تلخيص كتاب: ما لم أكن أتوقعه Not What I Expected ج1

تلخيص كتب

تلخيص كتاب: ما لم أكن أتوقعه Not What I Expected ج1

كتاب ما لم أكن اتوقعه

قدمت لنا السيدة آمنة وهي أم لطفلة ملائكية رائعة، من أطفال التوحد. وصاحبة حساب “وللياسمين حكاية – taleofyasmine”. الذي تقوم من خلاله السيدة آمنة، بتقديم النصائح، ونشر الوعي المتعلق بأطفالنا الذين يعانون من اضطراب التوحد. حيث قامت بتلخيص كتاب ما لم أكن أتوقعه  Not What I Expected، ومشاركته معنا ومعكم من خلال هذا المقال.

يعرف الكثير منا أن شهر أبريل؛ هو شهر التوعية عن التوحد. أي أن المقالات والمحتوى على الإنترنت يركز بشدة على اضطراب التوحد. للتعريف به ولرفع الوعي، ومساعدة أهل أطفال ذوي الهمم، في إيجاد طرق تساعدهم في تدريب وتأهيل أطفالهم.

ينتهي شهر أبريل! ويتلاشى الحماس والمحتوى عن اضطراب التوحد. ولكن لنتخيل معاً أن يتم تشخيص طفل في شهر (آيار) لعائلة ما باضطراب التوحد. هذه العائلة لم تكن تعتقد أنها ستعيش هذه التجربة بشكل شخصي وحميم. ربما هم لم يسمعوا حتى باضطراب التوحد؛ ولكن اليوم هم يقفون أمامه في حيرة! هل من الممكن أن يحصل هذا؟ يتساءلون بينهم وبين أنفسهم!

وتبدأ الرحلة!

الرحلة ليست سهلة!

إنها رحلة أولها صدمة، ومنتصفها إصرار، ووجهتها يجب أن تكون نحو التصالح والقبول. ولكن للوصول إلى هذه الوجهة، لا بد لنا في البداية أن نفهم أنفسنا كأهالي احتياجات خاصة، وأن نفهم طبيعتنا البشرية و تصميمنا العصبي والتأثيرات المجتمعية.

نحن مبرمجين جينياً أن نقوم بتمرير أفضل ما عندنا إلى الجيل الذي بعدنا. وبالإضافة إلى ذلك نتعرض للضغط من المجتمع، وخصوصاً مع مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يكون أطفالنا ليس فقط أطفال (طبيعيين)؛ وإنما اطفال خارقين! يقرأون في عمر الثالثة، ويعرفون عواصم العالم كلها، ويعزفون أكثر من آلة موسيقية. ويجيدون الكاراتيه والجودو وكرة القدم ورقص الباليه!


أكتب لكم هذا المقال اليوم، لألخص كتاب اعتبر أنه كان بمثابة طوق النجاة في رحلتي. الكتاب فريد من نوعه، لأنه مكتوب من قبل اخصائية نفسية، تعمل مع أهالي الاحتياجات الخاصة. ولأن ليس ثمة كتاب آخر كغيره، يتحدث عن ما نمر به. ولأن هناك الكثير من الكتب المكتوبة عن أطفال التوحد، وعن كيف يجب أن نتعامل معهم، لا كيف يجب أن نتعامل مع أنفسنا!

تقول الكاتبة والأخصائية النفسية ريتا ايشنستين؛ أننا عندما نفهم مشاعرنا أكثر، نصبح أكثر اتزاناً وقدرة على التحكم بها، ونتجنب الانجراف إلى الهوة. وتشرح في كتابها الخمسة مراحل النفسيةالتي يمر بها أهالي الاحتياجات الخاصة، سواء أهالي أطفال توحد أم غيرهم من أطفال ذوي الإعاقة أو أي اضطرابات أخرى.

المراحل الخمسة كما جاءت بكتاب “ما لم أكن أتوقعه” – Not What I Expected هي التالية:

  1. الإنكار.
  2. الغضب والملامة.
  3. المفاصلة والكنترول والبحث عن حلول بأي ثمن.
  4. الاكتئاب والشعور بالعزلة والفشل.
  5. التقبل والتعايش.

تذكر الكاتبة أنه ليس بالضرورة أن يمر الأهالي بهذه المراحل بهذا الترتيب، وأنهم قد يتأرجحون بين مرحلة وأخرى. ولكن عادة ينتهي بهم المطاف إلى المرحلة الأخيرة، مرحلة التقبل والتعايش.

سنتحدث في هذا المقال عن المرحلتين الأولتين: الانكار – الغضب والملامة. وسنكمل الحديث عن باقي المراحل في الجزء الثاني لهذا المقال.

اقرأ الجزء الثاني من هنا


الانكار

تقول السيدة ريتا: أن الانكار كردة فعل مبدئية، تعتبر طبيعية. لأن الانكار يساعدنا على متابعة حياتنا بشكل طبيعي، وعلى ألاّ نصاب بشلل نفسي أو ذعر وخوف من المستقبل. في بداية الرحلة؛ الانكار يحمينا من القلق، ولكن ليس من الجيد أن يستمر لوقت طويل. ومع ذلك؛ في بعض الحالات، يمكن أن يعلق أحد الأبوين في مرحلة الانكار لمدة سنوات! وفي الكثير من الأحيان يكون الأب هو من يعيش حالة الانكار أكثر من الأم. وذلك لأن الآباء بشكل عام، يعملون خارج البيت، ويعودون في المساء. بالتالي لا يمضون نفس الوقت الذي تقضيه الأم مع الطفل. ولكن؛ ستأتي تلك اللحظة، التي تزيل الغشاوة عن العيون! من خلال اجتماع عائلي كبير أو في حفلة عيد ميلاد.

الانكار لا يعني أن يرفض الأهل التشخيص فقط. قد يكون له العديد من الأوجه، وقد نعبر عنه بعدة أساليب. تذكر الكاتبة عدة أساليب يمارسها الأهل في الانكار:

  1. يقول الاب أو الأم: أنا كنت هكذا أيضاً عندما كنت في عمره!
  2. بعض الاهالي بكل بساطة، لا يؤمنون بالعلم أو الطب النفسي، بسبب البيئة الثقافية.
  3. أحياناً؛ تأتي حالة الانكار بسبب أن الطفل موهوب في مجال معين. فيرفضون تصديق أنه يعاني من أي اضطراب، وبأنه يحتاج إلى مساعدة.
  4. في أحيان أخرى يحصل الانكار بسبب التشخيص نفسه، حيث يكون نوع من الاضطراب غير الشديد. هذا لا يعني أن الطفل أو الشخص لا يعاني ولا يحتاج لدعم!

ذكرت الاخصائية ريتا في كتابها “ما لم أكن أتوقعه” – Not What I Expected؛ قصة طفلة عانت من الديسلكسيا في طفولتها. وروت أنه عندما اطلع الأهل على تقرير  تشخيص ابنتهم بأنه ديسلكسيا خفيفة، لم يلفت انتباههم غير كلمة (خفيفة)، وتناسوا كلمة (ديسلكسيا)!

والشيء الوحيد الذي فعلوه، أنهم وظفوا مُدرسة لتعطيها دروس خصوصية. ولكن هذا لم يكن كافياً! وعانت الطفلة كثيراً لسنوات في المدرسة، ثم وبعد الكثير من الضغط النفسي، وبعد أن كبرت الطفلة؛ انقشعت الغشاوة عن أعين الأهل. وبدأت هي تطالب بأن يقدم لها المساعدة المناسبة لحالتها!

نصائح لتخطي مرحلة الانكار

في نهاية هذا الجزء من الكتاب، تقدم الطبيبة ريتا بعض النصائح وسأختار منها ما يلي:

  1. تصغير شعورك بالكارثة: تخيل؛ ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ يساعدك هذا الأمر أن ترى الأمور من منظار مختلف وأقل كارثية.
  2. تغيير وجهة النظر: تخيل ماذا يمكن أن يقوله لك صديق محب في هذا الموقف! سوف تشعر براحة وطمأنينة تجاه نفسك، وتجاه التحديات. وسوف تتقبل نفسك وطفلك أكثر.
  3. تقبل مشاعرك: حاول أن تراقب مشاعرك من بعيد، واسمح لها بالتواجد دون أن تخجل منها. حتى مشاعر الإنكار والغضب! ولكن حاول ملاحظتها. حاول أن تتخيل أنك ترى نفسك من خارج جسدك. سوف تشعر براحة لمعرفتك أن هذه المشاعر يمكن ملاحظتها ورؤيتها كشيء، ليس بالضرورة كجزء لا يتجزأ منك. ثم رويداً رويداً سوف تتقبل نفسك وتقبل واقعك.
  4. ابتسم.

الغضب والملامة

لماذا يشعر الكثير من أهالي أطفال ذوي الهمم بالغضب؟ مع أننا نعلم بأن الغضب من أكثر المشاعر المدمرة! تتحدث دكتورة ريتا عن كتاب The Compassionate Mind أي العقل الرحيم. الذي يوضح أن الغضب يأتي من شعورنا بالخوف. سواء الخوف من عدم القدرة على التحكم بحياتنا، أو الخوف من أن نُهمش اجتماعياً، أو حتى الخوف من أن نصبح غير قادرين على تحقيق ما نرغب به.

أهالي أطفال ذوي الهمم، وأهالي أطفال التوحد، يسبحون في الخوف. لدرجة أن هذا الخوف قد يتحول إلى آلام جسدية! كألم في صدرك، أو صداع في رأسك. وقد عانيت أنا شخصياً من صداع في الرأس، وما زلت أعاني منذ سنوات. ولكن عندما قرأت الكتاب، اكتشفت أنني لم أكن أعاني من هذا الصداع قبل تشخيص ياسمين.

بالإضافة لخوفك على طفلك ومستقبله، أنت تخاف أيضا من أنك لن تستطيع مساعدة طفلك. تخاف أن طفلك سيجعلك تبدو فاشلاً، وبأن حياتك وعلاقاتك وصداقاتك، وحتى علاقاتك العائلية القريبة جداً، سوف تتغير.

تقول الكاتبة: عندما يبدأ شعور الانكار بالزوال، ستطفو مشاعر الغضب على السطح! هذه المشاعر يمكن أن تسبب انفجارك على أي أحد، وفي أي مكان، وفي أي وقت. وقد تتفجر هذه المشاعر في وجه طفلك! لأن الغضب يحتاج للتفريغ. وعادة ما يحصل التفريغ على أقرب الأشخاص، سواء الزوج أو الزوجة أو الأطفال.

الغضب شعور طبيعي وضعه الله فينا حتى ننجو من المخاطر! في العصور القديمة، كان الغضب يساعد الإنسان بأن يحمي نفسه وعائلته. الحيوانات أيضاً تغضب عندما تخاف على صغارها من أجل حمايتهم. في حياتنا العصرية، قد يساعدنا الغضب من خلال إعطائنا طاقة لأخذ القرارات المهمة، والأخذ بزمام الأمور. ولكن يجب علينا أن نقوم بتطوير أدوات لتجنبنا من الانفجار في وجه الآخرين، وخاصة في وجه أطفالنا.

حيث تدل الأبحاث أن الأطفال (باختلاف قدراتهم) المعرضين للتوبيخ، ينخفض عندهم مستوى الثقة بالنفس. ولا تنسوا نحن هنا نتحدث عن أطفال ذوي الهمم أي ذوي احتياجات خاصة!


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0