أكدت أبحاث الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، أنه يمكن للأطفال في سن ما قبل المدرسة إظهار سلوك عنيف. قد يشعر الآباء وغيرهم من البالغين الذين يشهدون هذا السلوك بالقلق. مع ذلك، فإنهم غالبًا ما يأملون أن الطفل الصغير “سيتخلص من هذا السلوك”. لكن يُنصح دائمًا أن يؤخذ سلوك الطفل العدائي والعنيف في أي عمر على محمل الجد، فمن غير المحبذ إهمال السلوك العنيف باعتباره “مجرد مرحلة يمرون بها!”
ما هي السلوكيات العنيفة الشائعة عند الأطفال والمراهقين؟
هناك سلوكيات يمكن أن تكون مرتبطة جسديًا أو نفسياً كالتالي:
أولًا – السلوكيات الجسدية
- خطف الألعاب.
- الدفع والشجار الجسدي مع الأقران.
- العض.
- نتف الشعر.
- الركل.
- رمي الأشياء.
- التخريب المتعمد لممتلكات الآخرين في المنزل والمدرسة بشكل متكرر.
- العنف مع الأصدقاء جسدياً ولفظياً.
- القسوة تجاه الحيوانات.
ثانيًا – السلوكيات النفسية
- يعبر دائماً عما في قلبه بطريقة غير مناسبة.
- يعبر عن احتياجاته بطريقة نوبات الغضب الشديد.
- سريع الانفعال والتهيج والاندفاع وفقدان الأعصاب.
- صعوبة في التعامل مع أقرانه.
- يرغب دائمًا في التقليل من شأن الآخرين وفرض إرادته.
- يلوم الآخرين دائمًا.
- يشعر بالإحباط بسهولة.
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك ما يكفي من المهارات اللفظية لتوصيل مشاعره – حوالي سن السابعة – يجب أن تتضاءل التعبيرات الجسدية العدوانية.
التحقيق في الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى خطر سلوك الطفل العدائي والعنيف للغاية عند الأطفال
قد تكون الأسباب هي تحديات فريدة ومجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية الأسرية المجهدة نذكر منها:
- اعتماد الطفل على تقليد سلوكيات من حوله، والتأثر بهم.
- تعرض الأطفال للعنف سواءً في المنزل أو في المجتمع مثل التعرض للاعتداء الجنسي.
- الصراع داخل أسرة الطفل. مثل التفكك الأسري.
- التعرض للعنف في وسائل الإعلام. من خلال البرامج التلفزيونية والأفلام التي يشاهدها الطفل.
- العوامل الوراثية العائلية.
- التعبير الجسدي عن إحباطه والاحتياج إلى الاهتمام. حيث قد ينزعج الطفل من مشكلة أكبر من قدرته على التعامل معها.
- لا يمتلك المهارات اللغوية للتعبير عن احتياجاته بعد.
- لم يتعلم التعبير عن مشاعره لحل مشكلاته بطريقة صحيحة.
- طاقة مكبوتة وعدم وجود مساحة للإبداع الجسدي أو الذهني. كممارسة الرياضة والرسم.
- ضعف التركيز.
- القلق وصعوبات التعلم غير المشخصة.
- صعوبة التكيف مع التغييرات من حوله. كتغيير المدارس باستمرار.
- الإفراط في تدليل الطفل، دون وضع عواقب للأخطاء.
- أحداث الحياة المجهدة.
إن سلوك الطفل العدائي والعنيف غالبًا ما يكون مشهدًا يسهل رؤيته بشكل عام. ولكن هذه العلامات وأسبابها تبين لك أن سلوك طفلك العدائي أو العنيف لم يعد مجرد جزء من منحنى التعلم الخاص به، بل أصبح في نطاق خروجه عن السيطرة. ولكن الآن كيف يمكنك تقديم المساعدة؟
كيفية التعديل والتعامل مع سلوك الطفل العنيف والعدائي في البيت والمدرسة
أولاً – التعرف على أسباب العدوانية
أظهرت الدراسات البحثية أن الكثير من السلوك العنيف يمكن تقليله أو حتى منعه، إذا تم تقليل عوامل الخطر المذكورة أعلاه أو إزالتها بشكل كبير.
ثانياً – تقديم الملاحظات دون عقوبة جسدية. ويكون ذلك من خلال:
- المحافظة على الهدوء أثناء العاصفة. فعندما يعبر الطفل عن الكثير من المشاعر، ويقابل الوالدان ذلك بمزيد من العصبية؛ قد يؤدي ذلك إلى زيادة عدوانية الطفل. بدلًا من ذلك، حاولي أن تكوني نموذجًا لطفلك لإدارة غضبك، حتى يتعلم كيفية التحكم في غضبه والتعبير عن الغضب والإحباط بالطرق المناسبة. بهذا سيكون أكثر مسؤولية عن أفعاله وأكثر انفتاحاً لتقبل العواقب.
- الحد من تعرض الأطفال للعنف في المنزل والمجتمع، والحد من مشاهدة وسائل الإعلام أيضاً. فمن الواضح أن العنف يؤدي إلى العنف.
- منع إساءة معاملة الأطفال باستخدام البرامج المخصصة لذلك. مثل: تدريب الوالدين، وبرامج دعم الأسرة، واستشارة أخصائيين في تعديل السلوك.
ثالثاً – مساعدة الطفل على إبراز جانبه الإبداعي
وذلك من خلال تشجيع الطفل على ممارسة الهوايات. مثل الرسم وركوب الدراجات والسباحة والقراءة أيضاً. مما يساعد الأطفال على إعادة توجيه أفكارهم بعيدًا عن الغضب أو المشاعر الأخرى غير المرغوب بها. بالإضافة إلى ذلك؛ يمكن للأطفال التعبير عن غضبهم عن طريق الدوس بأقدامهم، أو الركض أو ركوب الدراجات أو الضرب على الطين أو حتى الرقص.
رابعاً – تعليم الطفل التعبير عن نفسه من خلال تسمية المشاعر
على سبيل المثال، يمكنكِ أن تقولي: “يبدو لي أنك غاضب جدًا الآن”. هذا يؤكد صحة ما يشعر به طفلك ويشجعه على التعبير اللفظي بدلاً من الجسدي. إن فتح المجال للمحادثة يمكن أن يساهم في إيجاد طرق للتخلص من المشاعر السلبية بطريقة صحية.
خامساً – معالجة الصراعات الأسرية، والمشاكل المدرسية، وقضايا المجتمع.
سادساً – مكافئة السلوك الجيد
سابعاً – اجعلي “ليس هناك عذر للإساءة” شعار أسرتك
كوني صبورة، فأنتِ لستِ وحدكِ التي تعاني من عدوانية الأطفال الصغار. إذا كان طفلكِ يعاني من صعوبة ضبط النفس، فإن دمج هذه الاستراتيجيات في تربيتكِ له من شأنه أن يساعدكِ على كبح جماح هذه السلوكيات.
وإذا كان الوضع يبدو غير قابل للإدارة، فهنا في موقع كلنا أمهات ستجدين عدة أخصائيين نفسيين للأطفال يتمتعون بمهارة عالية، لمساعدة الأطفال والأسر على حل المشكلات النفسية والسلوكية. قومي بترتيب إجراء تقييم شامل من قبل أخصائي مؤهل في مجال الصحة النفسية للأطفال.
هذا المقال بقلم الشيماء إسماعيل
يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للسيدة الشيماء إسماعيل لتقديمها هذا المقال القيم المليء بالفائدة