كيف أقوم بإعداد الميزانية الشهرية؟ ما هي الادارة المالية وكيف أنظم المصروفات؟ نصائح لإدارة المال لدى الأم العازبة.

للأم العاملة

كيف أقوم بإعداد الميزانية الشهرية؟ ما هي الادارة المالية وكيف أنظم المصروفات؟ نصائح لإدارة المال لدى الأم العازبة.

alexander-mils-lCPhGxs7pww-unsplash

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، فإن التفكير في الدخل المالي للأسرة يثير الكثير من الانفعالات والضغوط. وبالتالي فإنّ اعتماد الأسرة على مصدر واحدٍ للدخل، قد يضاعف الضغوط أكثر فأكثر.
وضع ميزانية شهرية.. دفع الفواتير.. تلبية احتياجات الأطفال، الإدخار وتخصيص المال للنفقات غير المتوقعة.. كلها أمور قد تبدو مستحيلة التنفيذ أو على الأقل تحتاج الكثير من الوقت والجهد لو كنتِ أماً عزباء. الادارة المالية ومعرفة كيفية وضع ميزانية شهرية طريقك لحياة أكثر تنظيمًا وإنتاجية.

حياة الأم العازبة ليست سهلة. نشعر بك جيدًا ونقدر كل ما تقومين به حتى وإن شعرت بأن كل شي من حولك لا يكون بالشكل الذي تريدينه. وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2021، فإن حوالي 11-30% من الأسر في مناطق الصراع بالشرق الأوسط ترأسها نساء، وغالبًا نتيجة فقدان أو غياب أفراد الأسرة الذكور. العديد من هؤلاء النساء يعتبرن المعيل الأساسي. على سبيل المثال، في الأردن، يعتمد ما يقرب من 21% من الأسر التي ترأسها نساء على الدخل الناتج عن العمل غير الرسمي، مما يبرز دورهن الحاسم في دعم العائلات وسط حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.

الإدارة المالية ببساطة هي كيف تخططي وتديري دخلك ونفقاتك بطريقة ذكية تضمن لك الاستقرار وتحقيق أهدافك. وإليك بعض النصائح التي ستساعدك كي تديري الدخل/المال:

1- وضع قائمة بأهم الأولويات

قد يبدو أن هناك الكثير من الأولويات والالتزامات التي يجب عليكِ القيام بها، لذلك قومي بكتابة قائمة وحددي فيها جميع أولوياتك، وقيّمي مدى توافق هذه القائم مع دخلك الشهري ونفقاتك، من الطبيعي أن تكون هذه القائمة غير مستقرة باختلاف الظروف لكن في النهاية ستجعل الأمور أوضح.

2- تذكري، المال وسيلة

على عكس بقية الأسر؛ فإن الأسر ذوات الدخل الواحد، يقّدرون قيمة المال ويعرفون أوجه نفقاته أكثر. لذلك هو بالنسبة لهم ليس أكثر من وسيلة لتلبية الاحتياجات المختلفة. تقول بعض الأبحاث؛ أن عملية الشراء تسبب السعادة أكثر من المشتريات نفسها. لذلك إن كنتِ تبحثي عن السعادة.. فليس من الضروري أن تشتري أشياء باهظة. يمكنك أن تعثري على تجارب عائلية تحقق لك مطلبك وبتكلفة قليلة.

3- ادخري من الدخل المالي للحالات الطارئة

يساعدك الإدخار على تخفيف الضغوط التي قد تواجهينها في الحالات غير المتوقعة. ابدئي بأي مبلغ واستمري واصبري حتى يكبر أكثر وأكثر. خصوصًا إذا كنت أمًا عاملة فالادخار أمر هام.
وأنصحك بتعليم طفلك الادخار ليقدر قيمة المال ويساعدك في فهم ما تقومين فيه دون أي حواجز بينكما.

4- خذي وقتك في التعامل مع مشاعرق القلق تجاه المال

لا تقلقي.. لابد من التفكير في الدخل المالي للأسرة، ومن الطبيعي أن يأخذ تنظيم أوجه النفقات. بالإضافة إلى محاولة الادخار الكثير من الوقت. لكن استثمري الوقت في التفكير في كيفية التوفير وتقليل النفقات قدر الإمكان.

5- راقبي الشعور المرتبط بالإنفاق

ما هي المشتريات التي تجلب السعادة لعائلتك؟ وما المشتريات التي قد تشعرك بالندم؟ مثلاً.. هل ستندمين بعد صرف مبلغ لا بأس به على وجبة عشاء في مطعم ما؟ ماذا لو فكرنا أن التجمع العائلي على فيلمٍ ما على إحدى المواقع المجانية أو المدفوعة، مع وجبة عشاء منزلية التحضير قد يكون أكثر إسعاداً


6- ما هو النمط الذي تتبعينه في إنفاق الدخل المالي؟

من المهم تحديد المشكلة لإيجاد الحل.. هل أنت ممن ينفقون كثيراً أم ممن يصدون كثيراً؟ سؤال يجب أن تطرحيه على نفسك عند تقييم حالتك المالية وخين تفكرين بالادارة المالية

7- لا تتخلي عن روتينك اليومي

إذا كنتِ مدينة بالمال لأحد، فلا بأس بسؤال أو تلقي النصيحة من الآخرين أو من أخصائيين.. لعلكِ تصلين للحل.

لا تصلي للمرحلة التي يسيطر القلق المادي فيها عليك. إذا فقدتِ روتينك اليومي قد تتوقفين عن الطبخ أو تناول الفطور.. حافظي على نظام صحي وحاولي.

8- ابحثِي عن وظيفة أفضل

أبقي سيرتك الذاتية محدثة.. قومي بالتعرف على الآخرين والبقاء نشطة في مجالك، وابحثي دوماً عن الأفضل.

9- تعديل نمط الحياة الاستهلاكي

قد تحتاجين أن تكوني اقتصاديةً أكثر.. بسيطة.. كما قلنا السعادة لا تكمن في الأشياء الباهظة. لذلك لا تعتقدي أن الشراء لغايات المظاهر الخارجية؛ سيجعلك أكثر سعادة.. على العكس تماماً.

10- لا تشعري بالذنب

العمل ليس مجرد خيار بالنسبة لكِ كأم عازبة. لذلك فإن مشاعر التقصير أو الغياب بسبب العمل.. ما هي إلا مشاعر مستهلكة للطاقة. لا تترددي في طلب الدعم النفسي، حتى تنطلقي ولا تكوني حبيسةً لمشاعر سلبية.

اقرأي عن تأثير المال على الأسرة والعلاقات مع مدربة الأداء العالي لارا كتن


بعد أن قمتِ بكتابة أولوياتك، بإمكانك الاستعانة بجدول بيانات يوضح حجم النفقات مقابل الدخل المالي للأسرة، من أجل عمل ميزانية مالية واقعية.

لإعداد ميزانية شهرية فعالة، يمكنك اتباع هذه الخطوات البسيطة:

أولًا: حددي دخلك الشهري

قومي بجمع كل مصادر الدخل (ثابتة – أعمال حرة وغيرها)

ثانيًا: قومي برصد النفقات الأساسية الشهرية

مثل الإيجار، الفواتير. أما النفقات المتغيرة كالطعام والمواصلات بناء على الأشهر الماضية.

ثالثًا: قومي بتقسيم الميزانية إلى فئات:

50% للوازم الأساسية مثل الإيجار، الطعام والموصلات

30% للأشياء الثانوية كالتسوق والترفيه

20% للإدخار أو الديون

رابعًا: قومي بمراقبة إنفاقك اليومي: هناك بعض التطبيقات المخصصة لذلك

خامسًا: قومي بمراجعة الميزانية شهريًا: لمحاولة معرفة المتغيرات والتعديل على الميزانية.

هنا بعض المبادئ التي قد تساعدك:

  1. انفقي أقل مما تكسبي.
  2. حاولي تدخري أولًا، مبلغ ولو قليل وبشكلٍ شهري.
  3. ادفعي فواتيرك بشكل منتظم وتوقفي عن التفكير فيهم طوال الشهر.
  4. كوني واقعية ومرنة، قللي من المصروفات غير اللازمة وحافظي على الادخار كأسلوب حياة مستمر وعلمي أطفالك ذلك.

تواجه الأسر التي ترأسها النساء في المنطقة أعباء مالية متزايدة، بالإضافة إلى محدودية الوصول إلى الموارد وارتفاع احتمالية الفقر. وتتفاقم هذه التحديات بسبب الأعراف الاجتماعية التي تربط المسؤولية المالية عادةً بالرجال، مما يؤدي إلى محدودية الدعم المتوفر للنساء في هذه الأدوار. لا بد أن نتكاتف جميعًا لفهم ما تعيشه النساء وتقديم الدعم لهن.


لكِ:

بالإضافة إلى ما سبق؛ يمكنك قراءة كتاب “سيكولوجية المال” الذي يربط بين علم النفس والمال.. كيف أن للمال تأثير كبير في سلوك البشر وتصرفاتهم. أيضاً يركز على أهمية تحديد الإنسان لاحتياجاته الأساسية، والأشياء التي تشبع غروره وتنقله لمرحلة السعادة.. لكن بأقل التكاليف! حتى يحافظ على الادارة المالية، ويدخر سعادته في أوقات أًخرى.

أيضاً يركز الكتاب على أهمية الاستمرارية في الإدخار حتى لو بدون هدف واضح. ثم يذكر أهمية الاستثمار والمخاطرة.. التواضع وعدم ربط احترام الآخرين لنا بمقدار المال الذي نمتلكه.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *