رزقني الله وزوجي بثلاثة أطفال، منزلنا يعج بالطاقة والحيوية واللعب والـ “صراخ”! وكما نعلم فإن ثلاثة أطفال مفعمون بالطاقة؛ هم بحاجة لتفريغ هذه الطاقة. لذلك يقضون الوقت بالتعلم واللعب والقراءة والرسم والنوم والهدوء.. أنا أحلم هنا! هم حقاً يقضون الوقت باللعب والقفز وتسلق الجدران. أحب أن أراهم يلعبون سوياً، لكن لا أخفيكم عن كمية الحوادث التي تحصل يومياً! ولا أخفيكم عن كمية الحوادث التي تكاد أن تحصل قبل أن يوقفها زوجي بـ رد فعل خارق سريع وذكي! اليوم أنا مقتنعة تماماً أن الآباء يتمتعون حقاً بـ “ردود فعل الأب الخارقة” لحماية أطفالهم! ماذا عنكن؟
ردود فعل خارقة أم مجرد حظ؟
أصبحت ردود فعل الأب الخارقة علامة تصنيف على الإنترنت! ليس ذلك فقط؛ بل قد يكاد يكون لها أساس علمي أيضاً. ابحث في متصفح جوجل عن ردود فعل الآباء، ستجد الاف الفيديوهات التي تعرض استخدام الآباء قوى خارقة لإنقاذ أطفالهم من الأذى!
بجدية، يمكنكم إلقاء نظرة على مقطع الفيديو الذي اخترته لكم في هذا المقال! الأطفال يسقطون وينزلقون ويتدحرجون ويكادون أن يسقطوا من علو، تتقطع بهم الأراجيح وتكاد سيارات أو جرافات أن تدهسهم! أو حتى أنهم يقفون في طريق الأشياء الصلبة الخطيرة. وفي الوقت المناسب، يخرج الأب ذراعه ليمسك بقدم متدلية، أو يدفع طفلاً صغيراً بعيداً عن طريق لعبة منزلقة نحوه، أو يلتقط طفلاً ساقطاً من مكان ما!
لقد بين لنا هذا الفيديو بكل وضوح وشفافية، أن موضوع “ردود فعل الأب” موضوعاً شيقاً وممتعاً وحقيقياً. أصبحت صور وفيديوهات الآباء وهم ينقذون أطفالهم أو أطفال غيرهم؛ منتشرة في كل مكان. بينما أشاهد هذا الفيديو مراراً وتكراراً مع ابنتي؛ أخبرتني ابنتي بسر قائلة: “هل تعلمين ماما أن الآباء لديهم قوة خارقة؟”! حقاً لقد شعرت أن الآباء بردود أفعالهم هذه، من شخصيات MARVEL! أليسوا كذلك؟
حقيقة ردود فعل الأب الخارقة
هل يتحول الرجل إلى سوبربابا في هذه المواقف؟ ربما هو كذلك، وربما ليس كذلك! لكن الحقيقة هي؛ أن آباء الأطفال الصغار قد يكونون مهيئين بيولوجياً لكي يكونوا في أقصى درجات اليقظة والانتباه. من الممكن أن يكون لدى كل الآباء ردود أفعال خارقة، لا نعلم ذلك بشكل مطلق لأنه وفي معظم الأوقات لا يتم التقاطهم بالكاميرا.
حسناً؛ بالنسبة لطبيعة الرجل بشكل عام، يتعلق الأمر جزئياً بتمتعهم بآلية القتال أو الهروب للتفاعل مع الخطر. هل سمعتم بهذه الآلية من قبل؟ آلية القتال أو الهروب كما يوحي الاسم؛ تدفعنا للتخلص من الخطر إما بدفعه أو بالهرب منه في الوقت المناسب ودون تفكير، عن طريق إغراق أنظمتنا الدفاعية بالأدرينالين، وهذا بدوره يجعلنا في حالة تأهب مفرط، ويرسل الدم المؤكسج إلى عضلاتنا. باختصار، إنها تجعلنا نمرن ردود أفعالنا وتجعلها مستعدة للعمل في كل الأوقات. بناءً على ذلك؛ عندما نرزق بالأطفال الذين هم بطبيعة الحال جزء منا ومن كينونتنا، فإن آلية القتال والفرار لدينا لا تعمل فقط من أجل حماية أنفسنا، بل تمتد إلى حماية أطفالنا أيضاً.
ردود فعل الأب الخارقة تتكون منذ بداية الأبوّة!
ذلك لأن الأبوة تعيد تكوين أدمغة الآباء حرفياً! حيث وجدت دراسة في جامعة تورنتو أن احتضان أطفالنا يزيد من إنتاج هرمون يسمى البرولاكتين، والذي بدوره يزيد من إنتاج خلايا الدماغ الجديدة. كما أنه يجعلنا أكثر تفاعلاً مع بكاء أطفالنا. كما أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات؛ أن أدمغة الآباء تنمي بالفعل خلايا عصبية جديدة استجابة للأبوة!
الآن؛ لنفكر قليلاً ولنسترجع العديد من الحوادث التي كادت أن تحصل، والتي منعها الأب في الوقت المناسب! أذكر في أحد المرات جلوس طفلتي على طاولة مرتفعة، كنت أقف إلى جانبها تماماً، مع ذلك لا أدري كيف ومتى سقطت عن الطاولة، ليأتي زوجي من اللا مكان برد فعله الخارق ويلتقطها قبل ارتطامها بالأرض بقوة بجزء من الثانية! شاركونا قصصكم المتعلقة في هذا الموضوع أسفل المقال. أعلم أن لديكم العديد منها!
إليك بابا طرق للحفاظ على ردود فعل الأب الخارقة
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: لا أقصد أن تمارس التمارين أو أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية 5 مرات في الأسبوع لتحسين ردود أفعالك! ولكن بالتأكيد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على الصحة تجعل دماغك أكثر يقظة وحضور.
- احصل على قسط كافي من النوم: قد تشعر أن هذه نصيحة سطحية، ولكنك تعلم أن الحصول على قسط كافي من النوم ليس بالأمر السهل مع وجو أطفال يتقافزون من حولك! مع ذلك؛ فإن الحصول على 7-8 ساعات من النوم المستمر والمنتظم، يساعدك على البقاء متيقظاً، وبالتالي يعزز من ردود أفعالك الخارقة.
- استخدم عقلك التحليلي: قم بتحليل الموقف وفكر في الأشياء التي قد تحدث وكيف يمكنك التخفيف من حدتها.
اقرأ أيضاً للأب كيف تحافظ على صحتك النفسية والجسدية بعد تكوين عائلة؟