أحلم أن أترك أثر في قلوب الأطفال والأمهات وأن أصنع التغيير في عقول الجيل الصاعد، لأجعلهم أكثر امتناناً وقوة وصلابة – رويدة عمران مدربة مهارات حياة للأطفال والكبار
عرفينا عن نفسك
رويدة عمران الدقاق. مدربة مهارات حياة للأطفال والكبار أهوى القراءة وأحب الحياة. درست اللغات في الجامعة الأردنية، ثم أكملت دراسة الماجستير في بريطانيا تخصص إدارة المعلومات. انتقلت بعد الزواج إلى المملكة العربية السعودية وبدأت رحلة البحث عن العمل. وحينها لم أجد فرصة غير التعليم بالرغم من أنني لم أتخيل يوماً أن ينتهي بي الأمر كمعلمة في مجال التدريس! إلا أن هذا الأمر جعلني أكتشف جانباً آخر من شخصيتي.
حدثينا عن تجربتك في التعليم وكيف استطعت أن تطوري من مهنتك كمعلمة؟
لم أتوقع أبداً أن يكون التعليم هو المسار الذي سيفتح لي الباب إلى ذاتي. حيث أنني عملت في الأردن والسعودية لمدة 12 عاماً، واستخدمت أساليب متنوعة لأوصل المعلومات إلى الطلاب بطريقة ملفتة واستثنائية. كنت مقربة كثيراً من الأطفال واستطعت أن التمس قلوبهم، وأكثر ما كان يسعدني انعكاس تأثيري الإيجابي على طلابي في المنزل. كنت حريصة على مواكبة تطوير التعليم التكنولوجي أولاً بأول.
ما الذي دفعك للانتقال من مهنة المعلمة والاتجاه إلى مسار تدريب مهارات الحياة؟
بعد عودتي للأردن؛ أردت أن أطور من نفسي وأخرج من الصندوق. فبدأت بالتطوع في المدارس الحكومية. وفي يوم ما قالت لي إحدى طالباتي والتي أصبحت اليوم واحدة من صديقاتي: معلمة رويدة تركت بي أثر جميلاً. سأنجح في حياتي وسوف أدعو لك دوماً! وفي يوم آخر قرأت مقولة مفادها “أثر الفراشة لا يرى”. حينها بدأت بالتفكير بطريقة أخرى تمكنني من أن أترك أثر أكبر في النفوس. حيث اتجهت لتدريب مهارات الحياة، وبدأت بالعمل مع الأمهات لاعتقادي أن مساعدة الأم تعني مساعدة العائلة بأكملها. من ثم تعمقت بالدراسة أكثر؛ فأصبحت أعمل مع الأطفال والأمهات في آن واحد ليكون الأثر أكبر بإذن الله.
أنا اليوم رويدة عمران مدربة حياة مرخصة للكبار والصغار وأحمل شهادات معتمدة من معاهد عالمية في ألمانيا وبريطانيا.
ما هي التحديات التي واجهتك خلال تغيير مسارك المهني من معلمة إلى لايف كوتش؟
من أكبر التحديات التي واجهتني في ذلك الحين؛ أنني كنت أم مسؤولة عن ثلاث أطفال في مراحل عمرية مختلفة، في اول عام لهم في الأردن بعيداً عن والدهم الذي بقي على رأس عمله في السعودية. بالإضافة إلى التغيرات التي طرأت عليهم من اختلاف في الدراسة واللغة المستخدمة بالدراسة والبيئة.
ما هي رسالة رويدة عمران للأهل وكيف يمكن لمهارات الحياة أن تقربهم من أبنائهم؟
نصيحتي للأهل بعد تجربتي أوجزها بعدة نقاط
- تدريب مهارات الحياة أمر مهم للغاية وأساسي في حياتنا العصرية، وخاصة أن التكنولوجيا تسللت إلى بيوتنا وبنت الحواجز بيننا وبين أطفالنا! فأصبحوا يفرون لها عندما لا يجدوننا حولهم. حيث نجد أن الكثير من الأطفال يتجاهلون التواصل البصري والحسي في يومنا هذا. وهنا يأتي دور أخصائية تدريب مهارات الحياة؛ فهي تصقل مهارات الإنسان الحياتية في كافة المجالات.
- يلعب التدريب الحياتي دوراً كبيراً في بناء صحة وسلامة العقل البشري ورفع مستوى وعيه الذاتي، كما أنني لاحظت من خلال سنوات عملي أن الأهل متمسكون للغاية بالكثير من معتقداتهم التي تحرم الاطفال من أن يمارسوا حريتهم، وتمنعهم من خوض التجارب الحياتية التي تصقل شخصيتهم.
- وأوجه رسالتي للاهل والمعلمين بعد خبرتي كأم ومعلمة ولايف كوتش، وأنصحهم بالتقرب من أطفالهم أكثر وتقبلهم وتخصيص وقت كافٍ للتواصل معهم وفهم احتياجاتهم أيضاً؛ لبناء شخصية قوية ومتوازنة بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية.
- أخيرًا علموهم الرضا والإمتنان لله على نعمه. وازرعوا فيهم المحبة وتذكروا (أن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).