أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل مع الصدمة الأولى

أمهات ذوي الهمم

أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل مع الصدمة الأولى

pexels-photo-7403367

رحلة أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة تختلف عن رحلة أي أم أخرى. فهي رحلة تبدأ بالصدمة باكتشاف الأمر، وتتأرجح مشاعر الأم بين مراحل نفسية مختلفة حتى تصل إلى التقبل والتصالح مع النفس والوضع. وفي هذا المقال سنتعرف على بعض التساؤلات التي تؤرق أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة. ولكن علينا أولًا معرفة المراحل النفسية التي تمر بها أم ذوي الاحتياجات الخاصة.

ما هي المراحل النفسية التي تمر بها أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة؟

وفقًا لكتاب الكاتبة والأخصائية النفسية ريتا ايشنستين؛ الخمسة مراحل النفسية التي يمر بها أهالي وأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة كما جاءت بكتاب (ما لم تكن أتوقعه Not What I Expected). سواء ذوي أطفال توحد أم غيرهم من أطفال ذوي الإعاقة أو أي اضطرابات أخرى هم كالتالي:

  • الإنكار.
  • الغضب والملامة.
  • المفاصلة والكونترول والبحث عن حلول بأي ثمن.
  • الاكتئاب والشعور بالعزلة والفشل.
  • التقبل والتعايش.

لتتعرفي أكثر عن المراحل النفسية التي تمر بها أم ذوي الاحتياجات الخاصة: من هنا

وتتأرجح مشاعر الأم ما بين المراحل النفسية السابقة، حتى تصل إلى مرحلة التقبل والتعايش.

ولكن كيف تتأكد أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة أنها تتقبلن ابنائهن، وكيف تعلم أنها تخطيت مرحلة التقبل؟

وفقًا للاستشارية تانيا حمدان؛ يختلف الأمر وسرعة تقبل أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة للوضع من أم لأخرى، ويختلف أيضًا تخطيها لمرحلة الصدمة. ولكن لنعلم أن مرحلة الصدمة مرحلة من الطبيعي أن تمر بها الأم.

كيف تتعايش أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأمر وتصل إلى مرحلة التقبل؟

تقول الاستشارية تانيا حمدان: يحدث هذا عندما تبدأ الأم بتثقيف نفسها عن الأمر، فالإنسان بطبيعته عدو ما يجهل ويهرب من الأشياء التي لا يعلمها. لكن عندما تلجأ الأم إلى الأخصائيين والمختصين بالأمر وتقرأ عن الأمر كثيراً؛ حينها ستتعلم ماذا تتوقع من طفلها وألا تحمل الطفل ما يفوق قدراته.

كيف تدرك أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة بأنها لم تعد تقارن ابنها بالآخرين؟

لابد وأن تمر أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة بمرحلة المقارنة؛ فقد نقارن أطفالنا لا شعوريًا. ولكن طالما أن هذه المقارنة ليست محطمة للطفل فلا بأس! حسناً؛ ما هي المقارنة المحطمة؟ هي المقارنة التي بعدها تشعر الأم بالإحباط.

على سبيل المثال: إذا اجتمعتِ مع أم لطفلة توحد مثل طفلتك، وبدأتم بتبادل أطراف الحديث والحديث عن تطور أطفالكم، وكل منكم بدأ بالسرد: ابنتي تفعل كذا وكذا ووصف لنا الطبيب الدواء هذا. عند انتهاء الحديث إذا قارنتِ طفلتك لا شعورياً؛ بأن تقولي لنفسك لماذا ابنتي لا تفعل ذلك مثلها؟ ثم شعرتِ بالإحباط؛ حينها تكونين قد وقعتِ في فخ المقارنة المحطمة. لكن إن لم تشعري بالإحباط؛ حينها تكونين قد وصلتِ لمرحلة التقبل. لأنك قارنتِ بعقلك الواعي وعلمتِ قدرات طفلك الحقيقية. لكن من المسموح به مقارنة تطور طفلتك بأختها السابقة لتعلمي إذا ما كان هناك شيء يدعو للقلق أم لا.


بينما تحاول أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة جاهدة أن تدمج طفلها/طفلتها في المجتمع؛ قد تواجه بعض التحديات. فتتساءل بعض الأمهات:

 كيف أجذب الأطفال النمطيين للعب مع طفلي/طفلتي دون شفقة أو إجبار وكيف أتعامل مع تفضيل الأطفال الآخرين للعب مع أختها النمطية بحجة أن طفلتي/طفلي لا تتكلم ولا تستطيع التفاعل معهم مثلما يرغبون؟

تخبرنا الاستشارية تانيا حمدان بخصوص هذا الأمر: “دوري كأم من أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة؛ أن أخبرهم عمّا تفضله ابنتي في اللعب و ما تجيده. على سبيل المثال: إذا كانت طفلتي تحب اللعب بالماء؛ أخبرهم بذلك حتى أسهل عليهم طرق التواصل مع ابنتي وأوضح لهم النقاط المشتركة بينهم.

ولكن؛ من الضروري ألا تزيد الأم من الأعباء التي تقع عليها، بأن تحمل همًا أن تجذب الأطفال الأخرين للعب مع ابنتها. فهذه مسؤولية أمهات الأشخاص الأخرين (النمطيين)، الذين لا يواجهون صعوبات، دورهم توعية أبنائهم بهذا الأمر. أما دور أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة؛ هو تقريب التواصل بين الأطفال وطفلتها دون إجبار أي طرف”.

كيف أتعامل مع تفضيلهم للعب مع أختها النمطية؟

يتمثل دوري في توعية أختها النمطية؛ بأن اختها لا تحب اللعب بالدمى مثلًا! ولكن إياكِ أن تشعريها بالذنب أو اللوم، لأن الأطفال يفضلون اللعب معها دون أختها. فطبيعة الأفراد الانجذاب إلى من يشبهونهم. فقط حاولي زرع حب المشاركة والتعاطف عند طفلتك دون لوم أو دون أن تحمليها أكبر من حجمها.


كيف أتعامل مع تعليقات الأطفال الآخرين أمام طفلتي؟ لماذا لا تتحدث مثلنا؟ لماذا لا تفعل هذا؟

كيف أتعامل مع تعليقات الآخرين؟

إذا كانت طفلتي مدركة للحديث؛ يجب أن أضع حدود من أجل نفسيتي قبل نفسية طفلتي. وذلك لأن تلك التعليقات تحطم من نفسيتي! لذا يجب وضع حدود لأي تعليقات، وعدم السماح بالتعليقات العامة وعدم الرد عليها.

لماذا لا تتحدث مثلنا؟

إذا كانوا أطفالًا صغارًا؛ حينها سيحتاجون إلى توضيح. من الممكن أن أخبرهم أن طفلتي لا تستطيع التحدث مثلهم، ولكنها تجيد أشياء أخرى مثل الرسم أو التلوين حسب حالة الطفل وتطوره. لكن بالنسبة للحديث؛ فهي لم تتعلمه بعد، لكنها ستتعلمه بعد فترة. وذلك حتى يتقبل الأطفال وجود أطفال مختلفين عنهم.


دور الأهل في تقبل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لنفسه

الأسرة؛ هي العالم الأول للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومصدر ثقته بنفسه وشعوره بالتقبل. فإن لم تكن الأسرة على وعي كافي بحالة الطفل، وكيفية التعامل معه والإيمان بقدراته والعلم بإمكانياته؛ فستقل فرص الطفل ومحاولاته في الاندماج مع المجتمع.

ما يحتاجه طفل ذوي الاحتياجات الخاصة من أسرته:

كما اتفقنا؛ لا يقتصر دور الأسرة على رعاية الطفل فقط، بل دورها يشمل تنشئته وتكوين شخصيته والتدريب على استقلاليته. ويتم ذلك من خلال:

دعم الأسرة للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة

من خلال احتوائه وتقبله وبناء ثقته بنفسه. حتى لا يشعر أنه عالة على من حوله أو على مجتمعه. بالإضافة إلى تشجيعه على إنجازاته وإن كانت تبدو بسيطة.

تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه

درّب طفلك واحرص على إكسابه مهارات التواصل مع الآخرين، ومهارات رعاية الذات وساهم في دمجه في المجتمع. وهذا يبدأ بالسماح له أولًا في الاشتراك في قرارات الأسرة البسيطة، والسماح له بقدر من الحرية، ومد يد العون له لإبداء النصيحة والحرص على توجيهه.

تجنب المقارنات المحبطة

لا تقارن طفلك بغيره حتى لا تهدم ثقة طفلك بنفسه. وابحث عن اهتمامات طفلك وما يميزه عن غيره.


احجز اونلاين

استشارة والدية للتعامل مع اطفال الاحتياجات الخاصة مع الأخصائية تانيا حمدان بقيمة مميزة 315 درهم / ساعة

إن كنتِ أماً لطفل من اطفال الاحتياجات الخاصة؛ فأنتِ تعلمين صعوبة الأيام الأولى وصعوبة تخطيها. وتعلمين أيضاً مدى صعوبة الرحلة لدمجه مع العائلة أولاً ثم مع المجتمع. قد تدفعك بيئة المنزل المحبطة إلى الوقوع في الإرهاق والاكتئاب، وقد تُحرمين من الاستمتاع برحلة الأمومة. إن كنتِ تشعرين بهذه الطريقة فلدى المدربة تانيا حمدان الحل!

تساعدك الأخصائية تانيا على تحقيق التالي: 

  • دعم أولياء أمور اطفال الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون من صعوبات و اضطرابات مختلفة أو أمراض مزمنة.
  • مساعدة الأهالي الذين يعانون من الإحباط والإرهاق.
  • مساعدة الوالدين على دفع العبء والبدء في خلق بيئة مريحة في المنزل.
  • تقديم الدعم والنصح لتوصل عائلات اطفال الاحتياجات الخاصة، على تخطي الصعوبات في مراحل طفلهم المختلفة.
  • مساعدة العديد من الأمهات على الاستمتاع برحلة الأمومة.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0