كثيراً ما تنتاب الأم الموظفة حيرة عند إقدامها على خطوة الحمل بالطفل الثاني، خاصةً في ظل سعيها لتحقيق التوازن بين كيانها وطموحها الوظيفي ودورها الجبار كأم لطفل واحد، فضلاً عن إلحاح محيطها الاجتماعي بإنجاب أخ أو أخت لهذا الطفل كي لا يبقى وحيداً.
إن كنتِ أم موظفة وتفكرين بالحمل الثاني أو أنك أصبحتِ حاملاً مرة أخرى وتشعرين بأنكِ غير مستعدة لذلك، فجمعنا لك هذه التوصيات التي ستساعدك على مواجهة كل مخاوفك من الحمل الثاني والقيام بمهامك كأم موظفة على أكمل وجه.
- فرق السن
يُنصح بأن يكون فرق العمر بين الطفلين الأول والثاني يتراوح بين عام إلى عامين، حتى يتمكن الطفل الأول من الاعتماد على نفسه بالأكل والشرب والنظافة والنوم، وحتى تتمكن الأم من استعادة عافيتها بعد الحمل الأول. قد يميل البعض لتقليل الفارق العمري بين الطفلين الأول والثاني بعام واحد أو عام ونصف، إلا أن ذلك يضاعف صعوبة مهمة العناية بطفلين بسن متقاربة على الأم. ولكن يبقى القرار النهائي للأم ومعرفتها لمستوى طاقتها ومقدرتها على تحمل مسؤولية طفلين معاً.
2. المسؤولية المالية
لا شك أن الأعباء المادية للعناية بطفل واحد ثقيلة بحد ذاتها، فما بالكم بطفلين معاً! دعي هذا التفكير جانباً، وركزي على فكرة الاحتياجات المتغيرة التي تتغير مع نمو الطفل. فطفلك الذي يستهلك عبوتين حفاظات وعبوتين حليب بالشهر، سيكبر وسيتوقف عن لبس الحفاظات وسيشرب حليباً طازجاً كالكبار قريباً. لذلك، ينصح البدء بالتحضير للطفل الثاني من خلال القيام باقتطاع مبلغ مالي معين شهرياً وإن كان بسيطاً. سيتجمع هذا المبلغ خلال فترة الحمل، وسيساهم بإنقاذ الأزمات المادية لاحقاً.
3. استمرار حلم الوظيفة
من أكثر المخاوف انتشاراً بين الأمهات الموظفات بالحمل الثاني، حدوثه بشكل مفاجئ دون تخطيط مسبق بين الزوجين. حيث تكون الأم بين نارين؛ نار الوظيفة ونار التغيير الذي حدث بحياتها فجأة. مما يجعلها تتساءل حول قدرتها على الاستمرار بالعطاء في العمل، مع مسؤولية طفلين في البيت. فحلم الوظيفة أصبح مهدداً بسبب فلذات القلب! اعلمي جيداً عزيزتي الأم بأن حياتك الوظيفية رزق مكتوب، وأن الطفل الثاني هذا أيضاً رزق، وستتدبر الأمور. لكن بسعيك نحو الأفضل واستشعارك بنية العطاء نحو أطفالك وعملك معاً. النية الحسنة سحر وستجدين أنها ستفتح لك الكثير من الأبواب لاحقاً.
4. التعب والإرهاق الجسدي
يعد الجهد الجسدي المبذول للعناية بطفلين مع العمل أمراً صعباً. فوفقاً لتقرير صادر عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2017 والذي نشرته صحيفة ذا ناشونال؛ أظهر أن 67% من الوافدين و 58% من النساء يعملن في الفئة العمرية 25-29. ولقد انخفض هذا بشكل مطرد خلال الثلاثينيات وأصبح 56% للمقيمين و 43% للإماراتيين في الفئة العمرية 45-49. أي أن الأمهات الموظفات أكثر عرضة لترك وظائفهن بعد إنجاب أكثر من طفل بسن الثلاثينيات والأربعينيات.
لذلك عليكِ بالتالي:
- طلب المساعدة إما من الشريك أو مساعدة الأهل أو المربية، ولا تتحملي فوق طاقتك تجنباً لحالة الانفجار.
- طلب المرونة بالعمل عن بُعد إن كان الأمر ممكناً بحال التعب أو الحاجة للتواجد مع الطفلين.
- التأكد من الحقوق الوظيفية من حيث رصيد الإجازات السنوية المتاحة. بحيث تقوم بتأجيل إجازتها قدر الإمكان لإضافتها أو ربطها بإجازة الوضع وبذلك تتمكن من قضاء ما يقارب 3 إلى 4 شهور مع أطفالها، وتتمكن خلالها من إيجاد حل بديل عند العودة مجدداً للعمل إما حضانة أو مساعدة منزلية من قبل مربية أو أحد أفراد العائلة.
- إيجاد خطة بديلة لعمل آخر مناسب لحياتها الجديدة كأم لطفلين بحال لم تتمكن من الموازنة.
وتذكري جيداً أنه لا يجب عليك الاستسلام لمشاعر الخوف مباشرةً فعليكِ المحاولة أكثر من مرة إلى أن تدركي بأن المحاولات قد باءت بالفشل، تجنباً لقول “يا ليت” لاحقاً.
5. تقبل الطفل الأول
تعد الغيرة بين الأخوة الأطفال أمر طبيعي، ولطالما تخشى الأم على مشاعر طفلها الأول وردة فعله عند قدوم أخ أو أخت. لذلك عليكِ أيتها الأم العظيمة تذكير نفسك بأن الأخ أو الأخت أجمل هدية قد تمنحيها لطفلك الأول، فهو سيكون الونس والصديق الأول له، ولا تتجاهلي أهمية تحضير طفلك الأول نفسياً وفكرياً لاستقبال طفل جديد بحُب.
اعلمي عزيزتي الأم أن القرار قرارك بالنهاية، مهما بدت الأسباب والطرق مقنعة، أنتِ الأدرى وأعلم بمستوى طاقتك بالعطاء لطفل واحد أو اثنين، خاصةً أن الأطفال بحاجة لتحمل قدر عالٍ من المسؤولية، واستمتعي بأكبر قدر ممكن خلال رحلة أمومتك سواءً لطفل واحد أو أكثر، فأطفالنا يكبرون سريعاً. ولا تترددي بالحصول على الدعم من خلال حجز استشارة مع أحد أخصائي الموقع، وتذكري نحن “كلنا أمهات”.
هذا المقال بقلم الأستاذة سلمى العالم
يتوجه فريق عمل كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة سلمى العالم لتقديمها هذا المقال
اقرأ أيضاً ما هي فرصة الأم حديثة الولادة بالحصول على وظيفة؟