الطفل الزنان كيف نساعده للتخلص من هذه العادة؟

الطفولة المبكرة

الطفل الزنان كيف نساعده للتخلص من هذه العادة؟

نصائح

هل لديك طفل زنان؟ هل سبق وأن قابلتِ مخلوقاً أكثر إصراراً من طفلك الصغير، عندما يحاول الحصول على ما يريد؟ حسناً؛ شخصياً لا أعرف شخصاً أكثر إقناعاً وتفانياً من طفلتي، عند محاولتها الحصول على بعض الحلويات! فهي تتحول حرفياً لتتقمص شخصية الطفل الزنان! “ماما لقد أكلت البروكلي الصحي هل ستكافئيني ببعض الحلوى؟ أمي لقد رتبت غرفتي هل لي ببعض الحلوى؟ ماما أشعر بالدوار هل يمكنني الحصول على بعض الحلوى؟”.  إنها لا تمل أبداً!

ولن أخفي عنكم خضوعي في العديد من المرات لهذا الطلب وغيره، خصوصاً في محل البقالة، أو عندما تقوم بطلبه وسط انشغالي في شيء مهم، يحتاج مني إلى التركيز! أشعر أحياناً أن عيون أطفالنا الجميلة تراقبنا في كل الأوقات، بل وتميز لحظات ضعفنا وانهماكنا في العديد من الواجبات. هم قادرون على اختيار الأوقات المناسبة “للانقضاض” بكل حرفيّة، ولتقمص دور الطفل الزنان. لتبدأ المفاوضات التي تسير باتجاه واحد فقط، والتي لا تركز على شيء غير تحقيق الهدف بحصولهم على ما يرغبون به! بل ولا يتوقفون إلا إن قمنا بتغيير رأينا في اللحظة الأخيرة!

لماذا يستخدم الأطفال أسلوب “الزن”؟

أسلوب الزن؛ هو سلوك مكتسب، ويمكن للطفل التقاطه في أي عمر ثم الاستمرار في استخدامه، بمجرد أن نسمح له لمرة واحدة وبلحظة ضعف، الحصول على ما يرغب به من خلال استخدامه لهذا الأسلوب! ولكن في حال تطور هذا السلوك، بل واقترابه من مرحلة التفاقم، هنا يجب علينا أولاً البحث عن سبب المشكلة وأصلها، حتى نستطيع معالجتها بشكل مناسب.


كيف يمكنني مساعدة طفلي على التخلص من هذه العادة؟

هناك العديد من الأمور التي نستطيع القيام بها كآباء، لمساعدة الطفل على التخلص من هذا السلوك المكتسب، وللتعامل مع الطفل الزنان بذكاء وحنان. وسنذكر منها ما يلي:

لا تستسلمي للزن أبداً

كأي سلوك مكتسب، يمكننا بكل بساطة ألاّ نستسلم لأسلوب الزن الذي يستخدمه الطفل، حتى لا نسمح لهذا السلوك بمرافقة الطفل إلى مراحل متقدمة من عمره.

مفهوم عدم الاستسلام هنا بسيط للغاية، وغير مؤذي للطفل. عندما تأتي ابنتي لطلب الحلويات على وجبة العشاء وتحصل على “لا” كإجابة؛ ستعود مرة أخرى لتطلب نفس الطلب، مع إضافة كلمة “أرجوكِ” إلى الطلب السابق، حتى تشعرني أنها تريد الحلويات على وجبة العشاء حقاً!

ولكن مع إصرارنا على الإجابة ب “لا”، وعدم الاستسلام أو الانزعاج من هذا السلوك؛ سنساعد أطفالنا حقاً بفهم أن أسلوب الزن ليس أسلوباً فعالاً، ولا يساعدكم للوصول إلى هدفكم أو الحصول على ما ترغبون به.

حافظي على هدوئك

يترجم الطفل فقدان هدوئك بسبب الزن؛ بقدرته على إزعاجك. والأطفال بارعون جداً في هذه اللعبة، التي قد تنتهي في بعض الأحيان بشعورك بالإحباط، أو بقول شيء قد تندمين على قوله. لذا خذي بعض الأنفاس العميقة، فكري في الأشياء الإيجابية، أخرجي من الغرفة إن لزم الأمر.

فانهيار أعصابك في هذه اللحظة وتوبيخ الطفل على تصرفه، لن يساعد طفلكِ على تعديل سلوكه بل سيحفزه. المصدر

اقرأ أيضاً ابني قال لي أكرهك ماذا أفعل؟

تجاهلي الزن المستمر

يعد تجاهل هذا السلوك، أحد أفضل الطرق للتوقف عن هذه العادة المزعجة، ببساطة تجاهلي الزن!

ولا تولي طفلكِ أي اهتمام طالما يستخدم هذا الأسلوب. عندما يدرك الطفل أن محاولاته لجذب الانتباه غير فعّالة، سيستسلم بالنهاية.

في بعض الأحيان؛ قد يلجأ الطفل لزيادة وتيرة هذا الزن قبل أن يستسلم. قد يرفع صوته وقد يلجأ للصراخ. لاحظي ذلك عندما يستخدم الطفل البكاء كطريقة للفت الانتباه، سيكون صوته منخفض في البداية. ثم عندما يلاحظ عدم اكتراثك، سيبدأ بالصراخ بوتيرة أعلى ثم أعلى ثم أعلى، قبل أن يستنتج أن هذا الأسلوب غير فعال ويستسلم!

في حال وصول الأمور إلى هنا، فتأكدي أن أسلوب التجاهل يمثل رادعاً فعّالاً، لأن الطفل قد عرف أن هذا الأسلوب لم يجذب انتباهك، وهو يحاول أن يبذل جهداً أكبر للفت الانتباه.

في النهاية سيستسلم الطفل الزنان، وسيتعلم أن هذا الأسلوب غير مناسب، وسيتخلى عنه رويداً رويدا.

اقرأ أيضاً نوبات الغضب عند الأطفال وطرق التعامل معها

تعاملي مع أسلوب الزن في نفس الطريقة كل مرة

حتى لو كنتِ منزعجة اليوم أو متعبة، لا تتراجعي عن التعامل مع هذا الأمر بجدية. في كل مرة تستسلمين بها لتحقيق مطالب الطفل بعد أن قام بالزن؛ ستزداد احتمالية استخدام هذا الأسلوب من قبل الطفل، وقد تطول فتراته أيضاً!

فتأكدي أن تتعاملي بنفس الطريقة، من عدم الاستسلام والتجاهل والمحافظة على الهدوء في كل مرة، بغض النظر عن مزاجك.

علمي طفلك كيفية التعامل مع مشاعره بطريقة صحيحة

يستخدم الطفل الزنان أسلوب الزن لسببين: إما أنه يرغب في إثبات نفسه، أو أنه يعبر عن الشعور بالإحباط أو الحزن.

لذا في محاولة تفريغ الشعور بالإحباط أو الحزن، قد يلجأ الطفل لسلوك الزن حتى نحقق له ما يريد. علّمي طفلك كيفية التعامل مع المشاعر غير المريحة مثل القلق والغضب والحزن؛ فالذكاء العاطفي مهارة مهمة، وستؤثر على حياة طفلك بشكل إيجابي.

اقرأ أيضاً نصائح لتربية طفل ذكي عاطفياً.

كما أن تعليم الطفل مهارة التأقلم الصحية، ستساعده على إدارة مشاعره بطريقة مقبولة اجتماعياً.

فمثلاً؛ أطلب من طفلتي أن تلون عندما تشعر بالحزن، أو أن تكتب في دفتر يومياتها عندما تشعر بالقلق، أن تتمشى قليلاً عندما تشعر بالإحباط. هذه الأمور تساعد الطفل الزنان على التحكم بمشاعره عن طريق تفريغها، وبالتالي يصبح أقل اهتماماً باستخدام أسلوب الزن لتفريغ مشاعره عبر التحكم بسلوك الآخرين.

تحدثي مع طفلك

إذا كانت لدى طفلك هذه العادة السيئة “الزن والنق والتذمر”، تحدثي إليه بما يتناسب مع إدراكه. اتخذي خطوات صغيرة لتعزيز عادة الإمتنان لديه، وحفزيه ليكون ممتناً لما لديه. سينتج عن ذلك تقليل احتمالية إصراره على حاجته للمزيد دائماً.

أيضاً من خلال بعض الأحاديث، يمكنكِ تعريف طفلك على مفهومي الحاجات والرغبات، فالطعام هو حاجة، بينما الحلويات هي رغبة. ثم وضحي له أنه يستطيع العيش دون الرغبات، واستخدام أسلوب الزن لن يغير شيئاً من هذه الحقيقة.

في النهاية عزيزتي الأم؛

أنتِ أكثر من تفهم طفلها وتعرفه بل وأكثر من تهتم لأمره. استخدام الطفل لأسلوب الزن هو أمر عادي وشائع وغير مقلق. ولكن لو تفاقم هذا السلوك وتطور، واستمر الطفل باستخدامه في مراحل عمره المتقدمة، ولو وقفتي حائرة دون أن تعرفي الكيفية الصحيحة للتصرف مع طفلك، ودون أن تكون لديكِ فكرة عن كيفية العمل على تحسين هذا السلوك أو غيره؛ وإن فضلتي التوجه لاستشارة أحد الأخصائيين لتزويدك بمعلومات وتوجيهات أكثر، تتعلق بالأسلوب الصحيح للتعامل مع أسلوب الزن لدى الأطفال قبل أن يتفاقم؛ فسنوفر لكِ عبر منصة كلنا أمهات، خدمة استشارية مع الأخصائية رهام منذر، التي تعمل على تدريب الوالدين لتحسين مهاراتهم في التواصل مع أطفالهم. كما تساعد في تقويم سلوك الطفل غير المرغوب به.

لحجز استشارة إضغط هنا


احجز اون لاين

جلسة إرشاد وتوجيه عائلي مع رهام منذر

قد يواجه الأطفال بعض التحديات الصعبة التي تترك ندوباً نفسية لن تزول من تلقاء نفسها، وقد يكون المسبب الأول في هذه الندوب هو عدم معرفة الأهل بالكيفية الصحيحة للتعامل مع الطفل، وقد تؤثر هذه الندوب على حياة الطفل الحالية والمستقبلية بل وعلى أفراد العائلة أجمع. 

تساعدك الأخصائية النفسية رهام منذر في هذه الجلسة العلاجية على:

  • تحديد المشكلة وتقسيمها إلى أجزاء ليتم التعامل معها وحلها بشكل فعّال.
  • بناء أواصر علاقة سليمة بين الطفل والوالدين مبنيّة على الحوار.
  • تحديد طرق التواصل الصحيحة والفعّالة مع الطفل.
  • تعلّم كيفيّة حل النزاعات بشكّل صحيح بين أفراد العائلة.
  • تحديد الأخطاء التربويّة التي يجب تفاديها.
  • دعم الأهل لتمكينهم من إدارة عائلتهم بشكل سليم.
  • التدريب على استخدام الحمام.

احجز اون لاين من هنا ساعة بقيمة 300 درهم فقط!


1 التعليق

  1. […] […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0