أخطاء شائعة في التربية تجنبوا الوقوع بها

أمومة وتربية

أخطاء شائعة في التربية تجنبوا الوقوع بها

pexels-photo-2253879

يعمل الآباء والأمهات بجد؛ ليكبر أطفالهم متمتعين بصحة جسدية ونفسية سليمة، ويبذلون الجهد الكبير لتحقيق ذلك، حتى لو كان ذلك على حساب راحة الوالدين. فتراهم يقرأون ويبحثون ويسألون ويستشيرون، ويوفرون الأفضل لأطفالهم؛ آملين أن يشعر أطفالهم بالثقة بالنفس واحترام ذواتهم وتقديرها، لما في ذلك من أهمية عظيمة! فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الواثقين من أنفسهم والذين يقدرون ذواتهم ويحترمونها؛ تعود عليهم فوائد كبيرة بسبب ذلك. مثل: الشعور بقلق أقل، تحسن في أدائهم المدرسي، تمتعهم بذكاء عاطفي ومرونة أكثر، وعلاقات صحية أكثر في المستقبل. مع ذلك، قد يرتكب الوالدين دون قصد أخطاء شائعة في التربية! فكيف نتجنبها؟

المصدر

بالإضافة إلى ما سبق؛ هناك بعض الاستراتيجيات التربوية الخاطئة التي نعتقد نحن الآباء أنها ستبني ثقة أطفالنا بأنفسهم؛ ولكنها للأسف تعود بنتائج سلبية. لنتعرف عليها في هذا المقال حتى نكون قادرين على تمييزها وتجنبها.  


السماح للأطفال بالهرب من المسؤولية

نعتقد نحن الآباء والأمهات؛ أن مشاركة أطفالنا في الأعمال المنزلية ستثقل كاهلهم وتتعبهم! فنتجنب تحميلهم أي مسؤولية منزلية كبيرة كانت أم صغيرة. ولكن؛ هل تعلم أن تحميل الطفل القليل من المسؤولية المنزلية، يساهم في تربية طفل مسؤول بشكل أكبر؟

ذكر كتاب 13Things Mentally Strong Parents Don’t Do؛ أن توكيل الطفل للقيام ببعض الواجبات المنزلية والمناسبة لسنه، يساعده على الشعور بالإتقان والإنجاز. لا؛ سواء حمّلتِ طفلك مسؤولية ترتيب غرفته، أو المساعدة في الغسيل، أو ترتيب الملابس؛ فهذه المسؤوليات هي فرص عظيمة للطفل، حتى يرى نفسة على أنه قادر وكفؤ لتحمل بعض المسؤوليات. 

لا تترددوا بإعطاء طفلكم بعض المسؤوليات المنزلية التي تتناسب مع عمره، فهو قادر على ذلك، بل وسيسعد به!


عدم السماح لهم بارتكاب الأخطاء!

يعد عدم إعطاء الحرية للطفل بارتكاب الأخطاء؛ واحد من الأخطاء الشائعة في التربية. قد يكون من الصعب علينا أن نشاهد أطفالنا وهم يرتكبون خطأ ما، بل أننا نندفع لإنقاذهم عند حصول ذلك! ولكن، إن منع الطفل من ارتكاب الأخطاء؛ يحرمهم من فرصة عظيمة لتطوير أنفسهم من الداخل، وقد يؤثر عليهم هذا المنع بطريقة سلبية تحرمهم من أن يكونوا نسخة أفضل من أنفسهم، بل أيضاً يزعزع الثقة بالنفس لديهم.

قد تكون الأخطاء أفضل معلم للطفل!

سواء نسي طفلك ملابسه الرياضية في اليوم الرياضي بالمدرسة، أم أخطأ في حل مسألة رياضية في الاختبار النهائي، أو غيرها من الأخطاء والهفوات؛ كل خطأ هو فرصة رائعة للتعلم والتطور، بل هو فرصة أيضاً لتقوية الصحة النفسية، ولمواجهة التحديات المستقبلية بسعة صدر أكبر.


حماية الطفل من مشاعره السلبية

من المغري أن نعمل على إسعاد أطفالنا عندما يشعرون بالحزن، أو أن نحاول تهدئتهم عندما يكونون غاضبين. ولكن من المهم أن نعلم؛ أن الطريقة التي نتفاعل بها مع مشاعر أطفالنا، تؤثر بشكل كبير ومباشر على تنمية ذكائهم العاطفي واحترامهم لذاتهم. 

لتجنب الوقوع في أخد أخطاء التربية الشائعة، المتمثل بحمايتهم من المشاعر السلبية؛ استبدل ذلك من خلال مساعدة الطفل على تعريفه بإسم الشعور أولاً؛ عبر سؤاله: بماذا تشعر؟ الغضب، الخوف، الإحباط؟ وما إلى ذلك. ثم ساعد طفلك على تحديد مسببات هذا الشعور من خلال ذكرها بصوت عالٍ. أعطهم المساحة الكافية لشرح ما يشعرون به، وشجعهم لكي يسمحوا لهذا الشعور بأخذ مكانه في داخلهم، ثم علمهم الطرق الصحيحة للسماح لذلك الشعور بالانسحاب رويداً رويداً، وراقب كيفية تعاملهم مع تلك المشاعر في أوقاتٍ أخرى. ستلحظ فرقاً ملموساً مرة بعد مرة.

مواجهة المشاعر وتصريفها بطريقة صحيحة هو الحل!

اقرأ أيضاً نصائح لتربية طفل ذكي عاطفياً


المبالغة في حماية الطفل

نود كأمهات أن نبقي أطفالنا داخل رحمنا إلى الأبد! بل نشعر بعد ولادتهم؛ أن قطعة من قلبنا وروحنا في الخارج تتعرض لكل ما يثير القلق! وكم نتمنى أن نبقي صغارنا داخل فقاعة واقية لنبعد عنهم أي أذى!

هذا ما يسمى بالحماية المفرطة

فالحرص على إبقاء الطفل بعيداً عن التحديات والصعوبات؛ سيعيق تطوره ونموه بشكلٍ سليم، بل وسيعمل على إضعاف شخصيته وثقته بنفسه. فمن واجبنا هنا أن نكون المرشد لأطفالنا؛ وأن نسمح لهم بتجربة مغامرات الحياة المختلفة ضمن حدود الحماية العادلة. بذلك؛ سنمنحهم الثقة في قدرتهم على التعامل مع كل صعوبات وتحديات الحياة، التي قد تواجههم في المستقبل.


توقع الكمال من الطفل

من الأخطاء الشائعة في التربية؛ هي أن يقوم الوالدين برفع سقف توقعاتهم من أطفالهم وتوقع الكمال منهم. من الرائع أن يحصل الطفل على درجات عالية أو كاملة، وأن يتصرف بشكل صحيح وكامل وفي كل مواقف الحياة. ولكن؛ توقع الكثير له عواقبه أيضاً!

كيف ذلك؟

 عندما ينظر الأطفال إلى التوقعات على أنها عالية جداً؛ فقد لا يضايقون أنفسهم بالمحاولة! أو قد يشعرون أنهم مهما بذلوا جهداً فلن يرقوا إلى مستوى التوقعات أبداً. بدلاً من ذلك، خفض من سقف توقعاتك إلى حدٍ منطقي، يتناسب مع مهارات طفلك وقدراته. وأيضاً ضع توقعات واضحة على المدى البعيد، وحدد توقعات وأهداف قصيرة المدى، لتحقيق التوقعات بعيدة المدى. مثلاً: يعد التخرج من الجامعة توقعاً طويل المدى؛ ساعد طفلك على تحقيق نجاحات وأهداف قصيرة المدى لتحقيق ذلك. كالحصول على درجات جيدة وأداء واجباتهم المدرسية بمفردهم أو حتى تشجيعهم على القراءة وما إلى ذلك. 


استخدام أسلوب العقاب بدلاً من التأديب والانضباط

يجب أن يعرف الأطفال عواقب أفعالهم، ويجب أن يعلموا أن بعض التصرفات تؤدي إلى عواقب وخيمة، وهذا أمر متفق عليه! لكن؛ هناك فرق كبير بين تعليمهم الانضباط واستخدام أسلوب العقاب.

عندما يقوم الطفل بفعل شيء خاطئ، يعتقد الطفل المنضبط أنه قد اتخذ قراراً سيئاً، بينما يعتقد الطفل الذي يُعاقب باستمرار أنه شخص سيء!

بعبارة أخرى؛

يمنح الانضباط طفلك الثقة في قدرته على اتخاذ خيارات أكثر ذكاءً وصحة في المستقبل، بينما يجعله العقاب يعتقد أنه غير قادر على القيام بأي شيء أفضل. 

أنظر إلى الفرق الشاسع ما بين الطفلين، وقرر كيف تود أن يكبر أطفالك، وكيف تود أن تراهم في المستقبل. هل تود أن تراهم كرجال وسيدات أقوياء وقادرين على عمل التغيير الإيجابي في هذه الحياة، أم تود أن تراهم ضعاف الشخصية يخشون الفشل؟

اقرأ أيضاً عقاب الطفل والطرق البديلة له

اقرأ أيضاً تلخيص كتاب الطريقة الدنماركية في التربية


احجز اون لاين

جلسة إرشاد وتوجيه عائلي مع رهام منذر

أعزائي؛ نقع جميعاً في العديد من الأخطاء التربوية، وقد نرتجل في العديد من الأحيان؛ ولا عيب في ذلك. ولكن أيضاً من واجبنا أن نتعرف على الثغرات التربوية في أسلوبنا، وأن نعمل على تحسينها وسدها، فهذا من حق أطفالنا وعائلاتنا علينا. التحديات الصعبة التي نمر نحن  وأطفالنا بها؛ ستترك ندوباً نفسية لن تزول من تلقاء نفسها، وقد يكون المسبب الأول في هذه الندوب هو عدم معرفة الأهل بالكيفية الصحيحة للتعامل مع الطفل، وقد تؤثر هذه الندوب على حياة الطفل الحالية والمستقبلية بل وعلى أفراد العائلة أجمع.

لذلك؛ قمنا بموقع كلنا أمهات بتوفير جلسات عائلية إرشادية مع الأخصائية رهام منذر، حيث ستساعدكم أخصائية من خلال جلسة إرشاد وتوجيه عائلي على التالي:

– تحديد المشكلة وتقسيمها إلى أجزاء ليتم التعامل معها وحلها بشكل فعّال.
– بناء أواصر علاقة سليمة بين الطفل والوالدين مبنيّة على الحوار.
– تحديد طرق التواصل الصحيحة والفعّالة مع الطفل.
– تعلّم كيفيّة حل النزاعات بشكّل صحيح بين أفراد العائلة.
– تحديد الأخطاء التربويّة التي يجب تفاديها.
– دعم الأهل لتمكينهم من إدارة عائلتهم بشكل سليم.
– التدريب على استخدام الحمام.

احجز الآن من هنا بقيمة 300 درهم إماراتي فقط للساعة.  

1 التعليق

  1. […] إقرأي أيضاً أخطاء شائعة في التربية تجنبوا الوقوع بها […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0