تشير معظم الدراسات الحديثة إلى أن ما يقارب 275 مليون شخص حول العالم يعانون من أعراض التوتر والضغط النفسي، أي تقريباً 4% من سكان العالم. و تشكل الإناث ما نسبته 62% منها، أي 170 مليون، وفي المقابل 105 مليون من الذكور. وهذه الأرقام تستدعي القيام بخطوة جديّة نحو التخلص من القلق والتوتر.
هذه الدراسات وغيرها الكثير، تؤكد على أن الإناث هنّ الأكثرعرضة لمسببات التوتر والقلق. وتعود أسباب ذلك إلى اختلاف الطبيعة البيولوجية والاجتماعية والنفسية للإناث. علاوةً على ذلك، لا يمكن إنكار حقيقة أنهن يواجهن مسؤوليات أكبر ومستويات أعلى من الضغوطات، بسبب أدوارهن الإجتماعية والمهنية وغيرها.
في ظل متطلبات وتحديات الحياة العصرية التي نعيشها في الوقت الحاضر, قد يكون التوتر والقلق هو ردّ الفعل النفسي والجسدي تجاه تلك الضغوطات. نوعاً ما، قد يكون التوتر صحياًّ إن كان طفيفاً وسطحياً، لأنه سيحفزكِ لأداءٍ أفضل وبجودة أعلى. لكن استمرار تلك الضغوطات وارتفاع حدّتها، سيجعلكِ غير قادرةٍ على التأقلم والتماشي مع ظروف الحياة.
من جهة أخرى؛ إن ردّ الفعل الجسدي على تلك التعقيدات المستمرة المرافقة لنمط الحياة الحديثة، يتجسد من خلال إطلاق الجسم لنظام الإنذار، والذي يجمع بين الإشارات العصبية والهرمونية، التي تحثّ الغدد الكظرية لإفراز الأدرينالين والكورتيزول. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، ورفع ضغط الدم، ورفع نسبة السكر في الدم. مما يتسبب حصول تغيّرات في العديد من أجهزة الجسم ووظائفه، خاصة إذا استمرت فترات القلق والتوتر هذه لمدة طويلة. بالتالي؛ ستتسبب في العديد من المشاكل الصحية.
مثل:
- الصداع والقلق والاكتئاب.
- مشاكل الهضم ومشاكل النوم وزيادة الوزن.
- شد العضلات وضعف الذاكرة والتركيز.
- أمراض القلب.
إن ما يمر حولكِ من أحداث ومواقف عصيبة، هي أمور واردة الحدوث لا يمكنك التحكم بها وتغييرها، بل وتعتبر من سنّة الحياة. إلا أنكِ تستطيعين التحكم والسيطرة على ردة فعلكِ تجاه تلك المواقف، من خلال: فهمكِ أولاً لمسبباتها التي من السهل التعرف عليها؛ مثل: ضغوطات العمل أو المشاكل المالية وغيرها. ثم وبمجرد معرفتكِ لهذه الأسباب؛ سيصبح من السهل عليكِ أيضاً تحديد الخطط والاستراتيجيات للتعامل معها، والتخلص من القلق المرافق لها.
حسب توصيات خبراء الصحة النفسية، يمكنكِ التخلص من التوتر والقلق والحد منهما، من خلال اتباع بعض الإجراءات والتقنيات. منها:
- إدارة وقتكِ وترتيب مهامكِ حسب أولويتها. وذلك من خلال تصنيفها ضمن جدول حسب أهميتها وإلزامية تطبيقها.
- ستجدين نتائج رائعة عند تطبيقكِ لتمارين التنفس العميق واليوغا وغيرها من ممارسات الاسترخاء والتدليك، التي حتماً ستساعدكِ في تخفيف الشدّ والتوتر الواقع على عضلات الجسم المختلفة.
- سوف يساهم اتباعكِ لنمط حياة صحي في السيطرة على التوتر. وذلك من خلال اتباعكِ لنظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحد من السهر، والحصول على قسط كافي من النوم ليكون جسدكِ قادراً على تحمل تبعات التوتر وتجاوزها.
- سيساعدكِ الحصول على دعم الأصدقاء والمقربين على التخلص من القلق والتخفيف من حدة التوتر. أيضاً سيعزز ذلك من قدرتكِ على رؤية الأمور بطرق مختلفة. حيث أن قضائكِ لبعض الوقت برفقة الأصدقاء، سيدخل البهجة والسرور إلى قلبكِ، وسيخفف من حدة الأثقال الملقاة عليه.
- يمكنكِ تخصيص بعض الوقت لنفسكِ لتنميتها وتعزيزها. من خلال بعض الممارسات التي تهدف إلى صقل شخصيتكِ وتطويرها. مثل: تعلم مهارة جديدة، أو قراءة كتاب، أوممارسة عادة صحية، أوالتخلص من عادة سيئة.
- تشير الدراسات الإجتماعية، بأن الأشخاص الذين يقدمون المساعدة لغيرهم -خاصة ممن يمرون بمواقف أصعب من مواقفهم- يتمتعون بمرونة عالية في التعامل مع مواقف الحياة العصيبة. وبناءً على ذلك؛ سيساعدكِ تطوعكِ لتقديم خدمة إجتماعية لمن تعرضوا لظروف صعبة، على رؤية مشاكلكِ بحجمها الحقيقي مقارنة بمصاعب الآخرين ومحنهم.
- تقبلي الأمور كما هي واعملي بجد للتأقلم مع الظروف الراهنة؛ فبعض الأمور من حولكِ لا تستطيعين تغييرها. حددي ما يمكنك تغييره، واتبعي استراتيجية معينة لتقبل تلك الأمور التي لا تستطيعين تغييرها.
- تجنبي الممارسات غير الصحية التي قد تظنين أنها ستخفف من حدة توترك وأنها ستساعدك بالتخلص من القلق. مثل: التدخين، وشرب الكحول، والإفراط في تناول الوجبات غير الصحية، والكسل، والخمول.. وغير ذلك.
في النهاية؛ تذكري دائماً أن التوتر والقلق لن يختفيان نهائياً من حياتكِ. لذلك؛ سيتوجب عليكِ التحكم والسيطرة عليهما بشكل مستمر. وذلك من خلال اتباعكِ لما سبق من النصائح واتخاذها كأسلوب حياة، وستلمسين قدرتها على تحسين جودة حياتكِ بشكل عام، وكذلك تحسين قدرتكِ على التعامل مع ضغوطات الحياة المختلفة.
اكشف أونلاين
عزيزتي.. إن شعرتِ أن التعامل مع التوتر والتخلص من القلق يفوق قدرتك؛ فلا بأس من استشارة أخصائي نفسي لمساعدتك على فهم مشاعرك بهدف تجاوز الأوقات الصعبة بسلام.
ولأننا نعلم أن صحتك النفسية مهمة بقدر صحتك الجسدية، قمنا نحن موقع كلنا أمهات بتوفير قاعدة قوية من الأخصائيين مختلفي المجالات، والأخصائيين النفسيين على وجه الخصوص، لمساعدتك على تحسين جودة الحياة من مختلف الجوانب.
هذا المقال بقلم الأستاذة شروق شحادة
يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة شروق شحادة لتقديمها هذا المقال القيّم المليء بالفائدة.
