التربية الجنسية… كيف تُعلّم طفلك حماية نفسه من التحرش الجنسي؟

أمومة وتربية الطفولة المبكرة تقييم منتجات وأماكن

التربية الجنسية… كيف تُعلّم طفلك حماية نفسه من التحرش الجنسي؟

الثقافة الجنسية عند الأطفال

انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في العالم منذ عشرات السنين، ونراها الآن تسير في شوارع مجتمعاتنا العربية بلا حياء. فلا الدّين ولا الأخلاق ولا العُرف يردع هذه الفئة المتوحشة من المتحرشين! وبسبب ثقافة العيب السّائدة حول التربية الجنسية للأطفال في مجتمعنا الشّرقي؛ كنا نخجل أن نتحدث عن هذه الظاهرة بالعلن، فأنا لا أذكر أن أمي أخبرتني أي شيء عن التحرش الجنسي عند الأطفال في طفولتي! ومع تطوّر العالم وانفتاحه، أصبح الحديث عن ظاهرة التحرش الجنسي والثقافة الجنسية والتربية الجنسية مع أطفالنا أمراً هاماً جداً، ومنذ سنوات عمرهم الأولى. فقد يكون المتحرش من أقرب الناس إليك، يستغل قربه من طفلك ليقوم بفعله الدنيء!

نعم أشعر بصعوبة وقع كلماتي على كل من يقرأ، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نواجهها ونكافحها. فأطفالنا أغلى ما نملك، وهم أمانة بأعناقنا. الخطوة الأولى والأساسية في مكافحة هذه الظاهرة هي توعية الطفل والتركيز على موضوع التربية الجنسية عند الأطفال.


كيف أحمي طفلي من التعرض للتحرش الجنسي؟

لخصّت لنا الأخصائية النفسية سهير هاشم عبر منصتها الإلكترونية؛ بعض الخطوات التي تساعدنا في توعية الأطفال ضد التحرش. وكانت كالتالي:

  • المعتقد الخاطئ لدى الآباء أنه من الأفضل تأجيل الحديث عن الثقافة الجنسية مع أطفالهم، ظناً منهم أنه كلما تقدم بهم العمر، زاد فهمهم وتقبلهم لهذه الأمور. ولكن العكس هو الصحيح. فيجب علينا أن نبدأ بالتربية الجنسية للأطفال من عمر ثلاث سنوات. نبدأ بتعريفهم إلى أعضاء الجسم بشكل عام، لنصل بسلاسة إلى تعريفهم بأعضائهم التناسلية، مع أهمية الشرح عن وظيفتها، والتركيز على أنها أعضاء طبيعية وموجودة، ولا داعي للشعور بالخجل منها.
  • كما أنه من المهم جداً تعليم الطفل أن يفرّق بين اللّمسة الصحيحة واللّمسة غير صحيحة. فمثلاً نعتبر السلام باليد لمسة صحيحة، بالمقابل الضمة القوية من شخص غريب لمسة غير صحيحة. كما أن لمس الأعضاء التناسلية من قبل أي شخص غير مقبول أبداً.
  • وأيضاً يجب أن نوضّح للطفل أنه لا توجد أي أسرار تتعلق بالجسم. فيجب أن تخبر ماما وبابا عن أي شيء يتعلق بجسمك، لأن غالبية المتحرشين يستخدمون عبارة “هذا سر بيني وبينك” مع الطفل. فيجب توعية الطفل أنه لا يوجد أي أسرار مرتبطة بالجسم حتى لا يقع ضحية المتحرش.

نقطة إضافية مهمة

  • يجب علينا كوالدين أن نحترم رغبة الطفل. فمثلاً لو رفض أن يتحدث أو يحتضن أو يقبّل شخصاً معيناً، علينا أن نحترم مشاعره ولا نجبره على ذلك، حتى لو كان هذا الرفض موّجه لأحد الأقارب. ويجب أن نتوقف عن استخدام جملة “سلم على عمو أو بزعل”، لأن المتحرش يستخدم جملة ” تعال إجلس في حضني أو بزعل” للإيقاع بضحيته. علينا أن نشجع الطفل بأن يثق بإحساسه، والاَّ يجبر نفسه على وضع غير مريح له.
  • من المهم أن ندرّب الطفل على قول كلمة “لأ” دون خجل أو خوف، إذا حصل وتعرض لموقفٍ غير مريح. كما يجب أن نثق به إذا أبدى عدم راحته لشخصٍ معين، ونحاول أن نحثه على الحديث عن مشاعره أكثر، وعن الأسباب التي جعلته ينفر من هذا الشخص.
  • ومن المهم أيضاً أن نحدد للطفل الأشخاص الذين يستطيع أن يتوجه إليهم، إذا تعرض لموقف غير مريح. كالأم والأب أو المعلمة أو أي شخص آخر موثوق قمنا بتحديده للطفل مسبقاً.
  • كما أننا نستطيع الاستعانة بقصص أطفال تعليمية لتبسيط وتسهيل الحديث عن الثقافة الجنسية مع الأطفال، للرجوع إليها كدليلك لتعليم طفلك حماية نفسه من التحرش. وسأرشح لكم قصة “خط أحمر” وقصة “لا أسمح”.

1. قصة خط أحمر

تساعد هذه القصة على تعريف الطفل بموضوع التحرش الجنسي عند الأطفال، من خلال توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات دون تخويفه، وتقويته دون أن يظهر كضحية، وتشجيعه على مواجهة الموقف فيما لو تعرض له، والتحدث عنه بلا خجل.

كما حرصت المؤلفة على الابتعاد عن مجرد الوعظ وتوجيه التعليمات للطفل. فلم تتطرق لسرد قصص حدثت فعلاً مع الأطفال، لأن ذلك قد يخيفهم. كما وجهت هذا الكتاب إلى الأهل والمربين والأطفال في الوقت عينه، وزودتهم ببعض حلول التحرش بالأطفال.

وقد تدرجت المؤلفة بالانتقال من العام إلى الخاص، من مفهوم أن الوطن والبيت والعائلة خط أحمر وصولاً إلى جسم الطفل الذي هو أيضا خط أحمر وممنوع الاقتراب منه.

هذه القصة من تأليف الكاتبة سمر برّاج، ومن تنفيذ دار الفكر العربي للنشر. ويمكنك الحصول عليها من موقع أمازون ومن مكتبة جرير في دولة الإمارات.


2. قصة لا أسمح

أيضاً واحدة من قصص الأطفال التعليمية التي تتناول موضوعات الثقافة الجنسية، وتزيد الوعي الجنسي عند الأطفال بأسلوبٍ مبسط وسلس. كما تتحدث عن التحرش الذي يتعرض له الصغار، وتحذرهم من خلال رسوماتها المعبرة، من الحديث مع أي شخص غريب. والابتعاد عن أي شخص يحاول لمسهم بطريقة غير لائقة.

تجيب هذه القصة عن بعض الأسئلة التي تطرأ في فكر الطفل. فماذا يفعل إن تعرض لمن يريد أن يتحرش به؟ هل يستطيع الحديث مع الغرباء بالشارع؟ هل يسمح للطبيب أن يرى أو يلمس جسمه؟ سيتعرف الطفل على هذه الإجابات وغيرها من خلال قراءة هذه القصة.

قصة “لا أسمح” من تنفيذ دار ألف باء تاء ناشرون للنشر. ومن تأليف الكاتب محمد ملص. متوفرة في مكتبة جرير في دولة الإمارات.

اقرأ أيضاً كيف نحمي أطفالنا من خطر التحرش الجنسي


3 تعليقات

  1. […] النفسيات المريضة وتعرض الأطفال والمراهقين للإذاء. التربية الجنسية… كيف تُعلّم طفلك حماية نفسه من التحرش …ما هي المخاوف التي تراود الوالدين في حال قرروا منع […]

  2. […] اقرأ أىضاً التربية الجنسية كيف تعلم طفلك حماية نفسه من … […]

  3. […] اقرأ أيضاً التربية الجنسية كيف تعلم طفلك حماية نفسه من … […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0