أهمية لعب الأطفال في علم النفس مع الأخصائية إيمان سليمان

أمومة وتربية

أهمية لعب الأطفال في علم النفس مع الأخصائية إيمان سليمان

اللعب في علم النفس عند الأطفال

يعتبر اللعب من أكثر الأنشطة البدنية والذهنية المهمة، التي يمارسها الأطفال ويفضلونها في مراحلهم العمرية الأولى، والتي قد تستمر لمراحل عمرية مختلفة. كما يعتبر طريقاً لبناء شخصيتهم وتطويرها؛ من خلال إبراز قدراتهم ومهاراتهم التي يمتلكونها. كما يعد اللعب مؤشراً مهماً يخبرنا بالكثير عن أبنائنا، ماذا يفكرون وماذا يحبون، وإلى ماذا يميلون وما يزعجهم وما يفرحهم أيضاً. وهو ما يبرز لنا دور و أهمية اللعب في علم النفس لدى الطفل.

لابد وأن الكثير من الأمهات، تدرك أهمية اللعب في علم النفس لدى الأطفال؛ لدوره الكبير في التعبير عن عنهم، وعما يشعرون به. كما ويمكن استخدام اللعب أيضاً؛ كعلاج نفسي في بعض الحالات التي يمر بها أطفالنا. مثل: الصدمة والفقدان والغضب وغيرها من الأحاسيس.

وفي مقالنا هذا؛ ستوضح لنا الأخصائية إيمان سليمان “أخصائية تربوية”؛ أهمية اللعب في علم النفس، وكيفية التعامل مع أبرز المواقف، التي تواجه الأمهات أثناء لعب أطفالهم. مثل: امتلاك الطفل صديق الخيالي، أو الهوس في شيء معين أو شخصية معينة، وأهمية استشارة مختص في حالة ملاحظة احتياج طفلك لذلك.

مفهوم اللعب في علم النفس وأهميته للطفل

للعب دور مهم في علم النفس للتعامل مع الأطفال، سواء بهدف الإرشاد والتوجيه النفسي، أو فيما يخص علم النفس الخاص بالطفل. فتعتبر وسيلة وطريقة فعالة جداً، تسهل على الأطفال التعبير عن أنفسهم.

فيمكن أن يعبر  الطفل عن نفسه بالرسم واللعب، أو بأنشطة أخرى نقوم باتباعها معهم. وهذا يوضح لنا أهمية لعب الأطفال في علم النفس.

استشارة علم النفس باللعب؛ تعني الإرشاد والتوجيه بطريقة اللعب. وبالعادة نستعمل اللعب لكشف أمور نفسية عند الطفل لمعالجتها. فيقدم الطفل دائماً على اللعب بنفسه، ويقوم باختيار ما يريد فعله، ويتماشى الأخصائي مع رغبة الطفل في اختياره لأي لعبة يريد.

أما بالنسبة لأهمية لعب الأطفال في علم النفس؛ يعتبر الإرشاد والتوجيه النفسي من خلال اللعب مهم جداً؛ لاحتوائه على أهداف عميقة، تعزز الطاقة الإيجابية وتزيد التسلية والمرح والضحك عند الأطفال. وهذه الألعاب والأنشطة بطبيعتها لها أبعاد علاجية، تعالج الطفل من دون أي يشعر بتلقيه لعلاج نفسي. كما وتعمل على تنميته وتقويته عاطفياً، كما تقوي تواصله مع الغير، وتنمي مهارات جديدة لديه. وأىضاً تمكنه من رؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة.

وأهم شيء؛ هو تنمية التواصل مع الغير، وجعلهم يعبرون عن مشاعرهم وعواطفهم، وجميع ما يحدث بداخلهم. لنستطيع مساعدتهم على حل المشاكل التي يواجهونها.


أمثلة على اللعب في علم النفس وأثره

نستعمل طريقة قراءة القصص والدمى المتحركة، الموسيقى، الدراما، التمثيل، الرقص، التلوين، والرسم بالأصابع. وتعتبر طريقة فعالة جداً من عمر 4 إلى 12 سنة. فطريقة لعبهم تعكس عالمهم الداخلي أي ما يشعروا بداخلهم.

كما أن اللعب العلاجي؛ يعالج حالات الصدمة عند الأطفال، أو خسارة شخص عزيز عليهم؛ فيساعدهم في التأقلم مع ذلك. مثل موت شخص يعني لهم، أو الانتقال إلى بلد جديد، أو حتى فقدان صديق.

يخفف اللعب من التوتر والقلق الذي قد يشعر الأطفال به، ويساعدهم في تخطي حالات الكآبة لديهم، ويحسن من تصرفاتهم. كما ويؤثر اللعب أيضاً على مهاراتهم الاجتماعية؛ فهو ينمي مهارات جديدة مثل الاستكشاف، ووضع استراتيجيات جديدة لحل المشاكل. كما ويساهم في تقبلهم لمشاعرهم والتعبير عنها.

أيضاً ينمي اللعب الثقة بالنفس والثقة بالغير، ويساعدهم في التعبير بشكل أكبر عن الأفكار التي تدور برأسهم. حيث تؤثر هذه الألعاب أيجاباً على تصرفاتهم وتغير سلوكهم للأفضل.

 الأصدقاء الخياليين – وما علاقتهم باللعب في علم النفس عند الأطفال

إن وجود صديق خيالي عند الطفل، أمر لا يستدعي القلق! فهو أمر غير مضر وله إيجابيات عدة. مثل تقوية اللغة عند الطفل، تقوية مهارة التواصل والتعبير عن النفس، كما تجعل الطفل يرى المواضيع من زوايا مختلفة. أيضاً يتيح له التحدث أكثر عما يدور بداخله، والتحدث عن مشاكله اليومية. إضافة لتقوية مهاراته الاجتماعية ومخيلته الإبداعية.

أما بالنسبة للتصرف المناسب في هذه الحالة؛ علينا تجنب النقد أو أي رد فعل سلبي. على العكس تماماً! اتركيه يفعل ما يريد، لكن راقبي طريقة لعبه، واستعمليها كوسيلة لاكتشاف أشياء جديدة عنه. ستحصلين على أفكار عما يمر به طفلك؛ سواء صراع داخلي أو مشاكل لا يستطيع البوح بها.

متى الجأ إلى معالج النفسي أو الأخصائي؟

عند ملاحظة تصرفات غريبة، وعند قيام الطفل بتصرفات عنيفة تجاه نفسه والغير.


تعلق الأطفال وهوسهم في لعبة أو شخصية معينة

إن موضوع هوس الأطفال بلعبة معينة أو شخصية معينة؛ هو أمر طبيعي في نمو الأطفال. عادةً نلاحظه بين الأطفال من عمر 2 إلى 6 سنوات، وأحيانا يطول قليلاً.  فيحدث لديهم هوس أو حب شديد لغرض معين أو لشخصية معنية.

وخلال خبرتي؛ لاحظت أن أكثر الأشياء التي يتعلقون بها هي السيارات، الديناصورات، الليغو، تقمص دور الطبيب، وكل هذا أمر طبيعي. حيث وجدت الأبحاث إن هذا الأمر جيد للطفل، لأنه يحسن من قدرة التركيز عنده ويقوي ثقته بنفسه. وذلك لأنه عندما يكون الطفل مهووس في شيء معين، سوف يقوم بالبحث أكثر عنه ليعرف عنه أكثر. ويجعله يشعر بالثقة بنفسه، لأنه يعرف الكثير عن الشيء الذي يحبه.

فمثلاً إذا أحب الطفل لعبة الليغو؛ سيرتدي قميص عليه شعار الليغو، وسيقرأ كل شيء له علاقة بالليغو، وسيشاهد أفلامها ويريد الذهاب إلى أرض الليغو أيضاً! كل هذا يقوي الطفل ويجعله يشعر أنه ناجح وقوي.

لذلك؛ إذا كان طفلك لديه هوس في لعبة معينة أو شيء معين، عليك تقبله ومساندته ومراقبته. ومن مهمتك تعريفه على شخصيات أخرى لو كان مهووس في شخصية معينة، أو ألعاب أخرى لو كان متعلقاً بلعبة معينة. كما ويمكنك الاستفادة من ذلك واستغلاله لتعليمه أشياء كثيرة.

مثلاً إذا كان لدى طفلك هوس في حب السيارات، علميه مهارة العد، أو الألوان كتحديد ألوان السيارات التي يمتلكها.

الألعاب التعليمية والألعاب التي تحفز الخيال

تعلم هذه الألعاب الأطفال أشياء جديدة، لكن علينا عمل توازن بينهم. من المهم أن نعرف أن الألعاب التعليمية، تكون لهدف معين. والطفل يشعر نفسه محط الاهتمام؛ فيتعلم أشياء جديدة بطريقة لطيفة، وتكون عواطف إيجابية لديه، كما أنها تقوي الفكرة والمعلومة في ذهنه، وتساعده في التعلم بشكل أسرع.

أمثلة على ذلك؛ اللعب بالبزل والمعجون والرمل لها الكثير من الميزات. فهي مفيدة لأن لها هدف، وبنفس الوقت يتعلم الطفل وهو سعيد بكل طاقة إيجابية. فيحفظ المعلومات بشكل أسرع من عملية التلقين، كما أنهم يفضلون صنع الأشياء بأيديهم، مما يحفز الخيال لديهم.

وتعتبر هذه الألعاب ممتعة ومسلية لعدم احتوائها على تعليمات لكيفية اللعب، بل يترك الطفل لفعل ما يراه مناسب، فيفكر ويخطط وينفذ، وهو ما ينمي الفكر الإبداعي لديه، وشعوره بالحرية للقيام بأشياء يحبها.

وأهم شيء هو أن يكون هناك توازناً في هذه الألعاب، وعدم إشعار الطفل بأن عليه تعلم شيء معين. بل إعطاءه الحرية للعب والتعبير عن نفسه بدون تقييده بشيء معين، وتركهم ليصبحوا مفكرين ومبدعين.

علينا التذكر دائما أن اللعب فرصة لتعديل أي سلوك غير مرغوب به لأطفالنا؛ وهو ما يسمى بالوقت النوعي. أي أننا ومن خلال اللعب؛ نستطيع إرسال الكثير من الرسائل التي نريد توجيهها لأطفالنا.

فمثلاً: إذا كانت الأم تواجه مشكلة متعلقة بسلوك الطفل، يمكنها تدارك ذلك من خلال التواصل عن طريق اللعب، وهذه أحد وسائل ومنهجيات التنشئة عبر التواصل. فعلينا التعبير عن حبنا لأطفالنا من خلال اللعب معهم، وتذكير نفسنا بأهمية ذلك لهم.

لذلك نلاحظ أن من أكثر الجمل المتكررة التي يرددها أطفالنا هي: “أمي أريد أن تلعبي معي”، فأحياناً لا يستطيع الأهل تلبية طلب أطفالهم بمشاركتهم اللعب. هنا عليك تذكير نفسك بأن مشاركة اللعب لمدة 10 دقائق في لعبه من اختياره وإدارته؛ يعد أفضل وسيلة للتواصل وتوجيه سلوك طفلك.

يمكنك الاستفادة من مقال أفضل ألعاب الأطفال التي تحفز وتطور مهارات التركيب والبناء في موقعنا

اختيار اللعبة المناسبة لطفلي – وأهميتها في علم النفس

عند القيام باتخاذ قرار شراء لعبة جديدة لطفلك، يجب عليك أن تحددي الهدف من وراءها. هل أريد أن أعلمه شيء معين أو لمجرد التسلية؟ أهم شيء في ذلك كله، أن تكون اللعبة آمنة، وتطابق مرحلته العمرية واهتماماته وأن تكسبه مهارة معينة.

كما يجب أن تكون غير مؤذية بمكوناتها ومبدأ لعبها، وأن تكون لعبة تساهم في تقوية استقلال طفلك ويكون هو المتحكم بها وتعلمه قيم معينة، وتعمل على تنمية الأبداع لديه وتطلق العنان لمخيلته.

وهناك نوعين من الألعاب التي علينا التفريق بينهم” ألعاب لها أكثر من هدف، وألعاب لها هدف واحد. تعتبر الألعاب التي تمتلك أكثر من هدف الأفضل للأطفال؛ وذلك لأن الطفل يستطيع لعبها والاستفادة منها والتعلم بعدة طرق، ولا يمل منها. أما الأخرى تملك هدف واحد، مهارة معينة. وعند تعلم هذه المهارة سيتوقف عن اللعب بها.

ولألعاب المونتسوري الكثير من النتائج الإيجابية على الأطفال، فهي تنمي روح الابتكار لديهم، وتقوي استقلاليتهم. كما أنهم يندمجون في عملية التعلم بسلاسة، وتنمي حس الاستكشاف والفضول لديهم. إضافة لأنها مصنوعة من مواد طبيعية، تستميل أحاسيس الطفل وتزيد من حب اللعب لديهم والنشاط والاستكشاف. وهذا يؤكد لنا أهمية لعب الأطفال في علم النفس.


الأخصائية التربوية إيمان سليمان

تحمل الأخصائية إيمان سليمان درجة البكالوريوس، وإجازة تعليمية من الجامعة الأميركية في بيروت، ودرجة الماجستير في علم النفس التربوي، من الجامعة الأمريكية في بيروت.

وعملت في التربية الابتدائية في البداية، والعديد من المدارس الخاصة في لبنان. وهي أيضا مدرب حياة معتمد، وخضعت للتدريب في مجال حماية الطفل، وواجهت الكثير من الصعوبات التي يواجهها المعلمون والآباء مع الأطفال.

تقول إيمان سليمان “ذلك سهل علي أن أصبح أخصائية في علم النفس التربوي والتوجيه والإرشاد المدرسي، حيث قمت بالتدريس والاختلاط مع أطفال من ثقافات وخلفيات مختلفة لأكثر من ١٢ سنة، بالإضافة إلى تصميم مناهج للغات الأجنبية.

وعملت مع المنظمات غير الحكومية، من خلال تقديم جلسات الصحة النفسية للأطفال، والتي تغطي مجموعة واسعة من مختلف الموضوعات والمهارات.

‎علاوة على ذلك، يسعدني أن أساعد طلاب المدارس الثانوية الذين يحتاجون إلى التوجيه فيما يتعلق بالمسار الوظيفي والطلبات الجامعية.

لذا؛ فإن الصغار ليسوا تخصصي الوحيد. عندما لا أعمل، فأنا أم لطفلين بدوام كامل، وأحب السفر واستكشاف الثقافات المختلفة، القراءة هي أيضا شغفي. نصيحتي للوالدين هي التوقف عن مقارنة أطفالهم بالأطفال الآخرين، لأن هذا سيؤثر سلباً على حياتهم. عليك أن تمدح طفلك، لأنه بذل قصارى جهده. بدلاً من جعله يشعر بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية”.

4 تعليقات

  1. […] اقرأ أيضًا أهمية لعب الأطفال في علم النفس […]

  2. […] إقرأ مقال أهمية لعب الأطفال في علم النفس […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0