون أماً وقائدة، مربية ومبدعة، دون أن تعتذر عن أحد أدوارها. حيث لا تزال بيئة العمل في الدول العربية متأخرة بخطوات في مواكبة تطلعات المرأة العاملة.
في هذا المقال، نستعرض العناوين التالية:
- كيف تدعم جوجل الأمهات العاملات؟
- كيف يمكن للشركات العربية أن تتبنى نماذج مماثلة تستجيب لواقع المرأة العربية واحتياجاتها.
المرونة مفتاح النجاح: كيف تُعيد جوجل تعريف دعم الأمهات (من خلال وظائف جوجل عن بعد)
رغم الجدل أحيانًا حول ممارساتها، أثبتت جوجل أنها تمتلك رؤية متقدمة لدعم الموظفين، وخاصة الأمهات اللاتي تعملن. حيث قامت ببناء بيئة عمل أعادت من خلالها تعريف الدعم الوظيفي وخاصة للأمهات العاملات. تقدم جوجل إجازة أمومة مدفوعة بالكامل تصل إلى 24 أسبوعاً وخيارات عمل عن بعد إضافة الى برامج إعادة الاندماج بعد الولادة.
في استطلاع داخلي عبّر 83% من الموظفات الأمهات عن شعورهن بالتمكين والثقة لاستكمال مسارهن المهني. وهكذا أصبحت وظائف جوجل عن بعد نموذجاً مثالياً للنساء الباحثات عن بيئة عمل توازن بين الأمومة والطموح.
نماذج ملهمة أخرى: من وادي السيليكون إلى الشرق الأوسط
Hotspot العمل من أي مكان
أعلنت Great Place to Work في العام 2019 عن Hotspot وهي شركة برمجيات عالمية – كثالث أفضل بيئة عمل للأمهات، حيث تمنح إجازات تصل إلى 16 أسبوع إضافة لتسهيلات في العمل عن بُعد بما يتناسب مع احتياجات الأمهات وأطفالهن، مع ضمان كامل لحقوقهن وفرص التطور الوظيفي.
Bayut مرونة تفهم الواقع لا تحكمه
توفر بيوت العديد من السياسات التي تُمكّن الأم العاملة من العمل بأقصى كفاءة. وتوفر ساعات عمل مرنة إضافة إلى إدارة داعمة تُقدّر احتمالية وجود حالات طارئة أو ظروف خاصة. كما يوجد بجوار موقع العمل حضانة لتسهيل رعاية الأطفال، إضافة إلى دعم الأمهات في المناصب الإدارية العليا.
الشرق الأوسط: فرصة تنتظر من يستثمر فيها
تُظهر بيانات البنك الدولي أن 44% من النساء في الشرق الأوسط يخرجن من سوق العمل بعد الإنجاب لأسباب متعددة منها قلة الدعم، سياسات غير متجددة، وثقافة عمل لا تزال تُبنى حول “الموظف المثالي” الذي لا يمرض، لا يعتني بأطفاله، ولا يحتاج لإجازة.
لكن هذا النموذج بدأ يتغير. في الإمارات والسعودية، حيث ظهرت شركات تتبنى ساعات عمل مرنة، وخيارات العمل عن بُعد، خاصة بعد جائحة كوفيد – 19. لنلقي الضوء على بعض هذه الشركات:
الإمارات العربية المتحدة: دائماً سبّاقة في الإبداع
- مبادرة العلامة الصديقة للوالدين: أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة مبادرة “بيئة عمل صديقة للوالدين”، حيث تبنت 35% من المؤسسات المشاركة سياسات عمل مرنة، و35% حسّنت مرافق أو ساعات الرضاعة، و22% حسّنت إجازات الأمومة.
- تأثير المبادرة: أثرت المبادرة على أكثر من 148,000 موظف و50,000 طفل في الإمارات.
نستله الشرق الأوسط: تمكين حقيقي
تبنت نستله منهجاً فعالاً من خلال مجموعة من الإجراءات
- إجازة أمومة مدفوعة: أعلنت نستله في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن سياسة دعم الوالدين الجديدة، حيث تم تمديد إجازة الأمومة المدفوعة للموظفات الأساسيات إلى 18 أسبوعاً.
- برامج دعم إضافية: تشمل البرامج غرف رضاعة، دعم نفسي، ومبادرات لتعزيز التوازن بين العمل والحياة.
هذه السياسات ليست فقط إنسانية، بل ذكية تجاريا الشركات التي تطبقها تشهد انخفاضاً في معدلات دوران الموظفين وزيادة في الإنتاجية والولاء الوظيفي. فهل تتحول هذه التجارب إلى سياسات مستدامة؟
قدم فريق كلنا أمهات العديد من ورش العمل وجلسات التدريب للشركات الراغبة بتبني بيئة عمل صديقة للأهل، يمكنك التعرف على هذه الورش والالتحاق بها لتشعري بالتغيير الإيجابي.
الرعاية هدية استثناية للطفل والأم
عندما تبدأ الحكومات بالتفكير من منظور الأمهات فإنها تُبدع في إيجاد الحلول وهذا ما قدمته حكومة الشارقة في خطوة سبّاقة، حيث استحدثت قانون جديد لنظام إجازة الأم العاملة في المنظومة الحكومية وهي “الرعاية” تمنح للأمهات العاملات اللاتي أنجبن أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأمراض المزمنة تصل مدتها إلى عام كامل مدفوعة الأجر وقابلة للتمديد لغاية 3 أعوام. مما يعكس ريادة الشارقة في تطوير منظومة السياسات الداعمة للمرأة والأسرة.
الشركات تتوقع من الأمهات العمل بمجهود أقل!
غالباً ما يكون هناك تردد في توظيف الأمهات العاملات لافتراض انخفاض إنتاجية هؤلاء المرشحات، لأن أسرهن تأتي في المقام الأول. لكن الواقع يثبت العكس. النساء العاملات، وخاصة الأمهات، يُظهرن مستويات عالية من الالتزام والكفاءة عند توفير بيئة داعمة.
تمكين الأمهات ليس امتيازاً… إنه مستقبل العمل والإبداع
من خلال عدة نقاط أساسية وليست صعبة التطبيق يمكن تمكين وتفعيل دور الأم العاملة:
- تحويل العمل المرن إلى خيار أساسي وليس مؤقتاً.
- تدريب المديرين والموارد البشرية على احتياجات الموظفات الأمهات.
- تقديم الدعم النفسي وخاصة بعد العودة من إجازة الأمومة .
- بناء ثقافة مؤسساتية تتفهم الأدوار المتعددة للأم.
من تُعيد تعريف النجاح… تستحق أن تُسمَع
إذا أرادت شركات الشرق الأوسط أن تنافس عالمياً، فعليها أن تعيد صياغة علاقتها مع موظفاتها. إذ لا يمكن بناء اقتصاد مبتكر بقوى عاملة نصفها مُستبعد. وحين تفكر الشركات كأمهات، تبدأ في خلق بيئة حقيقية للنمو تصب في مصلحة المرأة، المؤسسة والمجتمع بأسره. قد تكون وظائف جوجل عن بعد هي بداية أو إشارة إلهام لفرص وطرق مليئة بالأمل لكل النساء خاصةً لجعل العمل عن بعد متاحًا دون انتقاص من أي حقوق أو واجبات على الطرفين.
المرونة في العمل لا يجب أن تظل حلمًا بعيد المنال أمام الأمهات، بل هي وسيلة رائعة لإعطاء المجال أمام عقول عظيمة ومبدعة.
هل انقطعتِ عن العمل لرعاية أطفالك وقررت العودة للعمل؟ أو ترغبين في تغيير المسار الوظيفي؟
كارير كوتش نادية مرعي أخصائية الإرشاد المهني الوظيفي ستساعدك في:
- الحصول على المساعدة في تعديل السيرة الذاتية باحترافية.
- الحصول على المساعدة في الاستعداد لمقابلات العمل.
- الحصول على نصائح لتغيير الوظيفة والمسار المهني بشكل عام.
